إنتهت جولة القتال الثانية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين حاليا. ويُتوقع أن يُعقد غداً اجتماع بين أمين سر «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات وممثل «حماس» أحمد عبد الهادي ومسؤول الملف الفلسطيني في حركة أمل محمد الجباوي للتنسيق حول آلية تطبيق اتفاق وقف النار الذي خرج من عين التينة الخميس الماضي. وبحسب عبد الهادي، الاجتماع هو واحد من سلسلة اجتماعات عقدها مع أبو العردات، آخرها أول من أمس في منزل الأخير في صيدا بحضور الجباوي.


وكتبت" الاخبار": تنص الآلية على تثبيت وقف النار وسحب المسلحين من مدارس الأونروا وتسليم المطلوبين. ولتطبيق الآلية، سيتركّز اجتماع غد على تشكيل القوة المشتركة الجديدة المولجة بتنفيذها. وبحسب مصادر متابعة، ستتشكل من ممثلين عن «فتح» و«حماس» و«عصبة الأنصار» وأنصار محمد دحلان بقيادة «اللينو». بينما تتشكل لجنة أخرى خارج المخيم من ممثلين عن اللجنة الأولى، إضافة إلى ممثلين عن الجيش والأمن العام. يضفي المعنيون أجواء إيجابية. لكنّ الترقب يسود قيادة «فتح»، بانتظار ما ستؤول إليه اتصالات الجيش وأمل مع حماس والقوى الإسلامية لتسليم المطلوبين. وقال عبد الهادي إن «حماس تعهّدت أمام بري بإقناع الإسلاميين بتسليم المطلوبين، ليس لأنها تحركهم، بل لأنها تتحمل مسؤولية الحفاظ على ما تبقّى من المخيم».
واشارت مصادر «عصبة الأنصار»، مشيرة إلى أن موضوع تسليم المطلوبين بُحث في لقاءات مع المشرف على الساحة اللبنانية في فتح عزام الأحمد.
وبحسب مصدر شارك في لقاء «العصبة» - الأحمد، فإن الطرفين تبادلا كلاماً إيجابياً. وقال مندوب «العصبة» إنها «تعتبر من قتل (العميد الفتحاوي أبو أشرف) العرموشي مجرماً، لكن لا يجب أن يحاسب المخيم كله»، مع معاتبة لقيادة «فتح» كونها «لم تتح فرصة للتفاهم مع الإسلاميين، بل كانت تعاجلهم بالنار». فيما أكّد الأحمد للوفد الذي ضمّ إبراهيم السعدي (نجل «أبو محجن») أن «مشكلتنا ليست معكم». وتشكّك مصادر «فتح» في التزام «العصبة» ومن معها من مسلحين بشروط الهدنة وعلى رأسها تسليم المتورطين في اغتيال العرموشي ومرافقيه. وقالت مصادر لـ«الأخبار» إن «حماس لم تسمِّ حتى عناصرها لتعزيز القوة الأمنية المشتركة، والتي بحسب الاتفاق الأخير ستكون مولجة بتسلّم المطلوبين بقتل العرموشي وتسليمهم للقضاء اللبناني، إضافة إلى تسلّم المدرستين من المسلحين، وبالتالي لم تباشر اللجنة عملها في تنفيذ بنود اتفاق وقف النار». وأضافت أن «العصبة» وافقت خلال الاجتماع مع الأحمد على المشاركة بالقوة الأمنية المشتركة بـ40 عنصراً.
وتقول مصادر معنية لـ»الديار «اننا حاليا «في استراحة محاربين، على ان تبدأ بعدها الاستعدادات لجولة ثالثة من القتال قد تأتي عاجلا او آجلا»، مضيفة: «طالما فتيل تفجير المخيم موجود، الا وهو ظاهرة المتشددين والمطلوبين المتمركزين في منطقة معينة منه، لا يمكن الحديث عن حل جذري للازمة، وبأن القتال لن يتجدد في اي لحظة». 
وقد بدا جليا من طريقة مقاربة القوى الداخلية والخارجية لاحداث المخيم مؤخرا، ان لا قرار باهتزاز الوضع الامني في البلد، وليس خافيا ان ملف الغاز والنفط هو السبب الرئيسي في هذا المجال.
وتقول مصادر مالية لـ»الديار» ان «هذا الاستقرار النقدي مؤمن حتى نهاية العام، فرغم رفع الصوت من شح الاعتمادات، الا ان رواتب موظفي القطاع العام والاموال اللازمة لتسيير الشؤون الاساسية في البلد متوافرة حتى شهر كانون الاول».

