خبراء لـ24: تدويل التحقيقات في كارثة درنة "فقاعة غضب"
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
تعالت دعوات الليبيين لإجراء تحقيق جاد في المتسببين بالإهمال في صيانة سدي درنة، اللذين انهارا خلال العاصفة "دانيال"، التي ضربت شرق البلاد، ليخلف انهيارهما فيضانات أودت بحياة الآلاف، في حين لا يزال آلاف آخرون في عداد المفقودين.
زيدان: التحقيق الدولي هو شكل من أشكال التدخل وسيسهم في زيادة تأزيم المشهد الليبي
وأكد النائب العام الليبي، الصديق الصور، قبل أيام، أن الدعوات الجنائية ستطال المسؤولين عن كارثة سدي درنة أياً كانوا، مشيراً إلى أن النيابة العامة باشرت باستدعاء إدارة السدود والهيئة المختصة بالموارد المائية.وطالب نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني، بتحقيق دولي لضمان محاسبة المسؤولين عن كارثة سدي درنة، والمتورطين في قضايا الفساد التي سبقت الحادثة.
النائب العام الليبي: الدعوات الجنائية ستطال المسؤولين عن كارثة سد #درنة https://t.co/VhcCOSodTB
— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2023 ويرى محللون ليبيون أن دعوات التحقيق الدولي في ليبيا جاءت كتعبير عن الغضب، كما أنها ليست الحل الأمثل للتعامل مع الأزمة التي خلفتها كارثة الفيضانات، خاصة وأن تحرك النيابة العامة الليبية يلقى زخماً داخلياً كبيراً في ليبيا، فضلاً عن تجاوز الساسة الليبيين للانقسامات الداخلية، ولو مؤقتاً، في التعاطي مع الكارثة. بوادر إيجابية ويرى المحلل السياسي الليبي فرج زيدان، أن مسألة التحقيقات والمحاسبة فيما يتعلق بأوجه التقصير والعامل البشري الذي تداخل مع الظروف الطبيعية وأدى لنتيجة كارثية في درنة، يجب أن تكون أولوية، ويتعين دعمها.وقال زيدان لـ24: "التحقيق الجنائي من قبل جهاز النيابة العامة هو المستوى المعول عليه، وهو الأصل في كل شيء باعتبار أن جريمة الإهمال التي تسببت بالكارثة وقعت على الأراضي الليبية، وتختص بها أجهزة الدولة والنيابة العامة بالأساس".
وأضاف "هناك مداخل مهمة تجعلنا أكثر تفاؤلاً بأن الإجراءات ستؤدي إلى مساءلة حقيقية للمقصرين، أبرزها حالة التضامن الشعبي الكبير بين جميع مناطق البلاد، وحالة الاحتقان الداعية لمحاسبة المتسببين بفسادهم وبإهمالهم وإنشغالهم في الصراع على السلطة في هذه النتائج الكارثية".
#ليبيا تكشف سبب كارثة #درنة https://t.co/Zs5GtInYzj
— 24.ae (@20fourMedia) September 15, 2023 وتابع "هذا رأي عام داخلي في ليبيا يتبناه مشايخ القبائل والحقوقيون وكل الليبيين، للضغط لاتخاذ إجراءات حاسمة من النيابة العامة"، مشيراً إلى أن مسار تحقيق النيابة الليبية سيبحث في مسألة التقصير بصيانة السدود وترميمها، وتبديد المال العام، الذي كان مخصصاً للصيانة.وقال: "حالة الوحدة بين الليبيين تجاوزت النطاق الاجتماعي والمدني إلى حتى النطاق العسكري، بعد أن وصلت كتائب ومجاميع مسلحة من طرابلس ومصراتة والزنتان كانت بالأمس تقاتل ضد الجيش، وأصبحت تتلقى تعليماتها منه للتعامل مع الكارثة".
وأشار إلى أن ذلك سيزيد من الضغط في مسار التحقيق، وصولاً إلى تذليل الصعوبات في المسار العسكري، وسيكون له تداعيات إيجابية على المسار السياسي في ليبيا.
حياد النيابة ويشير زيدان إلى أن جهاز النيابة العامة في ليبيا لديه زخم أكثر من أي وقت مضى، مضيفاً أن "جهاز النيابة العامة استطاع أن ينحي نفسه عن التجاذبات السياسية، حيث مقر النائب العام في طرابلس، ومؤتمره الصحافي كان في درنة بوجود رئيس الوزراء المكلف من مجلس النواب أسامة حماد، أي أن كافة المؤسسات المتصارعة تقر بالسلطة القضائية وحيادها".
وأضاف "هذا الحياد يصب في مسار التحقيقات الوطنية التي ستجريها النيابة العامة، التي شكلت فريقاً كبيراً جداً من وكلاء النيابة العامة من جميع المناطق الليبية من الشرق والغرب والجنوب، إضافة إلى أن الرأي العام الدولي يدعم جهاز النيابة في محاسبة الفاسدين، وهذا عامل مهم جداً".
