لجريدة عمان:
2024-10-02@03:54:28 GMT

مسلك الخروج من مسار ترامب المتجه نحو الهاوية

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

أعلن نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس، في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي في نيو هامبشاير، عن وجود انقسام «لا يمكن جسره» داخل الحزب الجمهوري بين المحافظة التقليدية وشعبوية الرئيس السابق دونالد ترامب، مؤكدا أن هذا الأخير «يقود إلى الخراب».

ويُؤكد سجل ترامب الانتخابي ما قاله بنس. فالرئيس السابق فاشل في نظر الحزب الجمهوري.

إذ بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، خسر في عملية إعادة انتخابه في عام 2020. وفي الانتخابات النصفية لعام 2018، بينما كان ترامب لا يزال في منصبه، خسر الجمهوريون مجلس النواب. وفي عام 2021، أفسد جهود الجمهوريين للفوز بانتخابات الإعادة في مجلس الشيوخ مرتين في جورجيا، عندما أصيب بنوبة غضب عامة بسبب رفض قادة الولاية المتكرر لإلغاء هزيمته، وتسليمهم سلطةَ مجلس الشيوخ إلى الديمقراطيين. وكانت تأييدات ترامب الأبرز في الانتخابات النصفية لعام 2022 من نصيب المرشحين الذين كان أداؤهم ضعيفًا جدا. وفي انتظار إجراء الانتخابات الرئاسية لعام 2024، يُظهِر استطلاع جديد لشبكة CNN أجرته SSRS أن أكثر مرشحي الحزب الجمهوري إعجابا بشعبوية ترامب- بمن فيهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي، وترامب نفسه- حصلوا على نسب مماثلة من دعم الناخبين في المنافسات الافتراضية وجها لوجه مع الرئيس الحالي جو بايدن. ولم يتفوق على بايدن في الاستطلاع سوى مرشح جمهوري واحد فقط، وهي نيكي هيلي، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.

وأشارت استطلاعات الرأي التي أعقبت أداءها المتميز في أول مناظرة تمهيدية للحزب الجمهوري الشهر الماضي، إلى أن عددًا كبيرًا من الناخبين الجمهوريين ينظرون إلى هيلي من زاوية جديدة. وقد يرجع صعود هيلي الأخير لعوامل عِدة، خاصة مزاجها. فهي، على غرار ترامب، تصف نفسها على أنها مقاتلة قوية على استعداد للتعامل بفعالية مع المصالح الراسخة. غير أن هيلي لا تُظهر شخصية الشعبوية الغاضبة، بل تظهر عزيمة قوية. فهي لا تنغمس في سياسات الاستياء ولعِب دور الضحية التي تتميز بها شعبوية ترامب. فعلى سبيل المثال، سُئلت في حدث نظمته شبكة CNN (سي إن إن) خلال صيف هذا العام عن أسس قيادتها السياسية. ولو أن نفس السؤال وُجِّه لشعبوي آخر من مؤيدي ترامب لثار غاضبا من النُخب، وقدم وعودا بالكفاح نيابة عن الشعب. وبدلا من ذلك، أجابت هيلي بقولها إن «الإيمان والضمير» هما «فوق كل شيء» في نظرها.

وتحدثت عن المعاملة بالمثل والالتزامات المتبادلة للعيش في مجتمع معين، قائلة إن «أفضل طريقة لتقدير بركات الله هو رد الجميل». وعندما تحدثت عن سبب رغبتها في أن تصبح رئيسة، لم تكرر هيلي خطاب تنصيب ترامب العدائي الذي ألقاه في عام 2017، والذي تحدث فيه كثيرا عن المظالم، وتعهد فيه بإنهاء «المذبحة الأمريكية»؛ بل تحدثت بالتفاؤل الأساسي الذي كان يحفز النزعة المحافظة الأمريكية: «عندما نعيد التركيز حقاً على الإيمان والأسرة والبلد، وفكرة أن أمريكا هي أفضل دولة في العالم، عندها سننعم بمستقبل أفضل».

إن هيلي ليست مزاجية فيما يتعلق بوجهات نظرها عن السياسة العامة- والقيم التي تعبر عنها في تلك المواقف- بل توائم على نحو أوثق النزعة المحافظة الأمريكية التقليدية. وفي تناقض حاد مع المرشحين الشعبويين الموالين لترامب، كانت هيلي واضحة عندما قالت إن الولايات المتحدة لديها مصلحة مباشرة في هزيمة أوكرانيا لروسيا. وخلال المناظرة التمهيدية التي عقدها الحزب الجمهوري الشهر الماضي، وصفت الصراع من الناحية الأخلاقية بأنه صراع بين «الخير والشر».

