دبي (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة «التعليم الرقمي».. جودة المخرجات وبناء اقتصاد المعرفة «الموارد البشرية» لـ«الاتحاد»: السماح للشركات بالتسجيل لموظفيها في نظام التأمين ضد التعطل

تشير التقارير إلى تزايد المدن الذكية في الدول العربية، حيث تقود دولة الإمارات هذا التوجه الاستراتيجي من خلال مدينة مصدر وعمليات شركة «بيئة» ونظام هايبرلوب بين أبوظبي ودبي.


وفي هذا الصدد، تبرز مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة باعتبارها جهةً مؤثرة في تمكين الأجيال المستقبلية وتعزيز دورها في مجال الاستدامة، ورفدها بالسبل التي تمكنها من ابتكار حلول مستدامة، عبر دفع عجلة التنمية المعرفية وتطور العمل البحثي في الوطن العربي. كما تلتزم المؤسَّسة ببناء مجتمعات قائمة على المعرفة عبر دعم مشاريع البحث والأنشطة والمبادرات الرامية لتحقيق الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وترفد المؤسَّسة جهود الدولة الرامية إلى تحقيق الاستدامة من خلال تنفيذ مشاريع ومبادرات رائدة، مدفوعةً بإرادة راسخة للحفاظ على البيئة والموروث المعرفي الغني لدولة الإمارات. وتحرص المؤسَّسة على إيلاء أهمية كبيرة للتعليم المستدام، إذ تلعب دوراً مهماً على هذا الصعيد من خلال غرس قيم الاستدامة في نفوس الأجيال الناشئة وتنمي فيهم الحس البيئي، وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في تحسين البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، وتنظيم ورش عمل وندوات تفاعلية حول هذه القضايا.
ويتمحور مفهوم المدن الذكية بشكلٍ رئيسي حول تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي والاستدامة البيئية وجودة الحياة، متيحةً حلاً مبتكراً لتحسين الحياة في المدن وتحقيق الاستدامة البيئية، وذلك من خلال توظيف التقنيات الرقمية الجديدة والذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الحياة للمواطنين وتقليل الأثر السلبي على البيئة. ويتطلب تحقيق هذه الأهداف وضع استراتيجيات تنموية حضرية متوازنة ومستدامة، تلبي احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والمعرفية.
وتعد المدن الذكية والاستدامة الحضرية مفاهيم مرتبطة بشكلٍ وثيق، حيث تعتمد المدن الذكية على البيانات للتعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة، فيما لا ينفصل تحقيق الاستدامة عن الحفاظ على الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمعرفية للمدن، كما يعدُّ توظيف التكنولوجيا حجر الزاوية في التنمية الحضرية المستدامة في المستقبل. وتهدف المدن الذكية إلى تحقيق الاستدامة الحضرية من خلال تحسين إدارة الطاقة والموارد والارتقاء بجودة الحياة في المدن. ويعد تعميم نموذج المدن الذكية وتحقيق الاستدامة الحضرية من أهم التحديات التي تواجه المدن في القرن الحادي والعشرين.
وتُعنى ابتكارات الاستدامة الحضرية والمدن الذكية بتطوير مدن مستدامة وذكية، تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين جودة الحياة ورفع كفاءة العمليات والخدمات الحضرية. وتشمل هذه الابتكارات استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية والواقع المعزز وتقنية البلوكتشين، لتحسين النتائج وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
بيئات 
تسهم المدن الذكية في توفير بيئات حضرية آمنة ومستدامة ومزدهرة، وتحسين الأمن والسلامة بالاعتماد على التكنولوجيا والبيانات لمراقبة الشوارع والمركبات، والتعرف على وجوه الأفراد، وتحسين الاستجابة للحالات الطارئة. كما تساعد المدن الذكية في دفع عجلة الاستدامة من خلال تحسين البنية التحتية والخدمات الحضرية وجودة الهواء والمياه، وآليات معالجة النفايات. كما تضطلع المدن الذكية بدورٍ في تعزيز الازدهار وزيادة زخم سوق العمل وقطاعات التعليم والمعرفة والترفيه والحياة الاجتماعية، وتسهم هذه المدن بشكلٍ ملموس في الاستجابة لتحديات خفض الانبعاثات الكربونية، والحد من وطأة التغير المناخي.
