تعرف على الدروس المستفادة من قصة الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
العبرة من قصص القران من صفات المتقين وفهذا السياق سياق الإمام مسلم سنعتمد عليه في شرح القصة، وسنأخذ من سياق الترمذي ما يكون فيه تفاصيل زيادة، بحيث لا تكون تتعارض مع نص القصة؛ لأن القصة التي نشرحها الآن رواية مسلم هي المرفوعة عن الرسول ﷺ وهي المعتمدة.
أيها الإخوة: لو أن أوكلنا كتابة مثل هذه القصة إلى أعظم روائي في العالم، فهل يا ترى سيكتب لنا قصة مثل هذه في جمالها، ودقتها، وعظم الفوائد المحتوية عليها، ومدى تأثيرها في النفس، لا يستطيع أحد مطلقًا، لا يمكن أن يأتي بشر بأجمل مما رواه لنا رسول الله ﷺ.
هذه قصص ليست قصص حكايات، ليست روايات تسلية، لا، هذه قصة مجتمع بأسره، مجتمع كان في فترة من الزمن موجودًا على ظهر الأرض.
ابتلينا في هذه الأيام بروايات سخيفة، وقصص ماجنة، يقبل عليها الكبار والصغار يقرؤون القصص، وفيها فساد عظيم، وفي بعضها خرافات وشعوذات تفسد واقعية الأطفال، لذلك كان مما ينصح به لكل أب لديه طفل، لكل أخ أو أخت عنده أخ أصغر منه أن يقرأ عليه هذه القصة حتى قبل أن ينام، أو يجزئها له.
هذه الأحداث عظيمة جداً، ومثل هذه القصة فيها فوائد مباشرة وفوائد غير مباشرة، قد لا يحس بها القارئ أنه يستفيد، ولكنه يستفيد: فمن القضايا الخفية أننا نتعلم درسًا عظيمًا في التواضع من هذه القصة، كيف لأننا نحن الآن الكبار نتعلم هذه الفوائد العظيمة من غلام.
قال ابن علان رحمه الله في دليل الفالحين في شرح الحديث: والغلام في لغة العرب: من كان بعد سن الفطام وقبل البلوغ".
يطلق عليه غلام في لغة العرب: نحن الآن الكبار والشيوخ نتعلم من هذا الغلام المؤمن، هذا فيه فائدة عظيمة في التواضع، ونبدأ معكم باستعراض هذه القصة جزءًا جزءًا، مقطعًا مقطعًا، كلمة كلمة.
هذه القصة أيها الإخوة من أهميتها أنها تمثل دعوة كاملة من بدايتها إلى نهايتها، ابتداء من مرحلة الاستضعاف -لما كان الحق لا يعرفه إلا شخص واحد فقط- وحتى نهاية القصة، وهي مرحلة إيمان الناس كلهم الذين آمنوا في آخر القصة، مرورًا بالمرحلة السرية التي طلب فيها الراهب أن يكتم خبره، مرورًا بالمرحلة العلنية، وهي أن يصدع الغلام بالحق على الناس كافة، وفيها تنوع الأساليب من الفردية إلى الجماعية، وغير ذلك، فيحتاج أصحاب الدعوات لدراسة هذه القصص جيدًا، هذه القصص التي تمثل واقعًا متكاملاً، هذه التجارب الدين الإسلامي من عظمته أنه لا يبدأ بك -أيها المسلم- من الصفر، بل يعطيك خلاصات تجارب الأمم السابقة، يقول لك: هذه تجارب استفد، عندنا أرصدة في الإسلام، أرصدة هائلة من ضمن الأرصدة، رصيد التجربة، تجارب الأمم السابقة مجموعة في القرآن والسنة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هذه القصة
إقرأ أيضاً:
دبلوماسيون: الخطة العربية لغزة تمثل حلاً عملياً وفرصة للسلام
أكد دبلوماسيون أن الرأي العام العالمي يعي أن خطة مصر للتعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة؛ تمثل حلاً وخيارا عمليا قابل للتطبيق على الأرض، كما تعد فرصة كبيرة لإقرار السلام المنشود في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الدبلوماسيون - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن التحركات المصرية لشرح الخطة؛ نجحت في تغيير مسار الطرح الأمريكي المتعلق بضرورة إخراج سكان غزة من أرضهم لإعمارها، إلى الطرح العربي؛ وهو ما تجلى من خلال افتتاحية صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية التي شددت على ضرورة التعامل بجدية مع الخطة العربية لغزة التي طرحتها مصر خلال القمة العربية غير العادية الأخيرة؛ وأيدتها الدول العربية والإسلامية، فضلاً عن الدعم الأوروبي، إذ اعتبرت الصحيفة أنها تستحق الدراسة الجادة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي هذا الإطار، أشاد السفير أشرف عقل، سفير مصر الأسبق لدى فلسطين، بالتحركات والجهود المضنية التي بذلتها مصر من أجل شرح إمكانية إعادة بناء قطاع غزة دون تهجير أهله؛ حيث وضعت خطة قابلة للتنفيذ قدمت مستقبلا أفضل لأهل القطاع، وخارطة طريق واضحة لإعادة الإعمار.
