إيران تحترق.. احتجاجات عارمة وإغلاق العاصمة طهران وقائد الحرس الثوري يعلن: الوضع خرج عن السيطرة
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
تواصلت الاحتجاجات الثورية الغاضبة مساء اليوم، في عدد من المدن الإيرانية، بينها العاصمة طهران، ضد نظام الملالي القمعي، وتنديدًا بالانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد.
وأقدمت قوات الأمن والاستخبارات الإيرانية في مدينة همدان، بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين ما تسبب بسقوط عدد من الجرحى .
كما قامت قوات الأمن الإيرانية بإغلاق شوارع العاصمة طهران، ومحاولة منع الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، وسط تصريحات لقائد الحرس الثوري الإيراني، قال فيها إن الوضع خرج عن السيطرة وقاموا باستدعاء قوات الاحتياط للتحرك.
وأقدم مسلحون مجهولون باغتيال "العقيد حسن طاهرى " فى مدينة نهبدان ولاية خراسان فى شمال شرق ايران، فيما قام محتجون بإشعال النيران في عدد من المدن الأخرى .
وأمس السبت، أعلنت السلطات الإيرانية مقتل أحد قوات "الباسيج" التابع للحرس الثوري الإيراني وإصابة ثلاثة آخرين منهم في هجوم مسلح، جنوبي إيران، بعدما انتشرت قوات مكافحة الشغب والأمن و"الباسيج" والشرطة بكثافة في ساحات رئيسية بمدن إيرانية، لمنع إحياء ذكرى الاحتجاجات التي شهدتها إيران الخريف الماضي على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني.
وفي سياق آخر، وصفت وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري أن المعارضة الإيرانية تمثل جيش يزيد بن معاوية فيما يمثل النظام الإيراني، جيش الحسين بن علي .
وتقدمت الوكالة بسؤال للشعب الإيراني، أين يقف من هذه المعركة على وقع الاحتجاجات الثورية العارمة.
https://twitter.com/Twitter/status/1703467172511527410
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
كيف تصدّع الهلال الشيعي الإيراني مؤخراً؟
تناول الكاتب الصحافي التركي إنيس بيرنا كيليتش تفكك استراتيجية إيران القديمة في الشرق الأوسط، والتي تركز على ما يسمى "الهلال الشيعي"، ويشمل هذا المفهوم الجيوسياسي جهود إيران لممارسة نفوذها على العراق وسوريا ولبنان واليمن، من خلال تحالفات وقوات بالوكالة.
طهران تركز على كسب الوقت لإعادة تقييم وإعادة بناء استراتيجيتها
ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة - خاصة انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، وتفكيك إسرائيل لقيادة حزب الله - تركت استراتيجية إيران في حالة من الفوضى.
وسلط الكاتب الضوء، في مقاله بصحيفة "تركيا اليوم"، على التحديات الحرجة التي تواجه طهران، وهي تتنقل في مشهد إقليمي ودولي سريع التغير.
تحديات تواجه استراتيجية إيران
وقال الكاتب إن "الهلال الشيعي، الذي كان ذات يوم محور نفوذ هائل، واجه ضربات كبيرة. فقد انهارت الاستثمارات الإيرانية الواسعة النطاق في سوريا، بما في ذلك الدعم السياسي والمالي والعسكري للحفاظ على نظام بشار الأسد".
"Fractured?" hahaha, it is beyond demolished, decimated, obliterated, محروق نفسو
Can't read pass this stupid headline "The fractured crescent: What’s next for Iran’s ???????? strategy in Middle East?"https://t.co/ZRzsrNxvj8
وحرم هذا إيران من ممر حيوي إلى لبنان ووكيلها حزب الله. كما أدت العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله إلى إضعاف الجماعة بشكل أكبر، مما قلل من دورها باعتبارها الحليف الأكثر أهمية لإيران في المنطقة.
وأشار الكاتب إلى مأزق إيران بالقول إن سنوات من النفوذ ومليارات الدولارات من الموارد قد تم القضاء عليها في غضون أسابيع. وتطرح الديناميكيات الإقليمية الجديدة، إلى جانب الضغوط المتزايدة من إدارة ترامب القادمة، أسئلة وجودية لاستراتيجية إيران.
التفاوض أم المواجهة؟
وكانت حملة "الضغط الأقصى"، التي نفذتها إدارة ترامب في ولايته الأولى ضد إيران، بمنزلة تحول محوري في السياسة الأمريكية. فمع العقوبات الصارمة والإجراءات البارزة مثل اغتيال قاسم سليماني، أشارت واشنطن إلى استعدادها لمواجهة إيران دون خوف من الانتقام الكبير. ومع اقتراب ولاية ترامب الثانية، ناقشت كل من واشنطن وتل أبيب علانية الضربات العسكرية المحتملة على البنية التحتية النووية الإيرانية.
