بوابة الوفد:
2025-01-31@02:42:15 GMT

فى محبة مصطفى بيومي

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

بدأب لافت، وحرص مُحب، وهدوء حكيم يُنقّر مثل عصفور حر فوق شجر عتيق، صانعا سبيكة جمال مبهر وباق. يُشكل حٌليه بعشق ويرسم لوحاته بتجرد.

يكُتب مصطفى بيومى مُنذ نصف قرن، يتعبد، يبتهل، ويشدو فى أناة وطيبة، دون لغط، وبلا ضجيج، وبأمل أن يغرس شجيرات نافعات فى حدائق الكتابة.

يُدرك الرجل أن المعارك الكاذبة ستخمد لا محالة، وأن الوهج الزائف سينطفىء حتما، ولن يبقى على الأرض إلا كل حُسن حقيقى.

فيكتب ثم يكتب: إبداعا، نقدا، تحليلا، وتاريخا إنسانيا مبهرا، لتتجاوز كُتبه ثمانين كتابا فى شتى المجالات ولتبقى علامات مُضيئة لأجيال وأجيال.

تلاحقه الأوجاع، وتبارزه الصحة، تحاصره الهموم ومشكلات الحياة، تُخيم عليه غمامات الوطن وأحزانه، وتقصفه المحن الصعاب، ويُحزنه صعود المنافقين والأنصاف، فيواصل الكتابة مُتحديا وعابرا وشامخا، مُعتزا بكرامة المبدع الحقيقى، ومنتصرا بالاستغناء النقى.

يعتل قلبه المُفعم بالحب، تعتصره الآلام، فيقف صلبا، مُتقبلا وراضيا وسعيدا بما كتب وأنجز من موسوعات ودراسات وكتب قيمة تظل مراجع دائما لكل باحث جاد.

أحب مصطفى بيومى الإنسان، والمبدع. أراه مرشدا ورائدا ومؤثرا فى كل مجال سلكه. انبهر بإبداعاته الأدبية، ولغته السلسة الجميلة، وتلامسه مع المشاعر الإنسانية المتنوعة.

استعظم مشروعه الفكرى والنقدى القائم على الانتصار لقيم التسامح، والتعددية، وقبول الآخر، ورفض التدين الشكلى، المظهرى، الانتهازى، المُسيس، ونبذ الاستبداد السياسى، والفردية، واستعلاء الحكام على المحكومين، وأستعيد عبارته الأثيرة بأننا نعيش منذ ولدنا فى ظل حالة طوارىء لا تنقضى أبدا.

كان الرجل ومازال يرى أن جمال عبدالناصر، وزمنه، ورجاله، وسياساته أوقفوا صعود المجتمع المدنى المصرى، وردوه إلى عصور وسطى من نفاق السلطة، والانتهازية، والإتجار بالدين. وفى مسيرة التاريخ المصرى الحديث كانت ثورة يوليو هى نقطة البداية لدحر مشروع التحضر والتقدم الإنسانى.

لم ينل مصطفى بيومى التكريم المستحق من مؤسسات الدولة، وهو الذى استكشف فى ثلث كتبه تفاصيل تفرد الروائى العالمى نجيب محفوظ. لم يحظ الرجل بالمساندة والدعم المفترض من صروح الثقافة وكياناتها، وهو الذى مزج التاريخ بالأدب ليستقرىء لنا سمات الشخصية المصرية وتطورها من عصر إلى عصر. لم يُحقق الرجل ثروة مالية تفى بحياة هانئة ورعاية صحية جيدة، وهو الذى جنت دور نشر عديدة عائدات ضخمة من توزيع مؤلفاته.

بدا الرجل راضيا بمقولة فولتير الشهيرة « لا تحزن إن لم تنل ما تستحق من تقدير.. فيكفيك أنك تستحق»، ليواصل إبداعاته مبتسما وسعيدا بمحبة الناس واحترامهم، ودعواتهم له بالصحة والعافية.

وكما كتبت مرارا، فإن كل الكلمات إلى زوال، إلا ما ينفع الناس، لذا ستتلاشى كلمات التحريض ضد الإبداع فى الأمم الناعسة، وستندثر مدائح النفاق المطولة فى الأنظمة الحاكمة شرقا وغربا، وستنهزم الإبداعات المُسلعة والممولة، وستولى خطب الكراهية والتعصب الأدبار.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نصف قرن

إقرأ أيضاً:

معركة السكاكين الطويلة بدات داخل صفوف التمرد

يبدو ان معركة السكاكين الطويلة بدات داخل صفوف التمرد ،هاهي الأنباء تشير إلى مقتل الطاهر جاه إلله احد قادة المليشيا بالجزيرة ،انضم جاه للمليشيا قبل الحرب بسنوات ووصل بها إلى رتبة عميد ، بعد دخول المليشيا الجزيرة كلف بمنصب قائد ثاني الفرقة الاولى ، قبل ان يتم اعتقاله بواسطة مجموعة من عناصر الماهرية وإيداعه سجن الرياض سيئة السمعة ، أخرجته المليشيا في مقابلة تلفزيونية باهتة ومفضوحة عقابيل تحالف كيكل مع الجيش فكال جاه الله الشتائم لكيكل ودمغه بالهمبتة وجرده من نسبه للشكرية ،

عرف عن الرجل انه من أثرياء ووجهاء تمبول ، اشيع على نطاق واسع انه يوالي السلفية الجهادية في سنوات خلت حيث اعتقل في أوقات سابقة بتهمة الهجوم على قسم شرطة تمبول وتحديدا في أوقات من سنوات حكم البشير ، اشتهر ابان عمله في صفوف المليشيا بمحاربة الظواهر السالبة ومطاردة الشفشافة وقتلهم مما قاد إلى اعتقاله بعد ان بلغ الموت في صفوف المليشيا على يده مبلغا كبيرا ، المليشيا كانت تخطط لاستخدامه في شرق الجزيرة ولكن بعد هزيمتها في ود مدني يبدو ان الرجل لم يعد كرتا رابحا لديهم فتخلصوا منه اليوم !!

عبدالرؤوف طه علي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • من هو محمد الضيف بعد إعلان اغتياله؟ لقبوه بـ«الرجل ذو الـ9 أرواح»
  • بعد طرحها اليوم.. كلمات أغنية «ظهوري مخيف» لـ مصطفى حجاج
  • السفير جمال بيومي يكشف أهمية الاتصال بين السيسي ورئيس الوزراء الإسباني
  • «خير أم شر؟».. تفسير رؤيا الرجل للذهب في المنام
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • من أسيوط إلى القاهرة.. رحلة المبتهل محمد الكحكي في محبة آل البيت
  • إبراهيم عيسى: قرار رئيس الوزراء بتشكيل لجنة سياسية مبادرة جيدة وخطوة تستحق الإشادة
  • معركة السكاكين الطويلة بدات داخل صفوف التمرد
  • إبراهيم عيسى: قرار مدبولي بتشكيل لجنة سياسية "أمر مميز"..خطوة تستحق الإشادة
  • السفير جمال بيومي: مصر أول دولة دافعت عن فلسطين في التاريخ