دراسة تاريخية وثائقية ترصد "كُتَّاب عُمان في الصحافة المصرية"
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
الرؤية- خالد بن علي الخوالدي
صدر عن دار صفحات للنشر والتوزيع بالقاهرة كتاب "عُمان في الصحافة المصرية"، وهو عبارة عن دراسة تاريخية وثائقية للدكتور عبدالله بن محمد بن سالم الأشخري.
وتناول المؤلف في مقدمة كتابه ما فرضه التاريخ العماني على الساحة الإقليمية والدولية وانعكست أثاره على قضية عمان في ذلك الوقت وعلى الأوضاع في منطقة الخليج العربي من جانب وعلي العلاقات العربية- العربية من جانب ثانٍ، ثم علي محيط العلاقات العربية البريطانية من جانب ثالث.
وقال المؤلف إن مصر كانت من الدول الرائدة في محيط عالمنا العربي فقد لعبت دورًا رئيسًا في مساندة القضية العُمانية في المحافل العربية والدولية على اعتبار أنها قضية قومية تقف في وجه الاستعمار والرجعية، ولهذا وقفت مصر وثورة يوليو 1952م مسانِدة للقضية العُمانية، وأدّت الصحافة المصرية (الأهرام، والأخبار، والجمهورية، والمصوّر، وغيرها من وسائل الإعلام المقروءة في ذلك الوقت)، دورًا كبيرًا في مساندة قضية عُمان، ولم يكن هذا الموقف من جانب مصر إعلاميًا فقط؛ بل كانت هناك جهود دبلوماسية وعسكرية كبيرة تُبذل. وأشار المؤلف إلى أن الصحافةَ وما تنشره من أخبار تكون متبوعة بتحليلات سياسية أو اجتماعية قد تأخذ شكل الوثيقة المنشورة، لذا فإن المؤرخ هو من يتعامل مع كل هذه الأدوات؛ سواء صحيفة أو وثيقة ويقوم بتحليلها والوقوف علي الحدث الأقرب إلي الصحة وقد تعطي التحليلات الصحفية رأيًا يُفيد في دراسة واقعة تاريخية ما اختلف المؤرخون حولها.
وأوضح الأشخري أنَّ الصُّحُفَ ليست المصدر الوحيد للتاريخ ولكنها مصدر مهم من مصادره، وعلى الرغم من التحفظات التي قد تُحيط بالصحف كمصدر للتاريخ، وهي تحفظات تتعلق بالمبالغات في الرواية، لكن تبقي حقيقة لا خلاف عليها هي أن الصحف تقدم لنا رؤية شاملة للحدث، وهذه النظرة ضرورية للمؤرخ تجعله يعايش العصر الذي يكتب عنه.
وقال المؤلف: "استخدمتُ في الكتاب المنهج التحليلي لكافة مصادر الكتاب وخاصة الوثائق؛ سواء المصرية منها أو الأجنبية والاستفادة منها في تحليل دَوْر الصُّحُف المصرية في عرض التاريخ العماني والقضية العمانية".
أما عن أسباب اختيار الكاتب للفترة الزمنية من عام 1954 حتى 1974، قال الاشخري: "إن عام 1954م هو عام بداية القضية العُمانية وظهور القضية علي الصعيدين الإقليمي والدولي أما عام 1974 - وهو نهاية فترة الكتاب- فجاء بعد اعتلاء السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- سدة الحكم عام 1970م وتغيير اسم السلطنة من "سلطنة مسقط وعُمان" إلى "سلطنة عُمان"؛ مما أكسب عمان وضعًا جديدًا في داخل الأسرة الخليجية والعربية الدولية، وقد تم التركيز في المقام الأول على ما نُشِرَ في الصحافة المصرية خلال تلك الفترة، مع الاعتماد على العديد من المصادر والوثائق الرسمية المنشورة وغير المنشورة، إضافة إلى المراجع العربية والأجنبية التي ذخر بها الكتاب والتي أمدتنا بالعديد من المعلومات القيمة التي أَثْرَت الدراسة ولقد تنوعت المصادر ما بين وثائق عربية وأخري أجنبية، فضلًا عن الصحف المصرية والتي تُعَدُّ عماد هذه الكتاب، أما عن الوثائق فتأتي في مقدمتها بلا شك الوثائق المصرية غير المنشورة والمودعة بدار الوثائق القومية في مصر؛ وهي وثائق الخارجية المصرية فضلاً عن وثائق جامعة الدول العربية الخاصة بعُمان والقضية العمانية وتكمن أهمية هذه الوثائق في أنها تُفصح عن وجهة النظر المصرية (الرسمية وشبة الرسمية) في القضية العمانية".
