عمان-سانا

شاركت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ممثلة بمدير الحراج الدكتور علي ثابت بالدورة الـ 26 لهيئة الغابات والمراعي للشرق الأدنى التي أقامتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” في العاصمة الأردنية عمان.

وأوضح ثابت أنه تم خلال الدورة التي أقيمت من الـ 10 إلى الـ 13 من أيلول الجاري استعراض أنشطة منظمة الأغذية والزراعة والأنشطة القطرية في المنطقة ومتابعة طلبات وتوصيات الدورة الـ 25 للهيئة التي تمثلت بالحوكمة لهيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى ومناقشة المستجدات والمبادرات العالمية ذات الصلة بالهيئة والتخطيط الاستراتيجي للغابات لدى المنظمة وإسهامات الحوكمة المنظمة والتخطيط الاستراتيجي للغابات والعلاقات القائمة بين الزراعة والحراج.

كما تطرقت الدورة إلى تعزيز قدرة الغابات على الصمود من خلال استعادة النظم الزراعية المختلطة بالغابات والمراعي من أجل التخفيف من آثار الجفاف وتعزيز تبادل المعارف والتعاون فيما بين بلدان الجنوب من أجل تحسين غابات الأراضي الجافة ومشاركة المرأة في المنتجات الحرجية غير الخشبية وسلاسل القيمة الرعوية في منطقة الشرق الأدنى والأنشطة الخاصة باللجنة المعنية بمسائل غابات البحر المتوسط المشتركة بين هيئة الغابات والحياة البرية الأفريقية وهيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى.

وبالتزامن مع انعقاد الدورة تم تنظيم ورشة عمل لنقاط الاتصال الوطنية لشبكة صحة الغابات والأنواع الغازية في الشرق الأدنى بحضور كل من سورية وتونس وليبيا والجزائر ومصر وموريتانيا والسعودية حيث مثل وزارة الزراعة المهندس عمر زريق.

وجرى خلال الورشة استعراض منهجية الشبكة وتجربة كل دولة في إطار صحة الغابات والأنواع الغازية وآليات حصر الأنواع الغازية والإجراءات المتبعة لتعزيز أعمال صحة الغابات ورسم خطة عمل الشبكة خلال الفترة 2024 – 2025 وفي ختام أعمال الورشة تم انتخاب سورية لشغل منصب معاون منسق شبكة صحة الغابات والأنواع الغازية في الشرق الأدنى.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا

 

 

بدر بن علي الهادي

 

الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.

لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.

منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.

تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:

 1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.

 2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.

 3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.

 4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.

وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.

ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.

وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.

الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.

لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.

الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!

مقالات مشابهة

  • خلال فترات شح الأمطار.. إرشادات من وزارة الزراعة لمربي النحل
  • «العاصمة»: مخاطبة «الزراعة» لسرعة تنفيذ حدائق قرطبة
  • سلطنة عمان تحذر من انعكاس التصعيد ضد اليمن على أمن المنطقة
  • مبعوث واشنطن للشرق الأوسط: مطالب حماس بوقف إطلاق النار "غير مقبولة"
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • أكساد ووزارة الزراعة ينظمان دورة تدريبية حول الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية
  • وزارة الزراعة:س” نعمل” على زيادة عدد النخيل الى (30) مليون نخلة
  • طائرات الجيش العربي السوري تشارك أهالي الشام احتفالاتهم بالذكرى الـ 14 للثورة السورية
  • وزيرا الزراعة والبيئة يبحثان الاستفادة من المخلفات الزراعية والحيوانية في تصنيع الأعلاف والأسمدة العضوية
  • 45 مليون طن.. الزراعة: المخلفات الزراعية تقلل فاتورة استيراد الأعلاف من الخارج