صحيفة الاتحاد:
2025-03-20@04:23:29 GMT

إطلاق حملة تعقيم في «درنة» لتفادي كارثة بيئية

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

حسن الورفلي (بنغازي)

أخبار ذات صلة باتيلي: مشاهد الدمار في درنة تدمي القلب وصول حاملة مروحيات مصرية إلى ليبيا للعمل كمستشفى ميداني

أطلقت السلطات المحلية في مدن شرقي ليبيا حملة تعقيم في مواقع تجميع جثث قضى أصحابها جراء الفيضانات، وذلك استجابة لتحذيرات عديدة من احتمال وقوع كارثة بيئية خطيرة.
وأعلن المجلس البلدي في مدينة درنة، عبر بيان أمس، أن «مكتب الإصحاح البيئي التابع للبلدية باشر بتعقيم أماكن تجمع الجثامين والمواقع الأخرى».


وقال محمد الشلوي، وهو أحد موظفي المكتب، إن «العمل انطلق ضمن حملة شاملة لمكاتب الإصحاح البيئي في جميع البلديات الشرقية»، موضحاً أن هذه الخطوة تأتي استجابة للتحذيرات المتكررة من مخاطر واحتمال وقوع كارثة بيئية ناتجة عن تحلل الجثث غير المنتشلة في المياه، وخاصة بعد اختلاط مياه الفيضانات بمياه الصرف الصحي ومياه الشرب التي يعتمد عليها سكان المناطق المنكوبة.
ولفت إلى أن «حدوث أزمات بيئية صحية في مناطق منكوبة أمر متعارف عليه ومحتمل جداً، إلا أن الأسباب تختلف من مكان إلى آخر».
وقبل التعقيم وبقية الإجراءات الاحترازية، «تم تنفيذ إجراء أولي ورئيسي، وهو تحذير الجميع من استعمال مصادر مياه الشرب ذاتها في درنة ومدن أخرى».
وقبل ثلاثة أيام، أعلن رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا الدكتور حيدر السائح، حالة الطوارئ الصحية لمدة عام في كامل المناطق الشرقية التي ضربتها الفيضانات.
كما طالب مدير مركز البيضاء الطبي، رئيس لجنة الطوارئ الصحية في المدينة الدكتور عبد الرحيم مازق، بـ«ضرورة البدء في حملة تطعيمات عاجلة لكل من فرق وأطقم الإنقاذ المحلية الدولية والسكان بالمنطقة المنكوبة شرق ليبيا».
وواصل الجيش الليبي وفرق الإنقاذ، أمس، انتشال مئات الجثث في مناطق بعيدة عن مدينة درنة، وخاصة على سواحل منطقة طبرق. 
ونقلت وسائل إعلام ليبية، أمس، عن رئيس فريق إنقاذ في درنة، قوله، إن «عدداً هائلاً من الجثث منتشر على شواطئ درنة»، مشيراً إلى أن أغلب هذه الجثث «متحلل ومنتفخ».
وأشار رئيس فريق غطاسي طرابلس، عبد الله العموري، والذي يشارك في جهود الإنقاذ إلى أن ارتفاع الأمواج يعرقل جهود الإنقاذ، وأن هناك حاجة لعناصر مختصة في انتشال الجثث.
ونفى متحدث باسم الهلال الأحمر الليبي أن تكون حصيلة الفيضانات التي ضربت مدينة درنة قد بلغت 11300 ألف قتيل، وذلك بحسب ما أعلنته الأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي توفيق شكري، أمس: «نحن للأمانة نستغرب أن يزج باسمنا في مثل هذه الإحصاءات ونحن لم نصرّح بهذه الأرقام»، مشيراً إلى أن هذه التصريحات «تربك الوضع وخاصة ذوي المفقودين».
يُشار إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية كان قد أورد أن حصيلة الفيضانات ارتفعت إلى 11300 قتيل و10100 مفقود، وتم نسب هذه الأعداد إلى الهلال الأحمر الليبي.
في غضون ذلك، أعلن الاتحاد الأفريقي تفعيل آلية لإدارة الحوادث بهدف تقديم الدعم لليبيا في جهود التصدي لتداعيات السيول العارمة التي ضربت شرق البلاد بما يشمل نشر فريق من الخبراء لتقديم المساعدة.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في بيان أمس: إنه في إطار دعم الاتحاد للاستجابة الوطنية في ليبيا قامت إدارة الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة التابعة للمفوضية بالاشتراك مع عدد من الجهات التابعة للاتحاد بتفعيل آلية إدارة الحوادث بما يشمل عقد اجتماعات منتظمة مع البعثة الليبية الدائمة لدى الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.
وأوضح البيان أن المفوضية ستنشر أيضاً فريق خبراء من عدة قطاعات وذلك لمواصلة تقديم الدعم لدولة ليبيا.
وجدد فكي النداء إلى الدول الأعضاء والشركاء الدوليين من أجل زيادة الدعم بشكل عاجل، تضامناً مع دولة وشعب ليبيا من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في أعقاب الدمار الذي أصاب البلاد.
وفي 10 سبتمبر الجاري، اجتاح إعصار «دانيال» عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، وخلف دماراً كبيراً، وآلاف القتلى والمفقودين، خصوصاً في درنة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ليبيا درنة الفيضانات فی درنة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأحرار لا يسقطون أبدا