With Bashar's downfall and Hezbollah's setbacks, the options ahead for Iran will also shape the fate of the regime as Trump re-enters the stage@kilicnss @alibakeer @ismail_yasa @joehammoura https://t.co/pWQLm6ABQI
— Türkiye Today (@turkiyetodaycom) January 12, 2025
وبرغم كل ذلك، يبدو أن إيران تتبنى نهجاً حذراً. ويشير محللون مثل علي باكير إلى أن طهران تركز على كسب الوقت لإعادة تقييم وإعادة بناء استراتيجيتها. ومن خلال إبداء استعدادها للانخراط في صفقات معاملاتية، تهدف إيران إلى تهدئة التوترات، مع الاستعداد للتحولات المحتملة في القيادة الأمريكية. ومع ذلك، فإن التوافق المتزايد بين السياسات الأمريكية والأوروبية، إلى جانب التنفيذ الرئيس لعقوبات الأمم المتحدة، يمكن أن يحد بشكل كبير من خيارات إيران.
شبكات الوكلاء تحت ضغط
وتابع الكاتب: "تواجه شبكة الوكلاء الإيرانية، التي كانت ذات يوم مركزية لاستراتيجيتها الإقليمية، انتكاسات كبيرة، منوهاً إلى أن نفوذ إيران في لبنان قد تضاءل، مع إضعاف حزب الله بسبب عمليات إسرائيل والقيود اللوجستية".
وبحسب الباحث اللبناني جو حمورة، فإن قوة حزب الله ووجوده تأثرا بشدة، كما أن انسحابه السريع من سوريا بعد سقوط الأسد جعل تضحياته بلا جدوى. ويواجه حزب الله الآن معارضة داخلية متزايدة، حيث يعارض كثيرون في لبنان احتكاره للمقاومة وصنع القرار.
الصراعات في العراق واليمن
وبالمثل، تتعرض معاقل إيران المتبقية في العراق واليمن لضغوط. ففي العراق، تشير الجهود المتزايدة لإبعاد البلاد عن النفوذ الإيراني إلى تحول في الديناميكيات الإقليمية. وأشار الكاتب إلى شراكات العراق مع تركيا ودول الخليج بوصفها حواجز محتملة ضد نفوذ طهران. ومع ذلك، تظل الميليشيات المدعومة من إيران تشكل عقبة كبيرة أمام استقلال العراق.
ويمثل اليمن، حيث خدم الحوثيون لفترة طويلة كوكيل رئيس لإيران، تحدياً آخر. ويتعرض الحوثيون، برغم مرونتهم، لضغوط متزايدة من التحالف الذي تقوده السعودية. ويشير محللون مثل إسماعيل ياسا إلى أن الضغط المطول قد يؤدي إلى تآكل قدرة إيران على دعم عملياتها بالوكالة في اليمن، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار استراتيجية طهران الأوسع نطاقاً.
إعادة البناء أم الانسحاب؟
وبالنظر إلى المستقبل، يقول كيليتش إن قدرة إيران على إعادة ضبط استراتيجيتها الإقليمية ستعتمد على الصبر الاستراتيجي والمخاطر المحسوبة. وفي هذا الصدد، تواجه إيران تحديات هائلة: فالاضطرابات الاقتصادية، والعقوبات الدولية، والصراعات داخل شبكات وكلائها لا تترك مجالاً كبيراً للخطأ.
إنها صعوبة الخيار بين التفاوض والمواجهة. وفي حين قد تكسب الجهود المبذولة للانخراط في الدبلوماسية الوقت، فإن اعتماد طهران على وكلائها للحماية من المواجهة المباشرة أصبح غير قابل للاستمرار على نحو متزايد. والهلال المتصدع الذي كان يرمز ذات يوم إلى طموحات إيران الإقليمية أصبح الآن يخاطر بالتحول إلى عبء يهدد الاستقرار داخل الجمهورية الإسلاموية نفسها.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "إن انهيار الهلال الشيعي إلى جانب الضغوط الدولية المتزايدة يفرض على طهران تحديات كبيرة ستكون حاسمة في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط. سواء من خلال المفاوضات، أو التصعيد بالوكالة، أو الانكماش الاستراتيجي، فإن رد طهران سوف يحدد قدرتها على التعامل تحت الضغط الدبلوماسي والعقوبات".