مؤسس أول لواء «مشاة أسطول»: أسسنا «مارينز مصريين» لحماية قواتنا من الدبابات
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
تستعيد «الوطن» من أرشيفها الصحفى، بمناسبة اليوبيل الذهبى لحرب أكتوبر المجيدة، نخبة من الحوارات والموضوعات التى أجرتها الجريدة طوال السنوات الماضية فى الذكريات المتتالية لحرب أكتوبر المجيدة، لتلقى الضوء على عدد من الانفرادات والحوارات والموضوعات الصحفية التى نُشرت فى ذكرى النصر. وأولى المواد الصحفية التى نعيد نشرها فى هذا العدد، أول حوار صحفى يُجرى مع اللواء أركان حرب متقاعد محمود شعيب، قائد اللواء 130 «مشاة ميكانيكية البرمائى».
أو كما يُعرف بـ«أول لواء مارينز مصريين» قبل الحرب، ونُشر فى عدد «الوطن» الصادر فى الذكرى الـ43 لحرب أكتوبر، وتحديداً فى يوم الخميس 6 أكتوبر 2016. تأسس هذا اللواء بتكليف مباشر من وزير الحربية الفريق محمد صادق، بغرض تأمين القوات العابرة لخط بارليف من الدبابات، حتى عبور القوة الرئيسية، عقب إقامة رؤوس الكبارى، وصولاً لتأمين موقع «كبريت»، فى إنجازات وأدوار مهمة أدت إلى النصر.
كُلفنا بالتصدى لـ«احتياطات العدو» 6 ساعات حتى تُفتح «ثغرات خط بارليف».. وكان يُطلق علينا اسم «اللواء اللى رايح ومش راجع»كنت أحد قادة حرب أكتوبر.. وكنت مسئولاً عن تشكيل اللواء «130».. حدِّثنا عن حكايتك مع الحرب.
- الحكاية تبدأ قبل الحرب بسنوات، حين كنت ضابطاً فى قوات المظلات، وكان هناك استعداد لإجراء تفتيش لقوات المظلات، وكنت قائد كتيبة، وكانت الكتيبة المجاورة لنا مستعدة للتفتيش، ونحن لم نكن مستعدين بالقدر الكافى، وحينها أخذتنا الحمية، وتوجهت يوم أربعاء إلى أفراد وضباط كتيبتى، وقلت: «اعتباراً من يوم السبت سأبيت بالكتيبة علشان نقدر نستعيد مكانتنا، ونأخذ المركز الأول فى المظلات»، وجميعهم وافقوا، وأخذنا فى العمل، حتى تلقيت اتصالاً تليفونياً من قائد قوات المظلات فى هذا الوقت، الفريق عبدالمنعم خليل، وقال: «انت هتعمل انقلاب؟»، فرددت: «انقلاب إيه يا فندم؟!»، فقال: «انت منيّم الكتيبة بقالك أسبوع من غير ما حد يعرف فى المعسكر»، فقلت: «بنستعد علشان التفتيش اللى علينا»، ثم جاء الفريق محمد فوزى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة حينها، ليشهد التفتيش علينا، وأخذنا المركز الأول فى «التفتيش»، ثم بعدها بشهر، وجدت اتصالاً من الفريق عبدالمنعم خليل بانتقالى لـ«الصاعقة»، قائداً لمجموعة قتالية فيها.
وما سر تشكيل أول لواء «مشاة أسطول» بالشرق الأوسط؟
- كنت رئيساً لأركان اللواء الثالث مشاة فى عام 1970، ووجدت «عسكرى» يقول إن «كاتم الأسرار على التليفون»، وكاتم الأسرار هو مدير إدارة شئون الضباط بالقوات المسلحة، فذهبت له ليقول لى: «تجينى بالليل»، قلت: «قائد اللواء مش موجود»، فردّ: «تجينى بالليل»، فذهبت لقائد الفرقة، وأخذت منه الإذن بالتوجه لـ«كاتم الأسرار».
وماذا حدث عند لقائك به؟
- قال لى إن الفريق محمد صادق، وزير الحربية حينها، اختارك لتكون قائداً للواء «130 مشاة أسطول»، وفى الغرفة المجاورة لى تليفون آمن غير مراقب، تحدّث مع من تريد، لتخرج لتقول هل أنت موافق على تولى المسئولية أم لا، وقلت: «موافق يا فندم»، فصدر القرار فى 1 يناير 1972 بتعيينى قائداً لهذا اللواء، ولكن لم يكن هناك لواء وقتها، ولا كيان له، ثم بدأنا تشكيل اللواء، لأنه لواء مشاة لم يكن له مثيل بالشرق الأوسط.
