"حكاية كورة".. من "الخاسر الأكبر" صاحب هاتريك ركلات الجزاء المهدرة إلى معشوق الجماهير الأول.. معجزة القديس باليرمو
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
"الكورة حياة.. ولإن كلنا عندنا شغف بكرة القدم وأخبارها وأحداثها" يضع "الفجر الرياضي" بين أيديكم كل الأخبار والأحداث والتحليلات والحكايات لما تفعله عناصر اللعبة من مسؤولين ومدربين ولاعبين وحكام داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
ونقدم لكم هنا "حكاية كورة" والذي سنتناول خلاله حكاوي كروية فريدة من ونوعها وقصص رياضية ممزوجة بنكهة خاصة، نستعرضها في الأسطر التالية:
الخاسر الأكبر صاحب هاتريك ركلات الجزاء المهدرةقصتنا اليوم تعود إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي، وتحديدًا في عام 1999، والبطولة هي كوبا أمريكا، والمنتخب هو الأرجنتين، واللاعب هو مارتن باليرمو، صاحب أغرب قصة في تاريخ التانجو.
يعتبر مارتن باليرمو أحد أهم مهاجمي المنتخب الأرجنتيني أصحاب اللقطات الخالدة عبر التاريخ، وقدم مستويات مبهرة للغاية رفقة بوكا جونيورز حتى أصبح الهداف التاريخي للنادي العريق، بجاانب مسيرة جيدة رفقة فياريال وريال بيتيس وديبورتيفو ألافيش في إسبانيا، وفي نهاية مسيرته بات أكبر لاعب يسجل هدفًا للتانجو في نهائيات كأس العالم، بعدما سجل هدفًا في نسخة 2010 بجنوب إفريقيا، ثم اعتزل في عام 2011.
مارتن باليرمو يقميص بوكا جونيورزالبداية الصاعقة
بدأ مشواره رفقة الأرجنتين في عام 1999، وكانت تلك البداية والنهاية التي لم تُختتم، حيث دخل باليرمو التاريخ من الباب الخلفي، بعدما أهدر ثلاثة ركلات جزاء في مباراة واحدة رفقة المنتخب الأرجنتيني دخل بها موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
وبدأ باليرمو بطولة كوبا أمريكا بقوة، حيث سجل هدفين أمام الإكوادور، قبل أن تأتي القصة الأغرب، عندما أضاع ثلاثة ركلات جزاء في مواجهة كولومبيا مستضيف البطولة آنذاك، جاءت الأولى في العارضة الأفقية، والثانية أعلى المرمى تمامًا، وتصدى الحارس للثالثة.
وأكمل مهاجم الأرجنتين مشواره في البطولة بتسجيل هدفًا أمام أوروجواي، وقادهم إلى التأهل لربع نهائي البطولة، ولكن سرعان ما غادروا منافسات البطولة القارية.
العودة الدرامية
لم يتم استدعاء مارتن باليرمو لتمثيل المنتخب الأرجنتيني منذ ذلك الوقت، واستمر غيابه لمدة 10 سنوات كاملة، عندما قرر دييجو مارادونا المدير الفني للتانجو حينها، استدعاء مهاجم بوكا جونيورز لتمثيل المنتخب في عام 2009 وهو ابن السادسة والثلاثين آنذاك.
وشارك في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010، حيث كان موقف التانجو صعبًا للغاية، وعلى وشك عدم التأهل، استعان مارادونا بـ باليرمو وشارك بالفعل كبديل في مواجهة باراجواي والتي انتهت بخسارة الأرجنتين بهدف دون مقابل وتعقّد موقف كتيبة مارادونا في التصفيات.
صدمة ثم فرحة مجنونة.. معجزة القديس باليرموواجه منتخب الأرجنتين ضيفه بيرو في العاصمة “بوينس آيرس” وسط أجواء عاصفة للغاية، وأصحاب الأرض بحاجة ماسة إلى الفوز من أجل الحفاظ على آمال التأهل إلى نهائيات كأس العالم، حيث افتتح جونزالو هيجواين مهاجم ريال مدريد أهداف اللقاء عند الدقيقة الثانية من بداية الشوط الثاني، ولكن تعادلت بيرو عن طريق هرنان رنغيفو في الدقيقة 89 لتشير إلى خروج التانجو من التصفيات خالية الوفاض.
ووسط صدمة مارادونا والجماهير الأرجنتينية المتكدسة في “المونيمونتال” التابع لفريق ريفر بلايت الغريم التقليدي لفريق بوكا جونيورز الذي يعتبر مارتن باليرمو هدافه التاريخي، دعمًا للمنتخب الوطني، جاء باليرمو ليكون المنقذ، وعند الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل من الضائع 90+2، سجل مهاجم بوكا جونيورز هدف التانجو الثاني ليقتنص ثلاث نقاط ثمينة منحتهم أمل التأهل.
