-يقول عالم الفضاء العربي اللبناني شارل العشي الذي يعمل منذ أكثر من أربعين عاما في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” انه مع كل رحلة قام بها إلى الفضاء الخارجي بعيدا عن كوكب الأرض يزداد إيمانا وثقة ويقينا بقدرة وإتقان الخالق العظيم، كما يزداد حيرة وذهولا وجهلا بطبيعة وأهداف ومستوى تفكير بني البشر الذين يتناحرون على هذه الصخرة العظيمة المعلّقة في جو السماء، مغطاة بما نسبته 75% من مساحتها الكلية بمياه البحار والمحيطات، وكيف أن هذا الكوكب الأزرق الجميل أضحى مُحاطا بمخاطر جمّة من الكوارث والأهوال جراء أخطاء وممارسات أصناف من الناس أصحاب القرار في أنظمة الشر والطغيان والاستكبار ممن اعتقدوا زورا وبهتانا وغرورا انهم قادرون على أن يخرقوا الأرض وأن يبلغوا الجبال طولا.
– مساء ليلة الاثنين الماضي كان عشرات الآلاف من الناس نائمين مطمئنين في منازلهم بمدينة درنة الليبية وما حولها من المدن والقرى المتناثرة في الشرق الليبي وفي غضون دقائق معدودة فقط تغيّر كل شيء وحلّ الموت والدمار والهلاك في كل مكان وتناثرت جثث الضحايا بالألاف في البحر والبر، وما كان ينبض بالحياة غدا أطلالا وخرابات ومدن أشباح واختفت أحياء بأكملها من المدينة التي كانت عامرة إلى ما قبيل مداهمة الإعصار شبه المداري الذي أطلق عليه مسمى “دانيال” وخلف مشاهد مريعة وقصصا إنسانية أليمة عاشها الضحايا وأقاربهم ومازالت المأساة تتوالى بالإبلاغ عن مزيد من الجثث والمفقودين حتى بعد مرور ثمانية أيام كاملة على وقوع الكارثة.
-قبل ذلك بساعات احتاجت مدن في المغرب إلى ما بين العشرين إلى الثلاثين ثانية لا غير من زلزال رهيب لم يرحم أحدا وترك الآلاف من الناس بين قتيل وجريح ومفقود ومشرّد، وما زلزال الشقيقتين تركيا وسوريا ببعيد، وما من أحد من بني البشر على وجه المعمورة في مأمن من بطش وويلات هذه الكوارث، بما فيها تلك الدول الغنية في المنطقة، التي عاثت بأموالها الفساد والخراب واستباحت حرمات ودماء الناس بلا حق أو سبب أو برهان بل إن ما تقدمه من مساعدات إنسانية لضحايا الكوارث لا يبلغ معشار ما تنفقه من أموال طائلة على نشر الفتن وضرب استقرار وأمن أبناء أمة الإسلام وإضرام نار العداوات والاقتتال والصراعات بين المسلمين.
-حسابات المصالح والمواقف السياسية دخلت بقوة في مسألة المساعدات والأعمال الإغاثية للمنكوبين وتمترست دول وأنظمة خلف هذه المواقف غير الإنسانية على حساب الإنسانية وجراحات ودموع الضحايا.
-هل أمن هؤلاء الأغبياء مكر الله؟ أم يظنون أنهم بلغوا من القوة والمنعة ما يحميهم من بأس وغضب الرحمن الذي يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يمهله كما ورد في الحديث الشريف؟
-ما أكثر العبر والأحداث والرسائل الربانية لعباده وما أقل المعتبرين والمتدبرين والمسارعين إليه سبحانه بالتوبة وطلب الصفح والغفران.
-نبتهل إلى الله عز وجل أن يرحم قتلى الفيضانات والزلازل في كل بلاد المسلمين وأن يمن بالشفاء العاجل على المصابين وأن يعيد كل مفقود إلى أهله ذويه وأن يعصم قلوب ذوي الضحايا ممن فقدوا ذويهم وأحبابهم بجميل الصبر والسلوان، ونتضرع إليه سبحانه أن يحمي بلادنا خاصة وسائر بلاد المسلمين من شر الزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن وألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا انه ولي ذلك والقادر عليه وهو أرحم الراحمين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
«آداب الطريق ونشر الإيجابية».. ندوة تثقيفية بمركز شباب أبو حماد بالشرقية
نظم مركز شباب أبوحماد بمحافظة الشرقية، ندوة تثقيفية بعنوان:" أداب الطريق ونشر الإيجابية" وذلك ضمن برنامج الرواق الأزهري للطفل والأسرة، بالتعاون مع الأزهر الشريف «منطقة وعظ الشرقية»، وضمن مبادرة على مبادرة رئيس الجمهورية " بداية لبناء الإنسان المصري" وذلك بحضور الدكتور محمد عبد الرحمن السيد الوفائي، واعظ بمنطقة وعظ الشرقية، والكابتن عماد حسانين، مدير مركز شباب أبوحماد وجمع كبير من شباب أبوحماد.
وقال الدكتور محمد الوفائي:"الإيجابيةُ تعنِي أنْ يكونَ المسلمُ فيضًا مِن العطاءِ، ثابتًا لا ييأسُ حين يقنطُ الناسُ، ولا يتراخَى عن العملِ حينَ يفترُ العاملون، يصنعُ مِن الشمعةِ نورًا، ومِن الحزنِ سرورًا، متفائلًا في حياتِه، شاكرًا في نعمائِهِ، صابرًا في ضرائِهِ، قانعًا بعطاءِ ربِّهِ لهُ، والسيدةَ هاجرَ عليها السلام ضربتْ لنَا أروعَ الأمثلةِ في الإيجابيةِ، فمثلًا في السعيِ بينَ الصفَا والمروةَ ونحن نقلدُهَا وهى تبحثُ عن الماءِ لولدِهَا إسماعيل، فجعلَ اللهُ السيدةَ هاجرَ رمزًا للإيجابيةِ، وجعلَ عن طريقِهَا عبادةً نتعلمُ منها الإيجابية، والمسلمَ لا يعملُ لنفعِ المجتمعِ الإنسانِي فحسب، بل يعملُ لنفعِ الأحياءِ، والنبيُّ ﷺ يقولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ".
وأشار الوفائي إلي أهمية آداب الطريق بقول النبي"(صلى الله عليه وسلم): (إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ علَى الطُّرُقَاتِ، فَقالوا: ما لَنَا بُدٌّ، إنَّما هي مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قالَ( صلى الله عليه وسلم ): فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قالوا: وَما حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قالَ(صلى الله عليه وسلم ): غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ.
وبين الوفائي عظم فضل إماطة الأذى بكل أنواعه عن طريق الناس ومجالسهم، فما أعظمه من أجر يناله الإنسان حينما يرفع الأذى عن الناس، حيث يقول النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): ( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ ).
يُذكر أن الرواق الأزهري يهدف لتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة وتبصير النشء نحو الطريق الصحيح، وتعزيز الوعي الديني والثقافي بين النشء، وتوجيههم نحو السلوك القويم.وكذلك الرد على التساؤلات التي ترد في أذهان الشباب والأطفال والأسرة لأي أمر من الأمور الدينية والدنيوية.