دمشق-سانا

افتتح اليوم المعرض الرابع لمجموعة باريوتا في غاليري زوايا في دمشق، الذي يحمل تواقيع تسعة أسماء لفنانين تشكيلين ونحاتين أتوا من مختلف المحافظات السورية عاكسين معنى الخلق والإبداع والجمال المتجلي في اسم المجموعة “باريوتا” المستوحى من اللغة الآرامية.

وعبّرت الفنانة التشكيلية نهى جبارة من خلال لوحاتها عن الحياة التي نعيشها بحلوها ومرّها فاختارت عنصري “النافذة أو الباب” الواقعيين ليجسدوا التجلي النفسي الداخلي للإنسان، وقالت في تصريح لمراسلة سانا “إن للإنسان نافذة داخلية وهو من يقرر أن يغلقها ويبقى في العتمة، أو أن يفتحها ليرى النور”، مبينة أنها تشارك بلوحات من الأكريليك على القماش وعددها ست لوحات؛ لوحتين من الحجم الكبير وستة أعمال من الحجم الصغير.

وعن مشاركته للسنة الرابعة على التوالي مع مجموعة باريوتا قال الفنان التشكيلي نعمت البدوي من مدينة حلب.. ” قدّمت هذه السنة تجربة جديدة تجلت في عملين موضوعهما واقعي وهما “وجه أبي” ويدا أمي” المتعبين.

وأضاف: “إن اللوحة جاءت على صفيحة معدنية تأكسدت مع الزمن فأصبح عليها طبقة من المادة المؤكسدة، فعملت على إزاحة هذه الطبقات من الصفيحة المعدنية لتكوين أماكن الضوء عليها ليظهر الرسم المطلوب”.

وأشار إلى أن رسالته من العمل أن لا حدود للإبداع، ويمكن أن يكون بأبسط الأدوات وبأقل الإمكانيات ويستطيع الفنان أن يقدم عملاً فنياً وجدّياً وجميلاً عن طريق العشق والحب وليس بالإمكانيات الكبيرة”.

أما الفنانة التشكيلية هوري سالكوجيان من مدينة حلب شاركت بأربع لوحات موضوعها المرأة وأشارت إلى أنها أرادت بلوحاتها أن تعطي صورة جميلة وحضارية عن المرأة.

الفنان التشكيلي غسان عكل شارك بلوحات “ميكس ميديا” تجمع بين فن الحفر وفن التصوير، بمواضيع مختلفة منها الموضوع الذي شارك فيه سابقاً مع مجموعة باريوتا وهي لوحات مستوحاة من قصيدة للشاعر العراقي بدر شاكر السياب إضافة للوحات صغيرة تعبر عن العفوية وبراءة الطفولة.

وعن خلق حوارية بين المتذوق والجمهور والفنان، قال الفنان التشكيلي جمعة نزهان القادم من مدينة دير الزور إن المعرض المشترك هو فرصة لخلق هذا النوع من الحوار إضافة لكونه فرصة لالتقاء مختلف الأساليب الفنية ما يساهم في إثراء تجربة الفنان والجمهور على حد سواء.

ولاستمرار حضارتنا السورية العريقة أكد نزهان أنه يجب على الفنان التشكيلي أن يحاكي ويرسم مفردات بيئته ويعيد صياغة رموزها بطريقة جديدة لضمان استمرارها وهذا ما تجلى في أعماله فقدم أربع لوحات موضوعها مفردات من بيئة محافظة دير الزور.

أما الفنان التشكيلي بشير بدوي من مدينة حلب فشارك بلوحة من الحجم الكبير زيتية مرسومة على القماش موضوعها مستوحى من الرقص والموسيقى بأسلوب واقعي وتعبيري يرصد حركة ومشاعر الانسان الداخلية.

وشاركت الفنانة التشكيلية رنا عثمان بأربعة لوحات عاكسة رؤيتها فيها بأن الخير هو غالب على الشر.

أما النحات فارتيكس برصوميان المشارك بمنحوتتين قال: “لا يمكن أن يعبر الفنان عن المنحوتات بالكلمات فعمله الفني هو أكبر معبر عنها وعن رسالته التي يحاول أن يقدمها من خلال أعماله”.

