متاحف قطر تحتفي بالذكرى السنوية العاشرة لإدراج موقع الزبارة الأثري ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
احتفت متاحف قطر، ضمن مشاركتها في فعاليات الدورة الـ45 الموسعة للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية وتستمر حتى 25 سبتمبر الجاري، بالذكرى السنوية العاشرة لإدراج موقع الزبارة الأثري ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وقال سعادة السيد بندر بن محمد العطية سفير دولة قطر لدى المملكة العربية السعودية في كلمته على هامش الاحتفال:" يسعدنا أن نجتمع في هذا الحدث الهام، للاحتفال بمناسبة مرور 10 سنوات على تسجيل موقع الزبارة الأثري على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)".
وأضاف سعادته، أن "هذه المناسبة الفريدة يأتي تنظيمها متزامنا مع استضافة المملكة العربية السعودية الشقيقة لاجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، وهو ما يعكس أهمية وثقل المملكة وريادتها على المستوى الدولي".
وأوضح : "نحن نجتمع هنا في قلب الجزيرة العربية بالمملكة التي نتشارك معها الثقافة ذاتها والامتداد التاريخي مع شعبها الشقيق، ونلفت إلى أن هذه المنطقة أيضا تعتبر مركزا غنيا بالقيم التي تضمنها الميثاق التأسيسي لليونسكو، فضلا عما تملكه من أبعاد ثقافية ضاربة في عمق التاريخ، ويشكل التراث العالمي لنا في دولة قطر، سواء كان الطبيعي أو الثقافي، أهميته في سياساتنا الوطنية والدولية، وهذا ما نؤمن به من دور فعال للتراث العالمي من مد لجسور التواصل بين الشعوب، وباعتباره كذلك إحدى ركائز تحقيق التنمية المستدامة التي تلتقي مع رؤيتنا الوطنية 2030".
ولفت إلى أن "إقامة هذا الحدث أثناء اجتماع لجنة التراث في مدينة الرياض، له طابع استثنائي لنا كقطريين، وذلك ما يعزز العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين لما يربطهما من وشائج قربى.. فنحن وكما أسلفت نتقاسم الكثير من العناصر الثقافية التي تجمعنا مع الأشقاء في المملكة".
ونوه سعادته إلى أن وزارتي الثقافة في دولة قطر والمملكة العربية السعودية، وقعتا مؤخرا اتفاقية لتعزيز العديد من الشراكات بين البلدين في القطاعات الثقافية، والإبداعية، والصناعات المتصلة بهذا المجال.
من جانبها، قالت الشيخة عائشة بنت مبارك آل ثاني رئيس قسم اليونسكو في اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، إن موقع الزبارة من أهم المواقع الأثرية في دولة قطر، ويعتبر نموذجا للمدن الساحلية بالخليج العربي في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، ومركزا لصيد وتجارة اللؤلؤ، حيث تقع مدينة الزبارة في بلدية الشمال إحدى بلديات مدن التعلم التابعة لليونسكو، كما يقع الموقع الأثري للزبارة ضمن محمية الريم للمحيط الحيوي، مما يعزز أهمية الموقع، وتعمل اللجنة الوطنية بالتعاون والشراكة مع أصحاب المصلحة إلى ربط الشبكات الوطنية المنضمة لليونسكو بشكل يسهم في تحقيق الخطط الاستراتيجية للمحميات والمواقع الوطنية.
