تجددت لليوم الثاني على التوالي اشتباكات استخدمت فيها كافة الأسلحة بين الجيش السودان والدعم السريع، صباح الأحد، في محيط القيادة العامة للجيش،

ونقلت تقارير المعارك شهدت استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي اهتزت لها المباني السكنية الموجودة بالمنطقة وتصاعدت أعمدة الدخان من المكان.

وفيما أطلقت قوات الدعم السريع، قذائف مدفعية وصاروخية بشكل مكثف باتجاه القيادة العامة، رد الجيش بالمدفعية الثقيلة، واستهداف نقاط تمركز قوات الدعم السريع في مناطق أبو آدم، وجنوب الحزام، جنوبي العاصمة الخرطوم.

وتصاعدت أعمدة الدخان في مواقع تابعة لقوات الدعم السريع شمال وجنوب وشرق مدينة أم درمان.

أبراج تحترق

ونقلت التقارير عن شهود عيان، إفادتهم بتصاعد كثيف لأعمدة الدخان في محيط منطقة أم درمان القديمة، ورجحوا أن يكون صادراً من منشأة صناعية.

 وأظهرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، ألسنة اللهب تلتهم مباني شهيرة، أبرزها البرج الذي يضم مقر ومكاتب شركة النيل، أكبر شركات النفط في البلاد.

ويعد المبنى ذو الواجهات الزجاجية والتصميم الهرميّ، من أبرز معالم العاصمة. وأظهرت المقاطع احتراقه بشكل شبه كامل، إذ غطّى اللون الأسود طبقاته مع تواصل تصاعد الدخان منه.

اقرأ أيضاً

الدعم السريع يندد بعقوبات أمريكية على رجلها الثاني: مؤسف ومجحف

وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، قال بدر الدين بابكر المقيم في شرق العاصمة: "من المحزن رؤية هذه المؤسسات تدمّر على هذا النحو". وتساءل "بعد كل هذا الدمار ماذا سيتبقى لهم لحكم البلاد؟".

وقال حاتم أحمد (البالغ 53 عاماً) في تصريح للوكالة ذاتها: "وكأنهم يريدون تحويلها إلى مدينة رماد غير قابلة للسكن".

وأكدت نوال محمد (44 عاماً) أن معارك السبت والأحد كانت "الأعنف منذ بداية الحرب". وعلى الرغم من أنها تقيم على بعد نحو ثلاث كيلومترات من أقرب مناطق الاشتباك، فإن نوافذ بيتها وأبوابه تهتز من جراء قوة الانفجارات.

وفي مدينة الأبيض، أفاد شهود عيان بتجدد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، قائلين إن الفرقة الخامسة مشاة شنت هجوماً على قوات تابعة للدعم السريع تتمركز في الاتجاه الجنوبي الشرقي للمدينة بولاية شمال كردفان، غربي السودان.

خسائر

وقال الناطق باسم الجيش السوداني، نبيل عبد الله، في بيان صحافي، إن "المليشيا المتمردة" حاولت الهجوم على بعض المواقع المتقدمة بمحيط القيادة العامة، بحسب وصفه.

وذكر عبد الله أن قوات الجيش صدت المهاجمين، وكبدتهم خسائر بلغت عشرات القتلى والجرحى وتدمير عدد من المركبات القتالية، على حد قوله.

واتهم الناطق باسم الجيش، في بيان، قوات الدعم السريع، باستهداف الأحياء السكنية بالقصف العشوائي، قائلاً إنها قصفت أحياء بانت، والعباسية، والموردة، وما حولها، جنوبي أم درمان، مما أدى إلى جرح 40 مدنياً.

 ومنذ اندلاع المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 15 إبريل/نيسان، فرّ أكثر من مليون لاجئ إلى دول الجوار هرباً من ويلات الحرب.

ودمّر النزاع البنى التحتية الضعيفة أصلاً، وتسبب بإغلاق 80 بالمئة من مستشفيات البلاد، وأغرق ملايين الأشخاص في وضع أشبه بالمجاعة الحادة.

