يمانيون:
2024-10-01@21:53:39 GMT

الأمـن في ثورة 21 من سبتمبر .. لا عــــودة لزمن التراخي

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

الأمـن في ثورة 21 من سبتمبر .. لا عــــودة لزمن التراخي

يمانيون – متابعات
تحلُّ علينا الذكرى التاسعة لثورة 21 سبتمبر، والأجهزةُ الأمنية والعسكرية تفاجئ الشعب اليمني وتصدم العدوان بإنجازاتها الكبيرة التي تحقّقها كُـلّ يوم في إطار مهامِّها المقدَّسة في حماية الشعب، وترسيخ الأمن والاستقرار، بالاعتماد على الله أولاً، وبالاستناد إلى تجربة عملية كبيرة ورصيد حافل بالإنجازات لإفشال مساعي العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي.

وتتراكم هذه الإنجازاتُ في حين لا تزال الثورة مُستمرّة في معركتها المقدسة ضد الجماعات التكفيرية التي حوّلت المحافظات اليمنية إلى بيئة خصبة لها، وتربعت على هرم سلطة النظام السابق، ومارست جرائم الاغتيالات والقتل في كُـلّ شارع وحي ومدينة، وكان منتسبو الجيش والأمن يعجزون عن ارتداء بزتهم العسكرية الرسمية ورتبهم؛ خوفاً من الاستهداف والقتل، الذي طال المئات منهم؛ نتيجة انهيار الوضع الأمني، والاستهداف والتدمير الممنهج للجيش والمؤسّسة الأمنية من قبل الجماعات التكفيرية، سواءً بالاغتيالات والتفجيرات وغيرها.

وفي هذا الصدد، يرى الخبير العسكري زين العابدين عثمان أن ثورةَ 21 سبتمبر 2014م هي أعظم وأنقى ثورة من بين كُـلّ الثورات، وهي الثورة الوحيدة التي نجحت في قطع أيادي القوى الأجنبية والاستعمارية من اليمن، وأخرجت شعبنا اليمني -بفضل الله تعالى- من واقع الوصاية والتبعية للخارج والفوضى الأمنية التي كانت تعصف به، إلى بر الأمان وإلى الاستقلال والسيادة، وحقّقت إنجازات ونجاحات مذهلة بدءاً بالقضاء على جيوب الجماعات التكفيرية، ودك أوكارها في أرحب والبيضاء والحديدة ومعظم المناطق في المحافظات المحتلّة، فأمن المواطن واطمأن التاجر والمسافر، واختفت الجماعات الإجرامية ورحلت معها عمليات الاغتيال والتفجيرات من العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.

ويؤكّـد عثمان أن المجال الأمني والعسكري في اليمن قبل ثورة ٢١ سبتمبر كان في ذروة ضعفه وانهياره؛ بسَببِ سيطرة القوى الأجنبية على سدة الحكم والقرار، وكان اليمن يعيش على صفيحٍ ساخن من الانفلات الأمني والصراعات البينية الطاحنة بين أوساط المجتمعات أبرزها الثارات القبلية والمناطقة والطائفية، إضافة إلى حالة الفوضى الأمنية العارمة التي تسببت بها التنظيمات الإرهابية أيادي أمريكا “داعش والقاعدة”، إذ تلقى شعبنا أبشع أنواع الظلم والإجرام من هذه الجماعات، فلم يكن هناك شبر آمن في اليمن لم تصل إليه الفوضى، وقد ارتكبت هذه الجماعات أسوأ عمليات القتل والذبح والتفجيرات الانتحارية التي طالت كُـلّ شيء وحوّلت اليمن إلى كرةٍ من النار.

وعن إنجازات ثورة 21 سبتمبر وما حقّقته على الصعيد الأمني، يبيّن عثمانُ أن الثورةَ هي يوم عبور الشعب اليمني إلى الأمن والاستقرار، حَيثُ حقّقت إنجازات عظيمة تمثلت في تحييد وسحق الجماعات التكفيرية داعش والقاعدة وتطهير كافة المناطق والمدن اليمنية من تواجدها بشكلٍ نهائي، وحقّقت مكاسب استراتيجية أعادت لليمن ثقله ومكانته الإقليمية وحقّقت له نهضة كبيرة على الصعيد الأمني والعسكري ورصيد في الاستقلال والسيادة، وما نحن فيه اليوم من قوة وأمن واقتدار عسكري هو بفضل الله تعالى أولاً وثمرة من ثمار هذه الثورة المباركة.

