لجريدة عمان:
2025-03-10@05:09:05 GMT

مسلك الخروج من مسار ترامب المتجه نحو الهاوية

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

أعلن نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس، في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي في نيو هامبشاير، عن وجود انقسام «لا يمكن جسره» داخل الحزب الجمهوري بين المحافظة التقليدية وشعبوية الرئيس السابق دونالد ترامب، مؤكدا أن هذا الأخير «يقود إلى الخراب».

ويُؤكد سجل ترامب الانتخابي ما قاله بنس. فالرئيس السابق فاشل في نظر الحزب الجمهوري.

إذ بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، خسر في عملية إعادة انتخابه في عام 2020. وفي الانتخابات النصفية لعام 2018، بينما كان ترامب لا يزال في منصبه، خسر الجمهوريون مجلس النواب. وفي عام 2021، أفسد جهود الجمهوريين للفوز بانتخابات الإعادة في مجلس الشيوخ مرتين في جورجيا، عندما أصيب بنوبة غضب عامة بسبب رفض قادة الولاية المتكرر لإلغاء هزيمته، وتسليمهم سلطةَ مجلس الشيوخ إلى الديمقراطيين. وكانت تأييدات ترامب الأبرز في الانتخابات النصفية لعام 2022 من نصيب المرشحين الذين كان أداؤهم ضعيفًا جدا. وفي انتظار إجراء الانتخابات الرئاسية لعام 2024، يُظهِر استطلاع جديد لشبكة CNN أجرته SSRS أن أكثر مرشحي الحزب الجمهوري إعجابا بشعبوية ترامب- بمن فيهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي، وترامب نفسه- حصلوا على نسب مماثلة من دعم الناخبين في المنافسات الافتراضية وجها لوجه مع الرئيس الحالي جو بايدن. ولم يتفوق على بايدن في الاستطلاع سوى مرشح جمهوري واحد فقط، وهي نيكي هيلي، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.

وأشارت استطلاعات الرأي التي أعقبت أداءها المتميز في أول مناظرة تمهيدية للحزب الجمهوري الشهر الماضي، إلى أن عددًا كبيرًا من الناخبين الجمهوريين ينظرون إلى هيلي من زاوية جديدة. وقد يرجع صعود هيلي الأخير لعوامل عِدة، خاصة مزاجها. فهي، على غرار ترامب، تصف نفسها على أنها مقاتلة قوية على استعداد للتعامل بفعالية مع المصالح الراسخة. غير أن هيلي لا تُظهر شخصية الشعبوية الغاضبة، بل تظهر عزيمة قوية. فهي لا تنغمس في سياسات الاستياء ولعِب دور الضحية التي تتميز بها شعبوية ترامب. فعلى سبيل المثال، سُئلت في حدث نظمته شبكة CNN (سي إن إن) خلال صيف هذا العام عن أسس قيادتها السياسية. ولو أن نفس السؤال وُجِّه لشعبوي آخر من مؤيدي ترامب لثار غاضبا من النُخب، وقدم وعودا بالكفاح نيابة عن الشعب. وبدلا من ذلك، أجابت هيلي بقولها إن «الإيمان والضمير» هما «فوق كل شيء» في نظرها.

وتحدثت عن المعاملة بالمثل والالتزامات المتبادلة للعيش في مجتمع معين، قائلة إن «أفضل طريقة لتقدير بركات الله هو رد الجميل». وعندما تحدثت عن سبب رغبتها في أن تصبح رئيسة، لم تكرر هيلي خطاب تنصيب ترامب العدائي الذي ألقاه في عام 2017، والذي تحدث فيه كثيرا عن المظالم، وتعهد فيه بإنهاء «المذبحة الأمريكية»؛ بل تحدثت بالتفاؤل الأساسي الذي كان يحفز النزعة المحافظة الأمريكية: «عندما نعيد التركيز حقاً على الإيمان والأسرة والبلد، وفكرة أن أمريكا هي أفضل دولة في العالم، عندها سننعم بمستقبل أفضل».

