واشنطن - صفا

توصل فريق بحثي أميركي إلى أن العالم سيشهد ارتفاعًا كبيرًا في عدد الفيضانات الكبرى، ليبلغ المعدل السنوي فيضانا واحدا بحلول نهاية القرن، مما يضع سكان المدن الساحلية بالعالم في مخاطر شديدة.

وللتوصل إلى النتائج التي نشرت في دورية "إيرثز فيوتشر" استخدم الباحثون بيانات من أكثر من 300 مقياس للمد والجزر حول العالم، لتقدير مستويات سطح البحر في المستقبل خلال العقود القليلة القادمة، بحسب توقعات ارتفاع متوسطات درجات الحرارة العالمي.

ومع ارتفاع مستويات البحار بالنسبة للشواطئ فإن البنى التحتية الساحلية تصبح أقرب إلى المياه، مما يزيد احتمالية تأثير العواصف والمد والجزر والأمواج عليها.

وقد قام الباحثون بحساب تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر بالنسبة لمستويات الشواطئ فوجدوا أن معدلات الفيضانات الكبرى ستزداد في معظم المواقع التي درسوها لتصبح مرة كل عام بدلا من مرة كل مئة عام بحلول نهاية القرن.

كما تتوقع العلماء أن تشهد السواحل في جميع أنحاء العالم فيضانات بمتوسط مرة واحدة كل تسعة إلى 15 عاما بحلول منتصف القرن الجاري.

عالم جديد مختلف

ويرتبط ارتفاع سطح البحر بذوبان الجليد حول العالم، خاصة في مناطق مثل القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند.

وتكمن المشكلة في أن ارتفاع مستوى سطح البحر يحدث حاليا بمعدلات متسارعة، فبعد أن كان المعدل هو نحو 1.1 مليمتر لكل سنة خلال الفترة من 1900 حتى 1990 ارتفع ليصبح 3.2 مليمترات لكل سنة من 1993 حتى 2012.

وقد تبدو تلك كأرقام هينة، لكن ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل ثلاثة سنتيمترات كل عشرة أعوام يعد كارثة حقيقية، لأن ذلك يعني أنه بحلول نهاية القرن سيرتفع البحر ما يقارب نصف متر كامل.

وتتفق تلك النتائج مع أخرى توصلت إليها دراسة صدرت في العام 2019 بدورية "نيتشر كوميونيكيشنز" بقيادة باحثين من جامعة برينستون جمعوا بين معدلات ارتفاع مستوى سطح البحر والزيادة المتوقعة في العواصف الاستوائية والأعاصير وقوتها بسبب التغير المناخي خلال العقود التالية.

ورسم الباحثون خريطة لاحتمالات مخاطر الفيضانات على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة وخليج المكسيك بشكل خاص كنموذج بحثي، فتوصلوا إلى النتيجة نفسها، إذ وجدوا أن الفيضانات الكبرى التي تحدث باحتمال 1% فقط سنويا سترتفع معدلاتها لتصبح مرة كل عام.

وبحسب بيان صحفي صادر عن الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي المشارك في الدراسة الجديدة، فإن هذه البيانات تعد ضرورية بالنسبة للسلطات في كل دول العالم، خاصة الهيئات الهندسية التي تصمم وتبني هياكل مثل السدود البحرية والجدران البحرية وحواجز الأمواج لحماية المجتمعات من الفيضانات الشديدة.

المصدر: مواقع إلكترونية

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: فيضانات ارتفاع مستوى سطح البحر

إقرأ أيضاً:

جنازات الأقباط – مشهد من رحيق القرن الماضي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في فجر أحد الأيام، تلقيت نبأ وفاة قبطي فقير من إحدى القرى المجاورة. 

وحينما توجهت على وجه السرعة إلى منزل المتوفى، كان هناك مشهد غريب لكنه عميق في معانيه يعكس جزءًا من التقاليد القبطية التي اندثرت أو تكاد.

يعود الفضل في توثيق هذا المشهد الفريد إلى الكاتبة البريطانية سوزان بلاكمان، التي تعتبر من أبرز علماء الإثنوجرافيا، والتي أمضت سنوات في صعيد مصر منذ عام 1920، تسجل مشاهد الحياة اليومية، بما في ذلك الجنازات والمعتقدات الشعبية. وقد نشرت هذه المشاهد في كتابها الشهير “فلاحين صعيد مصر” عام 1927.

بينما كنت في منزل المتوفى، وجدت أن النساء في حالة من الحزن الشديد، يتناوبن على التمايل والندب مع إلقاء صرخات عالية. كان النعش في الغرفة ملفوفًا بقماش أسود مزخرف بصلبان بيضاء. وفي مشهد آخر، كانت أخت المتوفى تضع الطين على رأسها وذراعيها، مرددة أغاني حزينة، بينما كانت النساء يلوحن بأيدهن، ليُظهرن حالة من الهياج الشديد.

تصف سوزان بلاكمان بحزن، كيف كان لهذه الطقوس طابعًا خاصًا. عندما كانت تسألها النساء إن كان مثل هذه العادات تحدث في أكسفورد، كانت تجيب بالنفي، موضحةً الفرق بين الهدوء الذي يعم في البلدان الغربية والضوضاء والعاطفة الجياشة التي تميز الجنازات في صعيد مصر.

ورغم الطابع العاطفي الحزين، كان هناك احترام قوي للروابط الأسرية، إذ كانت أخت المتوفى تتصدر المشهد وتبقى في المرتبة الأولى بعد الميت، حتى قبل الزوجة. وقد احتفظت الذاكرة الشعبية للأقباط بتقاليد الجنازات التي تتضمن مراسم غريبة، حيث كانت النساء يصرخن ويلطمن وجوههن في طقوس تعتبر فريدة في عالم الجنازات.


 وبعد أن حمل الرجال النعش، كانت الحشود تتابعهم بصرخات مؤلمة، إلى أن وصلوا إلى الدير القبطي في الصحراء، حيث وُضع النعش في الكنيسة أمام المذبح، وسط حضور مهيب من الأقباط والمسلمين الذين حضروا تأبينًا لفقيدٍ كان يحظى باحترام الجميع.

هذه الطقوس التي مرّت عليها عقود، وتعدّ جزءًا من تاريخ الأقباط المنسي، تفتح لنا نافذة لفهم عاداتهم وتقاليدهم العريقة التي تحمل عبق الماضي، وتشير إلى تماسك المجتمع القبطي في مواجهة الحزن والتحديات.

 

مقالات مشابهة

  • دراجات نارية.. الإيطالي بانيايا يتوج بجائزة الأمريكتين الكبرى
  • الهياكل الثلاثة(53-500) الدهر والقرن والحقبة
  • 25 ألف متظاهر ينددون في فالنسيا الإسبانية بإدارة كارثة الفيضانات
  • «الملاذ الآمن»: دعوات للشراء الجماعي وتوقعات بكسر الفضة حاجز 100 دولار
  • جنازات الأقباط – مشهد من رحيق القرن الماضي
  • دولي السلاح: تنظيم مصر لكأس العالم لسلاح السيف رائع
  • مدرب جيرونا: برشلونة يمتلك 3 أو 4 من أفضل لاعبي العالم
  • مراقب الدولي للسلاح:تنظيم مصر لكأس العالم لسلاح السيف رائع.. والرياضة في المصري أصبحت أكثر خبرة
  • جولد بيليون: الذهب يسجل أعلى مستوى على الإطلاق عالميا ومحليا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار.. والمجلس العسكري يطالب العالم بإرسال مساعدات