المشهد اليمني:
2025-02-23@04:57:32 GMT

كي لا يكون سلاماً أشبه بسد درنة الليبي

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

كي لا يكون سلاماً أشبه بسد درنة الليبي

الجزئية الثالثة التي كبر بها الحوثي ، وكبرت بها المشكلة ، هي أنه بعد ٧ ابريل ٢٠٢٢ أعيد رسم خارطة المواجهة مع الانقلاب الحوثي على قاعدة كل شيء من أجل السلام .
وفي " كل شيء " هذه تكمن تفاصيل كثيرة يخشى أن تكون قد تغيرت معها معادلة تحقيق السلام بإنهاء الانقلاب ، إلى تحقيق السلام بشروط الانقلاب .
وإذا ما سارت هذا العملية في هذا المسار ، بعد كل ما قُدم للحوثيين من تنازلات ، فلا بد أن يكون السؤال : لماذا حاربنا وقدّم اليمنيون والأشقاء في التحالف كل تلك التضحيات الضخمة ، سؤالاً مبرراً .


-فتحت المطارات وأعطي الحوثي حق اصدار الجوازات وهو حق سيادي ، وكان ذلك من أجل السلام .
-فتحت الموانئ وأقدم الحوثي على الزام التجار باستخدام الموانئ التي تقع تحت سيطرته ومعاقبة كل من يستخدم ميناء عدن ، وصمت الجميع من أجل السلام .
-استمر في نهب موارد البلاد رافضاً الاسهام بدفع رواتب الموظفين العموميين وفقاً لاتفاقات سابقة ، وتم استرضاؤه بوضع بدائل أخرى رفضها جميعاً ، ولا يزال البحث جارياً بما يرضيه ، وذلك من أجل السلام .
-تم تجاهل رفضه تنفيذ التزاماته في الهدنة الأولى والثانية ورفضه الهدنة الثالثة ، من أجل السلام .
-صمتُ المبعوثين الأممين عن جرائم الحوثي ورفضه لكل مبادارت السلام في إحاطاتهم لمجلس الأمن ، كان أيضاً من أجل السلام .
-رفضه التفاوض مع الحكومة الشرعية ، مستفيداً وموظفاً قنوات التفاوض الأخرى التي أبقته حاضراً بقوة في المشهد ، من أجل السلام.
-هدد بضرب موانئ تصدير النفط والسفن الناقلة للنفط ، وقام بذلك بكل جرأة واستهتار ، وصمت الجميع ازاء هذه الجرائم ، من أجل السلام .
-وفي حين اخذت الشرعية تطلق مآذن السلم والسلام ، وترتب حالها بايقاعات سلام "لا مفر منه"، كان الحوثي يهدد ويتوعد ويستعرض مليشياته واسلحته ، ويهاجم في أكثر من جبهة ، الأمر الذي نتج عنه حالة من الاسترخاء هنا ، وحالة من التعبئة هناك ، وعبرت الحالتان عن موقفين متضادين : الأولى تبحث عن السلام بأدوات سياسية تم اختبارها في أكثر من تجربة وفشلت ، والثانية : ترى أن التمسك بالحرب خياره الوحيد في حماية نفسه ، وأن مجرد التفكير في السلام إنما يضعضع كيانه الذي لم يتشكل ولن يبقى الا بالحرب وأدواته . لم يبحث أحد عن فرص السلام في ظل هذه المقاربات المتناقضة سوى أن هناك من وجد أن الطريق الى ذلك لن يتحقق سوى من خلال مواصلة الضغط على الشرعية باستخدام الأدوات السياسية ، وتقديم التنازلات للحوثي للتخلي عن تمسكه بالحرب ، فكبر الحوثي وصغرت فرص السلام .
-استقبل الحوثي الوفود في صنعاء في مشهد أخذ يسوقه في مناطق سيطرته وعموم اليمن والعالم بأنه انتصر على "العدوان"، والحقيقة أن تلك الزيارات جاءت في غير أوانها تماماً مثلما هو حال الحديث عن سلام بلا محتوى حقيقي يعكس تضحيات اليمنيين والاشقاء في التحالف في مواجهة الانقلاب ، ومَن وراءه ، وأبعاده الخطيرة على المنطقة .
كل هذا والحوثي يكبر داخل ذاته المتشربة بحقه الالهي في الحكم ، وتكبر معه المشكلة ويتعقد الحل ؛
ثم ...
-اصمتْ كي لا تصنف بأنك ضد السلام .
-اصمتْ حتى لا يتكدر صفو السلام ، وتصفو مشاربه .
-اصمتْ فالبند السابع يحيط بك من كل اتجاه ، تاركاً للحوثي مزيداً من الوقت للعبث بهذا البلد .
-التناقض الخطير بين الخطاب الذي يحمل مشروع السلام إعلامياً والمتمسك بالمرجعيات الثلاث ، وبين ما يجري على أرض الواقع من استرضاء للحوثي على نحو لا يفهمه إلا بأنه اعتراف بانقلابه ، من خلال سياسة الاسترضاء ، والتنازلات التي تقدم له يومياً ، وتجعله يتمسك بموقفه من أن السلام لن يكون سوى الاعتراف بانقلابه وأنه لن يقبل بذلك بديلا ، عدا ربما بعض التعديلات التي لا تغير من المعادلة كثيراً ، وهو ما يصبح معه السلام ، فيما لو تم على هذا الاساس ، أشبه بسد درنة الذي بني لحماية المدينة لكنه أغرقها في مياهه وطميه .
ثقتنا عاليه أن خيار "الحياة" لهذا البلد العظيم هو الذي سترسو عنده سفينة السلام.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: من أجل السلام

