إذا كان اليمنيون يحتفلون بمولد هذا الرسول العظيم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم صلوات الله عليه وعلى آله، فإن أجدادهم من الأوس والخزرج هم الذين احتضنوا الرسول العظيم منذ أن وطأت قدماه مدينتهم التي هي اليوم مدينة الرسول العظيم، احتضنوه وناصروه وأيدوه ودافعوا عنه دفاع الرجال الذين ذكرونا بدفاع رجال الرجال في الجبهات والذين منهم من قد كتب الله لهم الشهادة، وهم راقدون في روضات الشهداء ظاهريا أما حقيقة ويقينا فهم ضيوف الرحمن أحياء عند ربهم يرزقون غير ميتين، فهنيئا لهم هذا المصير المشرف، والضيافة الإلهية الكريمة، والرزق الإلهي الكبير، والفرح الذي لا حزن بعده (فرحين بما آتاهم الله من فضله).
أما من بقي على قيد الحياة من المجاهدين فها هي رؤوسنا ترحب بهم لتكون لهم منصة في حياتهم، ونلفت أنظار الذين لم يتعمقوا في حياة الرسول هذا العظيم فعليهم بالتاريخ الأبيض، وإياهم أن يقرأوا التاريخ الأسود والذي يتقمص به بنو أمية وسارت على منواله الوهابية، وإياهم أن يقرأوا التاريخ الأسود، وأنا أشكر اليمنيين الذين لم يتوحدوا مثلما توحدوا في تعظيم هذا النبي العظيم لاسيما الصالحين منهم، وأتجنب أن أقول الفاسدين لأني لا أحب أن أرى فاسدا ممن اختار لنفسه ألا يكون له نصيب من الشرف والكرامة والإباء في هذه الدنيا وتبييض وجوههم في هذه الدنيا فهم الجانون على أنفسهم وسوف تسود وجوههم رغم أنوفهم في الآخرة، ولو فهموا الحقيقة لانخرطوا في جبهة واحدة تحت قيادة رجل أحب الله فأحبه الله واكتملت فيه شروط القيادة، وإذا كانت طاعة ولي الأمر واجبة فهي هنا في قيادة اليمن، أما طاعة ولاة الأمر الذين يضعون أقدامهم في أرض البغي والكفر والعدوان وإن تقمصوا الإسلام فهم خاسرون ولا يجوز طاعتهم وموالاتهم.
وأريد أن ألفت النظر إلى عمق هذه المناسبة وهو وجوب التأسي والولاء والحب والتعظيم في السلوك ولا تتجلى هذه العظمة إلا أن يكون الجميع محمديين قولا وفعلا، جهادا وإباء، وشهامة ووفاء ورجولة وشجاعة وصبرا وكرامة، فإن هذه الصفات العظيمة هي في هذا الرسول العظيم، ولو أردت أن أشخص موقفا واحدا من مواقف هذا الرسول العظيم لاحتجت إلى موسوعة وإنني لأعجب كيف يوجد في داخل المسلمين كذابون، ومنافقون، ومخادعون، وماكرون، ومراوغون، وقائدهم هو الرسول العظيم، وبين أيديهم القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فيا أبناء اليمن كونوا مع الله ورسوله ليكون الله ورسوله معكم، ودافعوا عن الحق وعن وطنكم وأعراضكم وكرامتكم وثرواتكم ووجودكم، والشائعات ضعوها تحت أقدامكم فالبقاء للحق، والعاقبة للمتقين وحسبكم وعد الله (وكان حقا علينا نصر المؤمنين، (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، أما الأصوات النشاز التي انطلقت من قرن الشيطان تبدع المولد النبوي ومحبيه وهي أصوات نكرة وإن أنكر الأصوات لصوت الحمي فأقول لهم: هلا بدعتم الترفيه وما انطوى عليه من المنكرات، وهلا بدعتم من يفتي بتكفير المسلمين وإباحة دمائهم، وهلا بدعتم التطبيع مع اليهود والمولاة لهم مع النصارى، وهلا بدعتم الطائرات الأمريكية والإسرائيلية والإماراتية والسعودية وغيرها والتي قتلت المسلمين المؤمنين الموحدين من شيوخ ونساء وأطفال وهم نائمون في مساكنهم وقتلت حتى المسعفين الذين يخرجون الموتى ويسعفون الجرحى من تحت الإنقاض، وهلا بدعتم فتوى شيخهم محمد بن إبراهيم آل الشيخ الذي أشاد بأبي جهل مدعياً بأنه يفهم الإسلام أكثر من العلماء المعممين، وهلا بدعتم من أفتى بطاعة ولي الأمر ولو شرب الخمر في عرفات وحتى لو زنى في الكعبة، وهلا بدعتم من قال إن بلاد المسلمين بلاد كفر وردة فالمراد بها الردة في الإسلام بمعنى من خرج من الوهابية إلى الإسلام الصحيح فهو مرتد.
