استكمالاً للحديث الذى بدأته أمس عن قرارات الحماية الاجتماعية وفوضى الأسواق وجشع التجار، سعدت جداً بالاهتمام الحكومى البالغ، بما أعلنه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بإصدار تعليمات إلى الوزراء والمحافظين بضرورة عدم استنزاف الأسواق للقرارات المالية المهمة التى أصدرها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إطار التخفيف من الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها البلاد.
وفى هذا الصدد صدرت التعليمات والتكليفات إلى اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، باتخاذ الإجراءات الكفيلة فى كل محافظات الجمهورية لمواجهة التجار الجشعين الذين يرفعون الأسعار دون مبرر أو زيادة تعريفة الركوب للسيارات والميكروباص وخلافه من وسائل نقل المواطنين. وشملت التعليمات أيضاً ضرورة قيام المحافظين بدورهم فى هذا الأمر، وأن ينزلوا من مكاتبهم المكيفة للأسواق والشوارع للتصدى للفوضى العارمة وضبط حركة الأسواق، وهذا بالطبع يتطلب ضرورة استنهاض كل أجهزة الدولة المختلفة للتصدى لجشع التجار الذين يريدون استنزاف الزيادة المالية التى أقرتها الدولة لصالح الفقراء وأهل العوز والفئات الأشد احتياجاً.
والحقيقة أنه كان يجب اتخاذ هذه الخطوات من زمن، ولا تنتظر الحكومة الزيادات الجديدة فى المرتبات حتى تتحرك، وعلى أية حال إنها بدأت خير لها من ألا تبدأ. وكما قلت بالأمس، إن الحكومة مطالبة بأن تكون لها اليد الطولى، وتفرض القانون على أصحاب الاحتكار، أو المتلاعبين بالأسعار وهذا معمول به فى كل بلاد الدنيا التى تطبق الاقتصاد الحر، لا نقول أن تفرض تسعيرة مثلاً، وإنما تضبط حركة السوق وتتصدى للتجار الجشعين الذين لا يراعون الله ولا الضمير فيما يقومون به ضد الناس.
وعلى الجانب الآخر لابد على الحكومة أن تزيد من إقامة الشوادر والمعارض المؤقتة والمستدامة لتوفير السلع وزيادة أعداد المستفيدين منها. وإذا كانت وزارة التنمية قد بدأت تفعيل دورها فى الحماية الاجتماعية، إلا أن هناك وزارات وهيئات أخرى يجب عليها أن تشارك الدولة فى هذه المهمة، ومن بينها وزارتا الداخلية والتموين، ولابد أن يكون لهما دور أكثر من فاعل للتصدى للمحتكرين للسلع والتجار الجشعين وضبط حركة الأسواق، إضافة إلى ضرورة توسيع دور جهاز حماية المستهلك ليشمل كل محافظات الجمهورية، خاصة أن هذا الجهاز هو الآخر بات له حق الضبطية القضائية.
القضية ليست سهلة أو هينة وإنما هى واجب وطنى على الحكومة أن تحمى المواطنين من الجشع وتضبط أداء الأسواق المنفلتة التى يكتوى بنارها المواطنون. ولذلك فإن فكرة تحريك الحكومة لهذه القضية مهمة جداً وضرورية فى ظل هذا الغلاء الفاحش ومنع استنزاف القرارات المالية التى صدرت مؤخراً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس الوزراء جشع التجار
إقرأ أيضاً:
الصين تطلق حزمة إجراءات جديدة للحد من التلوث البيئي
أعلنت الصين عن حزمة إجراءات جديدة للحد من انبعاثات المركبات، في إطار مساعيها المتواصلة لتحسين جودة الهواء والحد من التلوث في المدن الكبرى.
وأوضحت وزارة البيئة والإيكولوجيا الصينية - في تصريحات نقلتها قناة الصين المركزية - أن المصادر المتحركة مثل السيارات والشاحنات والمعدات الثقيلة تعد من أبرز مسببات تلوث الهواء في البلاد، حيث تشكل أكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة نحو 60% و24% من إجمالي الانبعاثات على التوالي.
وذكرت أن إجمالي الانبعاثات من المركبات والمعدات الصناعية المتنقلة والسفن والقطارات تجاوز 900 مليون طن، ما يجعلها المصدر الرئيسي للتلوث في مدن رئيسية مثل بكين وشنغهاي وجينان وهانغتشو وقوانغتشو وشنتشن وتشينغدو.
أخبار ذات صلةوأفادت الوزارة بأنه في مجال النقل النظيف، تمت إضافة 530 خطاً جديداً للسكك الحديدية المخصصة لنقل البضائع، كما تم تحقيق المستهدفات السنوية لاستخدام وسائل نقل نظيفة في قطاعات الطاقة والصلب والفحم والصناعات الثقيلة.
وأوضحت أن الصين توسعت في استخدام الطاقة الكهربائية لتشغيل السفن في الموانئ البحرية، كما حققت المركز الأول عالمياً في استخدام المركبات والمعدات التي تعمل بالكهرباء في مطاراتها، مشيرة إلى أنه على الرغم من ارتفاع أعداد المركبات في البلاد بنسبة 17% وزيادة المعدات الإنشائية بنسبة 14% خلال السنوات الماضية، فإن الإجراءات البيئية نجحت في خفض نسبة انبعاثات أكاسيد النيتروجين الضارة من وسائل النقل المختلفة بنسبة 15%.وذكرت أن الفترة المقبلة ستشهد تحديث المعايير البيئية للمركبات لتتوافق مع المعايير الأوروبية والأمريكية، كما سيتم تنفيذ خطة جديدة لتحديث أسطول الشاحنات تتضمن التخلص من الشاحنات القديمة وضمان امتثال الشاحنات الحديثة للمعايير البيئية وتعزيز الرقابة الذكية على الشاحنات الجديدة، مع تشجيع استخدام الشاحنات الكهربائية والهيدروجينية.
وأكد لي تيان وي مدير قسم البيئة الجوية في الوزارة أن الحكومة تعمل على تقليل انبعاثات شاحنات الديزل باعتبارها من أكبر مصادر التلوث، مشيراً إلى سحب 50 مليون مركبة قديمة عالية الانبعاثات من الخدمة، فيما ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية إلى أكثر من 40%، ما جعل الصين تتصدر العالم في هذا القطاع للعام العاشر على التوالي.
المصدر: وام