صحيفة البلاد:
2025-01-09@09:35:23 GMT

التربية بالحرمان

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

التربية بالحرمان

فكرة التربية القائمة على الحرمان، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، تبدو فكرة بعيدة كل البعد عن واقع عالم اليوم ، وبدلاً من الحدّ من قدرة أطفالنا على الوصول إلى الأدوات الأساسية، ينبغي علينا أن نتبنّى المشهد المتطوِّر للتعليم ونزوّدهم بالمعارف والمهارات التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح في مجتمع رقمي متزايد.

أذكر أنني كنت حاضراً في مجلس دار‏فيه نقاش بين الآباء حول أساليب التربية، وكان لكل واحد منهم أسلوبه الخاص في التربية ، وقد اشتدّ النقاش، عندما قال أحد الحاضرين إنه يمنع أولاده من إستخدام التقنية أوإقتناء الجوّالات بشكل قاطع ، وأنه يرى في سياسة الحرمان هذه، وسيلة جيدة للتربية ،وحمايةً لهم من أي مخاطر محتملة ، وضرب لنا مثلاً بنفسه وأصدقائه الذين من جيله!

هذا الرأي أثار حفيظة بعض الجالسين الذين استنكروه، ظناً منهم أن أسلوب الحرمان والمنع يقود إلى ‏تعّقيد الأبناء،والشعور بالنقص، ولا علاقة له بالتربية ، فممّا لا شك أن تأديب الأبناء وتربيتهم التربية الصحيحة ، من المسائل المهمة جداً في تكوين شخصية الطفل.

من منظور شخصي ،أرى أن سياسة الحرمان المطلق هذه ،غير مجدٍّية ،ولاسيما في الوقت الذي نعيشه اليوم. ففي العصر الرقمي ، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا غنىً عنها في حياتنا ، فمنذ اللحظة التي نستيقظ فيها، نعتمد على أدواتها في التواصل والترفيه والتعليم.

‏لا أريد أن أتحدث هنا عن تمّكين الأطفال من التكنولوجيا في سن مبكِّر، لأن هذا الموضوع محل جدل حتى الآن،مثله في ذلك مثل سياسة المنع والحرمان كأسلوب تربية ، والتي هي بحاجة إلى نقاش أيضاً.

ولا التحدث عن حرمان الأطفال من الأمور المضرة مثل الدخان أو المخدرات ، أو الأمور التي تدمّر الجسم والعقل، فهذه تحريمها واجب، أمّا تحريم الأمور التي أصبحت من أجل الحرمان بالضرورة ، لا سبب واضح سوى أن الآباء لم يتعاملوا معها في سنهم ،فهو أمر خاطئ، على الأقل من وجهة نظري الخاصة .

لقد نسي من يتبنى مثل هذا الفكر ، قول الإمام علي بن أبي طالب:”لا تربّوا أبناءكم على ما أنتم عليه، فقد ولدوا لزمان غير زمانكم”، علماً بأن هناك من يرى أن تربية والده القاسية له كانت سبباً في نجاحه المهني أو تفوقه التعليمي، وعليه يجب أن يعرِّض أبناءه لذات المعاناه التي تعرَّض لها في صغره، ومنها الحرمان من بعض الأمور التي قد تبدو ضرورية، ظناً منه أن هذا يساعدهم على التفوق.

شخصياً لا أتبنّى هذا النهج ولا أشجِّع عليه ، فهذا الأب الذي قرّر أن يتخذ أسلوب أبيه في تربية أبنائه، يعلم علم اليقين أن أساليب التعليم تغيّرت ، وليست كما هي في زمن والده ، إذ دخلت فيها التكنولوجيا.
الكتاب المدرسي سوف ينقرض قريباً ،ويستبدل باللوح الإلكتروني “الآيباد”، و باستخدام التعلُّم الإلكتروني والتطبيقات التعليمية الأخرى ، يمكن للأبناء التعلُّم بالسرعة التي تناسبهم، واستكشاف مجموعة واسعة من المواضيع، والوصول إلى المعلومات التي قد لا تكون متاحة لهم بطريقة تقليدية قديمة.

أحد الآباء اكتشف أن إبنه أصبح محترفاً في الكمبيوتر لدرجة أن أصبح ماهراً في البرمجة، رغم أنه حُرم من إقتناء كمبيوتر أو جوّال ، باعتبارهما من المُلّهيات ومضّيعة للوقت ، إلا أن سياسة الحرمان قادته للتعلم سراً وإيجاد أي وسيلة للوصول إليهما دون أن يشعر والده بذلك.
إن فكرة التربية القائمة على الحرمان، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، تبدو بعيدة كل البعد عن واقع عالم اليوم ،وبدلاً من الحدّ من قدرة أطفالنا على الوصول إلى الأدوات الأساسية، ينبغي علينا أن نتبنّى المشهد المتطوِّر للتعليم ونزوّد أبناءنا وبناتنا بالمعارف والمهارات التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح في مجتمع رقمي متزايد.
خلاصة القول إن عملية ‏التربية برّمتها، تكمن في المراقبة والتوجيه.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

عفاف شعيب: حبي للفن بدأ مع صوت أبلة فضيلة.. ووالدي كان يرفض فكرة التمثيل في البداية

تحدثت الفنانة القديرة عفاف شعيب عن بداية دخولها الوسط الفني، وتعلقها الشديد بصوت أبلة فضيلة قائلة، «حبي للفن بدأ من صوت أبلة فضيلة، لدرجة أنني جبت ألة حادة حتي اقطع شاشة الراديو وافهم من أين يأتي الصوت، في نفس التوقيت كنت أشاهد ماسبيرو وأشخاص كثيرة تذهب أمامه، وكنت أفكر في الذهاب لأنهم وقتها كانوا بحاجة للأطفال، وِذهبت مع شقيقتي إلى أبلة فضيلة من وراء والدي، ودخلنا إلى استديو كبير وشعرت وقتها أنني دخلت عبق التاريخ».

