بوابة الوفد:
2024-10-01@21:25:07 GMT

التجربة المصرية فى القضاء على الإرهاب

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

انتصرت مصر على الإرهاب بالمواجهة الأمنية والتنمية، وهو جهد مشترك بين الجيش والشرطة والشعب المصرى، وقدمت مصر نموذجاً تاريخياً فى ملف مكافحة الإرهاب عندما حاربته فى الداخل لخفض وتيرة العمليات الإرهابية التى ارتفعت لدرجة غير مسبوقة بعد 30 يونيو رداً على سقوط جماعة الإخوان الإرهابية، كما حاربته فى الخارج نيابة عن المجتمع الدولى، وحذرت من مخاطره، وأكدت أن الإرهاب ليس له دين ولا وطن، وأنه يضرب فى كل مكان لتحقيق أهدافه الإجرامية وفى مقدمتها تفتيت الدول ووضع المواطنين فى مواجهة بعضهم وخاصة فى مصر لإحداث الفتن الداخلية ليسهل لهم السيطرة على الدولة.

كان لسيناء النصيب الأكبر من العمليات الإرهابية التى شنتها التحالفات الإرهابية الممولة من الخارج، حيث وضعها الإخوان فى قلب خطة إرهاق الأمن المصرى، واعتبروها «بوابة الأحلام» للعودة إلى الحكم، كما كانوا يتوهمون! وعاملت الدولة بعد عام 2014 بأنه أخطر التحديات التى تقوض مصر نحو تحقيق الاستقرار والتنمية، وبذلت مصر جهودا مضنية من أجل الانتصار فى هذا الملف. اعتمدت مصر فى خطتها لمكافحة الإرهاب والتطرف، وقدمت خلالها تضحيات كبيرة من خيرة أبناء الوطن، ركزت بشكل أساسى على الضربات الأمنية وملاحقة العناصر الإرهابية، وفى الوقت ذاته شرعت فى تنمية المناطق المتطرفة والصحراوية التى استغلتها تلك التنظيمات وفى مقدمتها شمال سيناء، لتنفيذ عملياتها.

كما نفذت القوات المسلحة خططًا محكمة وضربات استباقية مكثفة على مواقع التنظيمات الإرهابية، ونجحت العملية الشاملة سيناء 2018 فى القضاء على المرتكزات الجغرافية الإرهابية، وكذلك ضبط قيادات تلك الجماعات وتقليص موارد تمويليهم.

ساهم نجاح مصر فى ملف مكافحة الإرهاب بشكل كثير فى تحقيق الاستقرار والتنمية فى الداخل، كما انعكس على قدرة مصر للعودة إلى لعب دورها الإقليمى والدولى كقوة راسخة فى محيطها، كما ساعد هذا النجاح فى رغبة بعض الدول فى العودة للتقارب مع مصر.

يعتبر أهم عوامل نجاح التجربة المصرية فى مكافحة الإرهاب، هو أن الجماعات الإرهابية استغلت على مدار السنوات الماضية التهميش الذى عانت منه مناطق مثل سيناء، وكونت مرتكزات لها فيها وأخضعتها لتكون مسرحا لعملياتها، لكن انتباه القيادة المصرية لأهمية تنمية سيناء وانطلاق مشروعات قومية عملاقة بإعادة تأهيل البنية الأساسية وتدشين المصانع ومرتكزات الخدمات فى مناطق عدة بشمال سيناء، نجح بشكل كبير إلى جانب الضربات الأمنية فى دحر منظومة الإرهاب. كما أولت مصر اهتمامًا كبيراً بأهالى سيناء عن طريق تقديم أفضل الخدمات لهم كأولوية فى أجندة عمل الدولة مما ساعد على تحسين بيئة الانتماء والمواطنة.

لم تعتمد مصر القوة العسكرية كرادع قوى للإرهاب، لكنها وصفت القوة الاقتصادية والبشرية، وملف التنمية، وتجديد الفكر، ورعاية المواطن كركائز أساسية لم تغفل عنها يوما فى ظل حربها الضروس ضد الإرهاب وممولية، وحققت نجاحين فى القضاء على الإرهاب وتحقيق التنمية على طريق يد تبنى ويد تحمل السلاح.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التجربة المصرية القضاء على الارهاب مصر الارهاب الشعب المصرى جماعة الإخوان الإرهابية

إقرأ أيضاً:

من الإخوان الإرهابية.. إلى السودان.. لكِ الله يا مصر ( ٩ )

