عربي21:
2024-11-27@14:14:42 GMT

كيف تركت فوضى القرارات درنة تغرق بمياه الفيضانات؟

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

كيف تركت فوضى القرارات درنة تغرق بمياه الفيضانات؟

لا يزال الليبيون يكافحون، لفهم كيف حصلت الكارثة في مدينة درنة شرق ليبيا، والتي جرفت عائلات بأكملها وهي داخل منازلها، وسط تقديرات تشير إلى أن عدد القتلى قد يصلون إلى 20 ألف شخص.

وقال موقع ميدل إيست آي البريطاني، في تقرير ترجمته "عربي21" إنه في الساعات التي سبقت انهيار السد، على مشارف درنة، يبدو أن السلطات والسكان كانوا على علم بوجود خطر وشيك.



ولفتت إلى أن مصادر ميدانية، وتصريحات للسلطات أظهرت استجابة مرتبكة وباهتة للمخاطر، سواء في الساعات التي سبقت الكارثة، أو الليلة المشؤومة التي هطلت فيها الأمطار على مناطق شرق ليبيا.

وأشار رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أنه كان من الممكن تجنب معظم الخسائر البشرية، لو أصدرت السلطات التحذيرات المناسبة، وتم تنفيذ الإجلاء.

وكان العاصفة دانيال، تسببت في دمار كبير في تركيا واليونان وبلغاريا، وصدرت تحذيرات من المراصد الدولية للسلطات الليبية المنقسمة، حين وصول العاصفة إلى السواحل من خطورتها.



وردا على التحذيرات، أصدر المسؤولون في منطقة برقة شرق ليبيا، إعلانا بحظر التجول السبت، في عدد من المناطق، وتركزت التحذيرات على بنغازي، بتوقع أنها الأكثر عرضة للضرر.

ورغم ذلك نجت بنغازي، من أضرار جسيمة، باستثناء بعض التطرق الرئيسية بين المدن الساحلية، والتي تضررت، فضلا عن تجمع مياه الأمطار في منطقة الجبل الأخضر، والتي استغرقت 17 ساعة إلى حين انحسارها.

وقال الموقع، إن نداءات المساعدة، بدأت منتصف ليلة العاصفة، بعد تدفق المياه على البلدات والقرى بالجبل الأخضر، مثل شحات وسوسة، في ظل فشل خدمات الطوارئ والسلطات المحلية، في إجلاء الناس، رغم معرفتهم بأن المناطق المنخفضة أكثر عرضة لأضرار الفيضانات.

ونقلت مصادر للموقع، أن السلطات لجأت لإصدار قرارات كردة فعل، على الكارثة، لكن الوقت كان قد فات، بعد تضرر المناطق.

ووسط أزمة الانقسام الليبية بين حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، والحكومة المشكلة في الشرق، بمناطق سيطرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قالت السلطات في طرابلس، إن هناك سيولا متوقعة في الجبل الأخضر، وفرق الطوارئ مستعدة للتدخل، لكن ليس بيدها سلطة أو وجود في الشرق.

وفي وقت متأخر من ليلة الأحد، قال رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إنه طلب من جميع الجهات ذات الصلة تقديم الدعم عند الحاجة، بل وأكد أن حكومته ستتحمل مسؤولية تعويض الناس عن الأضرار المتوقع حدوثها.

وأعلن محافظ درنة، عبد المنعم الغيثي، حظر التجول في مدينته في السابعة مساء، واصفا إياه بالاستعداد للعاصفة التي تجتاح بالفعل مناطق الجبل الأخضر، بما في ذلك مدينة البيضاء، على بعد 100 كيلومتر.

وفي الوقت الذي كانت صور الغيثي تنتشر وهو يتفقد حظر التجول في درنة ليلة الأحد، كانت المياه ترتفع بسرعة في منازل الليبيين، وتحاصر سكان درنة.

وفي الوقت نفسه، أصدر الخبراء، الذين كشف بعضهم العام الماضي أن السدود في وادي درنة معرضة للانهيار، تحذيرات وقالوا إنه يجب تنبيه السكان في المنطقة إلى هذا الخطر.

ومع ذلك، استمرت السلطات المحلية والحكومات المنقسمة في التأكيد على أن الوضع تحت السيطرة، حيث نفت السلطات في درنة التقارير عن الانهيار الوشيك للسد على الرغم من العديد من المقالات الإخبارية التي تتكهن بشأن ذلك.

