الأسبوع:
2025-04-17@11:12:20 GMT

الزواج.. "مرتان"

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

الزواج.. 'مرتان'

كانت طفلة صغيرة لم يتعد عمرها الخامسة عشرة، عندما قرر أبواها تزويجها لابن عمتها الذى لم يتجاوز عمره هو الآخر الثامنة عشرة، ولأن الفتاة لم تكن قد أكملت السن القانونية، فقد تم الزواج بالطريقة المتعارف عليها فى القرى والنجوع بكتابة عقد زواج غير رسمي مع توقيع العريس على شيك بمبلغ مالى يلزمه بتوثيق الزواج بعد إكمال العروس السن القانونية.

هكذا تم الزواج الذى لم يكد يمضي عليه عدة أشهر قبل أن تدب الخلافات بين العروس وزوجها ووالدته، تصاعدت المشكلات بشكل كبير فتركت الزوجة بيتها ولجأت إلى منزل والدها، تدخل الأقارب بكل ما يملكون من قوة تأثير على الطرفين، ولكنهم لم ينجحوا فى التوفيق بينهما، طالب أهلها أهل الزوج برد حقوق ابنتهم فلم يفعلوا، حتى شبكتها من المشغولات الذهبية كانوا قد انتزعوها منها قبل أن تغادر إلى بيت أبيها.

لم تقف المصائب عند هذا الحد، ولكن الزوجة التى كانت تحمل فى أحشائها جنينا وضعته، ولكنها لم تستطع قيده بالسجلات الرسمية، بعد أن رفض الزوج ذلك، ترجي الوالد أخته التى هى حماة ابنته فلم تستجب على الاطلاق وبلغ العنت بها أن قالت لهم "روحوا اثبتوا أن ابني كان متجوز بنتكم" وإزاء هذا المأزق تفتق ذهن والد الزوجة عن تسجيل المولود باسمه، خوفا من رفع قضية إثبات نسب وبالتالي تعرضه للعقوبة باعتباره وافق على زواج قاصر ليصبح بذلك المولود أخا لوالدته في السجلات الرسمية.

ومن دون التيقن من أن الزوج قد طلق الزوجة أم لا، تزوجت من رجل آخر بينما طفلها ظل مع جده ليباشر تربيته، هذه تفاصيل قصة حقيقية روتها لى إحدى قريبات الزوجة، وهى القصة التى ما زالت تتكرر تفاصيلها مع أناس آخرين دون توقف بالرغم من كل التشريعات التى تعاقب وتُجرِّم تزويج القاصرات.

توجهنا بتفاصيل هذه الحالة إلى فضيلة الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الذى أجاب عليه عبر البرنامج الديني "أفيدونا" والذى يقدمه الإذاعي حازم البهواشي على هواء راديو مصر يوم الجمعة من كل أسبوع، فقال إن هذه أخطاء مركبة من كل اتجاه، فنحن دائما نطالب بعدم تزويج البنت قبل 18 سنة، ومن ثم توثيق الزواج، لأننا لا نضمن ضمائر الناس الميتة، فهذا الزوج ضميره ميت، لأنه تنصل من طفله، مع أن الزواج تم إشهاره بين الناس، وكان على والد الزوجة تسجيل الطفل باسم والده، فهناك الكثير من الوسائل التى تثبت النسب بدون وجود عقد زواج مسجل، وعليه أن يصحح هذا الخطأ حتى لو ترتب عليه عقوبة، لأن ذلك يتسبب فى تداخل الأنساب ويترتب عليه مشكلات فى المواريث.

وطبقا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فإن هناك 118 ألف حالة زواج سنويا لقاصرات، وهى مشكلة تحتاج إلى زيادة الوعي بخطورة الظاهرة، التى لم تفلح كل العقوبات المقررة فى الحد منها.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الفاشر.. او على السودان السلام

حينما التقيت الرئيس الاريتري أسياس افورقي فى يناير المنصرم ضمن مجموعة من زملائي الاعلاميين السودانيين باسمرا ، لاحظت انه كان كثير التركيز على “معركة الفاشر”، مع استيعاب متقدم لطبيعة الحرب ، فهي عند افورقي نزاع اقليمي يستهدف السودان، وينبغي التعامل معه بالجدية اللازمة وليست مجرد تمرد على الجيش، افورقي كان يحذرنا برؤية الجنرال الافريقي العظيم من ان الدولة السودانية تواجه تحدي البقاء او الفناء وان التصدي لهذا الخطر يبدا من بوابة دارفور..

كان هذا الحديث قبل 3 اشهر ، وقبل ان يصل الهجوم على فاشر السلطان الى الرقم 202 امس ، فالرجل وبخبرة المعارك الكبيرة سبق الجميع وهو يؤكد ان الفاشر هي بوابة اجتياح السودان وان الحرب تبدا من هناك رغم مظاهر الفوضوية والدمار فى الخرطوم والجزيرة وسنار ومناطق اخرى.

اذكر يومها ان الرئيس الاريتري قال كلاما كثيرا لم يخرج للناس لان “المجالس امانات ” ولكنا استشعرنا جدية طرحه ورؤيته حينما هدد بان بلاده لن تقف مكتوفة الايدي اذا اقتربت الحرب من 4 ولايات حدودية وهي ( القضارف، وكسلا، والبحر الاحمر، والنيل الازرق).

فى كل يوم تتأكد رؤية افورقي مع اصرار التامر اقليمي على تمكين مليشيا الدعم السريع من الفاشر، التى مازالت صامدة بعد الهجوم ( 202) ، كل السودان وليست الشمالية ونهر النيل فقط مثلما هدد المتمرد عبدالرحيم دقلو سيكون هدفا سهلا للجنجويد وكفلائهم اذا ما قدر لهم الوصول الى الفاشر .

