بوابة الوفد:
2024-12-25@05:53:18 GMT

الأدب والفن والثراء الروحى

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

يخطئ كثيرًا من يظن أن (الثراء) كلمة مقترنة بالمال فقط، بمعنى أنه ليس من الصحيح أن يقتصر مفهوم (الثراء) على الرجل الذى يمتلك الكثير من الأموال فحسب، ذلك أن (الثراء) فى ظنى مفردة يمتد معناها إلى مستويات أخرى، لعل أهمها مستوى (الثراء الروحي)، وهو ثراء لو تعلمون عظيم، حيث لا يشترط التمتع بهذا (الثراء الروحي) اكتناز المال، وإنما يتأتى من صفاء النفس، وتخففها من شوائب الكراهية والضغائن والأحقاد.

فى مسيرة الحياة، يلتقى المرء بشخصيات متنوعة، بعضها يتمتع بثراء روحى جميل، وبعضها منكمش فى سجن الفقر الروحى المرذول، فإذا حاولنا اكتشاف السبب وراء وجود هذا الثراء أو ذاك الفقر بعيدًا عن الدور الوراثى، وهو دور حاسم لا يمكن إنكاره، نصل إلى نتيجة أظنها صحيحة إلى حد بعيد، وتتلخص فى الآتي:

إن الثراء الروحى ينمو ويزدهر فى القلب والضمير باطراد من خلال إنشاء علاقة عميقة مع الأدب والفن وتعزيزها. ذلك أن الإنسان الذى (يستهلك) يوميًا، وأكرر يوميًا، الكثير من الآداب الرفيعة والفنون الجميلة بتنويعاتها المختلفة، هو الوحيد القادر على إثراء روحه بأسمى المشاعر وأعذبها. هذه المشاعر تتجلى فى خصال وسلوكيات متعددة أبرزها: الكرم والتسامح واستيعاب أخطاء الآخرين، علاوة على تمتعه بلسان حلو وصدر رحب قادر على التغافل عن حماقات الناس، والأهم القدرة على المنح والعطاء: منح الاهتمام والرعاية والحنان، وكذلك منح بعض المال للمحتاجين من الأقارب والأصدقاء، رغم الحب الشديد للمال كما نعلم جميعًا (وتحبون المال حبًا جمًا/ سورة الفجر/ الآية 20).

أما الفقير روحيًا، فهو ذلك الإنسان الذى لا تربطه علاقة ذات شأن مع الأدب والفن، فلا يغنى روحه بقراءة قصيدة لشوقى، أو رواية لمحفوظ، ولا يطرب وجدانه بسماع أم كلثوم وعبدالوهاب، ولا ينشغل كثيرًا بمشاهدة فيلم جميل أو مسرحية مميزة أو لوحة فاتنة.

كما أن الفقير روحيًا شخص ضائق الصدر دومًا بالآخرين وسلوكياتهم، غليظ القلب، خشن اللسان، بخيل المشاعر، بخيل الإنفاق، لا تعرف الرحمة إلى قلبه سبيلا، ولا يدرك حلاوة العطاء لمن هم فى حاجة إلى رعايته واهتمامه.

أما أبشع ما فى المرء المنكوب بالفقر الروحى، فيتمثل فى الغدر بالناس، وخيانة (العِشرة)، وإنكار الجميل، والنظر تحت قدميه فقط، فلا يعى المعنى النبيل لفضائل الوفاء والإخلاص والتضحية والصبر.

من حسن الحظ أن علاقة المصريين بالفن والأدب عميقة راسخة ضاربة فى عمق التاريخ، فأجدادنا الأوائل رسموا ونحتوا وعزفوا ورقصوا وكتبوا الشعر الجميل والقصص المعبرة على جدران المعابد والمقابر والأهرامات، أما أجدادنا الأقربون فعشقوا المسرح والسينما والكتب المطبوعة واللوحات والتماثيل والموسيقى والطرب، وتركوا لنا مئات آلاف من الأعمال الأدبية والفنية التى تثرى أرواحنا وتبهج وجدان الملايين.

باختصار... علينا العمل على إثراء أرواحنا بالتعاطى يوميًا مع الأدب والفن، أما الفقير روحيًا، فلا نملك له سوى الشفقة، عسى أن ينضم يومًا ما إلى قبيلة الأثرياء روحيًا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصحيح الأموال روحی ا

إقرأ أيضاً:

حسن الزهراني لـ”الثقافية”: ملتقى الأدب الساخر علامة فارقة بالمشهد الثقافي

الثقافية – علي بن سعد القحطاني
أعلن النادي الأدبي في منطقة الباحة عن انطلاق الملتقى الأول للأدب الساخر، المقرر عقده في الفترة من 22 إلى 24 ديسمبر 2024م، الموافق 21 إلى 23 جمادى الآخرة 1446هـ.
وأوضح رئيس النادي الشاعر حسن الزهراني لـ”الثقافية” أن الملتقى يأتي بمشاركة نخبة من الأدباء والباحثين من داخل المملكة وخارجها، حيث أقرت لجنة مشورة الملتقى، التي تضم الدكتور عبدالله الحيدري والدكتور ماهر الرحيلي والقاص محمد الراشدي ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي، محاور الملتقى. وتشمل هذه المحاور:
* الأدب الساخر: المفهوم والدلالات والمصادر.
* الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر في المملكة.
* الخصائص الفنية للأدب الساخر محلياً.
* مستويات التأثر والتأثير بين التجارب الساخرة محلياً وعربياً.
* الأدب الساخر في الصحافة المحلية عبر التاريخ.
* أثر القوالب التقنية ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر.
* سيميائية الكاريكاتير الساخر محلياً.
وأضاف الزهراني بأن النادي تلقى 40 موضوعاً للمشاركة، وتم اعتماد 27 بحثاً من قِبل اللجنة لأسماء بارزة في مجال الأدب الساخر، مثل الدكتور محمد الخضير، والدكتور صالح الحربي، والدكتورة بسمة القثامي، والدكتور عادل الزهراني.. وغيرهم.
وأشار إلى تخصيص جلسة شهادات للمبدعين، يقدمها الكاتبان محمد الراشدي وعلي الرباعي، إلى جانب عرض فيلم مرئي حول فن الكاريكاتير الساخر.
ويعد الملتقى منصة مهمة لاستكشاف الأدب الساخر كوسيلة نقدية وثقافية، ولتسليط الضوء على تجارب أدبية وفنية متنوعة، مما يعكس ثراء هذا النوع الأدبي في المملكة.
وأكد الزهراني أن النادي يواصل مسيرته في تقديم فعاليات نوعية ومبتكرة، بعد النجاح الذي حققته ملتقيات الرواية والمسرح ومهرجانات الشعر والقصة القصيرة والقصيرة جداً خلال الأعوام الماضية، التي حظيت بتفاعل واسع على المستويين المحلي والعربي.
وأوضح الزهراني أن فكرة ملتقى الأدب الساخر جاءت لتسليط الضوء على أحد أكثر أشكال الكتابة الأدبية رواجاً وتأثيراً، وقال: “الأدب الساخر يتميز بقدرته الفريدة على مقاربة إشكالات الإنسان وقضاياه وفق طرح مغاير ونسق إبداعي جاذب ومختلف. ورغم ذلك، لم ينل هذا اللون الأدبي نصيبه الكافي من الاهتمام والعناية البحثية على المستوى المحلي؛ لذلك يقوم الملتقى على إبراز الكتابة الساخرة في فضاءات التداول البحثي والنقدي، والتحاور حول واقعها في الأدب المحلي قديماً وحديثاً، إلى جانب الاحتفاء بالمنجز الإبداعي في هذا المجال”.
وأشار الزهراني إلى أن الملتقى يهدف أيضًا إلى:
* تأسيس فعاليات وملتقيات مستقبلية تعنى بالأدب الساخر.
* تسليط الضوء على هذا الشكل الأدبي العريق في تاريخ الأدب العربي.
* تشجيع الأجيال الصاعدة والمواهب الشابة على تبني هذا اللون الكتابي والتجديد فيه.
* كسر رتابة الألوان الأدبية التقليدية واستكشاف آفاق جديدة ومبتكرة.
وأعرب الزهراني عن سعادته بالتفاعل الكبير الذي وجدته فكرة الملتقى من قبل الأدباء والمثقفين، مؤكدًا أن هذا الحدث سيكون علامة فارقة في المشهد الثقافي بالمملكة، وموجهاً الشكر لكل من أسهم في إنجاح هذا المشروع الثقافي الواعد.

مقالات مشابهة

  • النقد في خطر
  • 753 متنافسًا من مختلف مدن المملكة في فعاليات ‎هاكثون أنسنة المشاعر المقدسة
  • انطلاق معرض التراث والفن الإسلامى القديم لطلاب البحيرة (صور)
  • خاص.. لـ "الفجر الفني" عمرو المصري: أغنية "فيها رجوع" مع مها فتوني كتلة إحساس تهز المشاعر وتعيد العلاقات
  • محمد صبحي: الثقافة والفن لهما دور كبير في رفع مستوى الوعي لدى الأفراد
  • سأقدم دليل براءتي.. رد المؤلفة أماني التونسي بعد حكم اقتباسها لفيلم توأم روحي
  • تغريم مؤلفته.. فيلم توأم روحي مقتبس من رواية عابر بحكم نهائي
  • 500 ألف جنيه تعويض.. فيلم تؤام روحي مقتبس من رواية عابر بحكم نهائي
  • معرض جدة للكتاب يُسدل الستار بعد 10 أيام من الإبداع والمعرفة
  • حسن الزهراني لـ”الثقافية”: ملتقى الأدب الساخر علامة فارقة بالمشهد الثقافي