داليا عبدالرحيم: 5 جماعات إرهابية خرجت من رحم القاعدة.. فيديو
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
قالت الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنه صدر تقريرًا من "المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب" في نهايات عام 2022، والذي رصد أن تنظيم القاعدة وما انبثق عنه من تنظيمات قد تضاعفت أربع مرات وأصبحت أكثر تمددًا وخطرًا.
وأضافت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أنه عندما نشاهد خريطة انتشار التنظيم الآن مقارنة بتواجده في 11 سبتمبر 2001 نجد بشكل واضح أن التنظيم قد تعاظم تأثيره وامتدت شبكته وفروعه إلى مناطق لم يكن يتواجد بها من قبل مثل الحزب الإسلامي التركستاني في إقليم شينجيانغ الصيني، والذي يتخذ من إقليم وزيرستان في باكستان مقرا له، ومعظم منتسبيه من أقلية الإيجور في تركستان الشرقية قبل ضمها إلى الصين في عام 1949، ليصبح اسمها إقليم شينجيانغ، وأدرجت الولايات المتحدة هذه الحركة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية لمدة عشرين عاماً، لكنها رفعتها من القائمة في 2020، مبررة ذلك بأنه لا يوجد دليل على وجودها أو استمرار نشاطاتها وأن بكين تستخدمها كذريعة لاستمرار انتهاك حقوق أقلية الإيجور.
وأوضحت أن اسم الحزب الإسلامي التركستاني برز بشكل واضح في سوريا منذ عام 2014، حيث سافر الكثيرون مع أسرهم عبر تركيا إليها للقتال الى جانب المتأسلمين ضد الحكومة السورية، وأعلن السفير السوري في الصين عام 2017 أن عدد المقاتلين الإيجور في سوريا يبلغ 5 آلاف مقاتل، مؤكدة أن الجيش السوري أحبط في الثاني من إبريل عام 2023 محاولتين من الحزب الإسلامي التركستاني بإدلب لاقتحام مناطق تحت سيطرة الدولة، كما أحبط الجيش السوري تسلل عناصر من تنظيم الحزب الإسلامي التركستاني الإرهابي لمناطق سيطرة الحكومة في محافظة إدلب، ونجح في القضاء على 3 عناصر منهم.
وأكدت أنه قُتل 11 جنديًا سوريًا على الأقل وأصيب عشرون آخرون في هجوم نفذه مقاتلون من فصيل "أنصار التوحيد" و"الحزب الإسلامي التركستاني" في شمال غرب سوريا في 26 أغسطس الماضي، موضحة أن هناك أيضًا “قاعدة الجهاد” في شبه القارة الهندية، وهو تنظيم مسلح وفرع مباشر لتنظيم القاعدة، والذي أعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري عن تأسيسه في سبتمبر 2014، وتزعمه الملا عاصم عمر حتى مقتله في 23 سبتمبر 2019، ويهدف التنظيم أساساً لإقامة الخلافة الإسلامية في دول شبه القارة الهندية في الهند وباكستان وبنغلاديش وبوتان ونيبال وسريلانكا وجزر المالديف وبورما.
ولفتت إلى أن تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية أعاد تسمية مجلته باللغة الأردية "نوا الجهاد الأفغاني" إلى "نوا غزوة الهند" في مارس 2020، كاشفًا عن نواياه بأن الهند وخاصة جامو وكشمير ستكون منطقة تركيزه الجديدة، مؤكدة أنه بين فبراير وأكتوبر عام 2022 تم تفكيك ما لا يقل عن 9 خلايا تابعة لتنظيم القاعدة في الهند في ولاية آسام وفي المناطق المجاورة لها.
وأكدت أنه ظهر أيضًا جماعة تسمى “بوكو حرام” في مايدوجوري في عام 2002، والتي شكلها محمد يوسف، وفي عام 2009 نفذت “بوكو حرام” سلسلة من الهجمات الإرهابية على مراكز الشرطة والمنشآت الحكومية الأخرى في مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو، وفي نهاية المطاف استولت قوات الأمن النيجيرية على مقر الجماعة واعتقلت مقاتليها وقتلت محمد يوسف، وعرضت جثته على شاشة التلفزيون الحكومي وأعلنت قوات الأمن انتهاء بوكو حرام، ولكنها عادت لنشاطها بقيادة أبو بكر شيكاو، وصعدت عملياتها، وفي عام 2013 صنفت الولايات المتحدة جماعة “بوكو حرام” كمنظمة إرهابية، وسط مخاوف من أنها طورت علاقات مع جماعات متشددة أخرى مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقامت مجموعة من بوكو حرام في أواخر يوليو2023 بقطع رؤوس ما لا يقل عن 10 مزارعين في بورنو، معقل الجماعة ومركز المواجهات مع الإرهاب المستمرة منذ 14 عاماً في نيجيريا والتي امتدت إلى تشاد والنيجر والكاميرون المجاورة.