يذكر أن معرض باريوتا مستمر لغاية الـ 26 من أيلول في غاليري زوايا في دمشق، والفنانين المشاركين هم: بشير بدوي، جان حنا، جمعة نزهان، رنا عثمان، غسان عكل، فارتيكس برصوميان، نعمت بدوي، نهى جبارة، هوري سالكوجيان.

مريم حجير

متابعة أخبار سانا

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الفنان التشکیلی من مدینة

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يناقش "تأثير ثقافة المهرجانات على الفن والإبداع"

 


استضافت قاعة المؤسسات، اليوم، ندوة بعنوان "تأثير ثقافة المهرجانات على الفن والإبداع"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، أدارها الدكتور وليد شوشة، عميد المعهد العالي للنقد الفني - فرع الإسكندرية.

افتتح الدكتور وليد شوشة كلمته مؤكدًا أن كلمة "المهرجانات" ليس لها أصل لغوي في أي لغة في العالم، لكنها تشير إلى احتفالية كبرى، استحدثها أصحاب هذه المهرجانات، وليس لها مقابل في لغات كثيرة.

وقال الدكتور وليد شوشة إن المهرجانات أسلوب غنائي كوّنه مجموعة من الشباب من المناطق العشوائية ومارسوه بعشوائية، مشيرًا إلى أن المهرجانات استطاعت أن تخلق لنفسها حركة خاصة بها تُسمى "تعقيب على الموسيقى"، تُمارس بشكل ارتجالي غير مدروس، حيث قاموا بتركيب عدد كبير من الرقصات على مستوى محافظات عديدة.

وأوضح أن الحربين العالميتين غيرتا وجه العالم وخريطته وعقله ومزاجه، وحتى دينه، فكل الثقافات تغيرت، وكشف ذلك عن الوجه القبيح في العالم، مما يستوجب تغييرًا في التفكير. فخلال مئة عام، تغيرت أشكال الفن وأنواع الموسيقى، مثل الجاز والريغي والروك آند رول وعشرات الأشكال الأخرى. وفي ظل التكنولوجيا، خُلق عالم جديد موازٍ، واختلف كل شيء.

وأكد أن أصحاب المهرجانات هم أبناء زمانهم وبيئتهم، فقد اختزلوا كل ظروفهم ووظفوها وأخرجوها في صورتهم، فالأصل في الفن والإبداع هو الحرية. حتى السينما مرت بمراحل مختلفة أسهمت في تقدمها ورقيها، فالتغيير أساس التطور. فسيد درويش غنّى لفئات كثيرة، منها أصحاب الكيف، وحتى أم كلثوم تحدثت عن "الكأس"، لكن بأسلوب غير مبتذل. ومن الطبيعي أن يختلف أسلوبنا من شخص لآخر.

من جانبها، قالت الدكتورة سحر هلالي، عضو لجنة فنون الباليه والموسيقى بالمجلس الأعلى للثقافة، والأستاذ المساعد بقسم تصميم وإخراج الباليه بالمعهد العالي للباليه: "استوقفتني الموسيقى والغناء والحركة التي تحويها المهرجانات، لكنها نابعة منا، فهي هجين حركي لعصر التكنولوجيا. فهذا الجيل متأثر بهجين ناتج عن مايكل جاكسون، والهيب هوب، والأكروبات، التي تحوي هجينا عصبيًا حركيًا، استخدمه هؤلاء الشباب للتعبير عن أنفسهم، ليقولوا: هذا هو رقص هذه الحقبة".

وأضافت: "في ظل حركة التكنولوجيا وعصر الإنترنت، أصبح جميع الشباب على مستوى العالم متأثرين ببعضهم البعض".

وأوضحت أن فن الباليه الراقي قد يتبنى هذه المهرجانات بشكل أو بآخر، فكلها فنون نعبر عنها، لكن بشكل راقٍ لننقل فكرة أو حالة نفسية معينة. لذا، يجب ألا نرفضها، بل نفهمها، فهي حركة عامة معاصرة تتماشى مع مقتضيات العصر الجديد والرقمنة، وقد دخلت على جميع الفنون. وهي تعبر بمنتهى الفطرة عن آلامه، ومشاكله، وحبه، والمرحلة التي يعيشها الآن. ورغم أنها نابعة من بيئات عشوائية، إلا أنها نابعة من الإنسان وتعبر عن حياته، وهو نفس هدف الفن في التعبير عن مشاعرنا ونفوسنا".