ويواصل عثمان: استطاعت الثورةُ في ظل اهتمام وحرص القيادة الثورية والسياسية بناء منظومة أمنية واستخباراتية قوية وفعالة، لمواجهة الحرب الأمنية والاستخباراتية لدول العدوان، ووصلت إلى درجة التفوق على تلك الحرب التي يشنها العدوان ضد الشعب اليمني، وأصبحت المؤسّسة العسكرية والأمنية بعد ثورة 21 سبتمبر، ورغم استهدافها المباشر، حاضرة بقوة وفاعلية عالية في الواقع العملي، ويرتقي أداؤها نحو الأفضل يوماً بعد يوم، كما أن لها برنامجها المهم في البناء والتصحيح والتطوير، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المحافظات الحرة، وحفظ النظام وسيادة القانون ومكافحة الجريمة وإفشال مؤامرات ومخطّطات العدوان لاستهداف الجبهة الداخلية، كُـلّ ذلك لم يأتِ من فراغ، بل كان نتائج عمل دؤوب ومتواصل في الإعداد وإعادة البناء والتدريب والتأهيل لهذه المؤسّسة الوطنية التي أصبحت اليوم أقوى وأكثر فاعلية في القيام بمهامها وأكثر نجاحاً.

ويشير إلى أن الإنجازات الأمنية للثورة لم تتوقف، حَيثُ يتم في كُـلّ يوم ضبط مرتكبي الجرائم علاوة على إفشال أكثر الجرائم في مهدها، وهذا ما يؤكّـد أن ثورة 21 سبتمبر رقماً صعباً على المستوى الدولي، ورغم العدوان والحصار المُستمرّ، أصبحت صنعاء وبقية المحافظات المحرّرة بعد ثورة 21 سبتمبر العظيمة تعيش في أمن واستقرار، لتصنع بذلك واقعاً مغايراً لما يحدث في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال والتي أصبحت مسرحاً لجرائم الجماعات الإرهابية وقوى الاحتلال ذاته.

دورٌ تاريخي ومفصلي

وحول الأجهزة الأمنية ودورها في تثبيت الأمن والقضاء على الجماعات التكفيرية، يقول الخبير العسكري زين العابدين عثمان: إن الدور الذي لعبته ثورة 21 سبتمبر كان دوراً تاريخيًّا ومفصليًّا بمعنى الكلمة، فقد أخرجت شعبنا اليمني -بعون الله تعالى- من أدنى دركات الضعف والظلم والفوضى ومن تحت سكاكين داعش ومفخخات وتفجيرات القاعدة إلى واقع جديد من العزة والكرامة والوضع المستقر.

ويوضح عثمان أن دورَ الأجهزة الأمنية برز في رفع مستوى العمل الأمني بعد ثورة 21 سبتمبر، نتيجة الانتكاسات الأمنية التي ألقت بظلالها على مخرجات نشاطات هذه الأجهزة وعملها في ميدان البيئة الأمنية الداخلية قبل ثورة 21 سبتمبر، حَيثُ كانت العاصمة صنعاء والمحافظات مسرحاً للجرائم المنظمة وأجهزة الاستخبارات الدولية وملاذاً آمناً للعناصر الإجرامية التي كانت تمارس نشاطاتها وأساليبها المتنوعة، تجاه الشعب اليمني الذي فقد الأمل فيمن كانوا يسمون رجال الأمن من منتسبي الداخلية بفعل خيانة وألاعيب قيادات النظام السابق، حَيثُ تنوعت أساليب القتل من انفجارات مفخخة وعمليات انتحارية، ضد رجال الجيش والأمن، لتتطور إلى نصب الكمائن المسلحة للأطقم العسكرية، وكذلك استهدفت الجماعات التكفيرية المواطنين في الأسواق، والمساجد، والمستشفيات كما حدث لمستشفى العرضي وارتكبوا جرائمهم الوحشية فيه، وإسقاط الطائرات الحربية في شوارع العاصمة صنعاء واغتالت الشخصيات الهامة في هذا الوطن، واختطفت السياح، وجعلت من اليمن غابة وحوش في ذهن من يتابع أَو يسمع بأخبارها، والتستر على الجرائم من خلال حماية الأشخاص المجرمين بمُجَـرّد الانضمام إليهم، إلى اقتحام السجون وإخراجهم منها.