ميدانيا سمع مساء أمس إطلاق نار في الشارع الفوقاني لمخيم عين الحلوة في منطقة الطيرة – الصفصاف، وهو إطلاق النار الأول الذي شكل خرقاً محدوداً لمفاعيل التزام فريقي النزاع حركة فتح والإسلاميين قرار وقف إطلاق النار المعلن بمسعى من رئيس مجلس النواب نبيه بري، منذ السادسة من مساء يوم الخميس الفائت، والذي لا يزال صامداً. وكان عقد اجتماع بين مسؤولين من حركة فتح وعصبة الانصار بحث في آلية تنفيذ الاتفاق بعد وقف إطلاق النار.وفي المعلومات أن التحصينات والدشم لا تزل قائمة حتى الآن، كما لم يتم إخلاء المدارس من المسلحين.وآكد المجتمعون ضرورة تسريع تنفيذ الاتفاق لتحصين وقف النار.وأكدت مصادر عسكرية لـ “البناء” أن ما يحدث خطير جداً ويثير الشكوك وسط إدارتها الى تعهد من القوى الإسلامية لتسليم المطلوبين الى السلطة اللبنانية، آملة أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ”.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف النار

إقرأ أيضاً:

مصادر لـ «الأسبوع»: توقعات بتأ جيل مفاوضات المرحلة الثانية.. و تحديات تواجه ضمان تنفيذ اتفاق غزة

مع وصول وفد من قيادة حركة «حماس» إلى القاهرة خلال الساعات الماضية، تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية لتنفيذ اتفاق غزة برعاية مصرية قطرية، و تتجه الأنظار مجددًا إلى الدور المصري في إدارة المفاوضات المعقدة المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ووفق مصادر لـ « الأسبوع»، فهناك 3 سيناريوهات لنتيجة هذه المرحلة أبرزها وأكثرها احتمالا، هو تأجيل تنفيذ المرحلة الثانية نتيجة التعقيد الشديد للملفات المطروحة، مع استمرار الجهود الدبلوماسية لحين التوصل إلى حلول وسط.

وتواجه تلك المرحلة تحديات كبيرة، سيتعين على مصر بصفتها المحرك الرئيس لهذه المفاوضات، سيتعين عليها إذابة الجليد وتمهيد الطريق لتنفيذ الاتفاق، خاصة بعد بيان القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة، وأكدت على تبني الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة ووقف الطريق على محاولات ترامب ونتنياهو فرض الأمر الواقع وتهجير الفلسطينيين.

تعكس التحركات الدبلوماسية الجارية محورية الوساطة المصرية، التي أصبحت الضامن الرئيس لأي اتفاق يخص القطاع، في ظل التعقيدات السياسية والأمنية المحيطة بالملف.

ويبحث وفد «حماس» إجراءات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما أكدت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية أن هذه المشاورات تأتي في إطار الجهود المتواصلة لتثبيت التهدئة.

كما تشمل العمل على توفير الضمانات المطلوبة لدفع مسار المفاوضات إلى الأمام، وتتناول آليات تنفيذ أولى مرحل اتفاق وقف إطلاق النار، والتأكد من التزام جميع الأطراف ببنوده.

إلى ذلك، تكثف مصر اتصالاتها لضمان تنفيذ الاتفاق وفق جدول زمني محدد، مع التركيز على الترتيبات الأمنية والإنسانية لتسهيل تنفيذ المرحلة المقبلة من الاتفاق، وسط متابعة دولية حثيثة.

تحديات أمام الوسطاء

يشكل انتقال المفاوضات إلى المرحلة الثانية تحديًا حقيقيًا أمام الوسطاء، إذ تتضمن قضايا شائكة مثل تبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة.

في 14 يناير الماضي، تم الإعلان عن نجاح جهود الوساطة المشتركة التي قادتها مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس.

اختبار مهم

ورغم أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والرهائن، قد مهدت الطريق لوقف الأعمال القتالية، إلا أن نجاحها في التأسيس لحل طويل الأمد لا يزال قيد الاختبار.

مصادر مطلعة أكدت أن مصر تعمل على تأمين الضمانات المطلوبة من جميع الأطراف، بما يضمن استمرارية الاتفاق وتوسيع نطاقه ليشمل قضايا أعمق، مثل التهدئة الدائمة والتسوية السياسية.

يأتي هذا في وقت تحاول القاهرة، بالتنسيق مع الدوحة وواشنطن، معالجة الهواجس الإسرائيلية المتعلقة بأمنها، وفي الوقت ذاته ضمان تنفيذ البنود الإنسانية التي تطالب بها الفصائل الفلسطينية.

تحديات تواجه الوساطة المصرية

لا تقتصر التحديات التي تواجه الوساطة المصرية على توفير الضمانات السياسية والأمنية، بل تمتد إلى التعامل مع تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي.

من جانبها، تسعى دولة الاحتلال لتحقيق أكبر مكاسب أمنية من الاتفاق، خاصة في ملف تبادل الأسرى، بينما ترفض المقاومة الفلسطينية تقديم أي تنازلات مجانية، خاصة فيما يتعلق بملف المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

كما أن هناك ضغوطًا داخلية على جميع الأطراف، فالحكومة الإسرائيلية تواجه تحديات داخلية تتعلق بموقفها من أي اتفاق قد يُنظر إليه على أنه تنازل لصالح الفصائل الفلسطينية.

