بالصدفة، شاهدت فيديو لأحد الشيوخ- لم أسمع به من قبل، لكن تبين أن متابعيه يقارب عددهم 90 ألفًا- وليتني لم أفعل، لقد فاجأني فضيلة الشيخ بحديثه، بداية من الميت لا يشتاق لأهله، ولا يسأل عن أخبارهم، ولا يجوز التحدث مع الميت، ومرورًا بتحريم قراءة الفاتحة، أو غيرها من سور القرآن الكريم، ووهب ثوابها للمتوفى لأنها بدعة، وانتهاء بتحريم زيارة القبور!! لكنه، والحق يقال أجاز لنا فقط الدعاء للميت.
فجأة وجدتني أقول- واسمحوا لي أن أكتب بالعامية الدارجة التي نطقت بها- حرمت علينا كل حاجة يا شيخ!! وصعبت علينا الدنيا أكثر ما هي!! ما تسيبني يا عم الشيخ أتكلم مع ماماتي حتى لو مش سامعاني، فالكلام علاج ليا مش ليها، وسيبني أزورها، أنت ما تعرفش إني بأتونس بيها حتى، وهي تحت الأرض، وسيبني أقرا لها قرآن، مش قراءة القرآن عمل صالح بآخد ثوابه، وممكن أوهب مثل هذا الثواب لأمي؟!
حرمت علينا حياتنا يا عم الشيخ، ربنا رحيم بعباده، وحنين عليهم قوي، ويتقبل منهم الأعمال مهما صغرت، ويجازيهم خيرًا عن كل عمل صالح، ده كل حرف من حروف القرآن عليه ثواب، ولو أخطأت في نطقه، وحاولت مرارًا، بآخذ ثواب المحاولة، وأنت عاوز تحرم علينا كل حاجة!!!
بالطبع، لست أهلاً للفتوى، لكن في حدود ما قرأته، وتعلمته من علماء أجلاء هم أهل للفتوى حقًّا، أعلم أن الأرواح تتلاقي في البرزخ، ويسألون القادم حديثًا عن أحوال الأهل في الدنيا، وأن من آداب زيارة القبور السلام على أهلها بقول: السلام عليكم يا أهل الديار أنتم السابقون ونحن اللاحقون، وأن المتوفى يشعر بزيارة أهله ويفرح بها، وأن كل عمل صالح يمكن وهب ثوابه للميت.
ما سمعتش يا عم الشيخ قول أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا احتضر المؤمن.. .يأتون به باب السماء فيقولون: ما أطيب هذه الريح.. .فيأتون به أرواح المؤمنين، فهم أشد فرحًا به من أحدكم بغائبه.. فيسألونه ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه، فإنه كان في غم الدنيا.. .)؟
طيب ما تعرفش حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام)، وغيرها من الأحاديث التي تخبرنا عن الحياة الأخرى.
اللي ذاق وجع رحيل الأم، ومرارته هو اللي هيحس، ويفهم أد إيه إحنا بندور على الثواب علشان نهديه ليها مع كل فعل، وكل همسة، ولو قدرنا لوهبنا لها ثواب مع كل نفس نتنفسه.
الله يرحمك يا أمي، ويغفر لك، ويعفو عنك، ويرحم كل أحبابنا في دار الحق.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
بحضور وزير الأوقاف.. ختام حفل حفظة القرآن الكريم يضيء مسجد الوهاب بالسقالة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ليلة روحانية مفعمة بالإيمان، شهد مسجد الوهاب بالسقالة، مساء أمس الجمعة، ختامًا مميزًا لحفل ختم القرآن الكريم، جاء هذا الحفل بتوجيهات كريمة من الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، ومتابعة حثيثة من وكيل الوزارة الدكتور هاني السباعي، وإشراف مباشر من الشيخ إسماعيل السباعي، والشيخ عبد الباسط عثمان.
شهد مسجد الوهاب بالسقالة ليلةً مباركة، حيث اختتم رواد المسجد الكريم ختم القرآن الكريم بصوت الشيخ صالح جمال، إمام المسجد، والذي يتمتع بصوت ندٍ وجميل ألهب الحضور.
أقيم الحفل في أجواء إيمانية تسودها المحبة والتقوى، حيث تجمع المصلون للاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم بصوت الشيخ جمال، الذي أجاد في تجويد آيات الله.
وفي ختام الحفل، رفع المشاركون أكف الضراعة داعين الله تعالى أن يتقبل منهم صالح الأعمال، وأن يجعل هذا القرآن الكريم نورًا لهم في دجى القبور، وشفيعًا لهم يوم القيامة.
وقال الدكتور هاني السباعي وكيل وزارة الأوقاف بالبحر الأحمر: "يشرفنا أن نكون جزءًا من هذا الحدث العظيم، الذي يعكس اهتمام وزارة الأوقاف بتشجيع حفظ القرآن الكريم وتلاوته."
وقدم الشيخ إسماعيل السباعي مدير إدارة أوقاف الغردقة الشكر لجميع المشاركين على حضورهم المميز، "وندعو الله أن يجعل هذا المحفل بداية لمزيد من الخير والبركة."
وفي الختام، توجيه، مدير ادارة الغردقة، بالشكر لجميع القائمين على هذا المحفل، وللشيخ صالح جمال على تلاوته المميزة، داعين الله أن يجعلهم من أهل القرآن.
FB_IMG_1732309770873 FB_IMG_1732309767443 FB_IMG_1732309750328