وازاء هذا الخطر الماثل والمستمر والمعلوم تتمدد كثير من الاسئلة ، وابرزها ما الذى يؤجل فك حصار الفاشر؟! ، ولماذا لانلمس حتى الان استراتيجية عسكرية كبيرة لانجاز هذا الامر على النحو الذى يخرج المدينة من مربع الدفاع عن اسوارها الى مرحلة كنس الجنجويد ومهاجمتهم بضراوة وانهاء خطر وجودهم المهدد للفاشر البوابة التى يسعى عبرها ال دقلو للعودة الى واجهة الاحداث من جديد.

بالامس نفذت المليشيا مجزرة جديدة فى الفاشر وهي تهاجم معسكر ابو شوك للنازحين وتقتل مئة نفس بريئة بينها اطفال طلاب خلاوي ونساء وعجزة، حتى طواقم المنظمات الاجنبية جميعهم حصدتهم المدافع بلا رحمة ، بينما كان بواسل الفرقة السادسة والقوات المشتركة والمستنفرين من ابناء المدينة يصدون هجوما شرسا ، فاقم من الازمة الانسانية وقدم دليلا جديدا على عظمة انسان الفاشر وهو يفدي السودان ويفشل مؤامرات الجنجويد ببسالة وفدائية سيوثقها التاريخ..

ولكن هل يكفي ان نجعلهم يموتون كل يوم على اسوار المدينة ، ونكتفي بكلمات الاشادة، والاحتفاء بقصص البطولات لتى ظل يسطرها شباب وميارم الفاشر ، ومواطنوها الشجعان..
ما يحدث في زمزم والفاشر ضد المواطنين جريمة مكتملة الأركان تؤكد ان التعويل على المجتمع الدولي ومؤسساته رهان خاسر، وان الفاشر تحتاج ونظرا لاوضاع مواطنيها اولا وـ استراتيجيتها واهميتها- فى معركة بقاء السودان ان نتعامل مع حصارها بطريقة مختلفة تقفز بها الى صدارة المشهد الحربي ، لان سقوطها لاقدر الله سيكون كارثة ووبالا على الدولة السودانية.

الاجتماع المهم الذى جمع الوزير محمد بشير ابونمو القيادي الابرز فى حركة تحرير السودان مع “اسد العمليات” الفريق اول ياسر العطا امس ، يفتح كوة الامل فى تفكير عملي وجديد يخاطب اوضاع المدينة التى يهددها التمرد ويعمل جاهدا على اجتياحها ، حتى تسهل مهمة اسقاط الدولة فى يد الجنجويد والمرتزقة وكفلائهم الاقليميين..

يعلم “اولاد دقلو” ان استمرار الشريان الاماراتي الذى يغذيهم بالمال والسلاح رهين باسقاط الفاشر، فقد ابلغتهم ابوظبي رسميا انها لن تمول التمرد او تعول عليه مالم يستلم المدينة ويتخذها منصة لاعلان حكومة الجنجويد فى دارفور واجتياح بقية مناطق السودان…

نعم فك الحصار عن مدينة الفاشر وتقديم الدعم العاجل لأهلها يجب أن يكون في صدارة أولويات المرحلة القادمة باعتباره واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا ، فمعركة اجتياح السودان بعد فشل الخطة الاولى للجنجويد تبدا من فاشر السلطان، وعلى الدولة ان تضع ترتيباتها العسكرية على هذه الفرضية، وبلا تاخير او ابطاء.

هلموا الى معركة الفاشر العظيمة ، فضياع المدينة سيعيد الجنجويد الى الواجهة، وسيجعل من انتصارات الجيش فى الخرطوم والجزيرة وسنار بلاقيمة، ونامين المدينة سيعزز النصر ويفتح على الدولة السودانية ابواب الامن والاستقرار.. علينا التفكير الان فى كسر حصار الفاشر، واثق ان جيشنا البطل والقوات المشتركة والمساندة الاخرى لن تعجزها الفاشر الصابرة الصامدة المحتسبة، والتى تنتظر القيادة الان لاتخاذ قرارات حاسمة تنهي مغامرات ال دقلو وتكسر الحصار وتؤمن الانتصار..
*هلموا الي الفاشر…*
*وكل “القوة الفاشر جوة”*
*وما النصر الا من عند الله..*
محمد عبدالقادر
محمد عبدالقادر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هل يحق للرجل منع زوجته من العمل؟.. الإفتاء توضح
  • سيدة تطالب زوجها بسداد 400 ألف جنيه بعد شهور من الزواج.. اعرف التفاصيل
  • الإفتاء: من حق الزوجة الخروج للعمل إذا رفض زوجها.. ولكن بشروط
  • زوجة تلاحق زوجها للحصول على أجر مسكن حضانة بـ 40 ألف جنيه شهريا
  • بيوت تزهر بالمودة
  • محكمة الأسرة تؤيد حكم إلزام حسن شاكوش بدفع نفقة العدة والمتعة لطليقته
  • سيدة تشكو زوجها: 19 سنة خسرت فيها ممتلكاتي وصحتي بسبب عنفه
  • حكم الزواج بدون دفع المهر.. اعرف رأي الشرع
  • الفاشر.. او على السودان السلام
  • مصادر تكشف تفاصيل إلغاء قضايا الخلع من بوابة ناجز وتحويلها إلى منصة التوثيق