الناجون من فيضانات ليبيا محاصرون بين نقص المياه والألغام
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
وجد الليبيون الذين جرفت الفيضانات منازلهم في مدينة درنة بشرق البلاد قبل أسبوع أنفسهم محاصرين بين مطرقة البقاء في المدينة مع نقص المياه العذبة وسندان الألغام الأرضية التي جرفتها السيول إلى المناطق التي فروا إليها.
وقال تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن السلطات الليبية اكتشفت إصابة 55 طفلا على الأقل بالتسمم بسبب شرب مياه ملوثة في درنة، حيث يعيش المشردون -نتيجة الفيضان- في ملاجئ مؤقتة أو مدارس أو يكتظون في منازل أقربائهم أو أصدقائهم.
وأضاف التقرير أن مياه الفيضانات نقلت الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر التي خلّفها الصراع على مدار السنوات الماضية، مما يشكل خطرا إضافيا على آلاف النازحين المتنقلين.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من 40 ألف شخص شُردوا، محذرا من أن هذا الرقم من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير بسبب صعوبة الوصول للمناطق الأكثر تضررا.
ومع شروق شمس اليوم الأحد خفت حدة مشاهد الدمار مع إزالة أكوام الركام ووضعها على جوانب طرق خالية ورفع كميات من المعادن المتشابكة، بعضها أجزاء من حطام سيارات.
وافترش حمد عوض شارعا خاليا وبجانبه زجاجة ماء وأغطية سرير. وقال "أنا باق في منطقتنا في محاولة لتنظيفها والتحقق من المفقودين.. الحمد لله الذي رزقنا الصبر".
وقال ساكن آخر إن الناس في حيرة بشأن ما يجب عليهم فعله بعد ذلك.
وقال وصفي -وهو أحد السكان الذي فضل ذكر اسمه الأول فقط- "ما زلنا لا نعرف أي شيء.. نسمع شائعات.. البعض يحاول طمأنتنا والبعض الآخر يقول إما تغادروا المدينة أو تبقوا هنا. ليس لدينا مياه ولا موارد".
مساعدات
وأرسلت منظمات إغاثة دولية مساعدات طارئة، كما قدمت بعض الدول إمدادات ومساعدات أخرى، لكن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قال إن هناك حاجة إلى المزيد.
وتجمع عمال حماية مدنية أرسلتهم الجزائر لتمشيط أنقاض المباني التي كانت ذات يوم متعددة الطوابق بمساعدة الكلاب في محاولة للعثور على أي ناجين.
ووزع متطوعون ملابس وأطعمة في مدينة البادية الساحلية التي تقع غربي درنة.
وقال محمد شاهين -وهو أحد المشرفين على المبادرة- "ترك الناس منازلهم دون أي شيء، لم يكن لديهم وقت حتى لأخذ ملابس".
وقال متطوع آخر، يدعى عبد النبي، إن الفريق جاء من مدينة العجيلات على بعد نحو 1200 كيلومتر في غرب ليبيا، الذي دخل في صراع متقطع مع الشرق منذ أكثر من عقد. وأضاف "يأتي الناس لمساعدة المتضررين".
وهناك مخاوف من أن يكون آلاف الأشخاص لقوا حتفهم بعد انهيار سدين في مدينة درنة في 10 سبتمبر/أيلول الجاري، مما أدى إلى انهيار مبان سكنية كانت تصطف على جانبي مجرى نهر عادة ما يكون جافا بينما كان الناس نياما.
وقد جرفت المياه جثثا كثيرة في اتجاه البحر، وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألف شخص دفنوا في مقابر جماعية.
وجرفت المياه مناطق بأكملها في درنة، التي يقدر عدد سكانها بنحو 120 ألف نسمة على الأقل، أو غطتها بالوحل. وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن ما لا يقل عن 891 بناية دُمرت في المدينة، فيما قال رئيس البلدية إن 20 ألف شخص ربما يكونون قد لقوا حتفهم جراء هذه الكارثة.
وتعاني ليبيا -التي يبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة- من انقسام سياسي، لكن كارثة الفيضان خففت من حدته.
ووصف رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الفيضانات بأنها كارثة غير مسبوقة. ودعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى ضرورة الوحدة الوطنية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب يوافق بالإجماع على عقد جلسة بمدينة درنة
استأنف مجلس النواب جلسته الرسمية اليوم الاثنين، بمقره في مدينة بنغازي برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس النواب ” فوزي النويري” وبحضور النائب الثاني لرئيس مجلس النواب “مصباح دومة”.
و”تم خلال الجلسة عرض طلب مقدم من عدد من أعضاء مجلس النواب بشأن عقد جلسة في مدينة درنة تقديراً للمدينة وأهلها، وصوت المجلس بالإجماع بالموافقة على عقد جلسة في مدينة درنة، كما ناقش المجلس عدد من مشاريع القوانين و الطلبات المقدمة من السادة أعضاء مجلس النواب”.