أهميّةُ الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
خديجة المرّي
إن الاحتفالَ بذكرى المولد النبوي الشريف لهُ دلالتُهُ العظيمة والواسعة، أولاً: الاعتراف والشكر والفضل العظيم، والفرح والابتهاج بنعمة الله ومِنَّتِه بأن بعث إلينا رسولَه محمدًا -صلواتُ الله عليه وآله- ليخرجَنا من الظلمات إلى النور لقوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
ثانياً: عندما نحيي ذكرى مولد الرسول الأكرم فَــإنَّنا نُعزز ارتباطنا به، ونُعبر عن ولائنا وحبنا له، وتأثرنا به، واتباعنا لمنهجه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
ثالثاً: إننا بأمَسِّ الحاجة إلى أن نَعُودَ لرسول الله العودةَ الصحيحةَ الصادقة، وإلى سيرته الحَسَنة، والتعرف عليها المعرفة الكاملة؛ وذلك من خلال القرآن الكريم؛ كونه القُدوة والأسوة لنا، والهادي والمُعلم والمُرشد والمُربي لنا، لقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِـمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخر وَذَكَرَ اللهَ كَثيراً}.
رابعاً: عندما يُحيي شعبنا هذه المناسبة؛ فهو يُوصل رسالةً للعالم والأمة بأكملها مفادها: أن عودوا إلى رسول -صلواتُ الله عليه وآله-؛ فهو القائدُ الذي ينبغي أن تتأسوا به، وتقتدوا به، وتقتبسوا من ضياء نوره وحكمته وبصيرته، وشجاعته، كما هي أَيْـضاً رسالةٌ لأعداء هذه الأُمَّــة، الذين يحاولون طمسَ الدين والإسلام بكافة مقتضياته، ويحاولون الصدَّ عن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف؛ نظراً لأهميتها وما تحتويه من دروس وعِبَرٍ قيِّمة يدركونها.
هي مُناسبة دينية وتاريخية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تربطُنا بشخصية عظيمة، وهي محطة سنوية، منها نتعلّمُ ونأخذ الدروس والعبر، نكتسب منها المعرفة والوعي، وتعزيز الهُــوِيَّة الإيمانية، وتعزيز الولاء الصادق لرسول الله والرسالة الإلهية، خَاصَّة ونحنُ نواجه التحديات والمخاطر.
في مرحلةٍ يسعى فيها أعداء هذه الأُمَّــة أن يفصلونا عن هذه المُناسبة، وإبعادنا عنها -بفضل الله- استطاع شعبُ الحكمة والإيمان، شعب الأنصار، إحيَــاءَ الرسالة المُحمدية الأصيلة، رغم الحصار، وتدهور الأوضاع القائمة على بلدنا التي سببها هذا العدوان الغاشم، ولكن لم يثنِهِ أيُّ عدوانٍ على الإطلاق، وهو في أتمِّ الجهوزية والاستعداد والتأهب، في الخروج الجماهيري المُشرِّف في كُـلّ الساحات والميادين، الخروج الذي يُرضي اللهَ، ويُرضي رسولهَ عنا.
++++
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أوقاف الفيوم تنظم احتفالا بذكرى الإسراء والمعراج بمسجد أبوعش الكبير
نظمت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، احتفالا بذكرى الإسراء والمعراج من مسجد أبوعش الكبير، التابع لإدارة أوقاف مركز جنوب الفيوم.
يأتي هذا في إطار الدور التنويري والتثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية، ومديرية أوقاف الفيوم لنشر الفكر الوسطي المستنير والتصدي للفكر المنحرف.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامه السيد الأزهري وزير الأوقاف، وبحضور فضيلة الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وفضيلة الشيخ سعيد مصطفى، مدير إدارة أوقاف مركز جنوب الفيوم، وفضيلة الشيخ محمد عبد الكريم عضو لجنة المتابعة بالمديرية، وجمع غفير من رواد المسجد، وذلك احتفالا بذكرى الإسراء والمعراج.
العلماء: الرحلة كانت تكريمًا إلهيًّا لنبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وجبرًا لخاطره ومواساة لقلبه وتسرية لنفسهوفي كلمتهم أكد العلماء، أن رحلة الإسراء والمعراج كانت تكريمًا إلهيًّا لنبينا محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، وجبرًا لخاطره، ومواساة لقلبه، وتسرية لنفسه، بعدما تحمل أذى قومه وإعراضهم عن دعوته النبيلة ورسالته الكاملة، وبعدما فقد زوجَه الحبيب المؤنس، وعمَّه الشَّهم النبيل، فاختصه الله (عز وجل) بهذه المعجزة العظيمة، حيث طوى الله سبحانه لنبيه (صلى الله عليه وسلم) الزمان والمكان؛ ليطلعه على حقائق غيبية وأسرار كونية بقدرته سبحانه المطلقة التي لا يحدها حد، ولا يتصورها عقل، حيث يقول الحق سبحانه: “لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى”.
وأوضح العلماء، أن من الدروس والعبر في تلك الرحلة المباركة أيضًا بيان عظمة وطلاقة القدرة الإلهية، وإكرام الله (عز وجل) نبيه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بالآيات الكبرى، حيث كان الإسراء والمعراج في ليلة واحدة، كما سخر الحق سبحانه لنبيه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) البراق لينقله في رحلته المباركة، وأكرمه بلقاء الأنبياء والمرسلين، حين أحياهم الحق سبحانه فأمهم نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فصلوا خلفه في المسجد الأقصى، والتقى بمن التقى بهم في السماوات العلا، فرحبوا به جميعًا، ودعوا له بخير؛ في دلالة واضحة على أن الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)جميعًا أصحاب رسالة واحدة في الأصول والعقائد، والقيم والأخلاق حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : “الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ : دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى”.