الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (١٠٩)
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
نستكمل حديثنا اليوم مع اللقاء المزمع وقتها عقده بين جمال مبارك وقيادات الجماعة، وقفت الأقدار دون أن يتم هذا اللقاء، فقبل الموعد المحدد، قام طلاب الإخوان فى جامعة الأزهر بعرض رياضى استعرضوا فيه إمكانياتهم، وتم تصوير الأمر على أن الجماعة تستعرض ميليشياتها العسكرية لتخويف المجتمع والتأكيد على أنها جاهزة للمواجهة مع النظام فى أى وقت، فتم إلغاء الموعد، لتبدأ حرب علنية بين النظام والإخوان، دخل على إثرها خيرت الشاطر وأكثر من ٣٥ قياديًا إخوانيًا السجون على ذمة قضية غسيل الأموال التى أدين فيها معظمهم، دافع عبدالمنعم أبوالفتوح وقتها عن طلاب الأزهر واتهم الجهات الأمنية بأنها من ورطت الطلاب فى هذا العرض، واتهم الإعلام كذلك بالمبالغة فى وصفهم بأنهم ميليشيات، وحاول أن يبحث عن مخرج للجماعة من ورطتها، لكن نظام مبارك كان قد أعلن عن خطته فى تصفية منابع الجماعة المالية مستغلا هذه القضية.
كان يمكن للجماعة أن تطوى صفحة جمال مبارك تماما، خاصة أن الأجهزة الأمنية رفعت تقارير تحذر من محاولات الإخوان إجراء لقاءات مع رئيس أمانة السياسات، لكن تجدد الأمر مرة أخرى فى العام ٢٠٠٨، وهذه المرة جاءت المبادرة من الخارج، كان شارل فؤاد المصرى يجرى مجموعة من الحوارات مع يوسف ندا، ضمنها بعد ذلك فى كتابه الأب الروحى، الذى كان يوصف وقتها بأنه المفوض السياسى للإخوان المسلمين، سأله وقتها قائلا: قرأت أنك رتبت العلاقة بين إيران والسعودية، ما مدى صحة ذلك؟ فرد ندا: يا ليتنى أستطيع ترتيبها بين الإخوان وجمال مبارك. عاجله شارل فؤاد قائلا: إذن هل توافق على التوريث؟ فرد ندا بإجابة مطولة قائلا: لا أنظر إلى الموضوع على أنه توريث، ولكننى أنظر إليه على أنه حق لكل مواطن مصرى، على أن يكون هذا الحق غير مقرون بالسلطة، وإذا هو نافس أى مصرى كمصرى، فهذا حقه وأنا لا أستطيع أن أنزع منه الجنسية، وإذا كانوا هم يضعون القوانين حتى يمنعوا غيرهم، وأقول لهم إنهم مخطئون فيجب ألا نقع فى الخطأ وننادى بمنعه، وهو من حقه كمصرى أن يرشح نفسه، وإن كنا ننادى بحقوق المواطنين فكيف نناقض أنفسنا ونحرمه من هذا الحق، ولكن لابد أن يكون هناك تكافؤ فى الفرص، وإن أراد المصداقية فلابد ألا يرشح نفسه إلا بعد إلغاء القوانين والبنود الدستورية التى فصلها الترزية على مقاسه.
ويستكمل ندا عزيزى القارئ رؤيته حول جمال مبارك قائلا: الإخوان لا يهمهم من يحكم مصر، ولكن يهمهم كيف تحكم مصر «تبين أن هذا وهم كبير فيما بعد بالطبع» وصحيح أنهم لا يقبلون أن يأتى شخص أمريكى أو إنجليزى لكى يحكم مصر، ولكن أن يأتى شخص مصرى يحكمها كما يجب أن تحكم وكما يجب أن يحكم الحاكم العادل والمخلص أيا كان، ما دام مصريا فليتفضل، ولكن أن يسير على نفس النظام الموجود حاليا، فكما رفضوا من قبله سيرفضونه، وسيبدأ حياته بغياب القبول والشرعية، أما إذا كان فى مصر مش عارفين يتفاهموا، فأنا مستعد أتفاهم على هذا الأساس، وله يقصد جمال صديق مشترك سويسرى من عائلة مصرية اسمه محمود يمكنه التمهيد.
مبادرة يوسف ندا كانت واضحة جدا لا لبس فيها، أطلقها من أجل أن يجلس جمال مبارك والإخوان على مائدة تفاهم واحدة، وتبرع بأن يتوسط فيها من خلال صديق جمال السويسرى، ثم ترك الأمر ليتفاعل هنا فى مصر، وخلف الكواليس تأكد أن ندا نقل للوسيط السويسرى وجهة نظره فى أن يجعل جمال مبارك يستمع إلى وجهة نظر الإخوان ويضعها فى اعتباره فى مقابل دعمهم له ومساندتهم إياه، فى هذا الوقت كان محمد مرسى مسؤولا عن الملف السياسى داخل الجماعة، ووقتها نسبت له تصريحات قال فيها لا علم لدى بهذه المبادرة ولا إجابة عندى بخصوصها، وأنا لست متأكدا أساسا من حقيقة ما قاله يوسف ندا».. وللحديث بقية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ طلاب الإخوان جامعة الأزهر الموعد المحدد جمال مبارک على أن
إقرأ أيضاً:
خبير: مصر هزمت تنظيم جماعة الإخوان هزيمة كُبرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال أحمد الخطيب، الخبير في شؤون جماعات الإسلام السياسي، إن مصر هزمت تنظيم جماعة الإخوان هزيمة كبرى، فلأول مرة منذ 90 عامًا لا يوجد تنظيم جماعة الإخوان في مصر، بمعنى وجود تنظيم وأسر وشعب ومكاتب إدارية، ونجحت وزارة الداخلية في القضاء على التنظيم عندما تحرر القرار السياسي.
وأضاف "الخطيب"، خلال حواره مع الإعلامي الدكتور فهمي بهجت، ببرنامج "المحاور"، المذاع عبر فضائية "الشمس"، أن تنظيم الإخوان تنظيم مُنافق، ولديه الكثير من التصريحات المتناقضة، مشيرًا إلى أن الإخوان في ثورة 2025 أصدروا بيانًا يفيد بانضمام الجماعة للأحزاب المشاركة في 25 يناير، وفي نفس الوقت طلبت من قواعدها عدم المشاركة في الثورة، وأخرجوا قواعدهم يوم 28 يناير بعد التأكد من نجاح الثورة، وبعد ذلك ادعت الإخوان إعداد الثورة.
ولفت إلى أنه ضد فكرة توظيف الدين في السياسة، مشيرًا إلى أن السلفيين قبل 2011 كانوا مرتبطين بفكرة الدعوة والمساجد، وبعد ذلك تباحثت هذه الجماعات للعمل في المجال السياسي، رغم أن هذه الجماعات كانت تتحدث عن عدم جواز العمل في السياسة، وخرجت هذه الجماعة بحزب النور وحزب الفضيلة.