إن هيلي ليست مزاجية فيما يتعلق بوجهات نظرها عن السياسة العامة- والقيم التي تعبر عنها في تلك المواقف- بل توائم على نحو أوثق النزعة المحافظة الأمريكية التقليدية. وفي تناقض حاد مع المرشحين الشعبويين الموالين لترامب، كانت هيلي واضحة عندما قالت إن الولايات المتحدة لديها مصلحة مباشرة في هزيمة أوكرانيا لروسيا. وخلال المناظرة التمهيدية التي عقدها الحزب الجمهوري الشهر الماضي، وصفت الصراع من الناحية الأخلاقية بأنه صراع بين «الخير والشر».

وتختلف هيلي عن ترامب فيما يتعلق بالسياسة المالية أيضا. فترامب تخلى عن الموقف التقليدي للحزب الجمهوري المتمثل في خفض الإنفاق الطويل الأجل على برامج التقاعد والرعاية الصحية لكبار السن- وهو العنصر الأهم في أي خطة لضبط الأوضاع المالية. وتدعم هيلي إجراء تغييرات على تلك البرامج بهدف وضعها على قاعدة مستقرة للأجيال القادمة. وفي المناظرة التمهيدية الأولى، ذهبت إلى حد انتقاد سجل ترامب المالي، مشيرة إلى أنه «أضاف 8 تريليونات دولار إلى ديوننا». وأثناء انتقادها للجمهوريين بسبب توسيعهم لنطاق دولة الرفاهية، وإنفاقهم من المخصصات، وزيادة حجم الدين الوطني، قالت هيلي: «إن أطفالنا لن يغفروا لنا هذا أبدا». وعلى غرار المحافظين التقليديين، هيلي مناصرة متحمسة للأسواق الحرة والحكومة المحدودة. إذ في عام 2020، كتبت أن الرأسمالية «هي أفضل نظام اقتصادي شهده العالم على الإطلاق وأكثرهم إنصافا»، وهاجمت القوميين والشعبويين في الحزب الجمهوري الذين يدعمون الرأسمالية «المخففة»- «الطريق البطيء نحو الاشتراكية»، كما وصفته. وكتبت قائلة إنه: «من السهل جدا أن لا تقدَّر الرأسمالية حق قدرها فقط في بلد حر ومزدهر». ولكن فيما يتعلق بالعديد من القضايا المهمة، بما في ذلك العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، فإن هيلي تشعر القلق بخصوص نفس مشاغل الحزب الجمهوري في عهد ترامب. فقد وصفت الصين بأنها التهديد الأول لأمن بلادها القومي وانتقدت الإجماع بين الحزبين- الذي يفيد أن التعاون مع الصين كان دائما في مصلحة أمريكا- والذي ساد لمدة ثلاثة عقود قبل انتخاب ترامب. ومع ذلك، فإن نهج هيلي في التعامل مع الصين مدروس أكثر ويتميز بدقة أكبر مقارنة مع نهج القوميين الاقتصاديين في الحزب الجمهوري. وفي اللقاء الجماهيري «تاون هول» الذي تقدمه CNN (سي إن إن)، أقرت بأهمية التجارة الحرة، التي كانت ذات يوم مبدأً أساسيا في الاقتصاد الجمهوري. وقالت: «لا يهمني إذا اشترى الأمريكيون القمصان والمصابيح الكهربائية من الصين، بقدر ما يهمني إذا اشترى الصينيون المنتجات الزراعية من مزارعينا. وأنا أرحب بذلك. وما يثير قلقها هو اعتماد الولايات المتحدة على الصين بطرق قد تهدد الأمن القومي. تخيل لو أن هيلي تعاملت مع الطبقة العاملة الأمريكية على نحو معقول مماثل. إن ترامب يثير الغضب ويُشعر الآخرين بالحنين إلى ماض من صنع الخيال. وفي المقابل، تستطيع هيلي التركيز على توسيع نطاق الفرص الاقتصادية، وزيادة المشاركة في الحياة الاقتصادية. إن النجاح السياسي الدائم يبنى على أساس النجاح في مجال السياسات. ولم تكن سياسات الحماية التي انتهجها ترامب، والحروب التجارية، والجدران الحدودية، سياسات ناجحةـ وحسبما أثبتت التجربة فإن نظرية المظالم لا تنجح. وبنس، نائب الرئيس ترامب، على حق: إن السير في هذا الطريق سيؤدي إلى خراب الحزب الجمهوري سياسيا. ويقدم ترشيح هيلي، التي تتناقض بصورة صارخة في مزاجها وفي مواقفها السياسية مع ترامب، مسارا أكثر إشراقا نحو المضي قدما.