ويوضح أنه بعد ثورة 21 سبتمبر ليس كما قبلها، فالثورة سدَّت الفراغَ الأمني، رغم محاولة العدوان الأمريكي السعوديّ اختراقَ الجبهة الأمنية التي تصدت لهم بكل حزمٍ وصمودٍ في ظل القيادة الثورية الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- بمتابعته المُستمرّة والحثيثة والتي شهدت المؤسّسة الأمنية والعسكرية نقلات نوعية متواصلة ومتقدمة، حَيثُ أصبحت العاصمة والمحافظات المحرّرة خالية من الجرائم المنظمة بفضل الله ثم بفضل أبطال المؤسّسة الأمنية والعسكرية، الذين انطلقوا من موقع المسؤولية الدينية والوطنية تجاه وطنهم وشعبهم، فبذلوا كُـلّ غالٍ ونفيس دون أي مقابل فجاعوا ليشبع غيرهم وسهروا لينام سواهم قرير العين، مفترشين الأرض وملتحفين السماء.. لم يكترثون بالبرد والحر تاركين أسرهم ومنافعهم ومصالحهم وراءهم، ولم يتوقفوا عند تلك المعاناة بل استبسلوا وضحوا بأرواحهم ودمائهم؛ مِن أجلِ أن يحيا ويعيش الآخرونَ في أمنٍ واستقرار، فتصدوا لعناصر الفوضى والإرهاب مرسخين دعائم الأمن والاستقرار ومحافظين على الممتلكات العامة والخَاصَّة، ولهذا تراجعت –كما يقول عثمان- بعد ثورة 21 سبتمبر الكثير من الظواهر السلبية التي لازمت النظام السابق، أي ما قبل الثورة لسنينٍ طويلة من قبيل ظاهرة الفساد والثارات، واختفت تماماً ظواهر مزمنة من قبيل ظواهر السطو المسلح، وقطع الطرقات، وبراميل ما يسمى بالقطاعات والتقطعات، وحافظت الثورة الخالدة على مؤسّسات الدولة وعلى الممتلكات العامة والخَاصَّة، وهذا ما يتجسّد في حجم الجهود الأمنية التي بذلها رجال الأمن منذ ثورة 21 سبتمبر؛ للوصول إلى هذا المستوى الكبير من الإنجازات الأمنية لينافس اليمن الدول المستقرة في هذا العالم، رغم محاولات العدوان استهداف الأمن والاستقرار.

شواهدُ كثيرة

ولأن الجماعاتِ التكفيرية انتشرت بشكلٍ كبير في اليمن ونفذت عمليات التفجيرات والاغتيالات واستهدفت الشخصيات العسكرية والرموز الوطنية والمتنورين من أبناء الشعب اليمني ودكاترة الجامعات، وكانت تحظى بحماية القيادات السياسية والعسكرية في النظام السابق، يقول الدكتور في جامعة صنعاء، إبراهيم مفضل، إنه قبل اندلاع ثورة 21 سبتمبر تعرض الأكاديميون والكوادر المحسوبون على أنصار الله لعمليات استهداف إرهابية تركزت معظمها في المربع المحيط بجامعة صنعاء الجديدة، وذلك خلال الفترة من بدء أعمال مؤتمر الحوار الوطني وحتى اندلاع ثورة 21 سبتمبر 2014م، حَيثُ بدأت من خلال التحريض الواضح تجاه أنصار الله سواءً عبر ميكرفونات المساجد التي تديرها جماعات القاعدة وداعش أَو عبر المنشورات التي كانت توزعها أيادي الاستخبارات السعوديّة أَو في الغرف المغلقة.

ويوضح مفضل أن تلك الجرائم بدأت باغتيال الشهيد الدكتور عبد الكريم جدبان ثم تلاها اغتيال الشهيد البروفيسور أحمد شرف الدين وتوالت بعد ذلك جرائم الإرهاب الوحشية والاغتيالات والتفجيرات، حَيثُ تم اغتيال الصحفي عبد الكريم الخيواني، ثم الدكتور محمد عبد الملك المتوكل ومحاولتا اغتيال الدكتورين إسماعيل الوزير والقاسم عباس وكوادر عسكرية وأمنية وسياسية أُخرى معظمها محسوبة على “أنصار الله”، إضافة إلى قيام الجماعات الإرهابية بارتكاب المجازر الوحشية والتي راح ضحيتها العشرات عبر التفخيخ كمجزرة التحرير والسبعين وبوابة كلية الشرطة وجرائم ذبح الجنود في حضرموت وشبوه وعدن، ومجزرة بوابة مجلس الوزراء، واختتمت بالجريمة الشنيعة في تفجيرَي مسجدَي الحشحوش وبدر.