وأشار "ميدل إيست آي"، إلى أنه اعتبارا من الساعة 11 مساء الأحد، تلقت غرف الطوارئ، مكالمات من السكان المنكوبين، خاصة قاطني الريف القريب من المنبع، بعد مداهمة المياه منازلهم.

وقال أحد سكان البيضاء، فضل عدم الكشف عن هويته، إنه كان يتعامل مع فيضانات شديدة في منزله عندما بدأ في تلقي مقاطع فيديو من درنة تظهر السيول تتدفق أسفل القناة المائية.

وأضاف: "على الفور اتصلت بأقاربي الذين يعيشون هناك، وطلبت منهم إخلاء المكان إلى منطقة أكثر أمنا، وتحذير المحيطين بهم من خطورة الوضع".

وتابع: "بالفعل اتبعوا التعليمات، وانتقلوا من شارع الوادي، المحاذي لمجرى الماء، إلى منطقة آمنة في المدينة".

وكشف الناجون من درنة، والمتواجدين حاليا في البيضاء، إنهم سمعوا صوت انفجار في تمام الساعة 2:30 صباح الأحد، وكان صوت تحطم السد.

وأشاروا إلى أن سيولا عنيفة اجتاحت عدة مناطق في المدينة، بما في ذلك المنطقة التاريخية، وجرفت سكان شارع الوادي إلى البحر، وحتى المباني السكنية الشاهقة المكونة من 8 طوابق، جرفت إلى البحر، وقدر تدفق المياه بنحو 3500 متر مكعب في الساعة.

وعلى الفور انقطعت الاتصالات والكهرباء عن المدينة، واعترفت السلطات بفداحة الكارثة، ودعت إلى الدعم الفوري.

وقال أحد الناجين، للموقع، إنهم كانوا على سطح المنزل المكون من 4 طوابق، للهروب من الفيضان، لكن لم يتبق من عائلتي أحد سواي.



وأضاف: "اختفى الباقون، بعد أن جرفتنا المياه، وتركوني وحدي في شوارع المدينة، ولا زلت أبحث عن جثث عائلتي دون جدوى.

ولفت الموقع البريطاني، إلى أن درنة، تبحث عن موتاها وتدفنهم عندما تتمكن من ذلك، لكن اليوم أكياس الجثث نفدت من المدينة بسرعة بسبب كثرة الوفيات.

وقامت شاحنات كبيرة للمدينة، بنقل الجثث إلى مناطق مثل الظهر الأحمر جنوبا، ومرتوبا، حيث دفن الآلاف من  الضحايا، فيما ترقد العديد من الجثث في الشوارع، بانتظار أن يتعرف عليها أحد، علاوة عن  الجثث التي تطفو على سطح البحر.

ويواجه الغواصون رغم استعدادهم لانتشال الجثث، معضلة الأمواج العنيفة والمرتفعة، والتي تصعب عملهم.

وقال مدرب الغوص الحر، ضياء أبو زريبة، إن "التحدي الرئيسي الذي يواجه الغواصون، هو تغير مياه البحر، إلى الطين المحمر، الأمر الذي يعيق الرؤية".

ووصف الوضع في البحر حاليا، بـ"الغادر للغاية" مشيرا إلى وجود تيارات سفلية قوية، وارتفاع بالأمواج يصل إلى نحو مترين.

وأضاف: "قاع البحر في تلك المنطقة مليء بالصخور الحادة وحطام البناء، مما يشكل مخاطر كبيرة على الغواصين وربما يؤدي إلى مزيد من الخسائر في الأرواح، بدلا من انتشال جثث الضحايا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة درنة ليبيا الفيضانات حفتر ليبيا فيضانات درنة حفتر صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

فيولا ديفيس.. ممثلة الفقراء التي يكرّمها مهرجان البحر الأحمر

تشهد الدورة المقبلة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لعام 2024 تكريما نسائيا بامتياز، حيث اختيرت كل من الممثلتين الأميركية فيولا ديفيس، والمصرية منى زكي لتكريمهما في حفلي الافتتاح والختام.

وتعقد الدورة في المنطقة التاريخية بمدينة جدة خلال الفترة من 6 إلى 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، تحت شعار "بيت جديد للسينما".