وماذا تعنى كلمة «مشاة الأسطول»؟
- هى مثل «المارينز» فى أمريكا، بمعنى أنها وحدات مشاة مقاتلة، ولكن تتعاون مع القوات البحرية لنقلها وإعطائها قوة نيرانية ومعاونة لتنزل على الأرض لتكون قوات مشاة عادية، وهى من تذهب لأصعب المهمات، وكان تشكيل اللواء يجرى عبر مجهود جبار.
وما السبب الذى وجَّه القيادة العسكرية لإنشاء مثل هذا اللواء فى مصر؟
- فى يناير عام 1972، وفى أثناء بحث الخطط المقترحة لعبور قناة السويس، صدر قرار القيادة العامة بإنشاء «اللواء 130»، الذى أُطلق عليه اسم «مشاة الأسطول» فى بادئ الأمر، وقبل حرب أكتوبر بفترة قصيرة تقرر تغيير اسمه ليصبح «اللواء 130 مشاة ميكانيكية البرمائى»، وكان الغرض من إنشائه إيجاد قوة مشاة ميكانيكية لديها القدرة على التحرك بمركباتها البرمائية، سواء عبر الأراضى أو عبر المسطحات المائية المحدودة، مثل البحيرات التى تقع على مجرى قناة السويس، وهى بحيرات التمساح، والبحيرات المرة الكبرى والصغرى، أو مثل خليج السويس، بغرض مفاجأة العدو فى «عمق دفاعاته» لشل مراكز قيادته، وتعطيل تقدم احتياطاته التعبوية، التى كانت ستلاقى قواتنا، وذلك طوال فترة فتح ثغرات فى «الساتر الترابى»، وعبور قواتنا.
وكيف جرى تشكيل «اللواء»؟
- تم فى الأشهر الأولى من عام 1972 فى منطقة العامرية بالإسكندرية بعد أن تم اختيارى لقيادته، وكنت برتبة عقيد أركان حرب، وكان يتكون من كتيبتى مشاة ميكانيكيتين اختير أفرادهما من قوات الصاعقة، وجرى تقسيم اللواء إلى مفرزتين؛ الأولى تولى قيادتها المقدم أركان حرب محمود سالم، والأخرى المقدم إبراهيم عبدالتواب، إضافة لوحدات الدعم الخاصة باللواء، التى كانت من أهمها كتيبة دبابات برمائية من طراز 76، وكتيبة مقذوفات صاروخية موجهة مضادة للدبابات من طراز «مالوتكا»، وكتيبة مضادة للطائرات، وكتيبة هاون 120 ملليمتر، كما زودت كل كتيبة مشاة ميكانيكية بعدد 40 مركبة مدرعة برمائية من طراز «توباز» لنقل أفراد المفرزة.
وفى أواخر سبتمبر عام 1973، تم نقل اللواء 130 من «العامرية» لمنطقة القناة، حيث تمركز فى معسكر حبيب الله شمال غرب مدينة السويس، وجرى تدعيم «المفرزتين» بـ10 دبابات برمائية «ت 76»، من كتيبة دبابات اللواء، لتنفيذ المهام المكلفين بها، وأصبحت كل منهما مفرزة مستقلة، وكان لدىّ نحو 150 دبابة ومركبة من طراز «توباز»، وأخذنا التدريب المكثف بالتعاون مع القوات البحرية، وواجهنا تحديات كبيرة.
وماذا كانت مهمة اللواء فى حرب أكتوبر المجيدة؟
- كان فكر القيادة أن يعبر هذا اللواء البحيرات المرة لينطلق لتعطيل اندفاع احتياطات العدو حتى قناة السويس، وكنا نحتاج لـ6 ساعات لفتح ثغرات فى خط بارليف لتعبر القوات، وكنا من ضمن القوات المكلفة بذلك بالتعاون مع باقى تشكيلات القوات المسلحة، وكان يطلق علينا اسم «اللواء اللى رايح ومش جاى»، وكنا متقبلين ذلك لأننا أخذنا نتدرب لفترات طويلة حتى كنا نتمنى أن نحارب ونسترد أرضنا وشرفنا وسمعة قواتنا المسلحة الباسلة.
