الأسبوع:
2024-12-16@13:51:57 GMT

الزواج.. "مرتان"

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

الزواج.. 'مرتان'

كانت طفلة صغيرة لم يتعد عمرها الخامسة عشرة، عندما قرر أبواها تزويجها لابن عمتها الذى لم يتجاوز عمره هو الآخر الثامنة عشرة، ولأن الفتاة لم تكن قد أكملت السن القانونية، فقد تم الزواج بالطريقة المتعارف عليها فى القرى والنجوع بكتابة عقد زواج غير رسمي مع توقيع العريس على شيك بمبلغ مالى يلزمه بتوثيق الزواج بعد إكمال العروس السن القانونية.

هكذا تم الزواج الذى لم يكد يمضي عليه عدة أشهر قبل أن تدب الخلافات بين العروس وزوجها ووالدته، تصاعدت المشكلات بشكل كبير فتركت الزوجة بيتها ولجأت إلى منزل والدها، تدخل الأقارب بكل ما يملكون من قوة تأثير على الطرفين، ولكنهم لم ينجحوا فى التوفيق بينهما، طالب أهلها أهل الزوج برد حقوق ابنتهم فلم يفعلوا، حتى شبكتها من المشغولات الذهبية كانوا قد انتزعوها منها قبل أن تغادر إلى بيت أبيها.

لم تقف المصائب عند هذا الحد، ولكن الزوجة التى كانت تحمل فى أحشائها جنينا وضعته، ولكنها لم تستطع قيده بالسجلات الرسمية، بعد أن رفض الزوج ذلك، ترجي الوالد أخته التى هى حماة ابنته فلم تستجب على الاطلاق وبلغ العنت بها أن قالت لهم "روحوا اثبتوا أن ابني كان متجوز بنتكم" وإزاء هذا المأزق تفتق ذهن والد الزوجة عن تسجيل المولود باسمه، خوفا من رفع قضية إثبات نسب وبالتالي تعرضه للعقوبة باعتباره وافق على زواج قاصر ليصبح بذلك المولود أخا لوالدته في السجلات الرسمية.

ومن دون التيقن من أن الزوج قد طلق الزوجة أم لا، تزوجت من رجل آخر بينما طفلها ظل مع جده ليباشر تربيته، هذه تفاصيل قصة حقيقية روتها لى إحدى قريبات الزوجة، وهى القصة التى ما زالت تتكرر تفاصيلها مع أناس آخرين دون توقف بالرغم من كل التشريعات التى تعاقب وتُجرِّم تزويج القاصرات.

توجهنا بتفاصيل هذه الحالة إلى فضيلة الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الذى أجاب عليه عبر البرنامج الديني "أفيدونا" والذى يقدمه الإذاعي حازم البهواشي على هواء راديو مصر يوم الجمعة من كل أسبوع، فقال إن هذه أخطاء مركبة من كل اتجاه، فنحن دائما نطالب بعدم تزويج البنت قبل 18 سنة، ومن ثم توثيق الزواج، لأننا لا نضمن ضمائر الناس الميتة، فهذا الزوج ضميره ميت، لأنه تنصل من طفله، مع أن الزواج تم إشهاره بين الناس، وكان على والد الزوجة تسجيل الطفل باسم والده، فهناك الكثير من الوسائل التى تثبت النسب بدون وجود عقد زواج مسجل، وعليه أن يصحح هذا الخطأ حتى لو ترتب عليه عقوبة، لأن ذلك يتسبب فى تداخل الأنساب ويترتب عليه مشكلات فى المواريث.

وطبقا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فإن هناك 118 ألف حالة زواج سنويا لقاصرات، وهى مشكلة تحتاج إلى زيادة الوعي بخطورة الظاهرة، التى لم تفلح كل العقوبات المقررة فى الحد منها.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

تامر أفندي يكتب: نجم البشرية يأفل.. تاريخ بلحية وعالم جديد بلا أثر ولا آثار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لما خلق الله آدم كانت محاجاة الملائكة فى قوله تعالى: "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء"، وكانت كلمات الملائكة مبنية على ما شاهدوه من خلق قبل بنى الإنسان، ومن ثم سينتهج البشر نهج من قبلهم، وهنا كان التكليف الإلهى فى جعل الإنسان خليفة يحمل أمانة الإعمار، وتحقق ذلك عبر قرون عاشتها البشرية ووصل الإنسان إلى أسرار الكون واستطاع فك شفراته فأنشأ حضارات وتقدم فى شتى صنوف العلم بعدما كان بدائيًا يحيا حياة الغابات. 

لكن ما لبث ذلك الإنسان إلا وانقلب على عقبيه وبات يدمر ما بناه من حضارات ويمحى ما تركه من أثر وأثار ليضل من بعده قلا يجد أثرًا يقتفيه ولا آثارًا يهتدى بها لعلم من سبقه فيبنى عليه علومه مستقبله.

فهل بدأ نجم البشرية فى الأفول وأصبح الإنسان عدو نفسه؟

غريبة بعض الشئ تلك المعضلة إذ كيف للعقل الذى بنى أن يهدم إلا إذا تم العبث بثوابته وبات العقل بلا عقل، ففى مناقشة على صفحات التواصل الاجتماعى بين بعضًا من بنى البشر عن ضرورة الحفاظ على آثار سوريا وعدم تعرضها لما آلت إليه الأمور من قبل فى العراق، كانت التعليقات تؤكد أننا على مقربة من الطوفان وأن أفول البشرية قادم لا محالة، فقد كتب أحدهم يقول: "إن ما تدعونه آثارًا ما هى إلا أصنامًا لم تستفد منها البشرية فى شئ وإلا لكان الخليل ترك تلك الأصنام فى معبد النمرود وقال إنما هى آثار".. لم تقف "شطحات رواد فضاء "الفيس" عند هذا الحد لكن زاد أحدهم كما نقول "الطين بلة" وقال: "نحن ننتهج نهج النبى فى فتح مكة، فنهدم اللات والعزى".. هنا قد وصلنا.. لم نكتف بهدم الآثار بل حرفنا حتى الدين على هوانا.