مايكل آر سترين مدير دراسات السياسة الاقتصادية في معهد المشاريع الأمريكية، وهو مؤلف كتاب «الحلم الأمريكي لم يمت: لكن الشعبوية يمكن أن تقتله»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحزب الجمهوری فی عام

إقرأ أيضاً:

عضو بالحزب الجمهوري الأمريكي: ماسك ليس لديه خبرة في إدارة الحكومة

قال مالك فرانسيس، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخص استثنائي ومحب للسيطرة، وغالبًا ما يتخذ قراراته بناءً على رؤيته الشخصية، حتى لو تعارضت مع آراء وزرائه، موضحًا أن أي وزير في إدارة ترامب يجب أن ينفذ أوامره بالكامل، وإلا فإنه سيتعرض للإقالة، مشيرًا إلى أن إيلون ماسك يعد "صديقه المدلل"، وبالتالي يحصل على استثناءات ومعاملة خاصة مقارنة بالوزراء الرسميين.

وأكد فرانسيس، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج "مطروح للنقاش"، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن تدخل ماسك في تسريح الموظفين الفيدراليين دون دراية بكيفية عمل الحكومة يعد قرارًا خاطئًا، موضحًا أن هناك قوانين تحمي هؤلاء الموظفين، مثل قوانين الخدمة المدنية والنقابات العمالية، مما سيؤدي إلى رفع آلاف الشكاوى ضد الحكومة، ومن المحتمل أن يفوز الموظفون المفصولون في هذه القضايا ويعودوا إلى وظائفهم.

وفيما يتعلق بالخلاف بين ماركو روبيو وماسك، أشار فرانسيس إلى أن هناك عدة ملفات خلافية، وليس فقط موضوع تقليص العمالة، فخلال فترة وجود روبيو في مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، كان من أشد المؤيدين لزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا وفرض عقوبات إضافية على روسيا، وهو نهج قد يتعارض مع توجهات ترامب تجاه الملف الروسي الأوكراني.

وأضاف أن تدخل ماسك في القضايا الحكومية قد يؤثر سلبًا على أعماله التجارية الخاصة، إذ إن جزءًا كبيرًا من المجتمع الأمريكي ضد ترامب، وقد يؤدي هذا إلى مقاطعة منتجاته، مما قد يضر بشركاته مثل تسلا، وختم فرانسيس حديثه بالقول: "لو كنت مكان ماسك، لما تدخلت في هذه الأمور السياسية الحساسة".

مقالات مشابهة

  • لن نسمح لترامب بالانتصار.. أول تعليق لرئيس وزراء كندا المقبل
  • بمشاركة 32 فريقًا.. انطلاق دوري حزب الشعب الجمهوري لكرة القدم بقنا
  • عضو بالحزب الجمهوري الأمريكي: ماسك ليس لديه خبرة في إدارة الحكومة
  • سياسي منشق عن الشعب الجمهوري يؤسس حزب “المترددين”
  • خلاف أمريكي إسرائيلي على مسار العمل ضد إيران
  • ماذا نعرف عن المساعدات العسكرية التي قدمتها أمريكا لأوكرانيا قبل قرار ترامب بإيقافها؟
  • التقدمي: نُعرب عن أسفنا للأحداث التي تشهدها منطقة الساحل السوريّ
  • ترامب ينتقد الرسوم الجمركية التي تفرضها الهند على السلع المستوردة
  • «الشعب الجمهوري» بسوهاج ينظم مسابقة رمضانية لحفظ القرآن الكريم ببندر جرجا
  • الصين تنتقد الرسوم الجمركية الأمريكية