إقرأ أيضاً:

توثيق 835 قتيلاً و586 مصاباً بألغام «الحوثي» في الحديدة

عدن (الاتحاد)

أخبار ذات صلة اليمن.. مقتل وإصابة 9 حوثيين بمواجهات مع الجيش في الجوف المجلس الأوروبي يمدد عملية «أسبيدس» في البحر الأحمر

سجلت محافظة الحديدة، ثاني أعلى حصيلة من القتلى جراء الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي، بواقع 835 قتيلاً منذ بدء الانقلاب، وفقًا لإحصائيات حديثة. 
كما أصيب 586 شخصاً، ما يجعل الحديدة واحدة من أكثر المحافظات تضرراً من هذا التهديد.
وأوضح وزير الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمني، أحمد عرمان، أن إجمالي ضحايا الألغام الحوثية في مختلف المحافظات اليمنية حتى نهاية عام 2024 بلغ 4501 قتيل و5083 مصاباً، في كارثة إنسانية مستمرة تهدد حياة المدنيين.
وتصدرت محافظة تعز قائمة الضحايا بـ 964 قتيلاً، تليها الحديدة، ثم الجوف بـ 505 قتلى، والبيضاء بـ 409 قتلى، فيما جاءت مأرب خامساً بـ 400 قتيل. 
أما على مستوى المصابين، فقد احتلت تعز المرتبة الأولى بـ 1321 مصاباً، تليها الجوف بـ 813 مصاباً، ثم مأرب بـ 778 مصاباً، والحديدة بـ 586 مصاباً، بينما حلت البيضاء خامساً بـ 330 مصاباً.
وفي إطار الجهود المستمرة لمكافحة الألغام، تمكن مشروع «مسام» منذ انطلاقه في يونيو 2018 وحتى منتصف فبراير 2025 من نزع 481776 لغماً وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة من مختلف المناطق اليمنية، ما أسهم في تطهير أكثر من 65 مليون متر مربع من الأراضي، وإنقاذ آلاف الأرواح.

مقالات مشابهة

  • رائدة بالجيش الأميركي: إغلاق قواعدنا في النيجر انتكاسة إستراتيجية
  • محلية حجة تستنكر ممارسات الحوثي بإشعال الفتنة بين قبيلتين
  • شرعنة الانقلاب و تأثيرها على الديموقراطية (1/2)
  • رمضـان علـى الأبـواب.. فمـا أشبـه اليـوم بالبارحـة!
  • توثيق 835 قتيلاً و586 مصاباً بألغام «الحوثي» في الحديدة
  • العليمي: معركة اليمن ضد الحوثيين مستمرة حتى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب
  • الصدام قادم لامحالة : ترامب يتخذ اول قرار عسكري ضد الحوثي
  • انطلاق منتدى الأعمال الليبي الإيطالي في روما
  • ما الذي دار بين السيسي ورئيس الكونغرس اليهودي العالمي؟.. يديعوت تكشف
  • «محفظة ليبيا إفريقيا للاستثمار» تمنح الأولوية للمشروعات الموجهة نحو الداخل الليبي