وتستعرض ديفيس مشوارها الفني في "ماستر كلاس" الذي يعقد ضمن فعاليات المهرجان، وحصلت خلاله على "التاج الثلاثي" للجوائز السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، وهي الأوسكار، وتوني، وغرامي، لكن المدهش في مشوار ديفيس هو بدايتها التي جاءت أقل من متواضعة، وواجهت خلالها الفقر بصمود انعكس على أدائها وتمثيلها للضعفاء والمهمشين والضحايا.

طفولة قاسية

وُلدت فيولا ديفيس في 11 أغسطس/آب عام 1965 في سانت ماثيوز بولاية ساوث كارولينا في الولايات المتحدة، وكانت ثاني أصغر طفلة في عائلتها، التي تتكون من 4 شقيقات وشقيق واحد، لأبوين هما ماري أليس لوغان ودان ديفيس.

قضت طفولتها في شقة من غرفة واحدة في سنترال فولز بولاية رود آيلاند، بعد أن انتقلت مع أسرتها إلى هناك عندما كانت تبلغ من العمر شهرين فقط، وكانت عائلتها تعيش في ظروف صعبة، وكانت تعاني الفقر والجوع، وكان الأب يكسب رزقه من العناية بالخيول، في حين تعمل الأم مدبرة منزل وعاملة في مصنع.

لدى ديفيس 3 شقيقات أكبر سنا هن: ديلوريس ديفيس غرانت، وديان ديفيس رايت، وأنيتا ديفيس، بالإضافة إلى أخت أصغر وهي دانييل ديفيس.

حازت الممثلة الأميركية فيولا ديفيس جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم "الشك" سنة 2008 (غيتي إيميجز)

حين بلغ عمرها عامين فقط، أُودعت فيولا مع والدتها في السجن بسبب مشاركة الأم في مظاهرة ضد التمييز العنصري، وتصف فيولا حياتها المبكرة بأنها كانت عبارة عن صراع مستمر من أجل البقاء، حيث كانت الأسرة تفتقر إلى الضروريات الأساسية، وقد صرحت ديفيس أنها كانت تذهب إلى الفراش جائعة.

تعرضت للتنمر بسبب فقرها الظاهر في المدرسة، لكن رواية القصص هي العزاء الوحيد للطفلة التي أصابتها شاشة التلفزيون بالهوس، وأصبحت تتخيل أنها الشخصيات التي رأتها على الشاشة، وهنا وُلِد الحلم المبكر بالتمثيل، لكنه كان أشبه بحلم مستحيل.

ميلاد فنانة

رغم المعاناة والعزلة والتحيز العنصري، بدأت فيولا مسيرتها المهنية فور تخرجها من قسم المسرح في جامعة غوليارد بولاية رود آيلاند، حيث ظهرت في أعمال مسرحية صغيرة، قبل أن تظهر على الشاشة بأدوار ثانوية في السينما والتلفزيون خلال أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة.

وكتبت شهادة ميلاد جديدة لها كممثلة بأدائها في مسرحية "الملك هيدلي الثاني" (King Hedley II)، وتحولت إلى نجمة صاعدة في عالم المسرح، وأثبتت الممثلة ذات الأصل الأفريقي أنها تمتلك موهبة فريدة من نوعها تمكّنها من تجسيد جوهر شخصياتها.

انتقلت ديفيس من المسرح إلى الشاشة بأدوار صغيرة في السينما، وجاءت انطلاقتها في عام 2008 مع فيلم "الشك" (Doubt)، حيث لعبت دور السيدة ميلر، والدة صبي صغير يشتبه في تعرضه للاعتداء من قبل قس.

ورغم ظهورها في مشهد واحد فقط، فإن أداء ديفيس القوي أسر الجماهير وأكسبها ترشيحا لجائزة الأوسكار في 8 دقائق فقط من الوقت الذي استغرقته على الشاشة، حيث نقلت ديفيس حياة مليئة بالألم والمرونة والحب الأمومي، فتركت بصمة لا تُمحى في هوليود.

وانتبه المخرجون لذلك العمق وتلك القدرة المدهشة لدى فيولا ديفيس، وحصلت على أدوار تُظهر قدراتها، لتجسد شخصية أبيلين كلارك في فيلم" المساعدة" (The Help) سنة 2011، الذي منحها ترشيحا آخر لجائزة الأوسكار.

