لا للحرب .. هجليج نموذجاً
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
*لا للحرب .. هجليج نموذجاً*
في ١٦ ابريل ٢٠١٢ نشر موقع الراكوبة مقالاً لياسر عرمان عن
احتلال دولة الجنوب لهجليج، ما جاء في المقال يشبه مواقفه منذ ١٦ ابريل ٢٠٢٣، مع ملاحظة بعض الفروقات لأن جوبا كانت منتصرة/ محتلة لهجليج وقت نشر المقال، ولذلك لم يطالب بالحل التفاوضي .
▪️بدأ ياسر عرمان الكذب منذ عنوان المقال، فقد كان العنوان : ( لا للحرب بين السودانيين .
▪️ ( لا للحرب ) غائبة في المقال وهناك ( نعم ) كبيرة للحرب واحتفال ( بانجازاتها ) وتوعد بالمزيد !
▪️ ولكي يزيد عنوانه وضوحاً كتب : ( ما يحدث في هجليج ليس بحادث معزول بل هو جزء لايتجزأ من عدوان وحروب مستمرة للمؤتمر الوطني )، أن يحتل الجنوب هجليج زاعماً تبعيتها له هذا عند عرمان وزمرته يعني عدوان شمالي على الجنوب !
▪️ ولأنه يعلم أن حكومة السودان لم تعتد على أحد في هجليج وإنما كانت معتدى عليها خفف الاتهام من المبادرة بالاعتداء إلى استغلاله لتسعير العداء” ! : ( إن عصابة الانقاذ تعمل على تخريب العلاقات التاريخية بين شعوب الشمال والجنوب وفي ذلك لاتحتاج الى هجليج فهي مجرد حجر تلتقطه لتسعير وتهييج نيران العداء ) !!
▪️لكنه بعد قليل انتقل إلى التهديد بالمزيد من الحروب والتخريب : ( هجليج لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة وان ما يبكي المؤتمر الوطني ليس هجليج بل هو البترول الذي يستخدمه في الاستهلاك المحلي وجلب النقد الاجنبي وستقضي الجبهة الثورية على ماتبقى له من بترول ) .
▪️ وهوََن من احتلال هجليج : ( القضية ليست هي احتلال دولة السودان الجنوبي لهجليج كما يرددون فهنالك اراضي محتلة من دول اخرى في حدود السودان قبل هجليج . )
▪️ وفي تذاكي غبي وتصوير الدفاع عن البترول وكأنه عيب كبير قال : ( ولكن شق الجيوب ولطم الخدود هو من اجل العيون السوداء لبترول هجليج الامر الذي ادى الى فقدان 60 الف برميل من البترول يوميا.. ) !!
▪️ وكما يفعل الآن احتفى بخسائر الجيش ( معلوماتنا تفيد ان الناطق باسم النظام يكذب حول معركة هجليج التى فقد فيها النظام اكثر من ثلاثة ألوية و16 دبابة ) !!
▪️ ولأن الجنوب كان منتصراً ومحتلاً لهجليج وقت كتابة مقاله لم يطالب بحل سلمي عبر التفاوض ولم يطالب الجنوب بالانسحاب، واكتفى بالتلويح بحل رومانسي بعودة هجليج بعد عودة الوحدة : ( امعانا لصوت العقل نقول بالصوت العالي اننا في الحركة الشعبية في دولة السودان نعمل الان وفي المستقبل لتوحيد السودان وحدة بين دولتين مستقلتين ) !!
الجدير بالذكر أن الأحزاب المكونة للمركزي كان موقفها بخصوص هجليج يقترب من التطابق مع موقف عرمان ..
إن من يمتلكون من الجرأة على قلب الحقائق ما يجعلهم يصورون حكومة الشمال معتدية على الجنوب في هجليج، طبيعي أن يصوروا الجيش معتدٍ على الدعم السريع في مروي وفي الخرطوم .
