إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

وجد الناجون في مدينة درنة شرق ليببيا الذين جرفت الفيضانات منازلهم الأحد محاصرين بين مطرقة البقاء في المدينة واحتمال إصابتهم بالعدوى وسندان الفرار منها عبر مناطق جرفت الفيضانات ألغاما أرضية إليها. 

وهناك مخاوف من أن يكون آلاف الأشخاص لقوا حتفهم بعد انهيار سدين في مدينة درنة في العاشر من سبتمبر/ أيلول الجاري، مما أدى إلى انهيار مبان سكنية كانت تصطف على جانبي مجرى واد عادة ما يكون جافا بينما كان الناس نياما.

 

وجرفت المياه جثثا كثيرة في اتجاه البحر. 

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألف شخص دفنوا في مقابر جماعية، وحذرت جماعات الإغاثة من هذه الممارسة. وأكدت السلطات الليبية إصابة 150 شخصا بالتسمم بسبب المياه الملوثة في المناطق المتضررة من الفيضانات. 

وقال محمد ونيس التاجوري إنه جاء إلى درنة من بنغازي على الساحل مع زملائه من طلاب الطب للقيام بأعمال التطهير والتعقيم. 

وأضاف "بعد الفيضانات تحدث الأوبئة". ومع شروق شمس  الأحد خفت حدة مشاهد الدمار مع إزالة أكوام الركام ووضعها على جوانب طرق خالية ورفع كميات من المعادن المتشابكة بعضها أجزاء من حطام سيارات. 

وافترش حمد عوض شارعا خاليا وبجانبه زجاجة ماء وأغطية سرير. وقال "أنا باق في منطقتنا في محاولة لتنظيفها والتحقق من المفقودين... الحمد لله الذي رزقنا الصبر". 

 

مراسل فرانس24 في طرابلس متحدثا عن كارثة السيول في درنة 05:02

 

انجراف مناطق بأكملها

جرفت المياه مناطق بأكملها في درنة، التي يقدر عدد سكانها بنحو 120 ألف نسمة على الأقل، أو غطتها بالوحل. 

وأفادت وسائل إعلام رسمية أن ما لا يقل عن 891 بناية دُمرت في المدينة، فيما قال رئيس البلدية إن 20 ألف شخص ربما يكونوا قد لقوا حتفهم جراء هذه الكارثة. 

وقال محمد الناجي بوشرتيلا، وهو موظف حكومي، إن 84 فردا من عائلته في عداد المفقودين.

 وقال ساكن آخر إن الناس في حيرة بشأن ما يجب عليهم فعله بعد ذلك. وقال وصفي، وهو أحد السكان الذي فضل ذكر اسمه الأول فقط، "ما زلنا لا نعرف أي شيء... نسمع شائعات... البعض يحاول طمأنتنا والبعض الآخر يقول إما تغادروا المدينة أو تبقوا هنا. ليس لدينا مياه ولا موارد". 

من جانبه، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن المشردين يعيشون في ملاجئ مؤقتة أو مدارس أو يتكدسون في منازل أقاربهم أو أصدقائهم. 

وأضاف التقرير أن مياه الفيضانات نقلت الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر التي خلفها الصراع على مدار السنوات الماضية، مما يشكل خطرا إضافيا على آلاف النازحين المتنقلين.  

 

اقرأ أيضافيضانات ليبيا: "سمعنا صوت انفجار السد، أطفال ورضع غرقوا".. شهادات مؤلمة عن مشاهد مروعة

 

مساعدات دولية

أرسلت منظمات إغاثة دولية مساعدات طارئة جوا كما قدمت بعض الدول إمدادات ومساعدات أخرى، لكن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قال إن هناك حاجة إلى المزيد.

 وعرضت قناة المسار الليبية لقطات لتجهيز مستشفى ميداني فرنسي. وقال حسن عوض، وهو من سكان درنة، "جاء الناس بالمساعدات من كل مكان، وهذا سهّل علينا الأمر، وشعرنا أننا لسنا وحدنا". وأشار عوض إلى عمود صدئ ممتد بين مبنيين، وقال إن التشبث به هو السبب وراء نجاة أسرته من الفيضان الذي دمر منزلهم وغطى كل شيء بالوحل.