وهل شاركت به المفرزتان اللتان تشكّل منهما اللواء كاملتين، أم كل واحدة بذاتها؟
- كانت مهمة المفرزتين؛ الأولى الاندفاع حتى الطريق المؤدى لـ«مضيق الجدى»، والأخرى الدفع بها للطريق المؤدى لـ«مضيق متلا»، بغرض الاستيلاء على المدخلين الغربيين للمضيقين، وبذلك يتم تأخير وصول الاحتياطى التعبوى للعدو حتى صباح يوم 7 أكتوبر، أى بعد ضمان إتمام إقامة المهندسين العسكريين المصريين للكبارى والمعديات على القناة، وعبور الألوية المدرعة للانضمام إلى الفرق المشاة الملحقة بها، وبهذا تكون «الفرقة الخامسة»، التى عبرت قناة السويس، جاهزة لصد أى هجوم مضاد تعبوى للعدو.
وماذا عن «اللحظة الحاسمة» فى الحرب؟
- كنا نريد أن نحارب اليوم قبل الغد، وكان هناك تسلسل من سرية الهجوم، المستوى الأقل من القيادة العامة كانت لديها مهلة حتى تتدرّج لمستوى قائد لواء، وعرفت بالمهمة قبل تنفيذها بيومين؛ يوم 4 أكتوبر، وجاءت تعليمات لى: «استعد للهجوم»، ونقلت لقائد الكتائب يوم 5 أكتوبر مساءً، وفى 9 صباحاً من يوم 6 أكتوبر نقلت لقائد السرايا، ثم قائد الفصائل فى تمام 11 صباحاً، وكانت الروح المعنوية عالية للغاية.
وماذا عن «المفرزة» الأخرى؟
- كان يتولى قيادتها الشهيد المقدم إبراهيم عبدالتواب، وكانت مهمتها التقدم على طريق «الشط - متلا» للاستيلاء على «ممر متلا»، وعبرت تلك «المفرزة» من البحيرات المرة، خلف الأخرى، ووصلت إلى الشاطئ الشرقى فى نحو الساعة الرابعة والنصف مساء، وتجمعت خارج حقل الألغام، حتى دارت معركة عنيفة بينها وبين سرية دبابات إسرائيلية كانت متقدمة من اتجاه «كبريت شرق»، وقامت بمعاونة المفرزة سرية مقذوفات صاروخية (مالوتكا) من الفرقة «7 مشاة»، ما أدى إلى تدمير دبابتين للعدو، و3 مركبات مدرعة، وصدرت التعليمات لـ«المفرزة»، التى تشكلت من كتيبة مدرعة، بالبقاء فى موقعها، والدفاع عن «رأس الشاطئ» الذى تحتله.
وهل نجح لواؤكم فى تعطيل العدو عن استهداف القوات العابرة لقناة السويس؟
- عطلنا العدو عن التأثير على عبور قواتنا فى قناة السويس بأكبر صورة ممكنة.
وهل كانت لكم أدوار أخرى فى الحرب؟
- يوم 9 أكتوبر جاءت لنا معلومات أن العدو يجمع قواته فى منطقة كبريت ليخترق قناة السويس فى اتجاه الغرب، ولكن قواتنا أفشلت عبوره، فهى أضيق نقطة موجودة فى البحيرات المرة، وتمسكنا بنقطة كبريت، ما منعه من العبور للضفة الأخرى، ودفعه للتحرك نحو ثغرة الدفرسوار.
وهل اشتركت ميدانياً فى القتال أم بالتوجيه عن بُعد فقط؟
- صدر لى أمر من الفريق عبدالمنعم واصل، قائد الجيش الثالث الميدانى، بعد ظهر يوم 13 أكتوبر، بالانتقال لنقطة كبريت لقيادة القوات الموجودة فى تلك النقطة، وانتقلت بالفعل لمقر قيادة الفرقة السابعة مشاة الموجودة بالشرق، وهى أقرب وحدة لـ«كبريت»، ومن أول يوم 13 أكتوبر نظمت الدفاع وإجراءات تلك النقطة، وكان معى المقدم إبراهيم عبدالتواب، وحينها خرجنا من تبعية الجيش الثالث الميدانى بشكل مباشر، لأكون تحت قيادة العميد أركان حرب، حينها، أحمد بدوى، قائد الفرقة السابعة مشاة، وسحبت من موقع «كبريت» 10 عربات مدرعة «توباز» بسائقيها لتنضم للفرقة السابعة مشاة، ونُقلت المفرزة الأخرى لمطار كبريت «غرب البحيرة» للدفاع عنه.
