الرياض- مباشر: أعلن برنامج ضمان التمويل "كفالة"، بالتعاون مع بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة وهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، إطلاق المنتج التمويلي للقطاع الاستشاري المحلي، الذي يهدف إلى تمكين المنشآت المحلية المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في قطاع الاستشارات؛ لضمان مشاركتهم بشكل فعّال في هذا القطاع الحيوي.


 
وأوضح الرئيس التنفيذي للهيئة عبدالرحمن بن عبدالله السماري، أن القطاع الاستشاري يعد من القطاعات الحيوية التي تشهد نمواً كبيراً في السوق السعودي في ظل الحراك الاقتصادي للمملكة العربية السعودية، حيث يهدف هذا التعاون إلى تأكيد تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة المحلية بالقطاع الاستشاري بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2023، وإبراز سعي الجهات ذات الاختصاص إلى الإسهام في تنمية المحتوى المحلي عبر تمكين وتمويل الشركات الاستشارية المحلية.
 
ونوَّه عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبرنامج "كفالة" همام هاشم، بأهمية القطاع الاستشاري المحلي ونشاط القطاع مع التطورات الاقتصادية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، ووجوب تمكين الشركات الاستشارية الوطنية لتنمية المحتوى المحلي المتخصص في مجالات الاستشارات المتعددة (ومنها المالية، والإدارية، والهندسية والمسارات الأخرى)، مشيراً إلى أن الهدف الرئيس من إطلاق منتج القطاع الاستشاري المحلي، هو دعم المنشآت الاستشارية لجميع الأحجام من متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة لتعزيز المحتوى المحلي، بمنح ضمان التمويل لتغطية مخاطر التمويل بنسبة تصل إلى 90%، للتمويل الممنوح لهذا القطاع من البنوك التجارية وشركات التمويل المرخصة، مؤكدًا أن برنامج ضمان التمويل "كفالة" سيسهم في تمكين الشركات الاستشارية المحلية ليكون رافداً أساسياً وشريكاً مسهماً في تعزيز قدراتها ونمو أعمالها ورفع تنافسيتها بالسوق المحلي.
 
وهذا يمكّن البرنامج التمويلي للقطاع الاستشاري المحلي من رفع مستوى التنافسية للقطاع في سوق العمل، من خلال تسهيل عمليات التمويل للجهات العاملة في القطاع، وتوفيره التسهيلات التمويلية عن طريق زيادة نسب التغطية التمويلية وتقليل نسب الفائدة.
 
الجدير بالذكر أن الهيئة قامت بالعمل على الدراسات اللازمة لسوق القطاع الاستشاري وتحليل التحديات وفرص التطوير للسوق الذي أظهر أن أحد أهم التحديات التي تواجهها الجهات العاملة في القطاع هي تمويل تشغيل العقود، الذي بُنِيَ عليه التعاون مع بنك المنشآت الصغيرة وكفالة لتطوير منتج تمويلي للقطاع الاستشاري لتنمية القطاع، الذي بدوره سيؤدي إلى تنمية عناصر المحتوى المحلي لدى الجهات.

للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا

المصدر: معلومات مباشر

كلمات دلالية: المحتوى المحلی

إقرأ أيضاً:

إرث الهُوية.. تمكين للمستقبل

 

 

خليل العبري

 

تتوالى الضربات على رأس المسمار فوق سطح السفينة على شواطئ مدينة صور العفية؛ لتُبحِر بعد ذلك وتبدأ رحلة التصدير والتعريف بمكونات الهوية العُمانية، والبضائع المحمّلة من التمور والليمون المُجفَّف، وغيرها من البضائع التي اعتاد التجار على تصديرها.

وسط صُراخ نواخذة السفينة وأمرهم بإنزال الأشرعة التي حيكت بأيدٍ عنوانها "لا تعرف للهزيمةِ سبيلًا"، حاملةً معها هوية الإنسان العُماني وثقافته، لتُصدرها للعالم من شرقه إلى غربه. كُل من كان جزءًا في صياغة تِلك السفينة يستظلون بظل هوية واحدة، لباس واحد، وهيئة واحدة. هويةٌ عُمانية يُغادر بها النواخذة شواطئ هذه الأرض المعطاءة؛ لتكون بمثابة العنوان الأبرز لسفنهم وسط تلك المحيطات.

إنَّ ارتباط مفهوم المواطنة ارتباطاً وثيقاً بين الإنسان والأرض التي ينتمي إليها تُكون علاقة تتخللها مجموعة من الحقوق والواجبات، وكذلك تخوِّله لأن يكون مواطنًا ذا صفة قانونية في وطنه، وكونه مواطنًا فلا بد أن يكون على أهبة الاستعداد لأي واجب يطلبه منه وطنه، أو ولي أمره، وذلك من منطلق قولِ الله العزيز في محكم كتابه: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْاِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ اِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر: 9).

