تحت رعاية الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة، أطلقت غرفة التجارة الأمريكية في مملكة البحرين بالتعاون مع الجمعية التعاونية الأمريكية لبرامج المريض الدولي، التابع للمركز الوطني لإدارة الرعاية الصحية، أمس «لأحد الموافق 17 سبتمبر 2023، فعاليات منتدى شراكة الرعاية الصحية الأمريكي - البحريني 2023، والذي يُقام خلال الفترة 17-18 سبتمبر الجاري في مملكة البحرين، بدعم من شركة فين مارك كوميونيكيشنس.

وافتتح الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة المنتدى بكلمة أشاد خلالها بتنظيم هذا المنتدى الهادف في مملكة البحرين، مشيرًا إلى ما تبذله المملكة من جهود دؤوبة ومتواصلة لتطوير النظام الطبي والرعاية الصحية، مع إطلاق مجموعة من المبادرات المهمة لتعزيز جودة الخدمات الطبية وضمان استدامتها على مستوى عالٍ من الكفاءة. كما ثمن التعاون الطبي طويل المدى بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، مسلطًا الضوء على عدة نماذج تعاون مشترك مميزة في القطاع الصحي، أبرزها مستشفى الإرسالية الأمريكية المعروف سابقًا باسم مستشفى ماسون ميموريال، إلى جانب تدشين مستشفى الملك حمد - الإرسالية الأمريكية في منطقة عالي ليكون من أكثر المؤسسات الطبية تطورًا على مستوى المملكة والمنطقة عامة، ومجهزًا بأفضل التقنيات الطبية. واختتم الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة كلمته الافتتاحية بالإعراب عن تمنياته للمشاركين والوفود الزائرة بالتوفيق وأن يتكلل المنتدى بالنجاح وتحقيق أهدافه المنشودة، مؤكدًا أهمية أهداف هذا الحدث المميز في تقوية أواصر التواصل والتعاون بين مملكة البحرين والولايات المتحدة وتعزيز المصالح المشتركة في هذا القطاع المهم للغاية من خلال توطيد الشراكات الاستراتيجية. وقد استقطب المنتدى 80 مشاركًا من خبراء قطاع الرعاية الصحية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين وصناع القرار الصحي، من أجهزة حكومية صحية ومستشفيات وعيادات طبية وكليات طب وجمعيات طبية وشركات مختصة بالرعاية الصحية وغيرها من مؤسسات طبية، ويستهدف المنتدى تعزيز أوجه التعاون الدولي في مجال الرعاية الصحية، مع استقطابه لنخبة من قادة كبرى مراكز الطب الأكاديمية والرعاية الصحية في الولايات المتحدة، من ضمنهم رؤساء تنفيذيون في مجال الخدمات الدولية وأطباء متمرّسين وباحثين في مجال الطب من المهتمين بتعزيز علاقاتهم الدولية وبحوثهم الطبية مع نظرائهم في مملكة البحرين. وقد ضمت قائمة المشاركين في المنتدى وفدًا أمريكيًا يمثل عددًا من المستشفيات والمراكز الصحية، أبرزها آتريوم هيلث، بايلور ساينت لوكس مديكال سنتر، سيدارس سيناي، تشيلدرنز ناشيونال، كليفلاند كلينك، كومون سبيرت هيلث، كوك تشيلدرنز، جامعة إنديانا للطب، جونز هوبكنز ميديسن، مستشفى ذي جيمز كانسر في جامعة أوهايو، يو شيكاغو ميديسن، وUCLA هيلث. ويُعد المنتدى المنصة المثالية لعقد مناقشات رفيعة المستوى بغية استكشاف المزيد من الفرص لتعزيز التعاون بين المستشفيات الأمريكية ونظرائها من شركاء محتملين في القطاعين الحكومي والخاص على مستوى مملكة البحرين، وإقامة محادثات وشبكات اتصال بين المسؤولين الحكوميين وخبراء الرعاية الصحية والأطباء والمستثمرين في القطاع الصحي من الولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الولایات المتحدة فی مملکة البحرین الرعایة الصحیة

إقرأ أيضاً:

الصراع الجيوسياسي في ليبيا والحراك الأمريكي

‎ذكر الدكتور "محمود جبريل" -رحمه الله- أن الولايات المتحدة الأمريكية كشفت للقذافي، خلال فترة السبعينيات، عن 27 انقلابًا ضده. وكان القذافي وإعلامه يخرج عقب كل محاولة ويدين الإمبريالية والمؤامرات الأمريكية، ويزعم أن أمريكا تعمل على إسقاط حكمه!!