واعتبر ان تقديم "واشنطن بوست" للخطة العربية كان إيجابياً خاصة أنها قدمت النصح للإدارة الأمريكية بالتعامل معها، باعتبار أنها تعد الخيار الوحيد العملي الذي طرح على الطاولة.
وقال إن مصر حققت اختراقاً حقيقياً في هذا الملف وعرقلت مخططات تصفية القضية، حيث ولدت من رحم تلك الأزمة فرصة حقيقية لإقرار السلام في الشرق الاوسط، مسلطاً الضوء على اقتناع الرأي العام الأمريكي بالطرح المصري وبرؤية مصر الثاقبة لإنقاذ المنطقة من صراع مفتوح.
وشدد "عقل"، على أن مختلف دول العالم أدركت أن البديل عن عدم التجاوب مع الطرح العربي أو الخطة العربية لغزة؛ يشكل تهديدا لنفوذ ومصالح الولايات المتحدة بل وكل من يدعم طرح التهجير في منطقه الشرق الأوسط.
ونوه بأهمية الموتمر الذي تستضيفه مصر الشهر المقبل للدفع نحو سرعة بدء العمل في خطة مصر لإعادة الحياة إلى قطاع غزة، مع ضرورة استمرار التحركات العربية وحشد دعم الدول الصديقة والحرة المحبة للسلام لتنفيذها .
من جهته، أكد السفير أيمن مشرفة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الإدارة الأمريكية باتت تدرك جيدا أن خطة مصر للتعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية غزة؛ تحمل رؤية ثاقبة ولابد من عدم تفويت تلك الفرصة بل والبناء عليها.
وسلط الضوء على ما كتبته صحيفة "واشنطن بوست" حول الخطة غزة، لاسيما إشارة الصحيفة إلى ما تمثله الخطة المصرية من تقدم ونقطة انطلاق مفيدة للمحادثات حول مستقبل القطاع، فضلاً عن أنها حددت تكلفة مالية تستحق الدراسة الجادة .
واعتبر أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتحويل القطاع المدمّر بفعل الحرب إلى "ريفييرا فاخرة" على البحر المتوسط؛ هو مقترح مرفوض من الرأي العام الأمريكي، خاصة بعد عرض الرئيس ترامب هذه الفكرة بفيديو جرى إعداده باستخدام الذكاء الاصطناعي؛ يظهر غزة المستقبلية التي تحتوي على أشجار النخيل، وتمثال ذهبي له؛ وهو ما سلطت الضوء عليه ايضاً "واشنطن بوست".
ورأى السفير مشرفة أن حلم الرئيس ترامب في الحصول على "جائزه نوبل للسلام" لن يتحقق إلا إذا قدم رؤية عادلة تنصف شعب فلسطين المظلوم، وتدفع نحو مفاوضات تفضي إلى اقامة دولتين فلسطينية و إسرائيلية تعيشان جنباً إلى جنب في سلام.
وأبرز ان الولايات المتحدة - بل كل دول العالم - تقدر تحركات ومساعي مصر وقيادتها الوطنية الحكيمة للحيلولة دون انزلاق المنطقة إلى أي صراعات أو مغامرات أو مخططات غير محسوبة العواقب؛ تكون آثارها وخيمة على الجميع، وتطيح بمستقبل المنطقة التي يتطلع شعوبها للتنمية والرفاهية.
وأشار السفير مشرفة إلى أن الوقت حان لفتح ملف التسوية الشاملة وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أن تلك المنطقة التي يتواجد بها مصالح كبرى دول العالم؛ تستحق أن ينعم سكانها بالسلام والاستقرار والتنمية.
ك ف