من الممكن استيعاب فكرة أن العالم الجديد يُقدم على فكرة طمس معالم الحضارات القديمة أو السرقة منها لنسب علمها إليه أو لإدعاء أن دوله ذات جينات تاريخية، كما يفعل الأمريكان فى الكثير من الدول وكما يفعل غيرهما من البلاد المُسجلة حديثًا فى قسائم الميلاد التاريخية، لكن أن يحرق الابن شهادة نسبه لكى لا يتصل بالماضى فهذا الأمر يحتاج إلى تحليل.. وحدها "مصر" التى تعى وتقدر قيمة آثارها وتنوعها وإن كنا لم نستفد علميًا بهذا الزخم على القدر الذى استفدنا به مكانة سياحية وترويجية وهذا لا يجعلنا نغفل أن هناك بعض العبث بتلك الآثار لكنها تصرفات فردية لا تصل إلى وصفها "تدمير".

والتدمير لا تصنعه فقط الحروب بل إنه يبدأ من تجريف العقول.. ومن ثم فالنتيجة واحدة سواء لحرب أو إرهاب أو تشدد دينى أو جهل.. نهاية واحدة وهى تلاشى أمم ومن يسقط من صفحات التاريخ لا يعود ولا يُمكن تذكره.

وإذ نناشد أنفسنا والشعوب بحماية آثارهم ومعرفة قيمتها التاريخية ولست أجد هنا أبلغ مما قاله كارستن نيبور، إذ يقول: "من يعيد الأشياء المطمورة إلى الوجود ينعم وكأنه خَلَق"، هذا عن إعادة إكتشافها فما بالك بمن صنع تلك الحضارات؟!.

قبل ٧ سنوات صدر كتاب مُهم للدكتور خالد عزب، بعنوان «الآثار... شفرة الماضي... اللغز والحل»، وفيه يقدم تأريخًا لعلم الآثار وارتباطه بصناعة التاريخ البشري، مبينًا فى مقدمته أن هذا العلم يهدف إلى الحفاظ على المكتشفات التى تعود إلى الماضى السحيق، وكذلك الماضى القريب بالكشف عنها وحفظها، لكن حدوده لا تقف عند ذلك، بل تتجاوزه إلى محاولة فهم المعرفة الإنسانية وتطورها، فالمواد التى يعثر عليها علماء الآثار لا تخبرنا بمفردها بكل شيء، وعالم الآثار يضع افتراضات وتساؤلات ليصل إلى رؤية لما تم الكشف عنه؟

من هنا تأتى الإثارة الناتجة من هذا العلم... كيف كنا؟ وكيف أصبحنا؟ بين هذين التساؤلين مساحة واسعة، سواء من حيث الزمن، أو المعرفة، أو التطور الذى عرفته الإنسانية، ويكمن دور علم الآثار فى سد الفجوة بين التساؤلين السابقين، ليس هذا فحسب بل إن علماء الآثار من خلال قراءتهم للنقوش وعثورهم على قطع أثرية وحفريات بوسعهم أن يدلوا بدلوهم حيال العديد من الروايات الدينية التاريخية التى يرددها الناس باعتبارها حقائق لا تقبل النقد ولا النقض، ولا يصبح من المستساغ أن تظل هذه الروايات متداولة رغم أن الأثريين برهنوا على عدم صحتها، أو على الأقل هزوا ثباتها، أو على الأقل جعلوها موضع مساءلة أمام أفهام المعاصرين.

فى النهاية يا عزيزى ما تهدمه ليس حجرًا ولكنه جزء منك ومن البشرية.. أثرك الذى بدونه لن يكون لك مستقبلك.. خطوات أجدادك التى إن محوتها لن يكون لك نسبًا ولا وزنًا.. فأوراق الشجر لا تنبت بدون جذع.. إنها بقايا مدن اندثرت كانت فيها حضارات وشعوب وأشخاص، كل معلم من المعالم الأثرية يفتح نافذة على حقبة تاريخية انقضت ويفتح نافذة لحقبة تاريخية تبدأ.. فلا غدٍ بدون أمس يا أيها "اليوم".

مقالات مشابهة

  • محكمة الأسرة ترفض إثبات زواج عرفى بين مصرية وأجنبي.. اعرف السبب
  • سيدة تلاحق مطلقها لسداد نفقة متعة بعد تطليقها غيابيا
  • حل لغز جـ.ـثة شقة الهرم.. الزوجة وعشيقها وراء مقــ.ـتل الزوج
  • «الكراسة» فين؟!!!
  • «الكراسة» فين؟!!!
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • زوجة بمحكمة الأسرة: طلبت الطلاق بعد تخلى زوجى عنى وبعت منقولاتى للعلاج
  • تامر أفندي يكتب: نجم البشرية يأفل.. تاريخ بلحية وعالم جديد بلا أثر ولا آثار
  • الخطوط الحمراء
  • الجلالى- الجولانى..المشهد المؤلم فى سوريا!