 وأضاف "عثرنا على جثث لجيران وأصدقاء وأحباء، لا أستطيع وصف ما حدث".

 

اقرأ أيضاموفد فرانس24: المستشفى الميداني الفرنسي بدرنة الليبية سيقدم خدمات طبية مستعجلة للمتضررين

 

وعلى الواجهة البحرية، وقفت جرافة لرفع حطام الأثاث والسيارات في محاولة للعثور على ضحايا تحتها. وكانت جرافة أخرى تزيل أنقاضا بينما وقف موظفو إنقاذ على مقربة منها لأداء الصلاة.

وفي البيضاء، وهي منطقة سكنية ساحلية تقع غربي درنة، يعالج مستشفى ضحايا الإعصار من درنة ومن المنطقة ذاتها.

ووضع أطباء حواجز مؤقتة في الشارع للحيلولة دون وصول مياه الفيضانات إلى المبنى بيد أنها وصلت وارتفع منسوبها داخله. وقال مدير المستشفى عبد الرحيم مازق "إثر ذلك على الأجهزة والبنية التحتية للطابق السفلي من المستشفى". 

ووزع متطوعون ملابس وأطعمة في مناطق أخرى من المدينة. وقال محمد شاهين، أحد المشرفين على المبادرة، "ترك الناس منازلهم بدون أي شيء، لم يكن لديهم وقت حتى لأخذ ملابسهم الداخلية". 

وقال متطوع آخر، يدعى عبد النبي، إن الفريق جاء من مدينة العجيلات على بعد نحو 1200 كيلومتر في غرب ليبيا، الذي دخل في صراع متقطع مع الشرق منذ أكثر من عقد. 

وأضاف "يأتي الناس لمساعدة المتضررين". وتعاني ليبيا التي يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة من عدم وجود حكومة مركزية قوية منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي في عام 2011.

وقال محللون إن الكارثة أدت إلى قدر من التنسيق بين الحكومة المدعومة دوليا في طرابلس في الغرب والإدارة المنافسة لها في الشرق، لكن من المرجح أن تعيد جهود إعادة الإعمار الخلافات بين الجانبين.

وقال الدكتور أسامة الفاخري، مدير مكتب وزير الصحة في حكومة الشرق، "عدد القتلى حتى الآن 3252، وجميعهم دفنوا". 

وأضاف أن 86 جثة انتُشلت من تحت الأنقاض وأن عمليات الإغاثة مستمرة. 

وقال الفاخري "لا يوجد رقم محدد بخصوص المفقودين لأن هناك عائلات بأكملها لقيت حتفها ولم يأت أحد للإبلاغ عنها إضافة إلى أن هناك ازدواجية في التسجيل في المستشفيات المختلفة".

 

فرانس24/ رويترز

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: زلزال المغرب فيضانات ليبيا وفاة مهسا أميني ريبورتاج ليبيا كوارث طبيعية عاصفة فيضانات ليبيا

إقرأ أيضاً:

إنفوغراف24| ما الذي نعرفه عن تفجيرات "البيجر" في لبنان؟

قُتل 12 شخصاً على الأقل، وأُصيب نحو 3 آلاف آخرين، جراء تفجيرات متزامنة لأجهزة اتصال لاسلكية "بيجر" يستخدمها عناصر من جماعة حزب الله، بما في ذلك المقاتلون والمسعفون، في لبنان.

متى وأين؟

بدأت انفجارات أجهزة البيجر في حوالي الساعة 3:30 بالتوقيت المحلي، في الضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع بشرق لبنان، وهما من معاقل جماعة حزب الله المسلحة المعادية لإسرائيل.