في المقابل، تتعرض «حماس» لضغط شعبي هائل في غزة، في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة وضرورة تحقيق إنجاز ملموس للفلسطينيين.

عزّز نجاح مصر في تثبيت المرحلة الأولى من الاتفاق موقعها كلاعب رئيس في إدارة النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وتمتلك القاهرة علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف، مما يمنحها قدرة على المناورة، غير أن الضمانات التي تسعى للحصول عليها من إسرائيل والمقاومة تعد العنصر الحاسم في استمرار الاتفاق.

في السياق نفسه، تعمل مصر على خطين متوازيين: الأول يتمثل في تأمين استمرار التهدئة وتفادي انهيار الاتفاق.

أما الخط الثاني فيتمثل في إرساء أسس تفاهم أوسع قد يفتح الباب أمام حلول طويلة الأمد، خاصة مع استمرار التنسيق مع واشنطن والدوحة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة.

المجتمع الدولي

تأتي التطورات الحالية في وقت يراقب فيه المجتمع الدولي بحذر مدى قدرة الوساطة المصرية على تحقيق اختراق حقيقي في هذا الملف.

الولايات المتحدة، التي تلعب دورًا داعمًا للمفاوضات، تسعى من جانبها إلى تحقيق تهدئة طويلة الأمد، لكن قدرتها على الضغط على إسرائيل لتنفيذ تعهداتها لا تزال موضع شك.

ترى أطراف دولية أن نجاح المرحلة الثانية من الاتفاق قد يشكل نموذجًا يمكن البناء عليه في المستقبل لإرساء تفاهمات أوسع، لكنه يظل مشروطًا بمدى التزام طرفي النزاع بما تم الاتفاق عليه.

سيناريوهات محتملة

وفق المعطيات الحالية، يمكن تصور عدة سيناريوهات لمآلات هذه المفاوضات: نجاح المفاوضات واستمرار التهدئة، عبر نجاح مصر في انتزاع ضمانات كافية من جميع الأطراف.

وفي هذه الحالة، ستكون هناك ضمانة لتنفيذ المرحلة الثانية بسلاسة، وسيعني ذلك تعزيز دور القاهرة كوسيط رئيس، وفتح الباب أمام تفاهمات جديدة قد تشمل تهدئة أطول أمدًا.

أما السيناريو الثاني، فهو تعثر المفاوضات وعودة التوتر، فإذا لم يتم تحقيق اختراق ملموس، فمن المحتمل أن يعود التصعيد العسكري إلى الواجهة.

والسيناريو الثالث، تأجيل تنفيذ المرحلة الثانية نتيجة التعقيد الشديد للملفات المطروحة، مع استمرار الجهود الدبلوماسية لحين التوصل إلى حلول وسط.

وهذا السيناريو قد يكون الأكثر ترجيحًا في حال استمرت الخلافات حول تبادل الأسرى والترتيبات الأمنية، بحسب مصادر «الأسبوع».

ومع ذلك، فإن الوصول إلى اتفاق شامل ومستدام بشأن غزة يظل رهينًا بمدى قدرة الوسطاء على تجاوز العقبات القائمة.

وفي ظل الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، تبقى الأولوية لتأمين تنفيذ البنود الإنسانية، والضغط لضمان استكمال المرحلة الثانية من الاتفاق، تجنبًا لأي انتكاسة قد تعيد المنطقة إلى مربع التصعيد مجددًا.

اقرأ أيضاً«متحدث فتح»: لولا ضغوط الوسطاء لما ذهب نتنياهو لـ اتفاق غزة

بعد تأجيل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.. «القاهرة الإخبارية» تكشف مصير اتفاق غزة «فيديو»

رئيس المجلس الأوروبي: اتفاق غزة بارقة أمل للمنطقة.. وعلى الجميع الالتزام به

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي يشهد اطلاق وحدة لدعم ريادة الأعمال ضمن مبادرة رواد النيل
  • اطلاق النار على رجل مسلح قرب البيت الأبيض
  • الاحتلال الصهيوني يقتحم عدة بلدات فلسطينية في بيت لحم وقلقيلية ورام الله ونابلس
  • حماس: جاهزون لخوض المرحلة الثانية وجهود الوسطاء مستمرة
  • بالكامل..رهائن محررون يطالبون نتانياهو بتنفيذ الاتفاق مع حماس
  • إعادة الإعمار بين فكي التمويل والشروط الأميركية
  • مصادر لـ «الأسبوع»: توقعات بتأ جيل مفاوضات المرحلة الثانية.. و تحديات تواجه ضمان تنفيذ اتفاق غزة
  • وفد حماس يصل القاهرة لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • تركيا تشن 14 هجوما على اقليم كوردستان منذ إعلان اوجلان وقف اطلاق النار
  • واشنطن تقترح استئناف المساعدات وتمديد وقف النار في غزة مقابل هذا الأمر