نستكمل حديثنا اليوم عزيزى القارئ مع قدرة مصر على استعادة تأثيرها «الغائب» فى السودان «الجريح» بعد أعوام من «الارتباك وتراجع للدور»، نتيجة ما بدا أنه «انحياز للمكون العسكرى خصوصًا قائد الجيش عبدالفتاح البرهان والجماعات الداعمة له على حساب الأطراف المدنية منذ إطاحة نظام الرئيس السودانى السابق عمر البشير عام ٢٠١٩»، بحسب ما يقول بعض المراقبون من هنا وهناك، خلال مؤتمر القاهرة الذى حضره غالبية ممثلى القوى السياسية والمدنية السودانية الفاعلة وبمشاركة ممثلين لمنظمات إقليمية ودولية ودبلوماسيين من دول أفريقية وعربية وأوروبية، وتركز فى جوهره على أن يكون «أى حل حقيقى للأزمة لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم ومن دون إملاءات أو ضغوط خارجية»، دعت مصر إلى إجراء مشاورات حول ثلاثة ملفات لإنهاء النزاع تضمنت «وقف الحرب والإغاثة الإنسانية والرؤية السياسية للحل»، المناقشات فى المؤتمر «استهدفت بناء الثقة بين الأطراف السياسية» فى بلد يشهد حربًا طاحنة منذ أبريل ٢٠٢٣ راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «نحو ١٩ مليون سودانى للفرار داخليًا وخارجيًا إلى دول الجوار»، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وعلى مدار عمر الحرب الأهلية فى السودان بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان و«الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، اختارت القاهرة على المستوى الرسمى «الحياد» والدعوة المستمرة لوقف الحرب، إلا أن الاتهامات بـ«انحيازها لطرف على حساب آخر» لاحقت جهودها الدبلوماسية والسياسية للعب دور للتهدئة فى الحرب.

كلمة السر عزيزى القارئ فى تعقد المشهد برمته كانت فى التدخل المتزايد للأطراف الخارجية فى الأزمة من دون دراية كافية بطبيعة الشعب السودانى ومراكز الثقل السياسى والاجتماعى فى الداخل السوداني»، فمنذ بداية الأزمة وحتى قبل اندلاعها فى أبريل من عام ٢٠٢٣ حاولت مصر فى أكثر من مناسبة تشجيع الأطراف السودانية على الوصول إلى حلول توافقية والدفع باتجاه أن يكون الحل سودانيًا–سودانيًا، لكن الانسداد السياسى والتدخلات الخارجية غير المدركة لأبعاد الحال السودانية انفجرت فجأة باتجاه حرب أهلية، فالسودان الآن عند منعطف خطر، وما وصل إليه يضع مستقبل الدولة ووحدة وسلامة أراضيها وبناءها الاجتماعى والسياسى على المحك، ويمثل تهديدًا لأمن ومصالح مصر الحيوية المباشرة، تتبنى مصر موقفها تجاه السودان ارتكازًا على مبادئ عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، مع تأكيد ضرورة سرعة إنهاء الأعمال القتالية ووقف جميع صور التصعيد والمضى فى المسارات التفاوضية بين الأطراف المحلية للتوصل إلى حل وتوافق يضمن أمن واستقرار البلاد ووحدة أراضيها، وتحرص مصر دائمًا فى سياساتها على ألا تنجرف الجارة الجنوبية إلى دوامة الفوضى والاضطراب الأمنى والتفتت، مما يرشحها دومًا للعب دور الوسيط المقبول من كل الأطراف.

ردًا على ما يصفه البعض بأن دور مصر فى الأزمة السودانية على مدار الأشهر الـ١٨ الماضية كان «خافتًا ومتراجعًا»، نوضح هنا عزيزى القارئ على حرص مصر ومنذ اليوم الأول للأزمة «على التأكيد على حيادية موقفها فى إطار الشرعية السودانية من دون الانحياز لأى من الأطراف، وكثفت الاتصالات والتنسيق عبر الآليات الثنائية ومتعددة الأطراف بحثًا عن توافق لدفع طرفى الأزمة إلى تغليب لغة الحوار ومصالح الوطن، وعلى الرغم من هشاشة الأوضاع فى الجارة الجنوبية، وتدرك مصر أن تصاعد العنف لن يؤدى سوى إلى مزيد من تدهور الوضع بما قد يخرج به عن السيطرة، وأن ترسيخ الأمن والاستقرار هو الركيزة الضامنة لاستكمال المسار الانتقالى السياسى وتحقيق البناء والتنمية فى السودان. وأن فرصة الحوار وتجنيب البلاد الانهيار والفوضى لا تزال قائمة، إلا أن إصرار بعض الأطراف الداخلية والخارجية على عرقلة المسار يبقى التحدى الأكبر الذى تواجه مصر، فالمؤتمر الذى عقد فى القاهرة يونيو الماضى ونجاحه فى إشراك عددا لابأس به من القوى السياسية والمدنية السودانية يعكس «قدرة مصر وفاعلية دورها فى إشراك طوائف الشعب السودانى كافة تحت راية واحدة، وللحديث بقية.

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • "الطيران المدنى" المصرية.. مجالنا الجوي آمن ويعمل بشكل طبيعي
  • المجال الجوي المصري «آمن».. والرحلة المصرية إلى الأردن عادت لمطار القاهرة بشكل طبيعي
  • اليابان استخدمت الملوخية المصرية فى صناعة الدواء
  • سياحة المهرجانات فرصة قوية للترويج للمقاصد المصرية
  • «بيك الباتروس» للفنادق المصرية تستحوذ على ٤ فنادق فى المغرب
  • الداخلية تنظم مؤتمرًا طبيًا تحت عنوان "الاستراتيجيات الطبية العامة لصحة المرأة المصرية"
  • من الإخوان الإرهابية.. إلى السودان.. لكِ الله يا مصر ( ٩ )
  • الحرب فى السينما المصرية
  • «معلومات الوزراء» يستعرض التجربة الهندية في مجال الصناعات الدوائية
  • تأجيل العرض الخاص لفيلم Game World