وأوضحت الشيخة عائشة بنت مبارك آل ثاني رئيس قسم اليونسكو في اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، أن دولة قطر تحرص على حماية التراث الثقافي بمختلف أنواعه لكونه جزءا أصيلا من هوية البلد ويعكس موروثها الثقافي، ولقد صادقت الدولة على عدد من الاتفاقيات الدولية المعنية بحماية الثقافة .. وما زالت تسعى المؤسسات بالدولة إلى دراسة إدراج العديد من المواقع الأثرية والطبيعية ضمن قوائم التراث الإقليمية والعالمية
ويأتي هنا دور اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم كمؤسسة مجتمعية، بتقديم الدعم والمشورة لمؤسسات الدولة سعيًا نحو تعزيز التوجهات والأولويات الوطنية، وتحقيقًا لرؤية دولة قطر 2030، فلقد كان للجنة الوطنية القطرية دور في مصادقة الدولة عام 1985 على اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي والمعتمدة عام 1972 خلال المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو خلال دورته السابعة عشرة، والتي تعنى بصون وحماية المواقع الثقافية والطبيعية وجعلها تراثا مشتركا للبشرية، وتعتبر أداة فاعلة في معالجة التحديات والمسائل المختلفة التي تواجه المواقع التراثية.
كما دعمت اللجنة الوطنية القطرية تقديم ملف مدينة الزبارة لإدراجه ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 2013، وتقوم بالتعاون مع هيئة المتاحف وأصحاب المصلحة بدعم تنفيذ الخطة الاستراتيجية لموقع الزبارة الأثري.
وتابعت، وفي هذا الإطار نود تسليط الضوء على أن المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، تعد من الروافد الأساسية والمنشطة للسياحة الثقافية، وتعمل على إيجاد صناعة سياحية ثقافية مستدامة، وتحقيق الاستثمار الأمثل لها".
ومن جهته قال الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب مندوب دولة قطر الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/:" منذ تسجيل موقع الزبارة الأثري في قائمة التراث العالمي، عملت دولة قطر على دعم جميع جهود مركز التراث العالمي وأعمال لجنة التراث، لا سيما في مواجهة التحديات المعاصرة، كتغيير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما عملت على تمكين الشباب لإدارة مواقع التراث وربطها برؤية قطر 2030 ، التي رسمت الطريق لبناء القدرات الثقافية والاجتماعية في دولة قطر."
من جانبه قال السيد محمد سعد الرميحي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لمتاحف قطر:" تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، سعينا جاهدين في العمل للحفاظ على الموروث الثقافي والمواقع الأثرية وصون ممتلكات دولة قطر الثقافية والتاريخية، كما ندعم استمرار التعاون بين جميع الخبراء في هذا المجال لتبادل الخبرات بين جميع المؤسسات. طوال السنوات العشر الماضية قامت متاحف قطر بجهود كبيرة لتطوير وصون مدينة الزبارة وموقع الزبارة الأثري، وهو ما من شأنه الحفاظ على أصالة الموقع وسلامته."
وقالت الدكتورة فاطمة السليطي، مدير إدارة التعاون الدولي والشؤون الحكومية بمتاحف قطر: إن "الاحتفال بالذكرى العاشرة لموقع الزبارة الأثري يعزز دور الجهود الجبارة التي قامت بها متاحف قطر والمؤسسات المختصة في دولة قطر للحفاظ على هذا الإرث العالمي. وهذه الجهود تجسد الدور الفعال الذي تلعبه دولة قطر على الصعيد العالمي كونها عضوا في لجنة التراث العالمي".
وأضافت: يعد هذا الحدث خير شهادة على التزام قطر الدائم بالحفاظ على تراثها الثقافي والترويج لأهميته التاريخية على الساحة العالمية، وسعيها الدائب إلى تنمية الشعور بالفخر والملكية بين المجتمعات المحلية والعالمية في حماية هذا الموقع التاريخي الفريد لأجل الأجيال القادمة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: متحف قطر
إقرأ أيضاً:
الإمارات تحتفي بـ “يوم زايد للعمل الإنساني”
تحيي دولة الإمارات، اليوم، “يوم زايد للعمل الإنساني” الذي يصادف 19 رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”.
يعد” يوم زايد للعمل الإنساني”، مناسبة سنوية للتأكيد على الالتزام بإرث القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في العطاء وإغاثة المحتاج ومد يد العون لجميع المستضعفين في مختلف بقاع الأرض، إذ أصبحت الإمارات في عهده من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية والإغاثية قياسا إلى دخلها الوطني.