‎التقى الدكتور جبريل عددا من الدبلوماسيين الأمريكيين، منهم "بلمر" الذي كان سفيرًا أثناء انقلاب القذافي، و"ديفيد نيوسن" الذي كان موجودا في ليبيا ثم أصبح مسؤولًا عن الملف الليبي داخل وزارة الخارجية الأمريكية، وكذلك "جوزيف ساندرز" الذي صار قائمًا بالأعمال بعد تخفيض العلاقات بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية. وجميعهم أكدوا أن مبررهم في ذلك هو أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تتطلع إلى أن تكون ليبيا قاعدة لمواجهة المد الشيوعي. ولكن عندما سأل جبريل وزير الخارجية الليبي الأسبق منصور الكيخيا -رحمه الله- عن مبرر أمريكا في الكشف عن الانقلابات ضد القذافي؛ رد بتلاوته للآية الكريمة: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}، لحثه على عدم البحث عن الأسباب.

الحراك الأمريكي
مرة أخرى، تجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها أمام تحدٍ متسارع يتمثل في تمدد نفوذ الدول التي كانت تُوصف سابقاً بأنها شيوعية؛ (الصين وروسيا) نحو أفريقيا. الصين تسعى لتعزيز وجودها الاقتصادي القوي في أفريقيا عبر استثمارات واسعة، بينما تعمل روسيا على تعزيز نفوذها العسكري في القارة. وليبيا تعتبر بوابة لهذا الاهتمام الصيني والروسي، مما يخلق منافسة جيوسياسية جديدة في المنطقة.

‎ الحراك الأمريكي النشط في سباق مع الزمن، بعد الفشل المريع للمبعوثين الدوليين "يان كوبيتش" و"عبدالله باتيلي" اللذين أشرفا على عودة الانقسام السياسي واستمراره. هذا الحراك الأمريكي يسعى لتنشيط التوصل إلى حكومة موحدة إما باتفاق سياسي جديد وإما بالاستفادة مما هو موجود. أمريكا ترى أن الوقت ما زال في صالحها، وأن الفرقاء السياسيين، رغم محاولاتهم مد جسور مع الصين وروسيا، لا يزالون في إطار لا يشكل تهديدًا للمصالح الأمريكية. حتى استعانة حفتر بمجموعة الفاغنر، كانت في البداية بضوء أخضر أمريكي، وكان يهدف إلى تمكينه من السيطرة على كامل التراب الليبي في محاولته السابقة في 2019. إلا أن تجاوز الفاغنر للضوء الأخضر واستغلاله للتسلل نحو دول الساحل والصحراء، دفع بأمريكا لتحويل الضوء الأخضر غربًا -وذلك بغض الطرف عن التدخل التركي- بعد أن كان شرقًا بالسماح بتدخل الفاغنر.

اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية لم يقتصر على اللقاءات المختلفة مع الفرقاء السياسيين والعسكريين في ليبيا، بل قدم لهذا الاهتمام بقانون الهشاشة وقانون الاستقرار. قانون الهشاشة يهدف إلى إنشاء حكومة وطنية موحدة في ليبيا قادرة على تقديم الخدمات وضمان الأمن، وتشمل دعم الانتخابات الوطنية وتحسين الوصول إلى العدالة والمساءلة، مع جهود لتهيئة الظروف لنزع السلاح وإعادة دمج المقاتلين السابقين. بينما يهدف قانون الاستقرار إلى دعم الاستقرار بليبيا من خلال الجهود الدبلوماسية وفرض عقوبات على الكيانات الأجنبية التي تعرقل السلام وترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان، إضافةً إلى تعزيز الحكم الرشيد ومكافحة الفساد، ودعم التعافي الاقتصادي.
تسعى الولايات المتحدة للضغط على الحكومات العربية للاعتراف بالكيان الصهيوني، بينما يرفض العقل الجمعي الليبي ذلك إلا في إطار حل عادل للقضية الفلسطينية، وبإرادة فلسطينية حرة، وبممثلين حقيقيين عنهم.
كما أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتعيين سفير فوق العادة، فمن المتوقع أن تتسلم السفيرة الأمريكية "جينيفر جافيتو" مهامها كسفيرة للولايات المتحدة في ليبيا. وهي دبلوماسية محترفة شغلت مناصب عليا في وزارة الخارجية وعملت في العديد من الدول، بما في ذلك دول من المنطقة. يأتي تعيينها كسفيرة فوق العادة لتتمتع بصلاحيات واسعة في ظل المخاوف الأمريكية من التوسع الروسي في غرب أفريقيا والصحراء الكبرى.

‎ تناغم وتضارب مع المصالح الأمريكية
أمريكا لديها خمس مصالح على الأقل في ليبيا: استدامة تدفق النفط لضمان استقرار إنتاجه كجزء من استراتيجيتها لتأمين مصادر الطاقة العالمية، وتحجيم المشروع الصيني الناعم والمشروع الروسي الخشن، ومكافحة الإرهاب حيث يمكن لليبيا أن تكون قاعدة له أو قاعدة لمكافحته، مما يؤدي إما إلى تعزيز الأمن الإقليمي والعالمي وإما إلى تهديده. المصلحة الخامسة، ما بين ظفرين، هي "نشر الديمقراطية".

