أسرار اسم الله الرحيم.. معناه وفضل الدعاء به لقضاء الحوائج
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
يغفل الكثيرون عن أسرار اسم الله الرحيم، خاصة في ظل الحديث عن أسماء الله الحسنى وصفاته التي يجوز إطلاقها على غيره سبحانه وتعالى وما لا يجوز إطلاقها، وما لا يباح إطلاقها على غيره جل شأنه، وفي التقرير التالي نوضح معنى الرحيم، و أسرار اسم الله الرحيم، وفضل اسم الله الرحيم لقضاء الحوائج.
أسرار اسم الله الرحيميعد اسم الله الرحيم الأسم الثاني من أسماء الله الحسنى، وهو من صيغ المبالغة اقترنت بالرحمن في مواضع عدة، ويعنى بالرحيم: أن الله عز وجل رحيم أي أرحم بعباده المؤمنين، إذاً هذا الاسم دلّ على صفة الرحمة الخاصة التي ينالها المؤمنون، فالرحمن الرحيم بُنيت صفة الرحمة الأولى على رحمن، لأن معناه الكثرة، يعني اسم الله الرحمن يشمل كل الخلائق من دون استثناء، فرحمته وسعت كل شيء، وهو أرحم الراحمين، وأما الرحيم فإنما ذكر بعد الرحمن لأن الرحمن مقصور على الله عز وجل، لا يمكن أن يسمى إنسان باسم الرحمن أما يوجد إنسان اسمه رحيم.
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أسماء الله سبحانه وتعالى منها ما هو أسماء جمال، ومنها أسماء جلال ،ومنها أسماء كمال ؛ فأسماء الكمال كالأول والآخر والمحيي والمميت والضار والنافع، وأسماء الجمال مثل: الرحمن والرحيم والعفو والغفور, وأسماء الجلال كالمنتقم والجبار والمتكبر.
وبين أن من أسمائه ما لا يجوز إطلاقه علي غيره سبحانه كـ "الله والرحمن", ومنها ما يجوز كـ"الرحيم والكريم". ومنها ما يباح ذكره وحده كأكثرها, ومنها ما لا يباح ذكره وحده كـ"المميت والضار"; فلا يقال: يا مميت ويا ضار; بل يقال: يا محيي يا مميت, ويا نافع يا ضار; وذلك تأدبا في حقه تعالى وتفاديا من إيهام ما لا يليق بجلاله تعالى.
وأوضح أن مثل صفاته تعالى وأفعاله يجب تنزيه أسمائه سبحانه عما لا يليق بعظمته وجلاله, ويجب تنزيه سائر أسمائه عن تفسيرها بما يوهم نقصا في حقه تعالى وينافي كماله كتفسير الرحيم برقيق القلب لاستحالة ذلك عليه تعالى; قال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) [الأعلى: 1-2]; أي: نزه اسمه تعالى عن كل ما لا يليق به.
وشدد على أن مذهب جمهور أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية أن أسماءه تعالى توقيفية كصفاته، فلا يثبت له اسم ولا صفة إلا إذا ورد ذلك في النصوص الشرعية أو ثبت بالإجماع.
وخلال حديثه الرمضاني “حديث الإمام”، قال شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إن حظ العبد من التخلُّق باسم “الرحيم”، يتمثل في أن يحاول أن يكون رحيمًا بالناس، لا فرق بين مؤمن وغير مؤمن، لافتًا إلى أنه يتعين على المؤمن أن يستشعر بينه وبينهم أخوة وصلة تشبه صلة الأرحام، وأن يسرع العبد إلى سدِّ حاجة المحتاج قدر ما يستطيع ويطيق، وبخاصة الفقراء والمرضى وأهل الحاجات من ذوي الأرحام ومن الجيران والأصحاب.
وشدد: ليس هذا فحسب، بل على العبد المؤمن أن يدفع حاجتهم بالمال إن كان من ذوي اليسار، وبجاهه إن كان من ذوي الجاه والسلطان، وأن يسعى بنفسه في قضاء حوائجهم ومصالحهم، فإن عجز عن كلِّ ذلك فلا أقل من أن يعين المحتاج بالدعاء له، وبإظهار مواساته له وعطفه عليه، وكأنه يشاركه ألمه ومضرته.