وتختلف هيلي عن ترامب فيما يتعلق بالسياسة المالية أيضا. فترامب تخلى عن الموقف التقليدي للحزب الجمهوري المتمثل في خفض الإنفاق الطويل الأجل على برامج التقاعد والرعاية الصحية لكبار السن- وهو العنصر الأهم في أي خطة لضبط الأوضاع المالية. وتدعم هيلي إجراء تغييرات على تلك البرامج بهدف وضعها على قاعدة مستقرة للأجيال القادمة. وفي المناظرة التمهيدية الأولى، ذهبت إلى حد انتقاد سجل ترامب المالي، مشيرة إلى أنه «أضاف 8 تريليونات دولار إلى ديوننا». وأثناء انتقادها للجمهوريين بسبب توسيعهم لنطاق دولة الرفاهية، وإنفاقهم من المخصصات، وزيادة حجم الدين الوطني، قالت هيلي: «إن أطفالنا لن يغفروا لنا هذا أبدا». وعلى غرار المحافظين التقليديين، هيلي مناصرة متحمسة للأسواق الحرة والحكومة المحدودة. إذ في عام 2020، كتبت أن الرأسمالية «هي أفضل نظام اقتصادي شهده العالم على الإطلاق وأكثرهم إنصافا»، وهاجمت القوميين والشعبويين في الحزب الجمهوري الذين يدعمون الرأسمالية «المخففة»- «الطريق البطيء نحو الاشتراكية»، كما وصفته. وكتبت قائلة إنه: «من السهل جدا أن لا تقدَّر الرأسمالية حق قدرها فقط في بلد حر ومزدهر». ولكن فيما يتعلق بالعديد من القضايا المهمة، بما في ذلك العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، فإن هيلي تشعر القلق بخصوص نفس مشاغل الحزب الجمهوري في عهد ترامب. فقد وصفت الصين بأنها التهديد الأول لأمن بلادها القومي وانتقدت الإجماع بين الحزبين- الذي يفيد أن التعاون مع الصين كان دائما في مصلحة أمريكا- والذي ساد لمدة ثلاثة عقود قبل انتخاب ترامب. ومع ذلك، فإن نهج هيلي في التعامل مع الصين مدروس أكثر ويتميز بدقة أكبر مقارنة مع نهج القوميين الاقتصاديين في الحزب الجمهوري. وفي اللقاء الجماهيري «تاون هول» الذي تقدمه CNN (سي إن إن)، أقرت بأهمية التجارة الحرة، التي كانت ذات يوم مبدأً أساسيا في الاقتصاد الجمهوري. وقالت: «لا يهمني إذا اشترى الأمريكيون القمصان والمصابيح الكهربائية من الصين، بقدر ما يهمني إذا اشترى الصينيون المنتجات الزراعية من مزارعينا. وأنا أرحب بذلك. وما يثير قلقها هو اعتماد الولايات المتحدة على الصين بطرق قد تهدد الأمن القومي. تخيل لو أن هيلي تعاملت مع الطبقة العاملة الأمريكية على نحو معقول مماثل. إن ترامب يثير الغضب ويُشعر الآخرين بالحنين إلى ماض من صنع الخيال. وفي المقابل، تستطيع هيلي التركيز على توسيع نطاق الفرص الاقتصادية، وزيادة المشاركة في الحياة الاقتصادية. إن النجاح السياسي الدائم يبنى على أساس النجاح في مجال السياسات. ولم تكن سياسات الحماية التي انتهجها ترامب، والحروب التجارية، والجدران الحدودية، سياسات ناجحةـ وحسبما أثبتت التجربة فإن نظرية المظالم لا تنجح. وبنس، نائب الرئيس ترامب، على حق: إن السير في هذا الطريق سيؤدي إلى خراب الحزب الجمهوري سياسيا. ويقدم ترشيح هيلي، التي تتناقض بصورة صارخة في مزاجها وفي مواقفها السياسية مع ترامب، مسارا أكثر إشراقا نحو المضي قدما.

مايكل آر سترين مدير دراسات السياسة الاقتصادية في معهد المشاريع الأمريكية، وهو مؤلف كتاب «الحلم الأمريكي لم يمت: لكن الشعبوية يمكن أن تقتله»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحزب الجمهوری فی عام

إقرأ أيضاً:

ترامب: هاريس مختلة عقلياً .. والمهاجرون سيهاجمون الأميركيين بمنازلهم

سرايا - وصف دونالد ترامب، منافسته الديمقراطية كامالا هاريس بأنها "مختلة عقليا"، محذرا من أن المهاجرين غير الشرعيين يعتزمون مهاجمة الأميركيين في منازلهم، في تصعيد لحدة خطابه الانتخابي.


وكان ترامب يسعى للرد على هاريس بعد زيارتها للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك الجمعة وتعهدها ببذل المزيد من الجهود للسيطرة على طلبات اللجوء وعبور المهاجرين.