ويرى مفضَّل أن الدولةَ في السابق لم تحَرّك ساكناً رغم تلك الجرائم بل كانت تبدو متواطئةً أَو راضية أَو مستسلمة أَو عاجزة بدليل عدم القبض على أيٍّ من مرتكبيها أَو منعها أَو الحد منها، فقد كان الإرهابيون يعملون في فضاءٍ مفتوح وبكل أريحية دون رادع أَو مانع وأصبح القتل والتفخيخ والتفجير ممارسة يومية وكل مواطن يحمل رأسه بين كفيه ينتظر الموت في أية لحظة.

ويؤكّـد الدكتور إبراهيم مفضل أن سيطرةَ الإرهاب والإرهابيين استمرت على الساحة اليمنية إلى يوم 21 سبتمبر 2014م، حَيثُ تم اقتلاعُه برؤوسه وجذوره تماماً، وفور اندلاع ثورة 21 سبتمبر افتضح جميعُ المشاركين والداعمين للإرهاب والإرهابيين، فتم اكتشافُ معامل التفخيخ وتحديد وملاحقة عناصر وفرق الاغتيالات ورؤسائها وقُبض على العديد منهم وفر آخرون، واليوم يتذكر الجميع كيف كان الوضع الأمني قبل 21 سبتمبر 2014م وكيف صار بعد ذلك؛ ولهذا أعادت بنا إنجازات اليوم الثورية إلى أحداث الأمس وجرائم الاغتيالات التي كانت تمارسها الجماعات التكفيرية.

ويواصل: واليوم وبشهادة الجميع اختفى الإرهاب والإرهابيون من صنعاء والمحافظات اليمنية الحرة، وأصبحت أفضل مكان آمن على مستوى العالم رغم العدوان العالمي والحصار وتجفيف الموارد، وكل ذلك بفضل ثورة 21 سبتمبر العظيمة التي أرست دعائم الأمن والاستقرار، ولا ينكر ذلك إلَّا ثلاثة: (إرهابي عاطل عن العمل الإرهابي، أَو ممول إرهابي عاجز عن الحركة، أَو محرض إرهابي حاقد حاسد مريض).

وبحسب مفضل لم يعد هناك جريمة تُقَيَّدُ ضد مجهول، ولم يعد هناك مجرم إرهابي قادر على النفاذ أَو الفرار بجريمته أكثر من 48 ساعة، بل وحتى أن تمكّن من الفرار فسوف يتم ملاحقته إلى مخبئه أينما كان وقد يتم إعدامه إن قاوم أَو رفض الاستسلام والشواهد كثيرة.

تقرير | عباس القاعدي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الأمن والاستقرار النظام السابق الشعب الیمنی الأمنیة التی التی کانت

إقرأ أيضاً:

الهوية الثقافية و الإيمانية.. صمام ثورة الـ21 من سبتمبر

يمانيون – متابعات
تعرضت اليمن لسنوات طويلة لغزو أمريكي سعودي استهدف البلد في ثقافته الدينية وهويته الإيمانية المستوحاة من حديث الرسول الأكرم الإيمان يمان والحكمة يمانية.

وتفضح اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية هذا الدور، فالوسط الثقافي اليمني كان عرضة للتدخلات الأمريكية الخطيرة، والتي أوصلت بعض اليمنيين إلى حافة الهاوية، والخروج من المبادئ والثقافات التي تربوا عليها، والتأثر بالثقافات الغربية وما تمليه عليهم أمريكا وأذنابها.

ويؤكد مدير مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة الدكتور قيس الطل أن اليمن ظلت عرضة للغزو الثقافي من قبل الاستخبارات الأمريكية والسعودية طيلة الأنظمة السابقة إلى ما قبل ثورة الـ 21سبتمبر المجيدة.

ويوضح أن السفارة الأمريكية ركزت على استهداف الجانب الثقافي والتوعوي والإعلامي؛ كون هذا الجانب هو المعني بخلق الرأي العام وهو الذي يوجه الشعب ويصنع لديه القناعات”.

ويذكر أن الاستهداف الأمريكي للثقافة والهوية الإيمانية للشعب اليمني تمثل من خلال العديد من البرامج والمشاريع أبرزها التدخل في المناهج الدراسية للمدارس والجامعات والمعاهد، مستدلاً بما ورد من اعترافات لشبكة الجواسيس الأمريكية الإسرائيلية حول استهدافها للجانب التعليمي، والثقافي للبلد والذي تم العمل عليه منذ سنوات طويلة، مبيناً أن إقرار شبكة التجسس حول الاستهداف الأمريكي للتعليم من المرحلة الأساسية وحتى الدكتوراه يثبت مدى المساعي الأمريكية لتجهيل الشعب اليمني وتمييعه وجعله تابعاً للخارج.