وفي نهاية الكتاب رصد المؤلف أبرز النتائج التي توصل إليها وتحديد دَور الصحافة المصرية في نقل أحداث القضية العُمانية وبيان أهمية هذا الدور في توجيه الرأي العام العربي والدولي نحو مساندة قضية عمان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مخطوط نادر يعود للقرن التاسع عشر في مكتبة نقابة الصحفيين
في إطار جهود نقابة الصحفيين لتطوير أنشطة مكتبتها، وتعزيز دورها في حفظ وتوثيق ذاكرة الصحافة المصرية، تم اكتشاف مخطوط نادر يعود للقرن التاسع عشر، وذلك خلال أعمال الجرد والتطوير، التي تجريها النقابة لمكتبتها بإشراف الدكتور خالد عزب، خبير التوثيق ومشروعات الرقمنة، بوصفه مستشارًا لنقابة الصحفيين للتوثيق وتطوير المكتبة، وبناء أرشيف رقمي للصحافة المصرية.
وأوضح خالد البلشي نقيب الصحفيين، أن هذا الكشف يأتي ضمن مشروع رقمنة أرشيف الصحافة المصرية، وإحياء ورقمنة كنوزها التاريخية، التي يرجع بعضها لأكثر من قرن مضى، والذي بدأ منذ عدة شهور بقرار من مجلس النقابة.
وأشار البلشي إلى أن المشروع تم تطويره تحت مسمى مشروع "ذاكرة الصحافة المصرية"، الذي يستهدف تطوير مكتبة النقابة وتعزيز مقتنياتها، مؤكدًا التزام النقابة بمواصلة جهودها في حفظ التراث الصحفي والثقافي، وتطوير مكتبتها لتظل منارة للصحفيين، والباحثين المهتمين بتاريخ الصحافة المصرية.
وكشف البلشي عن أن النقابة ستعقد مؤتمرًا صحفيًا يوم الأحد 16 مارس الساعة 2 ظهرًا بالقاعة المستديرة "قاعة أمين الرافعي"، للإعلان عن تفاصيل مشروع "ذاكرة الصحافة المصرية"، ووجه الدعوة إلى كل المهتمين من الباحثين الراغبين في التطوع لدعم المشروع لحضور المؤتمر الصحفي.
من جانبه، أشار د. خالد عزب إلى أن المخطوط المُكتشف يُمثل نموذجًا فريدًا لما كان يقوم به طلاب البعثات التعليمية، التي أُرسلت إلى أوروبا في عهد أسرة محمد علي.
فقد كان محمد علي باشا يُلزم كل طالب عائد من بعثته بترجمة كتاب في تخصصه، أو في أحد فروع المعرفة، وكان هؤلاء الطلاب يُحتجزون في منطقة الأزاريطة بالإسكندرية حتى ينتهوا من ترجمة أعمالهم، وإلى وقت قريب، لم يُعثر على أصل لهذه الكتب، مما يجعل هذا المخطوط ذا قيمة تاريخية وعلمية كبيرة.
وأضاف عزب، أن المخطوط مترجم من الفرنسية إلى العربية، وهو في مجال الطبيعيات "الفيزياء"، ويقع في 92 صفحة، وقد كُتب بالحبر الأسود، بينما جاءت عناوينه بالحبر الأحمر بخط جيد.
ومن المقرر عرض المخطوط قريبًا لزوار النقابة، إلى جانب مجموعة نادرة من أوائل الكتب المطبوعة، التي تم العثور عليها في مكتبة النقابة، ويُعد بعضها نسخًا وحيدة.
ومن أبرز هذه الكتب:
• "علم الدين"، وهو رواية طويلة من تأليف علي باشا مبارك.
• "الدرستان في التاريخ العام"، تأليف أبوالسعود أفندي، طُبع في مطبعة وادي النيل عام 1870م.
• "اتحاف أبناء العصر بذكر قدماء مصر"، تأليف سيد عزمي، وهو من أوائل الكتب، التي كُتبت بالعربية عن تاريخ الفراعنة في مصر.
وأكد جمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة، أنه تم توفير الدعم اللوجيستي لعرض هذه المقتنيات النادرة في "فاترينات" عرض خاصة داخل المكتبة للصحفيين، والمهتمين من الباحثين والطلاب في إطار المشروع الضخم، الذي تعمل عليه النقابة لحفظ مقتنياتها للأجيال القادمة.
وأوضح محمود كامل وكيل النقابة ورئيس اللجنة الثقافية، أن هذه المطبوعات سيتم عرضها، لكنها لن تُتاح للجمهور حرصًا على الحفاظ عليها، وقد جرى رقمنة عددٍ منها، وجارٍ العمل على رقمنة الباقي، ليتم قريبًا إتاحتها بصيغة رقمية لرواد مكتبة النقابة.
وأضاف أن النقابة تعمل على تعزيز مقتنياتها من الكتب، حيث تم مؤخرًا إهداء عددٍ كبيرٍ من الكتب والمكتبات الخاصة لعددٍ من كبار الصحفيين، وسيتم تصنيفها، وتحديد موضوعاتها لتكون متاحة للاطلاع في الفترة المقبلة.
وكانت نقابة الصحفيين قد أعلنت عن تدشين مشروع الأرشيف الرقمي للصحافة المصرية، يوم 15 أغسطس، ويهدف المشروع لجمع أرشيف الصحافة المصرية على مر تاريخها وإحياء "الكنوز التاريخية" للصحافة المصرية ووثائقها، مع تطوير مكتبة النقابة ورقمنتها وإتاحة كتبها النادرة للباحثين والصحفيين والمواطنين المصريين.