واستمرت موجة الانفجارات نحو ساعة، وقال شهود وسكان الضاحية الجنوبية إنهم سمعوا الانفجارات حتى الساعة 4:30 بالتوقيت المحلي. ووفقاً لمصادر أمنية ولقطات فيديو، وقعت بعض التفجيرات عقب رنين أجهزة البيجر، مما دفع حامليها إلى الإمساك بها أو تقريبها من وجوههم لتفقد الشاشة.

كيف نجحت إسرائيل في تفخيخ 5 آلاف "بيجر" لضرب حزب الله؟https://t.co/pSMyhYixOE

— 24.ae (@20fourMedia) September 18, 2024 مدى ضخامة الانفجارات

أظهرت مقاطع الفيديو التي تم مراجعتها، أن التفجيرات كانت محدودة النطاق نسبياً. وأظهر مقطعان منفصلان التقطتهما كاميرات مراقبة في متجرين، أن التفجيرات أصابت فيما يبدو الشخص الذي يحمل جهاز البيجر أو القريبين منه.

وأظهر أيضاً مقطع فيديو مصور في مستشفيات وجرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أفراداً بترت أصابعهم أو مصابين بجروح في الوجه، أو عند الخصر حيث يوضع جهاز البيجر عادة. ولم تحدث التفجيرات فيما يبدو أضراراً جسيمة أو تسفر عن نشوب أي حرائق.

نوع الأجهزة المتفجرة

وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر، إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع كمية صغيرة من المتفجرات داخل 5 آلاف جهاز بيجر تايواني الصنع، طلبها حزب الله قبل أشهر.

وذكر المصدر اللبناني أن الجماعة طلبت أجهزة بيجر من صنع شركة "جولد أبوللو" التايوانية، والتي تقول عدة مصادر إنها دخلت البلاد في وقت سابق من هذا العام. وقدم المصدر صورة لجهاز البيجر وهو من طراز (إيه.بي924).

وأظهرت صور لأجهزة بيجر مدمرة، ملصقات في ظهر الأجهزة تتسق مع تلك التي تصنّعها شركة جولد أبوللو ومقرها تايوان. ولم يرد حزب الله بعد على أسئلة حول نوع أجهزة البيجر. وقال مؤسس جولد أبوللو إن "الشركة لم تصنع أجهزة البيجر التي تعرضت للانفجار في لبنان، لكنها من إنتاج شركة في أوروبا لها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية".

وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله، إن "مقاتلي الجماعة يستخدمون أجهزة البيجر لمحاولة تجنب تعقب إسرائيل لمواقعهم"، وقالت 3 مصادر أمنية إن "الأجهزة التي انفجرت كانت أحدث طراز اشتراه حزب الله في الأشهر القليلة الماضية".

سبب الانفجار 

وقالت جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران، إنها تجري تحقيقاً ‏أمنياً وعلمياً في أسباب التفجيرات، وتوعدت إسرائيل بأنها ستنال "القصاص العادل". وتكهنت مصادر دبلوماسية وأمنية بأن سبب التفجيرات ربما يكون انفجار بطاريات الأجهزة نتيجة ارتفاع محتمل في درجة حرارتها.

ولكن آخرين قالوا إن إسرائيل ربما تكون قد اخترقت سلسلة توريد الأجهزة لحزب الله. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر من بينها مسؤولون أمريكيون القول، إن إسرائيل زرعت مواد متفجرة ضمن دفعة جديدة من الأجهزة قبل تصديرها إلى لبنان.

وقال العديد من الخبراء إنهم يشكون في أن البطارية وحدها ستكون كافية لإحداث انفجارات.

      View this post on Instagram      

A post shared by 24.ae (@20fourmedia)

وذكر بول كريستينسن، الخبير في سلامة بطاريات الليثيوم أيون في جامعة نيوكاسل، أن الأضرار الناجمة عن انفجار أجهزة البيجر يبدو أنها لا تتسق مع الحالات السابقة لتلف البطاريات المماثلة. وأضاف "ما نتحدث عنه هو بطارية صغيرة نسبياً، تتحول إلى لهب. لا نتحدث عن تفجير قاتل هنا... حدسي يخبرني بأن هذا غير مرجح".