وغطى الدخان الأسود الكثيف سماء العاصمة السودانية. وأظهرت صور جرى تداولها على مواقع التواصل، تهشّم نوافذ مبانٍ عدة في وسط الخرطوم واختراق الرصاص جدرانها.

ومنذ اندلاع الحرب، وقعت أشد المعارك في الخرطوم وفي إقليم دارفور بغرب السودان، حيث شنت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها هجمات على أساس عرقي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق جديد في جرائم حرب محتملة.

وكان إقليم دارفور مطلع القرن الحالي مسرحاً لنزاع دامٍ أوقع 300 ألف قتيل، وأدى الى نزوح أكثر من 2,5 مليون سوداني، بحسب الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

مستشارة أممية تتحدث عن إعدام الدعم السريع للعشرات في السودان

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السودان اشتباكات الدعم السريع الجيش أبراج تحترق قوات الدعم السریع القیادة العامة

إقرأ أيضاً:

بعد تقارير عن موافقة الجيش.. السودان يرد على دعوة أممية بشأن مفاوضات مع الدعم السريع في جنيف

رد وزير الخارجية السوداني علي يوسف على تقارير إعلامية قالت إنّ لعمامرة يقود جهوداً لإحياء محادثات غير مباشرة في جنيف السويسرية خلال يناير المقبل، و أن الدعم السريع وافقت، فيما أبدى الجيش موافقة شبه “مبدئية على المشاركة”، دون تأكيد رسمي

 

متابعات – تاق برس – وكالات – كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن المبعوث الأممي إلى السودان، رمطان لعمامرة، بدأ الترتيب لتوجيه دعوات إلى طرفي النزاع السوداني: الجيش و«قوات الدعم السريع»؛ لاستئناف محادثات غير مباشرة بمدينة جنيف السويسرية خلال يناير (كانون الثاني) المقبل، تركز على ملف حماية المدنيين.

 

الا ان وزير الخارجية السفير  علي يوسف الشريف قال حسب (السوداني)، إنّ الحكومة السودانية لم تتلق أي دعوة من المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة رمطان لعمامرة، بشأن استئناف مفاوضات جنيف.

 

ورفضت الحكومة المشاركة في منبر للتفاوض مع الدعم السريع في جنيف برعاية سعودية ــ أمريكية في أغسطس المنصرم.

وأضاف الشريف : “موقفنا لا يزال كما هو بشأن منبر جنيف ولم يتغير لأنه موقف صحيح”.

وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش: “تمسكنا بموقفنا المبدئي وهو عدم حضور مفاوضات جنيف إلا في حال تنفيذ مقررات جدة”.

 

 

وانخرطت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان (ALPS)»، في الأيام الماضية، في مشاورات جديدة مع جهات فاعلة في المجتمع المدني السوداني تمثل النساء والشباب والمنظمات، لأخذ تصوراتها وملاحظاتها وعرضها ضمن أجندة المحادثات المرتقبة.

 

 

ونقلت المصادر لــ«الشرق الأوسط» عن المسؤول الأممي أن «(قوات الدعم السريع) وافقت على استئناف المحادثات، فيما أبدى الجيش موافقة شبه مبدئية على المشاركة، دون تأكيد رسمي من جانبه حتى الآن».

وقالت إن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، لعمامرة، «سيقود بنفسه المحادثات بين الطرفين للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص حماية المدنيين، ربما يفتح الباب لتفاهمات في قضايا أخرى بشأن الأعمال العدائية».

 

 

وخلال المفاوضات التي جرت بجنيف في أغسطس (آب) الماضي، أفلحت مجموعة «ALPS»، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، في الحصول على موافقة قوية من طرفي القتال على تأمين إعادة فتح وتوسيع طرق الوصول الإنساني دون عوائق بناء على أسس «إعلان جدة»، مهدت لاحقاً لوصول محدود للإغاثة إلى المدنيين بمناطق النزاعات في دارفور وكردفان.

