اتهمت هيئة شورى قبائل الزغاوة، قوة تتبع لقوات الدعم السريع باغتيال 3 من أعيان قبيلة “الزغاوة” بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، وأثارت الحادثة توترا بين الدعم السريع وإثنية الزغاوة بعد أن هددت الأخيرة بالثأر حال لم يتم توقيف الجناة.

وخلال الشهر الفائت، إحتدم القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، شمل معظم أحيائها ما أرغم نحو 50 ألف من سكان المدينة وفقا للأمم المتحدة على الفرار نحو الولايات المجاورة.

ولم تصمد هدنة مؤقتة أوقفت القتال بين القوتين رعتها الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام وسرعان ما تجدد النزاع وبصورة أعنف موقعا عدد كبير من الضحايا وسط المدنيين.

وقال عضو بمجلس شورى قبيلة الزغاوة بولاية جنوب دارفور، مفضلا حجب اسمه، لـ”سودان تربيون” إن”قوة من الدعم السريع، إغتالت يوم 22 أغسطس الماضي البرلماني السابق أحمد أبكر برقو عبد الرحمن، ورجل الأعمال محمد عبد الكريم يوسف بشارة، علاوة على محمد أبكر بخت عندما داهمت منازلهم في حي النهضة مربع 2 بصورة مقصوده وقامت بتصفيتهم”.

وأشار إلى أن ما حدث لأعيان القبيلة هو عمل مقصود ومدبر، بغرض تصفيتهم لأسباب عرقية، ونوه إلى أن هناك اتجاه لمواجهة قوات الدعم السريع بالقوة والثأر منها حال لم تلتزم بتوقيف الجناة وردعهم على ما ارتكبوه من جرم.

بدوره، قال بيان أصدره مجلس شورى الزغاوة وصلت نسخته “سودان تربيون” إن الضحايا الثلاث هم مواطنون مدنيون بولاية جنوب دارفور ومن القيادات النافذة في القبيلة تم استهدافهم والاعتداء عليهم واغتيالهم داخل منازلهم قصدا بدم بارد وهم عزل من قبل مجموعات مسلحة بكامل عتادها العسكري تتبع لقوات الدعم السريع ارتكزت سياراتهم بحي النهضة مربع 2.

وأضاف: “أن هيئة شورى الزغاوة بولاية جنوب دارفور، رغم إيمانها بأن هذه الحرب اللعينة المنتصر فيها مهزوم وأن القبيلة ليست طرفا فيها، لكن لا نعلم ماذا قصدت هذه القوات بفعلها المشين وماذا تقصده من هذه الرسالة”.

وأبدى تطلع القبيلة بأن تجد ردا شافيا من قيادة قوات الدعم السريع والكشف عن الأسباب التي دعت قواتها لإرتكاب هذا الجرم بحق القبيلة والتي ما تزال تستخدم الحكمة وضبط النفس حيال الأمر المؤسف – وفقا للبيان.

وتعد قبيلة الزغاوة واحدة من أكبر قبائل إقليم دارفور، حيث تعرضت الإثنية في الحرب التي إندلعت في إقليم دارفور خلال العام 2003 للاستهداف والتهجير القسري من قبل مليشيات ذات أصول عربية تحول بعض عناصرها لاحقا لقوات الدعم السريع، كما أن معظم القرى التي تقطنها الإثنية خاصة في شمال دارفور تعرضت للقصف بالطيران الحربي التابع للجيش خلال سنوات الحرب.

وينتمى 3 من قادة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام وهم رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، وزعيم تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر، فضلا عن قائد العدل والمساواة جبريل إبراهيم لإثنية الزغاوة.