وهل ترككم العدو فى نقطة كبريت دون أن يتعرض لكم؟
- فى يومى 18 و19 أكتوبر بدأت غارات جوية على موقع كبريت بعنف، بمعدل غارة كل 5 دقائق على الموقع، واستغللنا دشمة للموقع العسكرى، فيها مركز قيادة وُجدت به، ثم دشم كثيرة جداً، واحتللناها، وكدّسنا تعيينات المياه والطعام، وأقمنا نقاطاً جوية، وكان غرض الهجوم الرئيسى إضعاف الروح المعنوية للموجودين بالنقطة حتى لا نكون شوكة فى ظهر العدو لأننا ننظم دوريات، ونقوم بأعمال مختلفة.
ويوم 20 أكتوبر حاول العدو أن يخترق الموقع بواسطة سرية دبابات، لتغرس فى حقل الألغام الذى نظمناه، وتكبّد خسائر كثيرة جداً، ويوم 21 أكتوبر بدأ هجوماً ثانياً بالطائرات ثم المدفعية ثم هجوماً بالدبابات، واستخدم كل الوسائل حتى يستطيع القضاء على تلك النقطة.
اللواء أركان حرب متقاعد محمود شعيب فى أول حواراته خلال ذكرى النصر: العدو الإسرائيلى «وحش» فى طائراته ودباباته.. و«فأر» خارجهاويوم 22 أكتوبر استمر القصف، ووجدنا سيارة جيب، فاشتبكنا معها، وانقلبت العربة، وأسرنا ضابطين وفرداً إسرائيلياً كانوا بها، وكانت أول مرة فى حياتى أمسك إسرائيلياً، وأتكلم مع عدو مباشرة.
أول أسير ضبطته وجدته خائفاً من صوت القصف فقلت له: «ده انت ضابط بتخاف من الضرب؟»وحين كان القصف الجوى يتم علينا، كنا نقف، ولكنهم «كانوا بيستخبوا تحت الطرابيزة خوفاً من القصف»، وقلت له: «ده انت ضابط.. بتخاف من الضرب»، فالمقاتل الإسرائيلى داخل الدبابة أو الطائرة يكون مثل الوحش، ولكن طلّعه منها تجده مثل «فأر»، وسألته: «الأرض اللى واقف عليها أرض مين؟!»، ماردش، وكنت أريد أن أقول له إنكم واقفون على أرض مصرية، ثم جرى إرسالهم لقواتنا حتى يتم استجوابهم؛ إذ يمكن أن يقولوا معلومة نستفيد بها فى القتال.
وماذا حدث معكم بعدها؟
- أقام العدو حصاراً فعلياً لموقعنا منذ صباح يوم 22 أكتوبر، وما يستحق الانتباه أن الحصار لموقعنا بدأ فى نفس توقيت قرار مجلس الأمن رقم 338، وهو أول قرار للمجلس بوقف إطلاق النار، أى إن هذا الحصار قد جرى فى ظل ثلاثة قرارات متتالية أصدرها مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وتأكيده، وهى القرارات رقم 338 فى 22 أكتوبر، ورقم 339 فى 23 أكتوبر، ورقم 370 فى 25 أكتوبر.
وما قصة إصابتك فى الحرب؟
- أثناء وجودى بالحفرة البرميلية فى كبريت وقصف النقطة أصابتنى شظية من قنبلة عنقودية انفجرت بالموقع، وقطعت الشظية عصب أصبع يدى وأحدثت إصابة كبيرة، وقلت لضابط استطلاع إنى أُصبت؛ فأخرج لى الشظية بـ«سنانه»، وربطها برباط ميدانى، ولم يعد معنا اتصال لاسلكى أو طبيب أو أكل أو شرب، لنصبح منعزلين عن العالم.
ولم يعد الطيران يستهدفنا، ولكن قوات مدفعية، وكان كل نصف ساعة يتم ضربنا بمدفعية «الهاوتزر»، وفى يوم 24 أكتوبر بدأنا إرسال دوريات حتى تتصل مع قواتنا وتخبرهم بأننا موجودون على قيد الحياة حتى يصل إلينا دعمهم.