 

وأضافت في تصريحات تلفزيونية مع الإعلامية يمني البدراوي على شاشة النهار،« بعدما روحت إلى المنزل (خدت علقة) محترمة بسبب التأخير، ووالدتي قالت لي (مافيش فن تاني)، اتخرجي وبعدين ابقي زي ما أنتي عايزة، ولكن وقتها أبلة فضيلة أخذت رقمي، وبعدها بفترة وجدت والدتي تتحدث معي بشأن حديث أبلة فضيلة معاها، فوالدتي كانت شخصية هادئة وجميلة وعُرض عليها التمثيل بسبب أنها تشبه ليلى مراد، فهي كانت فتاة جميلة وشيك».

 

وعن بداية مشوارها الحقيقي قالت، «التحقت بمعهد فنون مسرحية، واقنعت والدي بأنني سوف أكون مذيعة، ولكن تدريجيًا دخلت الوسط الفني عن طريق المخرج نور الدمرداش».

 

وعن تقديمها دور في مسلسل رأفت الهجان قالت، «عرض عليا الكاتب صالح مرسي دور (شريفة) في مسلسل رأفت الهجان ورفضت بسبب صغر الدور، بمجرد أن قرأت السيناريو شعرت أن الدور صغير، ولكني اكتشفت أن هناك شبه بيني وبين شقيقة رأفت الهجان في الحقيقة، والتي تحدثت معي بعد عرض الدور من أجل أن تبارك لي».

 

وعن دورها في مسلسل الشهد والدموع أوضحت، «كانت المحلات تُغلق وقتها من أجل مشاهدة المسلسل، والمخرج إسماعيل عبد الحافظ كان يخشي أن أرفض الدور بسبب تقديمي لدورالأم لشباب كبار، فتحدثت معي الفنانة كريمة مختار من أجل إقناعي بالدور»، وعن حقيقة تقديم الجزء الثالث من مسلسل الشهد والدموع قالت،« توقف الجزء الثالث بسبي، لأنني تخوفت من الفشل، فقررت أن احتفظ بنجاح الأجزاء السابقة».

 

عفاف شعيب: محمد رمضان كان يصلي ومواظب على الصوم.. وظهوره دون ملابس بالحفلا مشهد لايليق أن يظهر به أمام الجمهور

 

ووجهت عفاف شعيب رسالة شديدة اللهجة للفنان محمد رمضان قائلة: «تعاونت معه في مسلسل دوران شبرا، كان شخص جدع ولا يملك صفة النفاق أو الرياء، تعاملت معه لمدة 3 شهور، فكان يصلي ومواظب على الصوم، فهو ولد موهوب، ولكن لا يعرف أن يستغل ذاته، أحيانًا يقدم أدوار غير مناسبة له، فهولا يحتاج لذلك أنت نجحت يجب عليك أن تنمق من نفسك وتقدم شئ جديد، يجب عليك أن تقدم دور بطل قومي وتفيد البلد، ولا استمع له في مجال الغناء، وبشأن ظهوره في حفلاته عاريًا قالت، «مظهر لايليق أن يظهر به أمام الجمهور، ويجب أن يحترم فنه وجمهوره».  

 

ووجهت رسالة للفنانة حلا شيحة، «ممثلة محبوبة وكانت تختار أدوارها بعناية شديدة، وبها براءة شديدة ووشها جميل، وأتمني أن تعود وتقدم أعمال مثل قبل الاعتزال عمل راقي وينال إعجاب المشاهدين»، بينما رفضت التعليق على صورة للمخرج محمد سامي نظرًا لأن هناك خلاف جمع بينهما أثناء تصوير مسلسل «آدم» مكتفية بقولها «هرد عليه بس مش دلوقتي».

مقالات مشابهة

  • الأونروا : جيل كامل من الأطفال في غزة مهدد بالحرمان من التعليم
  • عفاف شعيب: حبي للفن بدأ مع صوت أبلة فضيلة.. ووالدي كان يرفض فكرة التمثيل في البداية
  • بلينكن: فكرة ترامب بشأن السيطرة على غرينلاند لن تحدث
  • رداً على ترامب..بلينكن: ضم غرينلاند مجرد حديث وليس فكرة جيدة
  • رئيس الوزراء: ما ناقشته الحكومة اليوم بشأن نظام البكالوريا فكرة مبدئية
  • الكشف عن طبيعية الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء وعمران اليوم
  • ترامب يطرح فكرة استخدام القوة للاستيلاء على جرينلاند وقناة بنما.. ما القصة؟
  • هل يُنتخب في اليوم الثالث؟
  • "التربية" تحتفل بـ"اليوم العالمي لطريقة برايل "
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: تأجيل زيارة رئيس الموساد التي كانت مقررة اليوم إلى الدوحة لمواصلة محادثات صفقة التبادل