ومن جانب آخر، يُعزى مفهوم الهوية العُمانية دائمًا إلى مجموع الخصائص والسمات التي يُعرف بها العُمانيون داخل وطنهم وخارجه. وتُبدي تلك الخصائص روح الانتماء لديهم، وتكون السبيلَ دومًا إلى تقدم مجتمعهم وازدهاره. وقد تجذّرت روح الهوية في الإنسان العُماني واستقى الوطنيّة بتباين أطيافه، حتى أينعت ثمارًا يستلذ بها غيرهم في أخلاقهم، وزهورًا يتنعّمون فيها برحيق كلماتهم، وخير من يمثّل ذلك هم شعراؤهم، فقد أسهبوا بأجزل الشعر وأجمله في حب وطنهم وانتمائهم إليه، حينما تغنّى الشاعر العُماني ذياب العامري في قصيدتهِ المعروفة "أنتِ المحبة"، وجعل علاقته بعُمان علاقة الرباط المقدّس، الذي لا يُمكن أن ينفكَّ، فيقول:

ماذا يضيرك لو عشقتك مرة

وضممت قدك بكرة وأصيلا

 

وسدنت في محراب حبك خاشعا

أدعو الإله مرتلًا ترتيلا

 

أن يحفظ الود المقدس بيننا

وبأن تكوني الحب والتقبيلا

 

وبأن تكوني زهرة عطرية

لا تعرفين إلى الذبول سبيلا

والتاريخ العُماني الغني والمتنوع قد شكّل أسس الهوية العُمانية منذ الأزل؛ إذ تجسدت فيه قيم الهوية العُمانية والمواطنة من خلال التعاطي الشديد مع أعداء هذه الأرض، ولين التعامل مع الأصدقاء. فقد أثبت العُمانيون أنَّ هذه الأرض الطيبة الطاهرة لا تقبل أي نَفَسٍ خبيث يجعل الحقد عنوانًا له، وذلك من خلال تعاملهم مع مختلف المستعمرين الطغاة لهذه الأرض، فقدّم العُمانيون أنفسهم وأموالهم ذودًا عن تربة الوطن الطاهرة، وفي سبيل حرية هذه البقعة التي لا تنبت إلا طيبًا. وهذا الأمر لا يعدو إلا أن يكون تمثيلًا عن اعتزازهم وتمجيدهم لهويته السليمة وانتمائهم لوطنهم عُمان.

كذلك، كانت السفن العُمانية تجوب بحار العالم في الشرق والغرب لتحقيق الغايات الاقتصادية والسياسية والدينية لوطنهم ودينهم، فهذا هو الشيخ أحمد بن النعُمان الكعبي يُبحر في أول رحلة دبلوماسية بحرية عربية في عام 1840م. كل تلك الرحلات والمسافات الطوال لهي دليل على وعي العُماني في ذلك الوقت بأهمية تصدير هويته وتعريفها للعالم بأسره.

واليوم، وسط هذا الانفتاح الكبير في العالم، والوصول إلى مراحل متقدمة في مواضيع الذكاء الاصطناعي. لهو ذو أثر كبير وفرصة عظيمة لتجديد ترسيخ الاعتزاز بالهوية العُمانية. ويظهر ذلك جليًا من خلال الأدوار التي تقوم بها الحكومة الرشيدة في سبيل التسهيل والتيسير لحياة المواطنين اليوم، وذلك عبر تطوير أدواتها، وتحسين خدماتها بشتى أنواعها، باستخدام محركات الذكاء الاصطناعي المختلفة التي تصب مصالحها جميعًا للإنسان العُماني- بعون الله- الأمر الذي ينعكسُ إيجابًا على رضا المواطنين من خلال تعاملهم مع تلك الجهات المختلفة، وهو الأسلوب الذي يعزز في أنفسهم بأن انتماءهم واعتزازهم بوطنهم لهو محل تقدير لدى حكومتهم الرشيدة واهتمام منها.

ختامًا.. إنَّ تأكيد المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أعزّه الله- على ضرورة الحفاظ على عنصر الهوية العُمانية التي يُنظر إليها بصفة كونها لبِنة أساسية في بناء المجتمع العُماني وصمام أمان للمجتمع اليوم، وتوجيهه السامي إلى ضرورة التصدي لكل المخاطر والتحديات التي تواجه هذه اللبنة، هو كفيل بأن يُدرك المرء مدى أهميتهما في بناء المجتمع، والحفاظ عليه. فهي الدرع الحصين وخط الدفاع الأول الذي يحمي فلذات هذا الوطن الكريم وبُناتهَ، التي من مكوّناتها اللغة العربية، والدين الإسلامي إلى جانب السمات الشخصية للإنسان العُماني التي تكونت عبر العصور.

مقالات مشابهة

  • معاريف: نتنياهو سيطلب من ترامب رفع قيود تصدير منتج تقني مهم
  • إرث الهُوية.. تمكين للمستقبل
  • مواد خطرة في كريمات الأطفال؟ هكذا تتأكدين من شراء منتج آمن
  • النزاهة تطلق حملة وطنية لتعزيز الثقة بمؤسسات الدولة
  • رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية قانون الاستثمار الذي يشجع ويدعم رأس المالي الوطني والأجنبي
  • الصناعات الهندسية تطلق النسخة الثانية من معرض تعميق التصنيع المحلي
  • «الصحة ووقاية المجتمع» تطلق منصة موحدة للتراخيص الصحية
  • المخبز الذي أرسله الأردن لغزة يوزع الخبز على أهالي القطاع بعدة مواقع
  • 3 جهات تبحث تنفيذ مشروعات "الاقتصاد الأزرق" فى مصر
  • سلطات طنجة تطلق رخصة الثقة البيومترية حصريًا لتنقيط سيارات الأجرة بداية من فبراير 2025