وماذا حدث بعدها؟
- جاءت دورية فى الفرقة السابعة يوم 27 أكتوبر، من اللواء أحمد بدوى، قائد الفرقة وقتها، وقال: أقدّر لك بسالتك، حافظ على النقطة لآخر طلقة وآخر رجل، وبدأنا فى إعادة تنظيم أنفسنا، وإرسال الجرحى للفرقة السابعة، وظلت يدى مصابة وورمت، وكان العقيد إبراهيم عبدالتواب موجوداً فأوكلت له الموقع وذهبت للفرقة السابعة، وبلغ قائد الفرقة، وهو المشير أحمد بدوى، وكان برتبة لواء وقتها، وقال إنه يطلب الذهاب للنقطة الطبية، وقال الدكتور إن الجرح بسيط، ولم يكن يحتاج أشعة أو خلافه، وأخذت العلاج لنحو 10 أيام أخرى، وكلفت بعمل دوريات لعمل تعيينات ومياه لنقطة كبريت، واكتشفها العدو، وبدأ يقطع الطريق، ثم لجأنا لاستخدام القناة، وكنت أنسق ذلك مع عساكرى أثناء إصابتى، ثم تم اكتشاف هذه الطريقة، وكانت رحلات الدعم للنقطة هى «رحلات الموت»، وكان يجب أن تصل تعيينات المياه لتلك النقطة، ولم ينجح علاجى بالنقطة الطبية، وقال الدكتور إن «دراعك فيه حاجة غلط»، ثم ذهبت لمستشفى السويس العسكرى، وحينما ذهبت أجريت أشعة، وظهر قطع عصب الإصبع، وكسر فى عظمة «الزند»، ثم أُرسلت لمستشفى المعادى العسكرى، وظللت أُعالَج لمدة 6 أشهر هناك.
الألغام.. والعبوركان هناك حقل ألغام ينتظر عبور إحدى المفرزتين، ولكنى كنت أعرف به قبل ذلك، ونعم أنا خالفت الأوامر قبل موعد الحرب حين قيل لى إنه لا توجد ألغام، حيث جئت بضابط استطلاع جيد للغاية، وأمرته أن يذهب للضفة الأخرى ليستطلع هل هناك ألغام أم لا، وذهب ووجد ألغاماً وعاد ليخبرنى بها، وأزلنا ألغاماً، وفور العبور قامت مجموعة من مهندسى اللواء مشاة الأسطول 130 بفتح ثغرة فى حقل الألغام الذى تم اكتشافه، وواصلت المفرزة تقدمها عقب اشتباك قصير بالنيران مع العدو من اتجاه حصن «بوترز الإسرائيلى»، وهو حصن «كبريت شرق»، وذلك وفقاً للخطة الموضوعة، ولم تكد تقطع 15 كيلومتراً فى أراضى سيناء حتى كان آخر ضوء قد رحل، حيث اصطدمت بكتيبة مدرعة إسرائيلية قادمة من مضيق الجدى تابعة للواء، كان مسئولاً عنه العقيد الإسرائيلى دان شمرون، الذى كان مسئولاً عن القطاع الجنوبى لديهم، ودارت معركة عنيفة غير متكافئة فى الظلام استخدمت فيها الدبابات الإسرائيلية من طراز «M48» أشعة النور الباهر التى «تعمى العيون»، ونيران مدافعها من عيار «105 مم»، ودارت معركة ضارية غير متكافئة بين الجانبين قاتل فيها جنود المفرزة قتالاً شرساً نتجت عنه خسائر فادحة لكلا الجانبين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حقل ألغام قناة السویس قائد الفرقة حرب أکتوبر هذا اللواء أرکان حرب من طراز
إقرأ أيضاً:
صور وبيانات تكشف مخابئ ومسارات أسطول الظل الإيراني
تقترب ناقلتا نفط من بعضهما البعض بشكل متواز في عرض البحر، ثم تقوم إحداهما بنقل حمولتها إلى الأخرى. لا تملك الناقلتان تأمينا ولا حتى أوراقا رسمية خاصة بشحنة النفط التي تم تبادلها. والسبب في ذلك هو كونهما جزءا من أسطول إيراني خفي، يعرف بسم "أسطول الظل".
الهدف من إنشاء أسطول الظل هو الالتفاف حول العقوبات الدولية، وخصوصا الأميركية، قصد الاستمرار في بيع النفط الخام في الأسواق الدولية، دون مراقبة فعلية، وخارج الأطر التجارية المألوفة، عبر نقله باستخدام سفن قديمة، تفتقر حتى للصيانة.