ولفتت إلى أنه ظهر بعد ذلك جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، وهي تحالف للجماعات التكفيرية المسلحة العاملة في منطقة الساحل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والتي تأسست في عام 2017، معلنة ولائها لتنظيم القاعدة، وتكون هذا التحالف من تنظيمات أنصار الدين، وكتيبة ماسينا، والمرابطون، وفرع الصحراء من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتعاونت وتنافست جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مع الجماعات التكفيرية المسلحة الأخرى، لا سيما تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، وفي 22 أبريل 2023 أعلنت "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة عن مسؤوليتها عن هجوم نفذته بالقرب من بلدة نارا أدى إلى مقتل مدير مكتب رئيس المجلس العسكري الحاكم الانتقالي في مالي مع ثلاثة مرافقين قرب الحدود الموريتانية.
واختتمت بأنه ظهر آخر هذه الجماعات والتي تمثلت في حركة "الشباب المجاهدين" في الصومال، وهي حركة متشددة ظهرت في الصومال في عام 2006 كذراع عسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية الذي كان يسيطر على مقديشو، وأعلنت الحركة الولاء للقاعدة وزعيمها بن لادن بشكل رسمي في عام 2009، وضمت الحركة الصومالية بين صفوفها ما بين خمسة إلى تسعة آلاف مقاتل، من ضمنهم 800 مقاتل من بلدان عربية وباكستان، وسيطرت الحركة على جزء كبير من جنوب ووسط الصومال لكنها تمكنت من بسط نفوذها أيضاً في مناطق تسيطر عليها الحكومة الصومالية التي تتخذ من العاصمة مقديشو مقراً لها، موضحة أن أغلب الشركات الكبرى في الصومال تقدم للمتطرفين أموالاً سواء على شكل مدفوعات شهرية أو "زكاة" سنوية بنسبة 2.5٪ من الأرباح السنوية رغماً عنها، وأعلنت حركة الشباب المجاهدين الصومالية أنها قتلت 51 جنديا صوماليا في هجوم وسط البلاد في 25 مارس 2023، في حين قالت حكومة مقديشو إنها قتلت 3 آلاف من عناصر الحركة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجيش السوري تنظيم القاعدة بوكو حرام نصرة الإسلام والمسلمين تنظیم القاعدة القاعدة فی بوکو حرام من تنظیم فی عام
إقرأ أيضاً:
بوكو حرام في بحيرة تشاد.. تهديد مستمر رغم الانتكاسات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تراجعت قوة جماعة بوكو حرام نتيجة للخسائر الكبيرة والانشقاقات المتزايدة في صفوفها، إلا أن هذه الجماعة المتطرفة لا تزال تشكل تهديدًا مستمرًا لمنطقة حوض بحيرة تشاد. ويشير الخبراء إلى أن بوكو حرام أظهرت قدرة مثيرة للقلق على إعادة تنظيم صفوفها وتعديل تكتيكاتها، مما يستوجب على قوات الأمن أن تتبنى نفس المرونة والصمود.
التحديات الجغرافية
يضم حوض بحيرة تشاد أجزاءً من الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا، ويُعد هذا المسرح العملياتي مزعجًا بسبب المستنقعات الكثيرة والجزر المنتشرة فيه.
الجهود الأمنية المشتركة
تساهم الدول الأربع بقوات في قوة العمل المشتركة متعددة الجنسيات، وقد اختتمت هذه القوة مؤخرًا في "عملية ليك سانيتي 2"، التي نجحت في تفكيك العديد من أوكار الإرهابيين، وأسفرت عن القضاء على عدد كبير من مقاتلي بوكو حرام، وإنقاذ عدد من الرهائن، وضبط كمية من الأسلحة والذخيرة.
التحديات التكتيكية
بعد تنفيذ قوة العمل عملياتها، فرَّ هؤلاء المتشددون إلى المناطق الهامشية، حيث شنوا هجمات على المدنيين واستخدموا الانتحاريين والعبوات الناسفة محلية الصنع.
وتفخيخ السيارات وزرع العبوات الناسفة يشكلان خطرًا كبيرًا على قوات الأمن، ويقتضيان القيام بعمليات إزالة الألغام والاستعانة بتقنيات متقدمة مثل المركبات المضادة للكمائن والألغام.
رد الفعل التشادي
في أعقاب هجوم دامٍ شنته بوكو حرام على قاعدة عسكرية تشادية، قتل فيه ما لا يقل عن 80 جنديًا، تعهد الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي بالانتقام وأعلن عن بدء "عملية حسكنيت" لملاحقة المتشددين والقضاء عليهم.
ويؤكد الخبراء على ضرورة أن تركز دول جوار تشاد وقوة العمل المشتركة على رصد تكيف بوكو حرام مع التكتيكات الجديدة ومنعهم من إعادة نشر مقاتليهم في المناطق الهامشية.
كما ينصحون بزيادة وجود الشرطة والحكومة في المناطق المحيطة ببحيرة تشاد، وتكثيف الجهود التنموية لتقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية للمجتمعات المتضررة.
وتظل منطقة حوض بحيرة تشاد مشهدًا متوترًا بسبب تهديدات بوكو حرام المستمرة، لذلك يتطلب الأمر تعاونًا مستمرًا ومرونة في التعامل مع التحديات الأمنية لتحقيق استقرار دائم وتنمية مستدامة.