وخلال حديثه عن اسم الله الرحيم، قال الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن كل مسلم يردد في اليوم والليلة، اسم الله الرحيم، 17 مرة، لافتًا إلى أن اسم الله الرحيم، مذكور في البسملة التي نقرأها يوميا في الصلوات المفروضة 17 مرة في اليوم والليلة.
وأشار، إلى أن ديننا دين الرحمن، والله تعالى هو الرحيم، والنبي الكريم هو نبي الرحمة، وقال النبي عن نفسه "إنما أنا رحمة مهداة"، موضحًا: ثقافتنا ثقافة الرحمة، ومصرنا العزيزة عبر تاريخها هي بلد الرحمة والتراحم، فعلينا بإحياء هذا الخلق والتراحم فيما بيننا كل في مجاله.
الدعاء بأسماء الله تعالى ومنها الرحيم من شأنه أن يجاب في قضاء الحوائج وغيرها من الأمور فقد ثبت أنس بن مالك أنّ فيه اسم الله الأعظم وهو: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ، بديعُ السَّمواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ) حديث صحيح، كما ورد عن بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك: بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت. الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. فقال: والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى). حديث صحيح أخرجه أبو داود، واللفظ للترمذي.
عن أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها-، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: (وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ)، "سورة البقرة:163" وفاتحة سورة آل عمران: (الم* اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ). حديث صحيح أخرجه أبو داود.
ومما ورد عن سعد بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (هل أدلكم على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى؟ الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث، لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). أورده الحاكم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اسم الله الرحيم الله الأعظم أسماء الله
إقرأ أيضاً:
هل الحج يُسقط الصلوات الفائتة؟.. الإفتاء تحذر من هذا الأمر
أوضحت دار الإفتاء المصرية موقفها من سؤال يتردد كثيرًا بين المسلمين، وهو: هل أداء مناسك الحج يكفي عن قضاء الصلوات الفائتة؟ إذ يعتقد البعض أن الحج بمجرد إتمامه يُسقط عن المسلم ما فاته من صلوات، وهو ما حرصت دار الإفتاء على توضيحه لتيسير الفهم الصحيح لأحكام الدين.
وفي هذا السياق، أجاب الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، موضحًا من خلاله المقصود من هذا الحديث النبوي الشريف.
وأضاف «عبدالسميع» في مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء المصرية على قناتها الرسمية بموقع «يوتيوب»، أن قول النبي يعني أن الحاج بدأ حياة جديدة، وهذا يلزمه به المحافظة على صلواته وأن يؤديها تامة.
وأكد أمين الفتوى أن الصلوات لا تمحى بأداء الحج، ولكن يجب على الحاج أن يقضي ويتم ما عليه من صلوات؛ حتى يكتب الله له الفوز والنجاة.
فضل الدعاء بين الأذان والإقامةأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن من الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء ويُرجى فيها القبول، ما بين الأذان والإقامة، مستندة إلى ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ»؛ وهو حديث حسنه الإمام الترمذي في "سننه".
وفي ردها على سؤال حول فضل الدعاء بين الأذان والإقامة، نقلت دار الإفتاء ما ذكره الإمام العمراني في كتابه "البيان"، حيث قال: "يُستحب الدعاء بين الأذان والإقامة لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة، فادعوا»". وبيّن أن هذا الموضع من مواطن إجابة الدعاء سواء في المسجد أو خارجه.
كما ورد أن الدعاء بعد أذان الظهر يُعد من الأوقات المستجابة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب عليه ويوصي به، نظرًا لما فيه من أجر عظيم. فالدعاء بعد الظهر من العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، وتفتح له أبواب الرحمة والمغفرة، وتُذهب الهموم، وتُقضى به الحاجات، وتستغفر له الملائكة ما دام في مصلاه، مما يجعله من أعظم الأوقات التي يُغتنم فيها الدعاء.