مشهد ناقلات النفط التابعة لأسطول الظل تكرر كثيرا في مياه الخليج، ما لفت انتباه المراقبين العالميين، خصوصا بعد الحوادث البيئية الضخمة التي تسبب فبيها تسرب النفط من تلك الناقلات أثناء تحميله من سفينة إلى أخرى. وذلك دفع إيران إلى تكثيف نشاط تهريب النفط في "أماكن آمنة" أخرى.
Read The Big Take: Exclusive Bloomberg analysis of nearly five years of satellite images show how billions of dollars of sanctioned Iranian oil are flowing annually to China.
????????️????: https://t.co/KmAXyubeqp pic.twitter.com/uHPEGMfap2
فريق من صحيفة بلومبرغ، أجرى دراسة لصور الأقمار الصناعية، التي التقطت على مدى 5 سنوات، للسواحل الماليزية، وهي إحدى أكثر المناطق اكتظاظا بناقلات النفط، وكشف عن نتائج مذهلة، تعكس الحجم الحقيقي للتهرب الإيراني من العقوبات، والأموال الطائلة التي تجنيها من ذلك النشاط، رغم العقوبات الأميركية المتصاعدة ضد طهران.
تشير الدراسة إلى أن حجم تهريب النفط قد تضاعف مقارنة بسنة 2020. إذ تتم أغلب العمليات قبالة السواحل الشرقية لماليزيا، قرب مضيق مالقا، الذي يربط بحر الصين الجنوبي ببحر العرب والمحيط الهندي، ويعتبر أكبر ممر لناقلات النفط في العالم، بمعدل 23 مليون برميل يوميا، يليه مضيق هرمز بكمية عبور تقدر بنحو 21.4 مليون برميل يوميا، حسب إحصاءات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
NEW: Exclusive Bloomberg analysis of nearly five years of satellite images show how billions of dollars of sanctioned Iranian oil are flowing annually to China
⤵️ https://t.co/2DioJe5vr0
ومن خلال مقارنة حجم ناقلات النفط، وسعة خزاناتها، يقدر حجم النفط المهرب بنحو 350 مليون برميل، خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة.
وتقدر قيمة تلك الكمية من النفط بنحو 20 مليار دولار على أقل تقدير، لكن فريق بلومبرغ، الذي أجرى الدراسة، يرى أن الحكم الحقيقي للأموال أكثر من ذلك بكثير، مع التأكيد على أن معظم كميات النفط المهربة كان مصدرها إيران.
واستطاع فريق بلومبرغ الوصول إلى المنطقة البحرية التي ترسو فيها ناقلات النفط، في أكتوبر الماضي، وأخذ صوراً للناقلات التي كانت تحمل النفط من إحداها إلى الأخرى.
وأشارت البيانات الرقمية لمواقع تتبع الملاحة البحرية، إلى أن إحدى تلك الناقلات، وتدعى "تايتان"، كانت متواجة في مضيق هرمز، قبالة السواحل الإيرانية، في الـ 16 من سبتمبر الماضي، قبل إبحارها باتجاه السواحل الماليزية.
أما السفينة التي كانت ترسو حذو "تاتان" وتدى "وين وين"، فأشارت البيانات الرقمية إلى أنها أبحرت من السواحل الصينية في الت 23 من سبتمبر، قبل وصولها إلى مكان التحميل.
نقل النفط من ناقلة إلى أخرى يمكن من توفير طوق نجاة للاقتصاد الإيراني الذي يعاني من أزمة خانقة، عبر توفير مداخيل إضافية، بعيداً عن أعين الرقابة الدولية، ما يجعل تلك الأموال آمنة من العقوبات.
وعادة ما يتم نقل النفط المهرب من منطقة رسو السفن قبالة السواحل الماليزية، إلى الصين، عبر تزوير الوثائق الخاصة بمصدر شحنات النفط، التي تكون عادة ماليزيا أو عمان. وتمكن تلك العملية الشركات الصينية من نفي حصولها على أي كميات من النفط الإيراني، حتى تتجنب هي الأخرى العقوبات الأميركية.
وتقول إيريكا داونز، كبيرة الباحثين في مركز سياسات الطاقة الدولية، بجامعة كولومبيا، "بإمكان الصينيين نفي حصولهم على النفط الإيراني إن أرادوا ذلك".
نشاط التهريب قبالة السواحل الماليزية، يمثل ثغرة هامة في منظومة العقوبات الغربية، ويعكس صعوبة تطبيقها، خصوصاً في ظل وجود دول أخرى تسعى لتحقيق نفس الهدف، وبيع أو شراء النفط بطريقة غير معلنة، مثل روسيا أو كوريا الشمالية.