وقال أوفوديك إيزيكوي أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة تكساس في أوستن، إن سبباً آخر للشك في أن الانفجارات ناجمة عن ارتفاع درجة حرارة البطاريات، هو أن البطارية المشحونة بالكامل هي فقط التي يمكن أن تشتعل فيها النيران أو تنفجر.

وأضاف "عند شحن أقل من 50% ستتولد غازات وأبخرة، لكن لن تحدث حرائق أو انفجارات. ومن المستبعد للغاية أن تكون جميع بطاريات الأجهزة التي انفجرت مشحونة بالكامل".

ووفقاً لكتاب "رايز اند كيل فيرست" الصادر عام 2018، فقد سبق أن زرعت المخابرات الإسرائيلية متفجرات في هواتف شخصية لاستهداف أعداء. كما يمكن لمخترقي الأنظمة الإلكترونية إدخال برمجيات خبيثة في أجهزة شخصية مما يتسبب في ارتفاع درجة حرارتها وانفجارها في بعض الحالات.

الفوضى تضرب صفوف حزب الله بعد تفجيرات "البيجر"https://t.co/UEj9HQiUI1

— 24.ae (@20fourMedia) September 18, 2024 ما تقوله السلطات

وصفت وزارة الخارجية اللبنانية الانفجارات بأنها "هجوم إلكتروني إسرائيلي"، لكنها لم تقدم تفاصيل حول كيفية التوصل إلى هذا الاستنتاج.

وقال وزير الإعلام اللبناني إن "الهجوم اعتداء على سيادة لبنان". وأحجم الجيش الإسرائيلي عن الرد على أسئلة بشأن الانفجارات.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تجمع معلومات وإنها ليست متورطة. وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنه لن يكون هناك تغيير في وضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في أعقاب الانفجارات.

تداعيات الصراع بين إسرائيل وحزب الله

ويرى محللون أن هناك احتمالاً للتصعيد بين إسرائيل وجماعة حزب الله، اللتين تتبادلان إطلاق النار عبر الحدود منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. إلا أن الخبراء أكثر تشككاً، في الوقت الراهن، بشأن احتمال نشوب حرب وشيكة واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله.

وتسعى الولايات المتحدة لمنع اندلاع مثل هذه الحرب وترى أن الطرفين لا يريدانها. وقال ماثيو ليفيت المسؤول الأمريكي السابق ومؤلف كتاب عن حزب الله إن "انفجارات أجهزة الاتصال قد تعطل عمليات الجماعة لبعض الوقت".

وقال جوناثان بانيكوف المسؤول الأمريكي السابق إن "جماعة حزب الله قد تقلل من شأن أكبر فشل لها في مجال مكافحة التجسس منذ عقود، إلا أن التوتر المتزايد قد يؤدي في نهاية المطاف إلى حرب واسعة النطاق إذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية".

مقالات مشابهة

  • ناجلسمان يبحث عن «ألمانيا المثالية» في «مونديال 2026»
  • كروس: موسيالا مصدر سعادة ألمانيا
  • بعد انتقادات الصحافة.. تصريح مفاجئ من كروس عن جمال موسيالا
  • مستشار بن زايد السابق: وجود "البيجر" لدى السفير الإيراني في لبنان الذي فقد إحدى عينيه فضيحة سياسية
  • مناطق فلاحية منكوبة بسبب الفيضانات تطلب عدالة توزيع مشاريع الدعم من قبل وزارة صديقي
  • موند أفريك: حفتر استغل كارثة الفيضانات لتوسيع نفوذه في ليبيا
  • إنفوغراف24| ما الذي نعرفه عن تفجيرات "البيجر" في لبنان؟
  • آذان وأنوف الركاب بدأت تنزف.. لحظات مرعبة داخل طائرة دلتا إيرلاينز
  • كارثة في بورما.. 226 قتيلا و320 ألف نازح بسبب الفيضانات (فيديو)
  • وزير الري: ما حدث بمدينة درنة الليبية درسًا قاسيًا لتأثير التغيرات المناخية