مسقط- الرؤية

نظّم بنك عُمان العربي وبالتعاون مع بنك العز الإسلامي، النسخة الثانية من قمة الرؤساء التنفيذيين، والتي شهدت حضور ما يزيد عن 300 من القيادات التنفيذية العليا والخبراء المختصين البارزين محليًا وعالميًا.

ويهدف هذا الحدث إلى إلهام القادة وصنّاع القرار تبنّي سياسة التغيير وتسخير التقنيات الحديثة والناشئة في مجالات عملهم، وذلك بحضور مجموعة واسعة من المتحدثين البارزين، من بينهم سعادة طاهر العامري الرئيس التنفيذي للبنك المركزي العماني، والدكتورة لمياء الحاج أستاذ مشارك في جامعة السلطان قابوس، والمفكر المستقبلي ريتشارد واتسون.

وشهدت القمة تسليط الضوء على العديد من الموضوعات المحورية التي تشغل القادة وصنّاع القرار، مثل التعافي الاقتصادي المستدام وأبرز التغيرات الأساسية التي ستشكّل سير القطاعات على مدار الخمسين عامًا القادمة.

وألقى سليمان الحارثي الرئيس التنفيذي لبنك عُمان العربي كلمة ترحيبية بالضيوف، قائلا: "إن تكامل جميع المؤسسات وتوافقها مع مساعي البلاد الاجتماعية والاقتصادية وتطلعاتها المرسومة في رؤية عُمان 2040 أمر مهم لمواصلة دفع اقتصادنا الوطني إلى الأمام، ونحن جميعًا بحاجة لتوسيع مداركنا بالنظر إلى التجارب العالمية والاستفادة منها لتحقيق منجزات أكبر، ونحن نريد أن نعزز تبنّي منظور جديد يدفع بمئات العقول القيادية الحاضرة إلى استكشاف الفرص الهائلة في الأسواق الدولية الأخرى والتي يمكن الاستفادة منها باستخدام التقنيات الحديثة البارزة".

وأكد الحارثي أن الاستماع إلى أفكار المتحدثين المستنيرة كان له بالغ الأثر في إلهام الحاضرين، وأن اجتماع القادة التنفيذيين وما طرحوه من أفكار جديدة ستحقق الأفضل لمستقبل هذا الوطن.

يشار إلى أن قمة بنك عُمان العربي للرؤساء التنفيذيين تأتي امتدادًا لنجاح منتدى الرؤساء التنفيذيين الملهمين الذي أقيم العام الماضي، والذي شهد حضور أكثر من 200 رئيس تنفيذي من مختلف القطاعات في مختلف أنحاء السلطنة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مفهوم الإدارة الحديثة

عندما نتأمل مفهوم الإدارة والعلماء الذين كتبوا في ذلك العلم والفن نجد أنها امتداد لعلوم وتجارب قديمة، وهذا إن دل إنما يدل على أن الإدارة موجودة منذ أن خلق الله الأرض فلا يمكن أن تبنى الأهرامات من دون تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة وكذلك سور الصين العظيم والحضارات القديمة، وكذلك حضارة الإسلام، فالله عز وجل عندما بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو يعمل بمفهوم الإدارة حكيماً في تعامله مع أصحابه وأعدائه وإدارته في نشر الإسلام، عندما نتأمل مواقفه في تخطيطه للهجرة والفتوحات ووضع الاستراتيجيات وتنظيمه للصحابة وتوزيع المهام والأدوار وتفويض السلطات وتوجيهه للقادة وتحفيزهم وحل المشكلات ثم الرقابة على ما خطط له وتقويم الأداء نرى ذلك جلياً في قيادته صلى الله عليه وسلم. إن مفهوم الإدارة هي العملية التي يتم من خلالها تجميع وتوظيف الموارد المادية والبشرية لإشباع احتياجات الأفراد والمؤسسات بأفضل صورة ممكنة، وعرف مؤسس الإدارة العلمية فريدريك تايلور الإدارة بأنها “العلم الذي يهدف إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية باستخدام أساليب علمية”، وعرف الإدارة بيتر دراكر “أب الإدارة الحديثة” بأنها “تعمل على تحقيق النتائج من خلال العمل مع الآخرين”.