تختلف ليبيا مع أمريكا في ثلاث قضايا أساسية: أولاً، في تعريف الإرهاب وبالذات في تصنيف الحركات كإرهابية أو حركات تحرر مشروعة، وهي مشكلة عالمية تعكس صعوبة الوصول إلى تعريف موحد للإرهاب. 

القضية الثانية تتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث تسعى الولايات المتحدة للضغط على الحكومات العربية للاعتراف بالكيان الصهيوني، بينما يرفض العقل الجمعي الليبي ذلك إلا في إطار حل عادل للقضية الفلسطينية، وبإرادة فلسطينية حرة، وبممثلين حقيقيين عنهم.

‎أما الخلاف الثالث فهو التفسير العملي لنشر الديمقراطية، فالسائد في المنطقة أن العمل على نشر الديمقراطية يكون بتمكين مستبد بثوب ديمقراطي، وهذا لا يجب أن يكون بحال. نتوقع من الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، أن تحترم التضحيات التي قدمت من أجل إنهاء الاستبداد، وعليها أن تساعد ليبيا لتمهيد الطريق نحو الانتخابات؛ من خلال حوار ينتج عنه ميثاق وطني، وعدالة انتقالية منجزة، ومصالح وطنية جادة، ومن ثم يُعاد صياغة مشروع الدستور ليعكس مخرجات هذا الحوار، وتجرى الانتخابات على أساسه وليس قبله.

إنهاء الانقسام الخارجي ينهي الانقسام الداخلي
المبعوث الدولي الدكتور "غسان سلامة" ونائبته "ستيفاني وليامز" تنبها مبكراً للأثار السلبية للصراعات الدولية في ليبيا وتأثيراتها على الاستقرار، وقادا جهوداً حثيثة لمعالجة هذا الانقسام الخارجي ومن ثم الانقسام الداخلي من خلال إيجاد حكومة وحدة وطنية. ثم عاد الانقسام إلى الواجهة من جديد في عهد المبعوث الأممي السابق "يان كوبيتش" بسبب أخطاء فادحة ارتكبها، مما أعاد إشعال الخلاف الخارجي بين الدول المتدخلة في الشأن الليبي. 

من مصلحة ليبيا أن توازن علاقاتها الخارجية لتحقيق المصالح المشتركة، خاصة مع الدول الكبرى، على الرغم من التحديات التي تواجهها بسبب الانقسام السياسي. بعض مصالح هذه الدول في ليبيا متضاربة، ومن هنا يجب على الفرقاء السياسيين تبني استراتيجية تتيح تحقيق أقصى قدر ممكن من المصالح الوطنية، والتعامل مع هذا التضارب ضمن إطار هذه الاستراتيجية، رغم صعوبة المهمة المركبة المتمثلة في إنهاء الانقسام الداخلي والخارجي وضمان تناغمهما لتحقيق المصالح الوطنية في ظل المصالح المتضاربة بين الدول الكبرى.

في ظل تعيين السفيرة جافيتو وتواجد سفراء الدول الكبرى والدول المتدخلة في الشأن الليبي بطرابلس، يمكن للممثل الخاص المساعد للأمين العام، ستيفاني خوري، أن تسير بخطى متسارعة باستثمار هذا التواجد لبناء استراتيجية مشابهة لجهود سلامة ووليامز؛ تهدف إلى ضمان دعم الدول المتدخلة في الشأن الليبي لعملية سياسية شاملة تدعم الحوار الوطني وتحترم مبادئ السيادة وإرادة الشعب الليبي.

مقالات مشابهة

  • «فورين بوليسي»: خطة ترامب لإضعاف الدولار ليس لها أي معنى
  • «تكالة» يُهنئ السفارة الأمريكية بعيد الاستقلال
  • الصراع الجيوسياسي في ليبيا والحراك الأمريكي
  • صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء في مجمع ناصر الطبي
  • أنطونوف: الولايات المتحدة دولة راعية للإرهاب
  • 15 مليون درهم لمستشفى حمدان بن راشد للسرطان
  • أمير القصيم يشيد بحصول شركة القصيم للخدمات الطبية على جائزة أفضل مستشفى مقدم لخدمات الرعاية الصحية الأكثر ابتكاراً بالمملكة لعام 2023م
  • “دي بي ورلد الخيرية” تتبرع بـ15 مليون درهم لصالح مستشفى حمدان بن راشد للسرطان
  • الزيودي يشهد إطلاق معهد برجيل للصحة العالمية في نيويورك
  • البنتاجون: سياسة واشنطن بشأن استخدام أسلحة بعيدة المدى داخل روسيا لم تتغير