الرؤية- خالد بن علي الخوالدي

صدر عن دار صفحات للنشر والتوزيع بالقاهرة كتاب "عُمان في الصحافة المصرية"، وهو عبارة عن دراسة تاريخية وثائقية للدكتور عبدالله بن محمد بن سالم الأشخري.

وتناول المؤلف في مقدمة كتابه ما فرضه التاريخ العماني على الساحة الإقليمية والدولية وانعكست أثاره على  قضية عمان في ذلك الوقت وعلى الأوضاع في منطقة الخليج العربي من جانب وعلي العلاقات العربية- العربية من جانب ثانٍ، ثم علي محيط العلاقات العربية البريطانية من جانب ثالث.

وقال المؤلف إن مصر كانت من الدول الرائدة في محيط عالمنا العربي فقد لعبت دورًا رئيسًا في مساندة القضية العُمانية في المحافل العربية والدولية على اعتبار أنها قضية قومية تقف في وجه الاستعمار والرجعية، ولهذا وقفت مصر وثورة يوليو 1952م مسانِدة للقضية العُمانية، وأدّت الصحافة المصرية (الأهرام، والأخبار، والجمهورية، والمصوّر، وغيرها من وسائل الإعلام المقروءة في ذلك الوقت)، دورًا كبيرًا في مساندة قضية عُمان، ولم يكن هذا الموقف من جانب مصر إعلاميًا فقط؛ بل كانت هناك جهود دبلوماسية وعسكرية كبيرة تُبذل. وأشار المؤلف إلى أن الصحافةَ وما تنشره من أخبار تكون متبوعة بتحليلات سياسية أو اجتماعية قد تأخذ شكل الوثيقة المنشورة، لذا فإن المؤرخ هو من يتعامل مع كل هذه الأدوات؛ سواء صحيفة أو وثيقة ويقوم بتحليلها والوقوف علي الحدث الأقرب إلي الصحة وقد تعطي التحليلات الصحفية رأيًا يُفيد في دراسة واقعة تاريخية ما اختلف المؤرخون حولها.

وأوضح الأشخري أنَّ الصُّحُفَ ليست المصدر الوحيد للتاريخ ولكنها مصدر مهم من مصادره، وعلى الرغم من التحفظات التي قد تُحيط بالصحف كمصدر للتاريخ، وهي تحفظات تتعلق بالمبالغات في الرواية، لكن تبقي حقيقة لا خلاف عليها هي أن الصحف تقدم لنا رؤية شاملة للحدث، وهذه النظرة ضرورية للمؤرخ تجعله يعايش العصر الذي يكتب عنه.

وقال المؤلف: "استخدمتُ في الكتاب المنهج التحليلي لكافة مصادر الكتاب وخاصة الوثائق؛ سواء المصرية منها أو الأجنبية والاستفادة منها في تحليل دَوْر الصُّحُف المصرية في عرض التاريخ العماني والقضية العمانية".

أما عن أسباب اختيار الكاتب للفترة الزمنية من عام 1954 حتى 1974، قال الاشخري: "إن عام 1954م هو عام بداية القضية العُمانية وظهور القضية علي الصعيدين الإقليمي والدولي أما عام 1974 - وهو نهاية فترة الكتاب- فجاء بعد اعتلاء السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- سدة الحكم عام 1970م وتغيير اسم السلطنة من "سلطنة مسقط وعُمان" إلى "سلطنة عُمان"؛ مما أكسب عمان وضعًا جديدًا في داخل الأسرة الخليجية والعربية الدولية، وقد تم التركيز في  المقام الأول على ما نُشِرَ في الصحافة المصرية خلال تلك الفترة، مع الاعتماد على العديد من المصادر والوثائق الرسمية المنشورة وغير المنشورة، إضافة إلى المراجع العربية والأجنبية التي ذخر بها الكتاب والتي أمدتنا بالعديد من المعلومات القيمة التي أَثْرَت الدراسة ولقد تنوعت المصادر ما بين وثائق عربية وأخري أجنبية، فضلًا عن الصحف المصرية والتي تُعَدُّ عماد هذه الكتاب، أما عن الوثائق فتأتي في مقدمتها بلا شك الوثائق المصرية غير المنشورة والمودعة بدار الوثائق القومية في مصر؛ وهي وثائق الخارجية المصرية  فضلاً عن وثائق جامعة الدول العربية الخاصة بعُمان والقضية العمانية وتكمن أهمية هذه الوثائق في أنها تُفصح عن وجهة النظر المصرية (الرسمية وشبة الرسمية) في القضية العمانية".