وتحول يوم زايد للعمل الإنساني إلى مناسبة تُجدّد فيها الإمارات التزامها برسالة مؤسسها، عبر إطلاق المبادرات الخيرية والإنسانية التي تتنوع بين المساعدات الغذائية، والمشاريع التنموية، ودعم اللاجئين، وتمكين الفئات الهشة، وتعزيز الصحة والتعليم في الدول الأقل حظًا.
وتحل المناسبة وَسَط حراك متواصل للدولة تعبر عنه المبادرات الإنسانية التي تؤكد أن نهج “زايد الخير” ومآثره العظيمة في العمل الإنساني راسخة في دولة الإمارات، التي شهدت مؤخرا إطلاق “مبادرة إرث زايد الإنساني” بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم ، في حين تواصل منذ نحو 15 شهرا دعم وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين ضمن “عملية الفارس الشهم 3” الإنسانية إلى جانب إطلاق مبادرة “وقف الأب” وغيرها من المبادرات الإنسانية والخيرية ذات الأثر العالمي.
ويعد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه ” رمزا للعطاء وتقديم العون لكل محتاج في أي منطقة بالعالم، حيث أسس رحمه الله في عام 1971 صندوق أبوظبي للتنمية، ليكون عوناً للأشقاء والأصدقاء بالإسهام في مشروعات التنمية والنماء لشعوبهم ، كما أنشأ في عام 1992 مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية ، لتكون ذراعاً ممتدة في ساحات العطاء الإنساني ومجالاته جميعها داخل الدولة وخارجها.
ونجح الشيخ زايد “طيب الله ثراه” في تعزيز أركان قطاع المساعدات الخارجية ودعم مسيرة العطاء، لتنطلق من دولة الإمارات اليوم أكثر من 40 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وخيرية تغطي مساعدتها جميع دول العالم والشعوب المحتاجة.
وتكشف الحقائق والأرقام مواقف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الساطعة، وتوجيهاته السامية وحسه الإنساني، فقد بلغت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية التي تم توجيهها من الإمارات خلال الفترة من العام 1971 حتى العام 2004، ما يقارب نحو 90.5 مليار درهم، فيما تخطى عدد الدول التي استفادت من المساعدات والمعونات الإنمائية والإنسانية والخيرية التي قدمتها الإمارات حاجز الـ 117 دولة تنتمي لجميع أقاليم العالم وقاراته.
وتتوزع شواهد عطاء الشيخ زايد “طيب الله ثراه” على مختلف الدول فلا تكاد تخلو بقعة من بقاع الدنيا من أثر كريم يمجد ذكراه العطرة، من مستشفيات ومساجد ومراكز طبية وثقافية تحمل اسم زايد.
وحصل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على الأوسمة والنياشين من مختلف دول العام تقديرا لما قدمه من خدمات جليلة للإنسانية، ففي عام 1985 منحت المنظمة الدولية للأجانب في جنيف “الوثيقة الذهبية” للشيخ زايد باعتباره أهم شخصية لعام 1985، وفي عام 1988 اختارت هيئة “رجل العام” في باريس الشيخ زايد، تقديرا لقيادته الحكيمة والفعالة ونجاحه في تحقيق الرفاهية لشعب دولة الإمارات وتنمية بلاده أرضا وإنسانا ما جعلها دولة متطورة متقدمة.
وفي عام 1993 منحت جامعة الدول العربية وشاح رجل الإنماء والتنمية للشيخ زايد، وفي عام 1995 قدمت جمعية المؤرخين المغاربة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الوسام الذهبي للتاريخ العربي، تقديرا منها لجهوده المتواصلة في خدمة العروبة والإسلام.
وفي عام 1995 تم اختيار الشيخ زايد الشخصية الإنمائية لعام 1995 على مستوى العالم، وفي عام 1996 أهدت منظمة العمل العربية درع العمل للشيخ زايد تقديرا لدوره الرائد في دعم العمل العربي المشترك.وام