زلزال الحوز .. روض أطفال عسكري لتخفيف الصدمة
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
موازاة مع ما يُقدمه من مأكل ومشرب ومبيت في خيامه لـ250، يمنح المخيم العسكري الذي تم نصبه في جماعة أمزميز كل ما يريده أطفال الأسر المقيمة فيه، بشكل يجعلهم يرفضون العودة إلى الخيام والبقاء للاستمتاع بالأجواء التي بدأت تسود منذ السبت 16 شتنبر 2023.
اكتملت مهمة المخيم بما يمنحه الآن لأطفال الأسر المقيمة به، والبالغ عددها نحو 3000 أسرة، في 250 خيمة تضم 12 فردا، إذ وجدوا متنفسا ترفيهيا تربويا في خيمة واسعة بالقرب من مطعم المخيم.
صباح الأحد 17 شتنبر 2023، قدمت حصة الصباحية رفقة حوالي 40 طفلا وطفلة، تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات إلى 7 سنوات. كان المرح والسعادة والابتسامة البريئة هو ما كان يسود في هذا الروض.
من كانوا ميّالين إلى الرسم وجدوا أمامهم الأدوات اللازمة، ومن أحبوا الرقص على أنغام أناشيد الأطفال كان لهم ذلك، فيما يريد آخرون أن يضعوا رسومات على وجوههم.
يتم تقسيم المستفيدين على مجموعات، تحت تأطير مساعدات اجتماعيات تابعات للقوات المسلحة الملكية، وفق توقيت وبرنامج.
وكل من يراقب عن بُعد ما يقمن به، فإنهن يتماهين ويعشن ما يعيشه هؤلاء الأطفال في هذا الروض؛ الكل يرقص ويغني ويرسم ويحكي ويستمع. قبل أن تنتهي الحصة إلى وقت المساء لاستئناف المهمة.
همّ هؤلاء القائمين على هذا الروض، كما يؤكد مسؤولو المخيم العسكري، هو شيء أساسي تبحث عنه الأسر أيضا، هو التخفيف ما أمكن عن هذه الفئة من هول صدمة الزلزال، وخلق جو خاص بهم يُمكّنهم من تجاوز تبعات ما جرى وما يرونه من دمار.
لذلك أسعدَ هذا الغرض الأسر المقيمة في المخيم، إذ يبحث الآباء والأمهات عن أي وسيلة تمحي من ذاكرة الأطفال هول الزلزال.
وذلك ما نجح فيه المخيم، إذ لا يريد أغلب الأطفال مرافقة ذويهم إلى الخيام عند انتهاء الحصة، بسبب هذه “الفرصة” التي تجعلهم يتصرفون بعفوية ويجتمعون في ما بينهم.
وكما جاء في شهادات أمهات وآباء، الأسر سعيدة جدا بهذا الروض الذي، أيضا، يُخفف من متاعب الأسر ويجعلهم يركزون في روتينهم اليومي الذي تبدّل لأنهم يطمئنون عنهم عندما يتركونهم في الروض.
عند انتهاء هذه الحصة الصباحية، حان وقت تقديم وجية الغذاء، فأتت الأمهات إلى الروض لمرافقة أطفالهن إلى المطعم المجاور، الذي يبدأ بمنح الوجبة للإناث أولا، بعده يحين دور الذكور.
ولا يقتصر الأمر على المخيم العسكري لأمزميز، إذ في كل مخيم ومستشفى عسكري في منطقة الحوز، وفي تجمعات أخرى، توجد فضاءات خاصة بالأطفال، مثلا في المستشفى العسكري لأسني وفي فضاء خاص بمؤسسة محمد الخامس للتضامن في “تلات نيعقوب”.
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
جنين تحت الاحتلال.. خطة منهجية لإفراغ المخيم وتغيير هويته التاريخية
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تقريرا، أعدّه دوف ليبر وفليز سولومون قالا فيه إنّ: دولة الاحتلال الإسرائيلي تتبنّى الآن استراتيجية جديدة في مخيمات الضفة الغربية، وتقوم بأمر لم تفعله من ذي قبل، كما أنها جزء من محاولة الظهور بمظهر القوة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وأشارا خلال التقرير الذي ترجمته "عربي21" إلى أنّ: "مخيم جنين الذي ظل مركز عمليات الجيش الإسرائيلي، بات اليوم خاليا من سكانه، فقد حولت الجرافات الإسرائيلية معظم أزقته وشوارعه لتراب وطين، كما حوّلت الدبابات والطائرات معظم البنايات إلى أنقاض، أما المدارس والمساجد والبنايات العامة الأخرى فقد اخترقتها القنابل، ولا تزال المحلات التي تركت بدون إغلاق وحماية مليئة بالمؤن ولا تزال الملابس معلقة على الحبال لكي تجف، كعلامة أن الذين تركوا منازلهم سيعودون من جديد".
وأضاف: "فقط الجنود الذي يقومون بدوريات راجلة أو بعربات مصفحة هم من يذرعون الطرقات الفارغة، ولا يعرفون كما الفلسطينيين متى سيخرجون. وفي السنوات الماضية قام الجيش بمئات العمليات العسكرية، والعشرات في العام الماضي، فقط".
وترى الصحيفة أنّ: "إسرائيل تحاول معالجة الأخطاء في غزة، حيث أدّى قرارها بالتخلي عن السيطرة على الأرض إلى عملية حماس". فيما نقلت الصحيفة عن جندي في جنين قوله: "عندما بدأت، كانت هناك عمليات كثيرة ليومين أو ثلاثة أيام؛ وكنا نذهب إلى الداخل ونقتل الإرهابيين ونعثر على قنابل مصنعة محليا ونجد أسلحة".