وفي نهاية الكتاب رصد المؤلف أبرز النتائج التي توصل إليها وتحديد دَور الصحافة المصرية في نقل أحداث القضية العُمانية وبيان أهمية هذا الدور في توجيه الرأي العام العربي والدولي نحو مساندة قضية عمان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وفد إماراتي يطّلع على تجربة هيئة الوثائق

العمانية: زار وفد من دار الوثائق بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية اليوم، للاطلاع على تجربة الهيئة في مجال حفظ الوثائق والمحفوظات الوطنية.

وتعرّف الوفد الإماراتي برئاسة الشيخ خالد بن أحمد القاسمي، رئيس دار الوثائق بالشارقة، والوفد المرافق على دور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في حفظ ذاكرة الوطن، من خلال بناء نظم حديثة لإدارة الوثائق والمحفوظات وفقًا لأحدث المواصفات العالمية، واطلع الوفد على مهام الهيئة في تعريف المجتمع المحلي والدولي بالجوانب التاريخية والحضارية لسلطنة عُمان، من خلال إقامة المؤتمرات والندوات والمعارض الوثائقية المحلية والعالمية.

واستعرض سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية مع الوفد الإماراتي أوجه التعاون في مجالات الوثائق والمحفوظات والدراسات التاريخية، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة، إلى جانب تعزيز التنسيق الثنائي في مجال المؤتمرات والندوات التاريخية والحضارية والفكرية والعلمية والمعارض الوثائقية.

تضمن برنامج الوفد جولة استطلاعية لبعض تقسيمات الهيئة التخصصية والفنية، وتم التركيز على عرض مرئي يحكي مجالات عمل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية "ذاكرة وطن"، وأهم أهدافها والاختصاصات والأعمال التي تقوم بها، كما تم تقديم نبذة شاملة حول نظام إدارة الوثائق والمحفوظات التي تعمل عليه الهيئة في الجهات الخاضعة لقانون الوثائق والمحفوظات، إضافة إلى منظومة إدارة الوثائق والمستندات الإلكترونية.

كما تعرّف الوفد الإماراتي على نظام تصنيف الوثائق المتبع بالهيئة، إلى جانب اطلاعه على ترميم الوثائق والجهود في حفظ التاريخ الشفهي الذي تسعى الهيئة من خلاله إلى توثيق وحفظ التاريخ المرويِّ الذي يمثل جزءًا من الذاكرة الوطنية إلى جانب الوثيقة المكتوبة، والاطلاع على آلية سير العمل في دائرة الاطلاع لخدمة الباحثين والدارسين.

وزار الوفد المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية، وتعرف من خلاله على المكنون التاريخي والموروث الحضاري الذي تزخر به سلطنة عُمان، كما تم تقديم نبذة عن معمل الائتلاف الآمن للوثائق ودوره في فرز وائتلاف الوثائق العامة للدولة والآلية المتّبعة في هذا الشأن.

مقالات مشابهة

  • في مئـويّـة «الإسـلام وأصـول الحكـم»: الكــتابُ القـضيّـة
  • محاور وجسور وأنفاق.. ”اليوم“ ترصد أعمال تطوير الدائري الشرقي
  • كتاب: اغتصاب العقل البشري
  • شاهد .. 15 صورة ترصد انتظام الدراسة في المدارس اليوم
  • خبير سياسي: جولة الرئيس السيسي الخليجية تدعم العلاقات المصرية العربية
  • «بيئة أبوظبي» ترصد بدء موسم التعشيش لسلاحف منقار الصقر
  • برلمانية: العلاقات المصرية الكويتية القطرية تاريخية
  • افتتاح معرض الكتاب الدائم بمقر جامعة الأزهر.. صور
  • وفد إماراتي يطّلع على تجربة هيئة الوثائق
  • الجزيرة ترصد آثار قصف إسرائيلي على مبنى بدير البلح