بعد كارثة #درنة.. الليبيون باتوا خائفين من السدود الأخرى https://t.co/LZn6Ak40Fi
— 24.ae (@20fourMedia) September 17, 2023 وأوضح أن النيابة العامة ستستدعي كل من له علاقة بالموضوع، بدءاً من المسؤول عن إدارة السدود التابعة لوزارة الموارد المائية، وقد يتطلب الأمر استدعاء مسؤولين آخرين حتى على مستوى مجلس الوزراء، وقد تصل إلى الوصول إلى عبدالحميد الدبيبة أو وكلائه، وتطال المجلس البلدية في درنة كذلك.التحقيق الدولي وفيما يتعلق بالتحقيق الدولي قال زيدان، إن "هذا الرأي أطلق في وقت مبكر، وكان الأولى دعم النيابة العامة في ليبيا، لأن الأصل أن يقوم الجهاز بهذه المهمة لما لديه من دعم شعبي كبير ومن حيادية واحترام من كافة المؤسسات".
وتابع "الانتقادات التي توجه للقضاء الليبي فيما يتعلق بالقدرة على تنفيذ قراراته، يجب أن توجه من باب أولى للقضاء الدولي، ولدينا الكثير من القضايا الدولية التي لم يستطع القضاء الدولي القيام بأي إجراءات على الأرض، لأن ليس لديه أية جهات ضبطية في الداخل".
وأشار إلى أن التحقيق الدولي هو شكل من أشكال التدخل الدولي، وسيسهم في زيادة تأزيم المشهد الليبي.
نماذج فاشلة ويرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الليبية أحمد المهداوي، أن التحقيق الدولي في قضايا سابقة شهدتها العديد من دول العالم لم يقدم نماذج ناجحة.
وقال المهداوي لـ24 إن "القضاء الدولي لو كان يجدي نفعاً لكان نجح في قضايا مثل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، التي إلى هذه اللحظة لم يتم إنجاز أي شيء فيها على الأرض، وتحولت إلى مجرد أوراق ومؤتمرات صحافية".
التحقيق مع مسؤول ليبي بعد تصريحات حول قصف سدود #درنة https://t.co/XGX04J3fiu
— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2023 وأكد أن الأولوية هي مساندة القضاء الليبي والضغط لكي تكون النيابة أكثر جدية، مضيفاً "النائب العام وعبر فريق كبير من وكلاء النيابة بدأ التحقيقات والاستدلال وجمع الأدلة والعناصر في القضية، التي أصبحت قضية تمس كل الليبيين".وأضاف "ما ستقوم به النيابة في ليبيا هو أن تضع الجميع تحت القانون، والقانون يحتاج إلى قوة لتحميه وتنفذ قرارته، وهو ما يتوفر في مناطق شرق وجنوب ليبيا، حيث قوة الجيش التي ستحمي القانون وتنفذ قراراته".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا التحقیق الدولی النیابة العامة النائب العام جهاز النیابة فی لیبیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
النيابة العامة في الحديدة تقر الإفراج الشرطي عن 53 سجينا
يمانيون../
أعلنت النيابة العامة بمحافظة الحديدة الإفراج عن 53 سجينا استوفوا شروط الإفراج الشرطي، مع التأكيد على عدم وجود حقوق خاصة للغير تتعلق بهم.
وأوضح القاضي هادي عيضة، رئيس نيابة الاستئناف بالمحافظة، أن هذا القرار يأتي تنفيذًا لتوجيهات النائب العام، ووفقًا للمادة 506 من قانون الإجراءات الجزائية وما يتبعها، بما يخص السجناء المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية.
وأشار القاضي عيضة إلى أن شروط الإفراج الشرطي تشمل قضاء السجين ثلاثة أرباع مدة العقوبة، وعدم استئناف قضيته، وأن لا يكون تصنيفه خطيرًا اجتماعيًا أو من ذوي السوابق، مع الحصول على شهادات تُثبت حسن السيرة والسلوك، والتقويم النفسي والإصلاح.
وجاء القرار بعد اجتماع لجنة الإفراج الشرطي برئاسة القاضي عيضة، وبحضور الدكتور عبدالرحمن الصايغ مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل، والعقيد منصور الحسني مدير الإصلاحية المركزية. وقد استعرضت اللجنة تقارير الباحثين الاجتماعيين وشهادات الإصلاحية المركزية حول النزلاء، لضمان الالتزام بالشروط القانونية.
هذا القرار لاقى ترحيبًا كخطوة إيجابية لتعزيز الدور الإنساني والقانوني تجاه السجناء المؤهلين للعودة إلى المجتمع.