مارتن باليرمو يحتفل بهدفه أمام بيرولقد تغنت الجماهير الموجودة في الملعب باسمه بعدما كان يسمع ما لا يرضيه من جماهير ريفر بليت في السوبر كلاسيكو، بسبب القصة التي مر عليها 10 أعوام كاملة.
تمكنت الأرجنتين بعد ذلك في الفوز على أوروجواي خارج الديار والتأهل رسميًا إلى كأس العالم 2010، وتواجد مارتن باليرمو في القائمة المتجهة نحو القارة السمراء، وسجل هدفًا أمام اليونان في الدقيقة 88 ضمن منافسات دور المجموعات، كان نهاية مسيرته مع التانجو.
مارتن باليرمو بقميص الأرجنتينالمصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: منتخب الأرجنتين بيرو منتخب بيرو بوكا جونيورز أوروجواي كولومبيا الاكوادور فياريال ريال بيتيس كوبا أمريكا الأرجنتين ركلات جزاء الفجر الرياضي موسوعة جينيس ركلات الجزاء الهداف التاريخي بوکا جونیورز کأس العالم فی عام
إقرأ أيضاً:
مانشستر سيتي من «القياسية» إلى «الفرصة الوحيدة»!
سلطان آل علي (دبي)
يجد مانشستر سيتي نفسه في «موقف صعب» في دوري أبطال أوروبا، حيث يحتاج إلى الفوز في الجولة الأخيرة أمام كلوب بروج البلجيكي، ليحافظ على آماله في التأهل إلى دور الـ16.
ويعيش الفريق الذي كان يُعد أحد أبرز المرشحين للقب فترة حرجة، بعد سلسلة من النتائج المخيبة التي هزت ثقة جماهيره، وأثارت التساؤلات حول استقراره القاري.
في أكتوبر الماضي، حقق مانشستر سيتي إنجازاً غير مسبوق في دوري الأبطال، بتسجيل أطول سلسلة مباريات من دون هزيمة في تاريخ البطولة، بـ26 مباراة متتالية، لكن منذ ذلك الرقم، دخل الفريق في دوامة من النتائج السلبية التي أثرت على حظوظه في المنافسة.
بدأ التراجع بالخسارة الثقيلة أمام سبورتينج لشبونة 1-4، حيث عانى الفريق انهياراً دفاعياً سمح للفريق البرتغالي بفرض سيطرته، وانتزاع الفوز الكبير على حامل الرقم القياسي.
في الجولة التالية، قدم السيتي 60 دقيقة مذهلة أمام فينورد الهولندي، وتقدم بثلاثية نظيفة، لكنه انهار في نهاية الشوط الثاني، ليكتفي بالتعادل 3-3، مما أثار استياء جماهيره.
وجاءت مواجهة يوفنتوس في تورينو، حيث فشل «السيتي» في تقديم أداء هجومي مؤثر، وخسر 2-0 أمام منافس أظهر صلابة تكتيكية كبيرة.
وأخيراً، في مباراة مصيرية أمام باريس سان جيرمان، أظهر «السيتي» أداءً قوياً في البداية بتقدمه بهدفين، لكن الفريق الفرنسي عاد بقوة ليسجل أربعة أهداف متتالية ويفوز 4-2، مما أدى إلى تعقيد وضع «السيتي» في البطولة.
مع هذه النتائج، أصبح مانشستر سيتي يعتمد على مباراة واحدة فقط لحسم مصيره، ويحتاج الفريق إلى الفوز على كلوب بروج البلجيكي في الجولة الأخيرة، ليضمن التأهل إلى دور الـ16.
المهمة لن تكون سهلة أمام بروج الذي لم يخسر في آخر 19 مباراة بجميع المسابقات، ويُظهر ثباتاً دفاعياً وتنظيماً عالياً، جعله خصماً صعباً في البطولة.
الأرقام توضح حجم الأزمة التي يمر بها مانشستر سيتي.
وفي آخر أربع مباريات بدوري الأبطال، استقبل الفريق 13 هدفاً، وهو معدل يثير القلق لفريق يبحث عن اللقب، بالإضافة إلى ذلك، عانى «السيتي» من إهدار التقدم في مناسبتين، حيث أضاع تقدماً بثلاثية نظيفة أمام فينورد، ليخرج متعادلاً 3-3، وأهدر تقدمه بهدفين أمام باريس سان جيرمان ليخسر 4-2.
مباراة الجولة الأخيرة ليست مجرد مواجهة عادية؛ إنها اختبار حقيقي لمانشستر سيتي، ومدربه بيب جوارديولا، الفوز يعني إنقاذ موسم أوروبي، كاد أن يتحطم، بينما الخسارة أو التعادل ستكتب صفحة سوداء في تاريخ النادي.
ويدرك جوارديولا، الذي لا يعيش أفضل أيامه مع «السيتي» حجم التحدي، خاصة أن فريقه يعاني هشاشة دفاعية، وتراجع في الحسم الهجومي.
وأصبح مانشستر سيتي أمام «مفترق طرق»، ويملك فرصة وحيدة لإثبات جدارته، واستعادة مكانته في البطولة الأهم على مستوى الأندية.