مدد يا سيدى أحمد البدوى مدد.. مدد يا سيدى الحسن الشاذلى مدد.. مدد يا سيدى المرسى أبو العباس مدد. أحبابنا وأهاليكم المغاربة يحتاجون إلى الدعاء وزوال المحنة لعل فى شفاعتكم نجاة.
نعم أحب المغرب كما يحبنى ناسها، وأرفع يدى للسماء لتعود كما كانت قبل زلزالها اللعين بهية تطل على الأطلسى، فتشع فنًا وإبداعًا.
بوصلة القلب لا تخطئ هذا الهوى المغربى، فأنا أعيش فى مدينة القاهرة التى شيدها المغاربة الفاطميون على يد قائدهم جوهر الصقلى، ولا تزال هناك أماكن وشوارع تحتفظ بأسماء قبائل مغربية حلت بها مثل الزويلة وكتامة والباطنية والبرقية وغيرها.
أما الأزهر الشريف فمن منا لم يجاوره ساعة ظهيرة يتلمس صفاء روحه، ويستمع لترتيل القرآن الكريم بين جنباته، فقد شُيد على نفس نسق مسجد القرويين فى مدينة فاس، التى كانت تشهد انطلاق مواكب الحجاج المغاربة إلى مكة ليستقروا فقط فى مصر التى يصلونها بعد ثلاثة أشهر من سفرهم، فيرافقون كسوة الكعبة المشرّفة التى كانت تُصنع فى مصر حتى عام 1969.
وقد قام بالتدريس فى الأزهر عدد من العلماء المغاربة الكبار من أبرزهم: ابن حجر، والقلقشندى، والمقريزى، ومحمد تقى الدين الفاسى. وبازدياد عدد الطلاب المغاربة الذين أتوا على مصر للدراسة فى الأزهر، بدأ السلاطين المماليك بالتفكير فى إنشاء رباع لسكن هؤلاء الطلاب، ورصد أوقاف خيرية للإنفاق من ريعها عليهم، ومن هنا كانت نشأة الأروقة الشهيرة فى الجامع الأزهر، التى كان أهمها وأقدمها رواق المغاربة.
يعشق المصريون المغاربة، فبينهم منذ مئات السنين صلة رحم وتجارة رائجة وحلقات درس وتدبر فى أمور الدنيا والدين، يقول الدكتور حسام عبدالمعطى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب بجامعة بنى سويف فى كتابه الهام الصادر عام 2015 بعنوان (العائلة والثروة.. البيوت التجارية المغربية فى مصر العثمانية): إن المغاربة عشقوا مصر واعتبروها قبلتهم فى الترحال والاستقرار بعيدًا عن أرض الوطن، فعاشوا وتاجروا فى البن والذهب والقماش والزيوت، وتمركزوا فى أكبر أسواق القاهرة مثل الغورية.
مؤكدًا على أنه قد تم التزاوج بين كثير من طلبة العلم والعلماء المغاربة والمصريات، حيث تسجل سجلات المحاكم الشرعية العديد من هذه الحالات التى وثقت الروابط بين المغاربة والمجتمع المصرى عن طريق عملية الزواج والمصاهرة.
كما يذكر الدكتور إسماعيل سراج الدين أمين مكتبة الإسكندرية الأسبق فى تصديره لكتاب الدكتور حسام: إن صفحة العلاقات بين مصر والمغرب العربى من الصفحات المشرقة فى تاريخ الأمم، وكان من نتيجة هذه العلاقات كثير من الأسفار والرحلات من بلاد المغرب إلى مصر ومن مصر إلى بلاد المغرب، حتى أننا نرى الروح المغربية موجودة فى مدينة الإسكندرية فى أوليائها الصالحين وأسماء أحيائها وشوارعها، بل امتد الوجود المغربى إلى مدن مثل رشيد وفوة ومطوبس، وفى القاهرة عند حى ابن طولون مركزا للمغاربة. وما زلنا إلى اليوم نرى فى هذا الحى أثرا لبقايا العائلات المغربية القاطنة به.
فى عام 2013 كتب بكثير من المحبة الكاتب المغربى محمد مشبال آثار مغاربة أصابهم ما يطلق عليه الهوى المصرى فحلوا بالقاهرة وغيرها من المدن المصرية وسجل بعضهم رحلته واختار آخرون الاستقرار وأصبحوا جزءا من نسيج المجتمع المصرى.
يقول فى تصديره لكتابه الممتع (مصر فى عيون المغاربة): "لا يوجد بلد أو شعب أو ثقافة استطاعت أن تتغلغل فى وجدان المغربى وتصوغ وعيه مثلما استطاعت مصر والمصريون والثقافة المصرية... أصبحت الثقافة المصرية عاملا فاعلا فى تشكيل الرغبة الأدبية والفنية والفكرية عند الإنسان المغربي" حتى لدى بعض الذين لم يزوروا مصر ومنهم الروائى محمد أنقار مؤلف رواية (المصري)، مستوحاة من الفضاء المصري، حيث يريد بطل الرواية أن يكتب عملا روائيا شبيها بإحدى روايات محفوظ.
يقول الصوفى الكبير جلال الدين الرومي: الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه، أما ذاك الذى يحب بروحه وقلبه فلا ثمة انفصال أبدًا.
نعم أشقاؤنا المغاربة لم يرحلوا، بل سيظلون فى قلوبنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المغرب الشقيق المرسى أبو العباس
إقرأ أيضاً:
بلدية الكفرة تنفي وفاة أسرة كانت تائهة في الصحراء نتيجة قصف جوي
نفت بلدية الكفرة، ما تردد عن وفاة أسرة كانت تائهة في الصحراء نتيجة قصف جوي.
وقالت في بيان، إن السيارة التي كانت تقلها انقلبت واشتعلت النيران بها.
وكان جهاز الإسعاف والطوارئ في الكفرة الذي أعلن وفاة العائلة المفقودة في الصحراء بعد 5 أيام من البحث.
الوسومبلدية الكفرة حادث سيارة