 

 

ورغم ذلك، فإن المتحدث الرسمي باسم وفد «الدعم السريع» المفاوض، محمد المختار النور، قال في تصريح مقتضب لــ«الشرق الأوسط»: «لم تصل إلينا دعوة رسمية بعد من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، بخصوص المحادثات المزمعة. وفي حال تمت دعوتنا، فسنرد عليها بعد دراستها».

 

 

وحدّ غياب وفد الجيش السوداني عن المشاركة في تلك المحادثات من الوصول إلى اتفاق حول الآليات المقترحة من قبل الشركاء في المجموعة الدولية بشأن حماية المدنيين، المتمثلة في تلقي الشكاوى ومعالجة المشكلات الناشئة بشأن تنفيذ الالتزامات المتعلقة بذلك الملف بموجب الاتفاقيات القائمة.

 

 

وتعثرت اجتماعات تشاورية رفيعة المستوى جرت بين قادة «مجلس السيادة السوداني» ومسؤولين أميركيين ضمن اجتماعين منفصلين في جدة والقاهرة خلال الأشهر الماضية، ولم تتوصل إلى تفاهمات بشأن مشاركتهم في مفاوضات جنيف السابقة، فقد أصر هؤلاء على المشاركة بوفد يمثل الحكومة السودانية، لكن الجانب الأميركي تحفظ على ذلك.

 

 

ووفقاً للمصادر، فإن جولة المحادثات المرتقبة في يناير المقبل «ستركز على إحراز اختراق كبير يقود إلى حمل الطرفين المتقاتلين على حماية المدنيين من خلال الاتفاق على إجراءات وقف العدائيات على المستوى الوطني بوصفها مدخلاً لوقف إطلاق النار».

وقالت إن لعمامرة تحدث عن زيارة مرتقبة إلى مدينة بورتسودان؛ العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، خلال الأيام القليلة المقبلة، ومن المقرر أن يلتقي خلالها قادة «مجلس السيادة» وكبار المسؤولين في الحكومة السودانية.

 

 

وأضافت أن المبعوث الأممي سيوجه، خلال زيارته إلى بورتسودان، الدعوة مباشرة للحكومة السودانية للمشاركة في المحادثات، وأنه لم يستبعد أن تتمسك بشروطها السابقة، «لكنه أكد أن محادثات جنيف تستند في الأساس على ما تم التوصل إليه في (إعلان مبادئ منبر جدة)، وهو اتفاق لا خلاف عليه بين الطرفين».

 

 

وكانت «الدعم السريع» شاركت بوفد رفيع المستوى في محادثات جنيف السابقة، مؤكدة التزامها بتحسين حماية المدنيين، وضمان الامتثال لـ«إعلان جدة» وأي اتفاقيات مستقبلية أخرى، كما تعهدت لشركاء جنيف بإصدار توجيهات صارمة لقادتها وقواتها في الميدان للامتناع عن ارتكاب انتهاكات أو التعرض للعمليات الإنسانية التي جرى الاتفاق عليها.

 

السودانرمطان لعمامرةمفاوضات جنيف

مقالات مشابهة

  • شهود عيان: الجيش السوداني شن هجوما على مواقع تابعة لميليشيا الدعم السريع
  • شبكة أطباء السودان: ندعو المجتمع الدولي للضغط على قوات الدعم السريع
  • بعد تقارير عن موافقة الجيش.. السودان يرد على دعوة أممية بشأن مفاوضات مع الدعم السريع في جنيف
  • السودان: «13» مصاباً بينهم أطفال جراء قصف الدعم السريع أحياء سكنية بأم درمان 
  • “صحة الخرطوم” :إصابة 13 شخصاً بينهم أطفال في قصف للدعم السريع على أمدرمان
  • رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب عنف جنسي في السودان
  • "كلهم اغتصبوني.. كانوا ستة"! شهادات مروعة عن جرائم قوات الدعم السريع في السودان
  • "رايتس ووتش" تتّهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان  
  • 38 قتيلا بالفاشر واتهامات للدعم السريع بارتكاب عنف جنسي
  • تصعيد ميداني بين الجيش و الدعم السريع و تحشيد كبير حول الفاشر ومدني