لم تفاجئ إسرائيل العالم بعودتها لجرائم الإبادة في قطاع غزة، فلا عهد لها ولا ذمة وهذا ثابت في يقين الجميع شرق هذا العالم وغربه، ومنذ سنين طويلة جدا، لكنّ الفلسطينيين وحدهم من يدفع ثمن لعبة الموت التي يلعبها نتنياهو المدعوم بالمطلق من الرئيس الأمريكي الجديد ترامب في إصرار واضح على هدم ما بقي من النظام العالمي المتداعي.. فلا أحد مهتم في هذه اللعبة بالقوانين والمواثيق ولا بصوت المؤسسات الدولية، دع عنك المبادئ والقيم الإنسانية، أو حتى الحدود الدنيا من الأخلاق التي يحاول البعض أن يركن لها في هذه اللحظات العصيبة.

كانت غزة التي ظنت أنها يمكن أن تكون آمنة بعد ضمانات الوسطاء، وبينهم أمريكا مع الأسف الشديد، تحاول لملمة جراحها والبحث عن آلاف الجثث التي ما زالت تحت الركام لدفنهم ولو ببعض كرامة، حينما فاجأها الغدر الصهيوني ليستيقظ العالم، النائم عن مبادئه، على عودة المجازر ثانية وجريان الدماء من جديد.

في مستشفى المعمداني كما نقلت شاشات القنوات الفضائية، لا أسرّة لاستقبال المصابين، في بيت لاهيا، طفلة صغيرة تُمسك يد شقيقها المتوفى، ترفض أن تصدّق أنه لن يعود للعب معها مجددًا أو أنه لن يرافقها في رحلة البحث عن ماء أو فتات للإفطار.

وفي الزيتون، رامز العمارين يهرول بين الجثث، ينقل الأطفال الجرحى إلى مستشفى لم يبقَ منه إلا الاسم فقط، وإلا فإنه أقرب إلى مشرحة مفتوحة تتكدس فيها عشرات الجثث الممزقة.

كيف للعالم أن يبرر هذه الإبادة التي تحدث في لحظة هدنة ووقف إطلاق النار؟ بأي منطق يفسرون قصف المدنيين ودفنهم أحياء تحت الركام؟ أم أن وجدان العالم وصل إلى يقين ثابت مفاده أن الدم الفلسطيني لا ثمن له؟! أما إسرائيل فإنها ماضية إلى مزيد من الانتهاكات بعد أن زاد اطمئنانها أن أحدا في هذا العالم لن يستطيع أن يسألها عمّا تفعل.

والعالم الأقرب في صمته وربما عجزه إلى التواطؤ، يثبت للشعوب في كل مكان من كان داعما لإسرائيل أو متعاطفا مع الأبرياء من الفلسطينيين أنه ضعيف ولا إرادة له وأن أصواته التي أصمّت الآذان لعقود طويلة عن حقوق الإنسان وعن العدالة والقيم والمبادئ ما هي إلا طنين لا قيمة عملية له خاصة إذا كانت الضحية فلسطينية أو عربية مسلمة.

إن استمرار الكيان الصهيوني بهذه الوحشية يثبت للعالم أن إسرائيل ليست فقط «دولة» احتلال، بل «دولة» خارجة عن القانون، تمارس القتل بغطاء دولي، وتستند إلى سياسة الإفلات من العقاب، مستغلة ازدواجية المعايير التي تحكم العلاقات الدولية.. لكنها تثبت أيضا أن القوانين والأنظمة والمعاهدات التي أنجزها العالم بعد الحرب العالمية الثانية انتهت تماما، وأن العالم مقبل على تغيرات في حدوده الجيوسياسية انطلاقا مما يحدث الآن. فهذا ليس مجرد جريمة إبادة تقول بها إسرائيل، إن ما يحدث تحول في القوانين والأنظمة وفي مسارات الأحداث في العالم أجمع.

لكن مهما اشتد العدوان، فإن غزة لن تُهزم.. هذه الأرض التي يراهن الاحتلال على كسرها منذ عقود، ما زالت تقف، ما زالت تُقاوم، ما زال أهلها يدفنون شهداءهم ثم يرفعون رؤوسهم نحو السماء، ينتظرون فجرا لا تقطعه غارات الطائرات، ويؤمنون أن العدالة وإن تأخرت، لا تموت.

وستبقى المجازر وصمة عار في جبين كل من صمت أو تواطأ، وسيبقى الدم الفلسطيني شاهدا على زمن سقطت فيه الإنسانية، لكنّ الأحرار لا يسقطون.

مقالات مشابهة

  • كارثة بيئية في بعقوبة.. النفايات تخنق نهر خريسان وتهدد الحياة (صور)
  • بروكسل تطرح استراتيجيتها الدفاعية التي طال انتظارها.. ولكن من أين سيأتي التمويل؟
  • الحد الأدنى للأجور: ما هي الدول الأوروبية التي شهدت أعلى الزيادات؟
  • ليبيا تدين «الهجوم الإرهابي» الذي استهدف موكب رئيس الصومال
  • إطلاق سراح عراقيين محتجزين في ليبيا بسبب الهجرة غير الشرعية
  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • الأحرار لا يسقطون أبدا
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • ترامب يكشف عن المواضيع التي سيناقشها مع بوتين
  • سكان يشكون انهيار مصرف صحي رئيس في أبين وسط مخاوف من كارثة بيئية