وأضاف: "عندما تنتهي العملية يقوم المسلحون بإعادة تجميع أنفسهم، ولكننا نحاول التأكّد من عدم تعافيهم مرة ثانية". وقال وزير الحرب، إسرائيل كاتس، إنّ: "على الجنود التحضير للبقاء في المخيم لمدة عام على الأقل، لكن الجنود يقولون إنهم تلقوا تعليمات بالبقاء بشكل دائم".
ونقلت الصحيفة عن المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق الكبير والمقرب من الحكومة، أمير أفيفي، قوله إنّ: "الحكومة على ما يبدو، لم تحدد بعد نهايةً لعمليات جنين. وأن الحكومة تركز حاليا على الحرب في غزة والمواجهة المحتملة مع إيران".
وقال عن حكومة الاحتلال الإسرائيلي: "في بعض الحالات، يميلون إلى كتمان الأمور وترك القوات فهم الوضع بدون أي توجيه واضح. أعتقد أن هذا ما يحدث"؛ ويعتقد الفلسطينيون الذين غادروا جنين أنهم قد لا يعودون لشهور أو سنوات.
ووفقا للتقرير فإنّه: "في هذه الأثناء، خصّصت عدة مواقع كبيرة لإيوائهم، بما في ذلك حرم الجامعة العربية الأمريكية، على بعد ستة أميال جنوب شرق جنين". ونقلت الصحيفة عن محافظ جنين، كمال أبو الرب، إنّ: "الجامعة أغلقت أبوابها بعد فترة من بدء الحرب على غزة، ما أدّى إلى إخلاء آلاف المساكن الطلابية"؛ ولم تستجب الجامعة لطلب التعليق.
وعندما زارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الحرم الجامعي في أوائل آذار/ مارس، كانت العائلات منشغلة بالانتقال وتنظيف الوحدات السكنية المتربة. ويخشى المسؤولون والسكان الفلسطينيون من أن لدولة الاحتلال الإسرائيلي طموحات أكبر، مستغلةً حربها، كذريعة للقضاء على مخيمات اللاجئين تماما.
وقال أبو الرب في مكتبه في جنين، المدينة التي يقع فيها المخيم: "إنهم يغيرون طبيعة وهيكل المخيم، ويفككونه". فيما أكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون أنه لم يتخذ أي قرار بشأن الوضع النهائي للمخيم. وفي زيارة رتبها جيش الاحتلال الإسرائيلي لمراسلي الصحيفة إلى المخيم، الثلاثاء الماضي، قامت ثلاث سيارات مصفحة بالسير عبر المدينة وبدون "مواجهة مقاومة تذكر" على حد زعم مراسليها.
وقال قائد لجنة لتقديم الخدمات الأساسية للمخيم، حماد جمال: "هذه المخيمات هي رمز لحق عودتنا، وطالما وجدت، فهي تذكرنا يوما بأن القضية لم تحل". بينما تزعم الصحيفة أنّ: "المسلحين في جنين حصلوا على تمويل من إيران وتسلحوا ببنادق أم16 المسروقة من إسرائيل وأن الجيش عثر على أنفاق مثل التي وجدت في غزة، رغم أنها على قاعدة أصغر".
وتقول الصحيفة إنّ: "إجبار المسلحين للخروج من مخابئهم والتفرق في القرى والمناطق المحيطة بالمدينة يسهل على الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الفلسطينية اعتقالهم. وأعادت إسرائيل تشكيل الطبوغرافية للمخيم حيث استخدمت تراكتورات لتوسيع الطرق المغبرة، وهو ما سمح للجيش استخدام السيارات المصفحة في مناطق لم يكن قادرا على الوصول إليها. وزعم الجيش في جولة لأحد المساجد أن كتائب جنين استخدمته كنقطة لإطلاق النار".
ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب التقرير، إنّ: "أهم أسلحة الجيش هي القنابل المصنعة محليا ويمكن تفجيرها عن بعد من خلال مكالمة هاتفية وعندما يقترب منها الجنود بدرجة قريبة. ووضع المسلحون كاميرات خلال المخيم لرصد تحركات الجيش".
وتقول الأمم المتحدة إنّ: "أكثر من 900 فلسطينيا قتلوا في الضفة الغربية، منذ بداية الحرب في غزة". ويقول أبو الرب إن 29 شخصا قتلوا في جنين منذ بداية العملية في المخيم منذ كانون الثاني/ يناير.
وتقول دولة الاحتلال الإسرائيلي إنّ: "معظم من قتلوا هم من المسلحين. وتعتبر السلطة الوطنية، من الناحية النظرية مسؤولة المنطقة، وظلت مترددة بدخول مخيم جنين، ولكنها أطلقت في كانون الأول/ ديسمبر عملية استباقية لأي هجوم إسرائيل".
إلى ذلك، اتّهم السكان قوات الأمن الفلسطينيية بالتدمير والعقاب الجماعي. وها هي السلطة تتهم الآن، قوات الاحتلال الإسرائيلية بعمل المثل. ويقول أبو الرب، محافظ جنين: "أعتقد أن إسرائيل تريد إضعاف السلطة الوطنية وجعل جنين غير صالحة للعيش ودفع الناس للخروج". مع ذلك، تنسق قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينية خلف الكواليس. فقد اتفقا، على سبيل المثال، على أن تنفذ القوات الفلسطينية عمليات ضد المسلحين المختبئين في مستشفى جنين، الواقع بالقرب من المخيم، وفقا لمسؤولين عسكريين إسرائيليين.