نيالا 16 سبتمبر 2023 – سودان تربيون

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع جنوب دارفور

إقرأ أيضاً:

مليشيا الدعم السريع تبيع الآثار السودانية المنهوبة على الإنترنت

كشفت صحيفة التايمز البريطانية الاثنين أن قطعا أثرية سودانية لا تقدر بثمن تعرض للبيع على موقع “إيباي” بعد تهريبها من البلد الذي مزقته حرب مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويُعتقد أن القطع، التي تشمل تماثيل وأواني ذهبية وفخارا، قد نُهبت من المتحف الوطني في الخرطوم، الواقع في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وبحسب الصحيفة، نُهبت آلاف من الآثار بما في ذلك شظايا تماثيل وقصور قديمة خلال أكثر من عام من القتال الذي قُتل فيه ما يصل إلى 150 ألف شخص ووضعت الآثار الثمينة تحت رحمة اللصوص.
يأتي تقرير “التايمز” بعد أيام قليلة من إعراب هيئة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) عن قلقها العميق إزاء التقارير الأخيرة عن احتمال نهب وإتلاف العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف الوطني، على أيدي الجماعات المسلحة.
ودعت المنظمة الخميس في بيان المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لحماية تراث السودان من الدمار والاتجار غير المشروع.
وحذرت هيئة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) من أن التهديد الذي تتعرض له أعظم كنوز البلاد وصل إلى “مستوى غير مسبوق”.
وتشير صحيفة التايمز إلى أن اللوحات والأشياء الذهبية والفخار تدرج في بعض الأحيان على موقع إيباي باعتبارها آثارا مصرية، لكنها في الحقيقة جاءت من المتحف الوطني السوداني في الخرطوم، بحسب ما نقلت عن خبراء.
يقع المتحف في منطقة من العاصمة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، والتي نشأت من ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور قبل عقدين من الزمان. وتخوض قوات الدعم السريع صراعًا على السلطة مع الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان.
تتضمن المجموعة الضخمة للمتحف قطعا أثرية من العصر الحجري القديم وعناصر من موقع كرمة الشهير بجوار النيل في شمال السودان، بالإضافة إلى قطع فرعونية ونوبية.
ونفت قوات الدعم السريع تورطها في النهب.
لكن خبراء يرون أن الحرب جعلت من السهل سرقة القطع المخزنة أثناء عمليات التجديد التي كانت جارية في المتحف قبل اندلاع الصراع.
ورغم حذف إيباي عددا من القطع بعد تواصل الصحيفة معهم، يستمر الاتجار بالآثار السودانية المنهوبة، وسط تحذيرات من علماء الآثار بشأن تهديد مواقع تاريخية أخرى، مثل جزيرة مروي، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وجزيرة مروي عبارة عن مناطق شبه صحراوية بين نهر النيل ونهر عطبرة، معقل مملكة كوش، التي كانت قوة عظمى بين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد.
وكانت تتألف من الحاضرة الملكية للملوك الكوشيين في مروي، بالقرب من نهر النيل، والمواقع الدينية في نقاء والمصورات الصفراء.
ويذكر موقع اليونسكو أنها كانت مقرًّا للحكام الذين احتلوا مصر لما يقرب من قرن ونيف، من بين آثار أخرى، مثل الأهرامات والمعابد ومنازل السكن وكذلك المنشآت الكبرى، وهي متصلة كلها بشبكة مياه. امتدت إمبراطورية الكوشيين الشاسعة من البحر الأبيض المتوسط إلى قلب أفريقيا، وتشهد هذه المساحة على تبادل للفنون والهندسة والأديان واللغات بين المنطقتين.
وحثت منظمة “اليونسكو” التجار وجامعي التحف على الامتناع عن اقتناء أو المشاركة في استيراد أو تصدير أو نقل ملكية الممتلكات الثقافية من السودان، معتبرة أن “أي بيع غير قانوني أو تهجير لهذه العناصر الثقافية من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية الثقافية السودانية وتعريض تعافي البلاد للخطر”.
والجمعة، دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة من دون تأخير” في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قيادةَ «الدعم السريع» لم تتوقَّع أن تستمر الحرب الخاطفة إلى هذا الحد
  • الدعم السريع تتهم مناوي بسرقة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى دارفور
  • «الدعم السريع» تتهم مناوي بسرقة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى دارفور
  • تقرير تقصي الحقائق عن جرائم الحرب في السودان
  • البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع
  • ???? هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • مليشيا الدعم السريع تبيع الآثار السودانية المنهوبة على الإنترنت
  • «شبكة أطباء السودان» تصف وضع الأطفال في معسكر «زمزم» للنازحين بـ «الكارثي»
  • هجوم لقوات الدعم السريع يخلف 40 ضحية مدنية في السودان
  • السودان.. تضارب الأنباء عن معارك الفاشر بعد هجوم الدعم السريع