عليكم أيها الأوباش أن تصمتوا حتى تساقوا بالسلاسل والأغلال إلى جهنم وبئس المصير ونعم الحكم الله بينكم وبين المؤمنين الذين يرفعون شعار الإسلام والدين والله المستعان.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الإفتاء تُحذر من العنف ضد المرأة بجميع أشكاله
حذَّر الإسلام من العنف ضد المرأة بجميع صوره وأشكاله، مؤكدًا على الرفق والرحمة في التعامل مع النساء، سواء كن زوجات أو بنات أو أخوات. وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم القدوة المثلى في الرفق وحسن المعاملة، حيث لم يثبت عنه أبدًا أنه ضرب امرأة أو خادمًا طوال حياته.
النبي صلى الله عليه وسلم نموذج للرفقروت السيدة عائشة رضي الله عنها قائلة: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ" (رواه مسلم). هذا الحديث يُظهر النهج النبوي الذي يدعو إلى التعامل بالحسنى بعيدًا عن العنف والإيذاء، ويؤكد على احترام المرأة وكرامتها.
الإسلام يحضّ على الرحمةالعنف ضد المرأة ليس فقط تعديًا على حقوقها، بل هو تجاوز لما دعا إليه الإسلام من أخلاق الرحمة والمودة. فقد قال تعالى في وصف العلاقة بين الزوجين: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].
التقدم يبدأ بالأخلاقدار الإفتاء المصرية تسعى إلى التوعية بخطورة العنف ضد المرأة، وتشدد على أن الأخلاق هي أساس التقدم والنهضة. فبناء الإنسان يبدأ بالخير والرفق، وهو ما يدعو إليه الإسلام عبر مبادئه السامية.
دعوة للتأملحماية المرأة من العنف واجب ديني وأخلاقي ومجتمعي. لنقتدِ بالنبي صلى الله عليه وسلم في حسن المعاملة، ولنرفع راية الوعي والتنوير؛ فالأخلاق التي تبني الإنسان هي التي تصنع مستقبلًا أكثر إنسانية ورحمة.
حملة "خلق يبني": رسالة للأخلاق والإنسانية
وجاء ذلك في إطار حملة "خلق يبني"، التي أطلقتها دار الإفتاء المصرية لتهدف إلى ترسيخ الأخلاق كركيزة أساسية لبناء المجتمعات. تسلط الحملة الضوء على أهمية الرحمة، والتسامح، والرفق، خاصة في العلاقات الأسرية، باعتبارها أساس استقرار الأسرة والمجتمع.
من خلال هذه الحملة، تدعو دار الإفتاء الجميع إلى التأمل في الأخلاق النبوية، التي كانت نموذجًا يُحتذى به في حسن المعاملة، والابتعاد عن أي شكل من أشكال العنف أو الإيذاء. وتؤكد الحملة أن الرفق بالمرأة، واحترام حقوقها، ليس خيارًا، بل هو واجب ديني وإنساني يعزز من تماسك المجتمع ويؤسس لمستقبل قائم على المودة والرحمة.