وتعد قضية الهجرة من أبرز نقاط الضعف لدى هاريس في استطلاعات الرأي، حيث المنافسة متقاربة مع ترامب في انتخابات 5 نوفمبر.

وندد ترامب بخطاب هاريس عند الحدود، معتبرا أمام أنصاره في ولاية ويسكونسن المتأرجحة أن الرئيس جو بايدن ونائبته هاريس يتحملان مسؤولية "غزو" هؤلاء "المجرمين" للبلاد.

ومنذ عام 2016 يرتكز خطاب ترامب في المناطق التي تسكنها غالبية بيضاء وتعاني من كساد اقتصادي على معاداة المهاجرين، لكن هذا الخطاب أصبح أكثر تطرفا مع اقتراب الانتخابات.

وقال رجل الأعمال البالغ 78 عاما وأول مرشح رئاسي مدان بجريمة جنائية في تاريخ الولايات المتحدة، إن منافسته هاريس "غبية".

وأضاف "جو بايدن أصبح متخلفا عقليا لكن كامالا ولدت هكذا (...) وإذا فكرتم في الأمر، فقط شخص متخلف عقليا يسمح بحدوث هذا لبلدنا".

من جانبها، أمضت هاريس السبت في جمع التبرعات لحملتها في سان فرانسيسكو، واتهمت ترامب بتكرار خطابه الذي "نسمعه منذ سنوات".

أضافت "هذه الانتخابات تدور حول رؤيتين مختلفتين إلى حد كبير لأمتنا، ونحن نرى هذا التباين في مسار الحملتين".

وتحدث ترامب في ويسكونسن على منبر تحيط به صور جنائية كبيرة لمهاجرين متهمين بارتكاب جرائم، راسما صورة قاتمة لأميركا التي تتعرض لهجوم عنيف من قبل المهاجرين، على الرغم من انخفاض أعداد العابرين بشكل غير قانوني هذا العام وكذلك معدل الجرائم وفق مكتب التحقيقات الفدرالي.

وحذر ترامب أنصاره من المهاجرين غير الشرعيين الذين "سيدخلون مطابخكم، ويجزون رقابكم".

وقال "إن المدن الصغيرة في أميركا تشعر بالرعب من المهاجرين الوافدين"، مضيفا أنهم "سيغتصبون وينهبون ويسرقون ويسلبون ويقتلون شعب الولايات المتحدة الأميركية".

وتابع أن المهاجرين غير الشرعيين الذين وصفهم "الحيوانات" سيستولون على وظائف الأقليات والعمال النقابيين.


وبدا واضحا أن ترامب منزعج من محاولة هاريس الجمعة تقديم رسالة صارمة بشأن الحدود مع المكسيك، حيث وصفها بأنها "كاذبة".

واشتكى ترامب من تغطية قناة "فوكس نيوز" Fox News المحافظة لخطاب هاريس، قائلا "لا ينبغي لهم السماح ببثه".

وكان ترامب مدركا أن خطابه لا يشبه ما اعتاد الأميركيون سماعه خلال الحملات الرئاسية على مر السنين.
وفي وقت ما توقف ليقول "أليس هذا خطابا رائعا وملهما؟ لدي أشخاص يجلسون في الصف الأمامي (...) وهم يقولون يا إلهي"، في إشارة لاندهاشهم.

وأضاف "هذا خطاب قاتم، خطاب قاتم".

إقرأ أيضاً : الاحتلال يؤكد اغتيال القيادي بحزب الله نبيل قاووقإقرأ أيضاً : الصين تعرب عن “قلقها البالغ” من التوتر في الشرق الأوسطإقرأ أيضاً : تفاصيل جديدة تكشف للمرة الأولى عن عملية الاغتيال .. جاسوس إيراني سلّم نصرالله لـ "إسرائيل"!

مقالات مشابهة

  • والز: 10 ملايين عاطل في عهد ترامب.. ولسنا مع الإجهاض
  • المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأمريكي: سندعم إسرائيل ضد «الأطراف الشريرة»
  • رئيس الوزراء البريطاني يطالب رعاياه بمغادرة لبنان: المنطقة تنزلق لحافة الهاوية
  • «ترامب» يشن هجوما لاذعا على «بايدن وهاريس»
  • اليكتي يطالب برئاسة الإقليم أو الحكومة ويفسّر مفردة تغيير مسار الحكم
  • ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا
  • كاتب إسرائيلي: لا تنخدعوا باغتيال نصر الله فنتنياهو يقود إسرائيل إلى الهاوية
  • ترامب: هاريس مختلة عقلياً .. والمهاجرون سيهاجمون الأميركيين بمنازلهم
  • ترامب يصف هاريس بـالمعاقة ذهنيا ويصعّد لهجته ضد المهاجرين
  • ترامب يصف هاريس بـمعاقة ذهنيا ويصعّد لهجته ضد المهاجرين