لجريدة عمان:
2025-02-23@00:30:34 GMT

القانون الاسترشادي العربي.. دفاع عن البراءة

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

القانون الاسترشادي العربي.. دفاع عن البراءة

ناقش خبراء وممثلو وزارات العدل والجهات المعنية في الدول العربية مشروع القانون العربي الاسترشادي لحماية الأطفال من التجنيد في النزاعات المسلحة. وهذه الخطوة رغم تأخرها فإنها تعد خطوة مهمة في سياق حماية الطفولة.

لقد شهدت المنطقة خلال العقود الماضية الكثير من الصراعات والنزاعات المسلحة لأسباب متعددة سياسية واقتصادية وأيديولوجية استُخدِم الأطفال فيها بشكل مرعب.

إن الأطفال هم مستقبل الأمم والشعوب، إن براءتهم وآمالهم وأحلامهم تشكل الأساس الذي تطمح المجتمعات إليه لبناء غد أفضل. ومن المفارقات المثيرة للقلق أن يتم استغلال هذه البراءة الرقيقة في العديد من المناطق وجرّ الأطفال إلى قلب الصراعات المسلحة والحروب.

إن المناقشات التي أجرتها جامعة الدول العربية أمس بشأن مشروع القانون الاسترشادي العربي لحماية الأطفال من التجنيد في الصراعات المسلحة تمثل خطوة بالغة الأهمية إلى الأمام في وقت بات فيه إصدار قانون استرشادي أمرا في غاية الأهمية.

لا يشكل تجنيد الأطفال في الصراعات المسلحة مجرد انتهاك جسيم لحقوق الإنسان؛ بل إنه سرقة للطفولة ووأْد للمستقبل. وبدلا من التعلم والبناء، يُجبر الأطفال على القيام بأدوار الجنود في صراعات طائفية وفئوية لا طائل منها أبدا. وخلال تلك الصراعات تخضع عقول الأطفال الغضّة للتلقين العقائدي، غالبا تحت ستار الأيديولوجية أو الانتقام.. ويمكن أن تكون للصدمات الجسدية والنفسية والعاطفية التي يتعرضون لها تداعيات مدى الحياة، بعد فترة طويلة من صمت الأسلحة.

علاوة على ذلك، فإن استخدام الأطفال في الصراعات يؤدي إلى إدامة دورات العنف؛ فالطفل الذي لم يعرف سوى الحرب، والذي اعتاد على رؤية العنف كحلٍ وحيد، يمكن أن يجد صعوبة في إعادة الاندماج في مجتمعات ما بعد الصراع، ما يؤدي إلى اضطرابات بين الأجيال، حيث تزرع ندوب حرب ما بذور حرب أخرى.

ومن شأن القانون الاسترشادي، كما اقترحته جامعة الدول العربية، أن يخدم أغراضا متعددة. أولا، من شأنه أن يشكل سابقة قانونية واضحة، تجعل، بشكل لا لبس فيه، تجنيد الأطفال واستخدامهم في الصراعات أمرا غير مقبول. ومن شأن هذا الأساس القانوني أن يوفر الإطار اللازم للدول الأعضاء لسن التشريعات الوطنية، وضمان مواجهة المخالفين لعواقب صارمة.

ثانيا، سيكون مثل هذا القانون بمثابة بيان أخلاقي قوي. ومن خلال اتخاذ موقف موحد، سترسل الدول العربية رسالة واضحة إلى العالم: مستقبل أطفالنا غير قابل للتفاوض. إن سلامتهم ورفاهتهم تتجاوز النزاعات السياسية والأيديولوجية والإقليمية.

ومن شأن القانون تمهيد الطريق لتدابير إعادة التأهيل. إن الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى نحو معالجتها، ومع وجود قانون توجيهي، يمكن تعبئة الموارد لإنقاذ الأطفال المتضررين وإعادة تأهيلهم وإدماجهم، ما يمنحهم فرصة لاستعادة طفولتهم المسروقة.

إن إنفاذ مثل هذا القانون في دول متنوعة ذات حقائق أرضية مختلفة سيتطلب التصميم والموارد والجهود التعاونية، لكن المخاطر لا يمكن أن تكون أعلى حيث إن الأمر يتعلق بالدفاع عن الفئات الأكثر ضعفًا بيننا، والحفاظ على حرمة الطفولة، وضمان مستقبل سلمي ومزدهر في العالم العربي. وفي هذا المسعى، لا تمثل جامعة الدول العربية الدول الأعضاء فيها فحسب؛ إنه يمثل الأمل والعدالة وروح الإنسانية التي لا تتزعزع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدول العربیة فی الصراعات

إقرأ أيضاً:

إطلاق سياسة إلزامية تعليم اللغة العربية في مرحلة الطفولة المبكرة

دبي (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة «صناع الأمل».. قصص إنسانية وأثر خالد في ذاكرة ملايين البشر «آيدكس» و«نافدكس» يَعِدان بحجم أكبر وأكثر تأثيراً في 2027

أطلقت هيئة المعرفة والتنمية البشرية «سياسة إلزامية تعليم اللغة العربية في مرحلة الطفولة المبكرة» ضمن مبادرة «لغة الضاد» باستراتيجية التعليم 2033، والرامية إلى تطوير وتعزيز مكانة اللغة العربية وإثراء تجربة تعليمها وتعلُّمها، وإبراز الثقافة والهوية الإماراتية في منظومة التعليم في إمارة دبي، وذلك تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، للارتقاء بتعليم وتعلُّم اللغة العربية وإبراز مكانتها في منظومة التعليم في الإمارة، وتزامناً مع اليوم العالمي للغة الأم. 
وتستهدف السياسة إتاحة الفرص أمام الأطفال لتنمية مهاراتهم في اللغة العربية في سن مبكرة، وتعزيز المواقف الإيجابية تجاه تعلم اللغة العربية من خلال جعلها تجربة ممتعة وجاذبة للأطفال. 
ووفقاً لسياسة تعليم وتعلم اللغة العربية في مرحلة الطفولة المبكرة في دبي، تلتزم جميع مراكز الطفولة المبكرة والمؤسسات التعليمية الخاصة التي تقدم خدمات الرعاية والتعليم بتوفير خدمات وأنشطة تعليم اللغة العربية للأطفال من الولادة حتى سن السادسة، وفق خطة زمنية محددة للتنفيذ، وتستهدف المرحلة الأولى الأطفال من سن 4 إلى 6 سنوات اعتباراً من العام الدراسي القادم 2025 – 2026 للمؤسسات التعليمية التي يبدأ عامها الدراسي في شهر سبتمبر من كل عام، واعتباراً من شهر أبريل 2026 في المدارس الخاصة التي يبدأ عامها الدراسي في أبريل من كل عام، على أن يتم تقييم النتائج بشكل دوري قبل تعميمها لتشمل مراكز الرعاية والتعليم للأطفال من عمر 0 إلى 4 سنوات في مراحل لاحقة خلال السنوات القليلة القادمة.
وقالت فاطمة إبراهيم بالرهيف، المدير التنفيذي لمؤسسة ضمان جودة التعليم في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي: «تهدف استراتيجية التعليم إلى إحداث نقلة نوعية في المنظومة التعليمية من خلال التركيز على الطالب في المقام الأول، وتلبية احتياجاته وتنمية مهاراته في مراحل حياته المختلفة، بدءاً من الطفولة المبكرة وحتى التعليم العالي وما بعده عبر تمكين كل طالب من الحصول على التعليم عالي الجودة، وترسيخ الثقافة والهوية الإماراتية واللغة العربية في المجتمع التعليمي».
وأضافت: «نحرص على ضمان تطبيق جميع المؤسسات التعليمية الخاصة في الإمارة لنهج متوازن يتماشى مع تلبية المتطلبات الوطنية والمناهج التعليمية الدولية المرخصة فيها، ومن ضمنها توفير فرص متكافئة وفاعلة لتعلم مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية والتربية الأخلاقية لجميع الطلبة في دبي».
وتركز السياسة على أهمية توفير العدد الكافي من المعلمين المؤهلين والمُدرَّبين في المؤسسات التعليمية المستهدفة لضمان تدريب الأطفال على مهارات اللغة العربية خلال يومهم الدراسي، مع ضمان أن يكون ثلث الوقت الأسبوعي المخصص لتعليم الأطفال -كحد أدنى- بحضور معلم ناطق بالعربية يشارك بفاعلية في أنشطة يقودها الأطفال أو في أنشطة جماعية أو أنشطة مخصصة لمجموعات صغيرة بقيادة المعلم.

مقالات مشابهة

  • اتعمل له غسيل مخ | محلل: على الدول العربية الحذر من ترامب
  • إعلامي: اليمن ستظل عالقة في الصراعات بينما ينعم العالم بالسلام!
  • إطلاق سياسة إلزامية تعليم اللغة العربية في مرحلة الطفولة المبكرة
  • ماهي أسباب عزل “العراق” عن اجتماع “الناتو العربي” في الرياض؟
  • «البرلمان العربي للطفل» يعزز المهارات الحياتية
  • ردّ حماس على دعوات الجامعة العربية بالخروج من المشهد
  • محلل سياسي: الآن هناك عودة لمفهوم الأمن القومي العربي (فيديو)
  • تقرير: واشنطن تنتظر الخطة العربية في غزة
  • مشاركة مصرية في الدورة الرابعة للبرلمان العربي للطفل بالإمارات
  • عون: لبنان لن يكون منصة للهجوم على الدول العربية الشقيقة