واستطردت قائلة: "أرى أنه لا بد من إدخال جزء من هذه الفنون الهجينة على فنوننا الراقية، لا سيما أننا في عصر السرعة، فمفهوم الانتظار اختلف، والجميع بلمسة شاشة يريد معرفة الخبر".

وأكدت أن هناك طبقة من الشباب ليست منسية، لكننا نتجاهلها ونتظاهر بأننا لا نراها، وهي صرخة فنية لجيل من الشباب في جميع أنحاء العالم.

وأوضحت أن تأليف الأغنية أصبح يتم في جلسة واحدة، رغم أنه ليس شعرًا، بل مجرد كلام عادي يعبر عن حالة حقيقية.

وشددت على أن التعددية مطلوبة في الحياة، فالمهرجانات لا تلغي الفن الكلاسيكي، كما أن الأعمال الخالدة تبقى، ولم نوقف عالم التأليف الموسيقي أو التأليف الحركي.

ولفتت إلى أن حتى كلمات المهرجانات تعبر عن لغة وطريقة حديث صاحبها ووسطه الاجتماعي والاقتصادي، وعلينا تقبلهم واستيعابهم ودمجهم في الفن، فالمهرجانات هي التطور الحقيقي المنطقي للفلكلور الشعبي.

وبدوره، قال الدكتور محمد سعد باشا، قائد أوركسترا القاهرة السيمفوني، إن المهرجانات هي ظاهرة تعبر عن بيئة معينة وفكر معين، وتحمل صدق العمل الذي يقوم به صاحبها.

وأضاف: "موسيقى الراب، على سبيل المثال، قد لا يعرف مؤدوها الغناء، لكنه يخرج ما تحويه نفسه بصدق وشفافية، والصدق هو سمة الفنون الشعبية، فهي تعبير عن الواقع. والقاعدة في الفن أنه ليس له قاعدة، فالفن الحقيقي هو الصادق والمعبر. والمهرجانات لها صفة العالمية، التي تعد أيضًا سمة من سمات الفن".

واستشهد الدكتور محمد سعد باشا بأن الحرب العالمية الأولى غيرت من خصائص الفن، حيث اختلطت الثقافات والفنون وتداخلت، كما أن دخول الكهرباء في زمن معين أحدث تغييرات جذرية في تعبير الناس عن أنفسهم بالفن، وأي اتجاه جديد يقابل بالرفض في بدايته.

وأضاف: "نجحت المهرجانات لأنها نابعة من شعوبنا، ونجح حميد الشاعري نجاحًا باهرًا وأحدث نقلة في فن عصره، رغم أنه لم يكن شاعرًا ولا يلتزم بالقواعد الموسيقية التقليدية، لكنه نجح لأن العمل الصادق هو الذي ينجح، فالناجح هو الصادق".

مقالات مشابهة

  • فنانة تشكيلية تقدم تجربتها الفنية عبر 30 عملاً في معرض خاص .. فيديو
  • انطلاق ملتقى “قل لا من أجل مستقبلنا” بمحافظة القريات
  • الهيئة العامة للتطوير الدفاعي تُنظم النسخة الثانية من ملتقى “جسر”
  • «قصور الثقافة» تطلق “ملتقى كوكب الشرق” للموسيقى والغناء
  • "قضايا الفن التشكيلي المصري" .. مائدة مستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • “الخدمات الطبية بالداخلية” تختتم ملتقى “ننجز لنتميز” في الرياض
  • "قضايا الفن التشكيلي المصري" مائدة مستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • معرض الكتاب يناقش "تأثير ثقافة المهرجانات على الفن والإبداع"
  • ملتقى مصيرة الشتوي قدم أنشطة متنوعة وأجواء استثنائية
  • عروض فنية متنوعة تضيء مسارح بلازا 1 و 2 بمعرض الكتاب