ويشير الطل إلى أن الاستهداف الأمريكي للجانب الثقافي والإيماني لم يقتصر على الجانب التعليمي فحسب، وإنما حرصت الولايات المتحدة الأمريكية على استهداف ثقافة وهوية اليمن من عدة مشاريع وبرامج كالتعّمد الأمريكي على محاربة المبدعين والمبتكرين وأصحاب المشاريع الإنتاجية وغيرهم من العباقرة والأذكياء وذلك من خلال تهميشهم أو ابتعاثهم للخارج.

ويلفت إلى أن الأمريكيين استهدفوا الثقافة الإيمانية، والمناهج الإسلامية للشعب اليمني وذلك من خلال حذف الآيات والأحاديث التي تحض على الجهاد ضد اليهود والنصارى، وكذا حذف الآيات والأحاديث التي تكشف الوجه الحقيقي لليهود والنصارى، موضحاً أن الغزو الثقافي الإيماني الذي حصل للشعب اليمني قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر نشر الثقافات المغلوطة من فكر الوهابية والتكفيرين، و أن الأنظمة السابقة سمحت للتكفيريين بنشر ثقافتهم المغلوطة، والعقائد الباطلة من خلال الدروس وحلقات القرآن الكريم وخطب الجمعة.

ويذكر أن التكفيرين نشروا العديد من البرامج التي تهدف لفصل الشعب اليمني عن هويته الإيمانية وعن ثقاته القرآنية والارتباط بالنبي الأكرم وآله الأطهار، بل وصل الحال إلى أن تقيم السفارة الأمريكية الورش والدورات الثقافية لخطباء المساجد لتكون خطبة الجمعة وفق ما يريد الأمريكي.

ويتطرق إلى أن الجانب الإعلامي تعرض خلال الأنظمة السابقة للاستهداف الأمريكي، حيث كان يستخدم السفير الأمريكي القنوات والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية لنشر الثقافات المغلوطة على المستوى الثقافي والإيماني والمجتمعي، وذلك بما يحق أهدافه الأمريكية والمتعارضة مع مبادئ وأخلاق وثقافات وهوية الشعب اليمني.

ويشير إلى أن الأمريكي حرص على مدى سنوات من الزمن لتوظيف وسائل الإعلام اليمنية لتبرير التدخل الأمريكي في اليمن وتلميع صورته الإجرامية، إضافة إلى بث المسلسلات والأفلام والبرامج التلفزيونية والأغاني الفاسدة، وكذا نشر الدعايات والأكاذيب والتبريرات الزائفة لفساد الحكومة وعمالتها للأمريكان ومحاوله اقناع الشعب بذلك.

وعندما قام الشعب اليمني في 21 من سبتمبر بثورته الخالدة، والتي حققت له الحرية الكاملة والاستقلال الكامل وقطعت أيادي الوصاية الأمريكية والإسرائيلية، وامتلك الشعب قراره و من خلال الارتباط بالقرآن الكريم منهجاً، وبالنبي وأعلام الهدى قادة وقدوة استطاع هذا الشعب أن يحافظ على هويته، وأن يعزز الارتباط والافتخار بهذه الهوية بحسب ما يؤكده الدكتور الطل.

ويختتم الطل حديثه بالقول: ” ونحن نرى اليوم أثر هذا في تلك الحشود الهائلة المليونية التي احتفلت بمولد النبي الأكرم -صلوات الله عليه وآله- وكذلك نرى أثر هذه الهوية في مواقف الشعب اليمني وجهاده وصبره وتضحياته ونصرته لقضايا الأمة الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ونرى هذا الشعب يحمل الروحية الجهادية والاستعداد العالي للتضحية، وأصبح يشكل تهديداً حقيقياً للمشاريع الأمريكية والإسرائيلية، وهذا ما هو الا ثمرة من ثمرات الارتباط والحفاظ والاعتزاز بأعظم، وأقدس هوية الايمان يمان والحكمة يمانيه”.

بدوره يؤكد الناشط الثقافي إبراهيم غالب أن التدخلات الخارجية في البلد التي استمرت منذ عقود طويلة من الزمن وحتى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر عملت على استهداف الجانب الثقافي والإيماني للشعب اليمني.