إبراهيم عثمان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: لا للحرب
إقرأ أيضاً:
تقسيم الوطن : حول ضرورة تطوير شعار الثورة ومناهضة الحرب
بابكر فيصل
إتخذت ثورة ديسمبر المباركة من شعار “حرية .. سلام .. عدالة” بوصلة لتحقيق الأهداف الكبرى التي خرج من أجلها ملايين السودانيين لإسقاط النظام الفاسد المستبد، وبعد إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل اللعينة رفعت القوى المدنية الديمقراطية شعار “لا للحرب” للتعبير عن إنحيازها للجماهير وعدم التماهي مع أطراف الحرب.
ومنذ الأيام الأولى للحرب، ظلت القوى المدنية تحذر من أن تطاول أمدها سيؤدي لنتائج وخيمة على البلاد والعباد، والتي يقف على رأسها الخطر الكبير الذي سيهدد وحدة البلاد وينذر بتقسيها و تفتيت كيانها الحالي.
وبعد مرور أكثر من عشرين شهراً أضحى خطر تفكيك البلاد ماثلاً عبر ممارسات لا تخطئها العين كان في مقدمتها خطاب الكراهية الجهوي والعنصري الذي ضرب في صميم النسيج الإجتماعي وخلق حاجزاً نفسياً يمهد لإنقسام البلاد بصورة واضحة.
تبع ذلك ثلاث خطوات إتخذتها سلطة الأمر الواقع في بورتسودان تمثلت في الآتي : قرار تغيير العملة الذي فرض واقعاً على الأرض تمثل في تقسيم النظام المالي بالبلاد بحيث صارت الولايات التي تقع تحت سيطرة الجيش تتعامل بعملة مختلفة عن تلك التي يتم تداولها في مناطق سيطرة الدعم السريع.
كذلك كان قرار إجراء إمتحانات الشهادة السودانية في الولايات التي يسيطر عليها الجيش وعدم قيامها في الولايات التي يسيطر عليها الدعم السريع اضافة لولايات تدور فيها رحى المعارك يصب عملياً في إتجاه تكريس عملية تقسيم البلاد عبر حرمان التلاميذ من حقهم في الجلوس للإمتحان فقط لأنهم يتواجدون في رقعة جغرافية لا يسيطر عليها الجيش.
الأمر الثالث تمثل في عدم إستطاعة قطاعات واسعة من الشعب السوداني إستخراج الأوراق الثبوتية ( أرقام وطنية، جوازات سفر الخ) وهى حق طبيعي مرتبط بالمواطنة التي تقوم عليها الحقوق والواجبات في الدولة لذات السبب المتعلق بالعملة وإمتحانات الشهادة.
هذه الخطوات مثلت البداية الفعلية لتقسيم البلاد, ويزيد من تفاقمها الخطوة المزمع إتخاذها من طرف بعض القوى السياسية والحركات المسلحة بإعلان حكومة موازية تجد تبريرها في ضرورة خدمة الشعب في المناطق التي لا يسيطر عليها الجيش، ولا شك أن هذه الخطوة ستشكل خطراً كبيراً على وحدة البلاد مهما كانت مبررات تكوينها (داوها بالتي كانت هى الداءُ).
لمواجهة هذه المعطيات الخطيرة المتسارعة، تقع على القوى المدنية الديمقراطية وقوى الثورة مهمة جسيمة للحفاظ على وحدة البلاد، وليس أمامها من سبيل سوى تكوين جبهة مدنية واسعة يتم من خلالها تطوير شعار الثورة ليصبح “حرية .. سلام .. عدالة .. وحدة”، وكذلك تطوير شعار مناهضة الحرب ليصبح ” لا للحرب، لا لتقسيم البلاد”.
إنَّ أهمية الحفاظ على وحدة البلاد لا تقلُّ بأي حال من الأحوال عن أهمية المناداة بالوقف الفوري للحرب، ولا مناص من تنادي كافة القوى الحريصة على عدم تقسيم البلاد لكلمة سواء يتم من خلالها تجاوز كل الخلافات من أجل تحقيق الهدفين معاً.