التاج الثلاثي

في عام 2014، أدت ديفيس دور آناليس كيتنغ في مسلسل "كيف تفلت من جريمة قتل" (How to Get Away with Murder)، وهو مسلسل تلفزيوني رائد تحدى الصور النمطية عن النساء السود في الأدوار الرئيسية، وقد جسدت ديفيس دور محامية عبقرية، مما أكسبها جائزة إيمي، وكان فوزها بالجائزة تاريخيا، فقد أصبحت أول امرأة سوداء تحصل عليها، لكن دور "روز" في فيلم "الأسوار" 2016 (Fences) دفع بها إلى خشبة مسرح "دولبي" في لوس أنجلوس، لتتسلم جائزة الأوسكار، وقدمت دور زوجة وأم عانت طويلا.

وفي كلمتها على المسرح، بكت فيولا كما لم يبكِ فائز بالأوسكار من قبل، بكت لدرجة دفعت أغلب الحاضرين للبكاء معها ومشاركتها شريط الذكريات الصعبة البائسة، لكنها دعت إلى المقاومة بشكل إيجابي عبر رواية قصص البشر العاديين في الأفلام.

ولعل ذلك البؤس هو الذي شكّل شخصيتها وميولها، فأصبحت واحدة من أبرز المدافعات عن التنوع والاندماج في هوليود، وقد اشتهرت بصراحتها حين يتعلّق الأمر بالممثلين السود، فهي تؤكد دائما أن هناك نقصا في الفرص المتاحة للممثلين الملونين، وهناك حواجز منهجية تعيق نجاحهم.

ولم تكتفِ فيولا بالتصريحات، لكنها أسست شركة مع زوجها، لتنتج أعمالا للسود والملونين في هوليود.

وعلى التوازي تواصل فيولا مشوارا فنيا مميزا بأدوار يعد كل منها علامة مستقلة في تاريخها، فقد قدمت في عام 2020 شخصية "ماريني" في فيلم " قاع ماريني الأسود" (Ma Rainey’s Black Bottom)، الذي نالت عنه ترشيحا جديدا للأوسكار، وعززت مكانتها كواحدة من أعظم الممثلات في جيلها بدور الجنرال "نانيسكا" في فيلم "المرأة الملك" (The Woman King) سنة 2022.

واصلت ديفيس رحلتها إلى القمة، انطلاقا من قاع البؤس والفقر بموهبة واضحة وقدرة مدهشة على التجسيد وإيمان عميق بما تقدمه على الشاشة، فكان نجاحها تكريما للأصوات التي تم إسكاتها لسنوات طويلة باسم العرق واللون.

ورغم جرعات الغضب والبؤس في أدوار ديفيس، فإنها تعيش في حالة رضا ورجاء، كما أكدت في حوارها مع المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري، وهي مسيحية متدينة، وقد دعت ربها أن يرزقها زوجا بمواصفات الممثل جوليوس تينون (69 عاما)، فكان أن التقت به بعد أسبوعين فقط من الدعاء عام 1999 في موقع تصوير فيلم "مدينة الملائكة" (City of Angles).

تزوجت ديفيس وتينون، وبحلول عام 2011، تبنيا ابنة سميت نيسيس، بالإضافة إلى ذلك، ديفيس هي أيضا زوجة أب لاثنين من أطفال تينون من زيجات سابقة.

مقالات مشابهة

  • الجنجويد أشَرْبُوا البَحَر جُوووتْ!!
  • وزيرة الخارجية الألماني: تحطم طائرة DHL الليتوانية قد يكون عملاً تخريبياً
  • أمواج البحر تغرق خيام النازحين وسط وجنوبي قطاع غزة
  • حدث في 8 ساعات| السكة الحديد تنفي تصادم جرار قطار بأتوبيس.. وظهور بقع مازوت بمياه البحر الأحمر
  • القاهرة تعلن عن فقدان 17 شخصا بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر  
  • معروضات لا تصدقها.. أكثر المتاحف رعبًا وغرابة حول العالم
  • أكبر التحديّات التي تُواجه الجيش الإسرائيلي في لبنان.. ماذا حصل معه يوم السبت؟
  • العثور على ناجين بعد غرق "لانش" قبالة الساحل المصري بالبحر الأحمر
  • منخفض جوي على غزة.. أمطار غزيرة وأمواج البحر تغرق خيام النازحين
  • فيولا ديفيس.. ممثلة الفقراء التي يكرّمها مهرجان البحر الأحمر