ويوضح أن الأنظمة السابقة قدمت تسهيلات كبرى للأجانب في استهداف الجانب الثقافي والهوية الإيمانية للشعب اليمني، مشيراً إلى أن الاستهداف الثقافي للشعب اليمني وأنظمته الحاكمة قبل ثورة الـ 21سبتمبر تجسد من خلال الخنوع للخارج ممثلا بأمريكا وتحكمها بالقرار السيادي للبلد.

ويبين غالب أنه قبل ثورة 21 سبتمبر، عمل العدو الأمريكي بمختلف الوسائل والأساليب لسلخ شعبنا اليمني عن هويته الإيمانية، وفصله وإفقاده لهذه الهوية لكي نصبح أمة لا كيان لها ولا كرامة ولا حرية ولا استقلال لها ولا منعة ولا قوة لها، فيسهل عليهم ضربنا والسيطرة علينا.

ويرى أن من أخطر أشكال الاستهداف للهوية الإيمانية لشعبنا ما يعرف بالحرب الناعمة التي تعد أخطر من الحرب العسكرية الخشنة؛ كونها تنسف القيم والمبادئ والأخلاق وتهدف إلى السيطرة التامة على الإنسان وتجريده من هويته وتفريغه من محتواه المبدئي والأخلاقي والقيمي فيصبح تائهاً ضائعاً مسلوب الإدارة؛ فيصبح مجرد دمية من السهل السيطرة عليه والتحكم به.

ويلفت إلى أن اعترافات الخلية التجسسية التي تعمل لصالح أمريكا وإسرائيل كشفت العديد من المشاريع والبرامج الأمريكية التي تهدف لمسخ الشعب اليمني، وتضييع هويته الإيمانية وذلك من خلال شر الفساد الأخلاقي والثقافي والإيماني ونشر ثقافة الشذوذ الجنسي، مبيناً أن الأمريكيين بذلوا أموالاً طائلة، وخصصوا مؤسسات ومعاهد عملاقة بهدف تحقيق أهدافهم الرامية لمسخ الشعب اليمني.

ويوضح أن ثورة الـ21 سبتمبر عملت على تعزيز الهوية الإيمانية، وإعادة للواجهة بعد أن غيبت لسنوات طويلة؛ وذلك من خلال نشر الثقافة القرآنية، وتنشئة الجيل الصاعد تنشئة إيمانية قائمة على الهدى القرآني، والثقافة القرآنية على الدين المحمدي الأصيل، وثقافة أهل البيت -عليهم السلام- سفن النجاة”.

ويشير غالب إلى أن الحفاظ على الهوية الإيمانية المتمثلة في قول الرسول الأكرم : “الإيمان يمان والحكمة يمانية” جعلت ثورة الـ 21 سبتمبر عنواناً للحرية والاستقلال، والذي قاد الشعب اليمني لاتخاذ المواقف المشرفة في نصرة المستضعفين في غزة والدفاع عن المقدسات الإسلامية، ملحقاً هزيمة مدوية وفضيحة كبرى بقوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل.
—————————————————-
المسيرة / محمد حتروش

مقالات مشابهة

  • الهوية الثقافية و الإيمانية.. صمام ثورة الـ21 من سبتمبر
  • عوامل نجاح ثورة السادس والعشرين من سبتمبر (2-2)
  • أنصار الله: استهداف المنشآت المدنية في الحديدة دليل على تخبط وضعف كيان الاحتلال الإسرائيلي وحالة الوجع التي يعيشها نتنياهو
  • تكريم ضباط مصريين شاركوا في معارك الدفاع عن ثورة اليمن 26 سبتمبر المجيدة
  • مأرب تحتفل بزفاف 92 عريسا وعروس من أبناء أمانة العاصمة صنعاء ابتهاجا بذكرى ثورة 26 سبتمبر
  • القاهرة.. تكريم عدداً من الضباط المصريين المشاركين في ثورة سبتمبر
  • ميليشيا الحوثي تضع شروطاً قاسية للإفراج عن معتقلي ذكرى ثورة 26 سبتمبر في صنعاء
  • عرض شعبي لقوات التعبئة العامة في مديرية الزاهر بالبيضاء
  • وزير الداخلية: نجاح عناصر الشرطة النسائية فى القيام بالعديد من المهام الأمنية
  • حركة إنتقالية تهم رؤساء المناطق الأمنية بولاية أمن مراكش