خصائص
تمتاز المدن الذكية بخصائص فريدة، منها توفير الأمن والأمان الرقمي والسيبراني، حيث يساعد استخدام التكنولوجيا المتقدمة كالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في الاستجابة للتهديدات بسرعة، وتوفير بيئة آمنة للسكان والأعمال والبنية التحتية. وتعتمد المدن الذكية على اقتصادٍ قائم على التكنولوجيا الرقمية، كالأعمال التجارية الإلكترونية والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، وغيرها من التقنيات المتقدمة. ويمثل هذا الاقتصاد جزءاً من مدن المستقبل الذكية، ويُقصد بذكاء الأعمال استخدام التكنولوجيا والبيانات لجعل البنية التحتية والخدمات أكثر فعاليةً واستجابةً لاحتياجات الناس. كما تمتاز المدن الذكية بالقدرة على ربط مختلف الأنظمة والخدمات، ما يتيح تكامل وسلاسة تدفق المعلومات، واستخدامها بصورةٍ أكثر كفاءة لاتخاذ قرارات فعالة لتحسين الخدمات الحضرية. وتقدم المدن الذكية أيضاً خدمات الصحة الذكية، والتي تعتمد على التكنولوجيا والبيانات لتحسين الرعاية الصحية وجعلها أكثر فعالية ومُلاءمة لاحتياجات كل فرد، من تشخيص الأمراض المبكر، إلى العلاج والوقاية. وتعتمد المدن الذكية مفهوم الحكومات الذكية، مستعينةً بالتكنولوجيا الرقمية لتحسين الخدمات الحكومية وتبسيط إجراءاتها وجعلها أكثر فعالية وشفافية. ويسهل هذا المفهوم حياة الناس، ويمثل تحولاً كاملاً في طريقة تفاعل الحكومات مع المواطنين والمؤسسات. وتشهد منطقة الشرق الأوسط تسارع وتيرة تبني ابتكارات المدن الذكية، حيث تعمل العديد من دول المنطقة على تطوير مفاهيم المدن الذكية في إطار مبادرات حكومية تستهدف التحول إلى المدن الذكية في مختلف مجالات الخدمات. وتشير التقارير إلى تزايد المدن الذكية في الدول العربية، حيث تقود دولة الإمارات هذا التوجه الاستراتيجي من خلال مدينة مصدر وعمليات شركة «بيئة» ونظام هايبرلوب بين أبوظبي ودبي. وتبرُز أيضاً مدينة نيوم في المملكة العربية السعودية، إلى جانب العاصمة الإدارية الجديدة في جمهورية مصر العربية.
اهتمام
في ضوء التلازُم الوثيق بين الاستدامة والمدن الذكية، حظيت الاستدامة باهتمام الحكومات والمنظمات الدولية نظراً لأهميتها في المحافظة على الموارد، واستخدامها بشكلٍ مستدام، لتلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية. كما تدعم الاستدامة التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في الدول العربية، إضافة إلى دورها المحوري في بناء مجتمعات أكثر استقراراً في المنطقة، وتوفير فرص العمل وتعزيز جودة الحياة. وتهدف الابتكارات في الاستدامة الحضرية والمدن الذكية إلى الارتقاء بجودة الحياة في المدن وجعلها أكثر استدامة وكفاءة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتشجيع المشاركة المجتمعية وتحسين البنية التحتية. وتمثل الاستدامة إحدى أبرز الطرق والمبادئ التوجيهية لتحقيق ذلك، وتنطوي على الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين جودة الهواء والمياه والتخفيف من الانبعاثات الضارة وتشجيع النقل العام والطاقة المتجددة، وكذلك الابتكار من حيث استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات في المدن الذكية وجعلها أكثر كفاءة، إضافة إلى مشاركة الجمهور من خلال تشجيع المواطنين على المشاركة في صنع القرارات المتعلقة بالمدن الذكية وتحسين الخدمات الحضرية، فضلاً عن تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات الحضرية وتوفير وسائل النقل العام، وكذلك تصميم المدن بطريقة تسمح بالتكيف مع التغيرات المناخية والتحديات البيئية الأخرى.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات المدن الذكية أبوظبي دبي استخدام التکنولوجیا تحقیق الاستدامة المدن الذکیة فی جودة الحیاة فی المدن من خلال

إقرأ أيضاً:

4 طلاب من جامعة أبوظبي يبتكرون تطبيقاً لتحسين حياة مرضى الزهايمر

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
ابتكر 4 طلاب من قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات بكلية الهندسة في جامعة أبوظبي تطبيقاً ذكياً يضم نظاماً شاملاً وذكياً وآمناً لدعم كبار السن المصابين بمرض الزهايمر، حيث يجمع هذا النظام بين تقنية الواقع الافتراضي (VR) والتعرف إلى الصوت وخوارزميات الذكاء الاصطناعي (AI) بهدف تحسين جودة الحياة بشكل كبير للمصابين بهذه الحالة من خلال تقليل مشاعر الوحدة، وضمان مراقبة الحالة الصحية، وتحفيز النشاط العقلي.
وابتكر النظام كل من الطلاب سعد عماوي، ونورهان المحلاوي، وبدور بابلي، ويزن العاسمي، بإشراف الدكتور مراد الرجب، وبالتعاون مع الدكتورة حنان شيخ إبراهيم طبيبة استشارية شيخوخة وأمراض الذاكرة، وأوضح فريق العمل أن المشروع يهدف إلى معالجة التحديات المتعلقة بمراقبة الصحة وتحفيز الوظائف الإدراكية واكتشاف الأعراض المبكرة لدى مرضى الزهايمر، ويتكون النظام من تطبيق تفاعلي على الهاتف المحمول، وتطبيق ويب، ووحدة واقع افتراضي، تتكامل جميعها في نظام ذكي شامل ومترابط.
وذكروا أن النظام يعتمد على تطبيق الهاتف المحمول الذي يتيح للمستخدمين الوصول إلى تمارين ذاكرة مصممة خصيصاً لتحسين القدرات العقلية في بيئة الواقع الافتراضي، كما يحتوي على مكونات الواقع الافتراضي المدعومة بتفاعلات صوتية، إضافة إلى استخدام شخصية ثلاثية الأبعاد واقعية تعمل كصديق ذكي، فضلاً عن جولات سياحية افتراضية.
وبينوا أن تطبيق الويب يوفر لوحة تحكم للأطباء تمكنهم من متابعة تقدم أعراض المرض بسهولة، ولوحة تحكم للمرافقين للوصول إلى معلومات النشاط الضرورية للمرضى. يدعم النظام أيضاً العديد من اللغات بما في ذلك اللغة العربية، كما يعمل النظام على حماية بيانات المرضى من خلال مراقبة مستمرة.
وأوضح الطلبة أن هذا النظام يسعى إلى تحسين جودة حياة كبار السن المصابين بمرض الزهايمر عبر تقديم حلول متطورة لمراقبة صحتهم وتحفيز وظائفهم الإدراكية بطرق غير تقليدية. وقد تم تصميم واجهة المستخدم لتكون سهلة الاستخدام، ما يسمح للأطباء والممرضين بمراقبة مرضاهم بسهولة.
من خلاله، صرح الدكتور مراد الرجب المشرف على المشروع بأن هذا النظام يعد إنجازاً مهماً في مجال الرعاية الصحية الذكية، حيث يعكس الابتكار والقدرة على تطوير حلول تقنية متقدمة من قبل طلاب جامعة أبوظبي، ويمكن لهذه التقنية أن تحدث تأثيراً كبيراً على مرضى الزهايمر من خلال الكشف عن الأعراض، وتحسين الوظائف المعرفية، وخفض معدلات الاستشفاء. إضافة إلى ذلك، تعمل على تحسين معدلات التشخيص، وتعزيز قدرات الكشف المبكر. يسهم النظام في تحسين الرعاية الصحية والارتقاء بمستوى حياة المرضى، ويعزز من فاعلية الممارسات العلاجية الحالية، ما يفتح آفاقاً جديدة في مجال الرعاية الصحية الذكية والمستدامة.

مقالات مشابهة

  • أمين الرياض يعلن إطلاق برنامج الامتثال البلدي «مُثل» لتحسين الخدمات المقدمة
  • «مستقبل وطن»: الحوار الوطني بمثابة بوصلة للحكومة الجديدة
  • «قانونية مستقبل وطن»: الحوار الوطني «بوصلة» للحكومة الجديدة
  • نظرية جديدة حول سبب وجودنا وحدنا في الكون
  • ماعت تشارك في مشروع التحول الأخضر بمشاركة 8 منظمات أوروبية
  • «ماعت» و8 منظمات أوروبية في مشروع التحول الأخضر بأرمينيا
  • 4 طلاب من جامعة أبوظبي يبتكرون تطبيقاً لتحسين حياة مرضى الزهايمر
  • «أبوظبي للتعليم» يحتفل بتخريج 644 طالباً من مدارس التكنولوجيا التطبيقية
  • جناح الإمارات يعلن عن مشاركته في «إكسبو 2025 أوساكا» اليابان
  • الإمارات تعلن مشاركتها في إكسبو 2025 أوساكا اليابان