بدأ الإبحار في مدارس الإدارة واستخلاص مفاهيمها ، عندما بدأت المدرسة التقليدية الكلاسيكية التي كانت تهتم بالإدارة العلمية والنظامية والبيروقراطية من عام 1880م-1950م ،اهتمت تلك المدارس بالإنتاجية والقواعد واللوائح والتنظيمات ومبادئ الإدارة التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة وتحديد الهياكل والتنظيمات لكنها أهملت الجانب الإنساني والحوافز المعنوية والمرونة والتكيف مع المتغيرات، ثم خرجت بعدها مدرسة العلاقات الإنسانية والسلوكية التي بدأت من عام 1930م -1950م واهتمت بالإنسان وتحسين بيئة العمل وتعزيز دور القيادة والتواصل مع العاملين والاهتمام بالحوافز المعنوية وزيادة مشاركة الموظفين في اتخاذ القرارات، وظهرت نظرية ماسلو للحاجات الإنسانية ونظرية لماكجريجور نظرية (X,Y) الإيجابية والسلبية، لكن هذه المدرسة أهملت الجوانب التنظيمية والإدارية وصبت جل اهتمامها على الجانب الإنساني وبالغت في تأثير العوامل الاجتماعية على الإنتاجية، بعدها خرجت المدرسة الحديثة بمفهومها الشامل من عام 1950م ومازالت وهي تهتم بالإدارة الحديثة الموقفية والنظم وتؤكد أنه لا يوجد طريقة واحدة مثلى للإدارة تصلح لكل موقف، بل يجب أن يتكيف أسلوب الإدارة وفقاً لظروف البيئة المحيطة وحجم المنظمة وطبيعة عملها وهل هي في مرحلة البدء أو النمو أو النضج أو الانحدار، كما اهتمت بالنظم حيث إن المنظمة نظام متكامل وأجزاء مترابطة وتتفاعل مع البيئة الخارجية.

إن جميع المدارس الإدارية كان اعتمادها الأساس على المدرسة التقليدية ولكنها أدخلت التحسين بحسب طبيعة الزمن، إن من أبرز أهداف الإدارة تحقيق التوازن بين أصحاب المصلحة من ملاك وعاملين وعملاء وموردين وجهات حكومية، كما أن من أهدافها تحقيق الكفاءة (أداء الأعمال بشكل صحيح) والفعالية (القيام بالأشياء الصحيحة)، كما أن من أهدافها زيادة القيمة السوقية والأرباح للمنظمة وأيضاً الربط بين الإدارات الداخلية المختلفة لتحقيق النتائج المستهدفة، في الختام إن من الصعوبة بمكان أن تنجح منظمة وهي لم تعمل بالمبادئ الإدارية الأساسية المتعارف عليها في علوم الإدارة، فالمنظمات الناجحة هي التي تعمل بذكاء ورشاقة بالمبادئ الإدارية وتحقق أعلى النتائج بكل احترافية ومهنية، ورؤية المملكة العربية السعودية 2030 خير مثال على تطبيق مبادئ الإدارة التي بدأت بالتخطيط وتحديد الرؤى والمرتكزات والأهداف الاستراتيجية والتكتيكية والتشغيلية ثم نظمت المسؤوليات والأدوار وبناء الهياكل وتفويض السلطة اللازمة وعملت بعد ذلك على التوجيه والقيادة والحوافز ثم انتهت بالرقابة ومتابعة المؤشرات وحوكمة الإجراءات.

مقالات مشابهة

  • صفات عظماء القادة السياسيين . . !
  • محافظة المنيا: ندعم استمرار المشروع الكندي لتحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة
  • أكثر من 60% من الرؤساء التنفيذيين يتوقّعون ركوداً اقتصادياً وشيكاً في أميركا
  • وزير الري: نسعي للعمل مع شركاء إقليميين ودوليين لتحقيق الأمن المائي المستدام
  • الرئيس السيسي: العالم واجه تحديات كبرى تستوجب تعزيز التكامل الاقتصادي العربي
  • وزير التعليم الكوري يؤكد ضرورة دمج التقنيات الحديثة في العملية التعليمية
  • رئيس الوزراء يلتقي وفد الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي
  • "ميلا" تحتفي بـ15 عامًا من الريادة القيادية في عُمان
  • مفهوم الإدارة الحديثة
  • بيدرسن يدعو لرفع عقوبات «سوريا المنهكة» ويشدّد على أولوية التعافي.. دمشق تستعيد سد تشرين وآلية إقليمية لتعزيز الاستقرار