نساء قرى ورزازات خلية نحل في خدمة ضحايا الزلزال
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
تلوات/إقليم ورززات/ جواد تويول(ماب)
في ساحة صغيرة وسط قرية تغزة التابعة لجماعة تلوات بإقليم ورزازات، تبدو نساء قرويات منهمكات في طهي الطعام لأفراد أسر متضررة من الزلزال، يشتغلن كخلية نحل بكل تفان ونكران ذات، والابتسامة لا تفارق محياهن.
أم العز وإيجة وفاطمة وأخريات تركن أشغال بيوتهن اليومية، وآثرن مؤازرة ساكنة قريتهن المتضررة من الزلزال، من خلال طهي الطعام، وتأمين وجبات غذائية لهم بشكل جماعي.
وفي توزيع عفوي للأدوار، تنشغل هؤلاء النسوة في إعداد وجبات الطعام ، بينما تتطوع أخريات لتحضير الخبز في فرن تقليدي وكؤوس الشاي لأبناء القرية الذين يقدمون يد العون للسلطات وللجمعيات لتوزيع المؤن الغذائية على ساكنة هذا المدشر الجبلي.
تقول أم العز (60 سنة)، وهي تفترش سجادا أمازيغيا، ”ساعات قليلة بعد وقوع الزلزال، قررنا نحن، نسوة الدوار، طهي الطعام بشكل جماعي لإخواننا من المتضررين من هذه الكارثة الطبيعية”.
وتضيف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لا نكل ولا نتعب، فكل واحدة منا تساعد الأخرى، همنا الوحيد هو تخفيف كربة إخواننا الذين انهارت منازلهم أو تصدعت جدرانها بفعل قوة الزلزال”.
في ركن خلفي من هذا “المطبخ المفتوح على السماء”، وتحت شجرة وارفة الظلال، كانت “إيجة”، وهي سيدة يناهز عمرها 65 سنة، قد انتهت للتو من تقطيع الحطب لاستعماله في عملية الطهي.
تقول إيجة، في تصريح مماثل، وهي توقد النار في “كانون” ثبتت فوقه بعناية آنية كبيرة لطبخ أكلة الكسكس، “نساء القرية كلهن معروفات بحيويتهن ومثابرتهن، فحتى في الأيام العادية، يحرصن على مساعدة أزواجهن في الحقول وتربية المواشي وكل أشغال البيت”.
وتضيف إيجة، وقد اغرورقت عيناها بالدموع، “هذه الفاجعة آلمتنا كثيرا، بعد فقدان جارتنا “تودة” التي هوى عليها سقف بيتها، ورغم ذلك فكلنا أمل في تجاوز هذه الظروف العصيبة”.
كل ساكنة القرية، من رجال ونساء، شيوخ وشباب ، تجمعوا في فناء مجاور، لاستقبال سيارات قادمة من جماعة تلوات، ومن باقي جماعات الإقليم محملة بالمساعدات الإنسانية، لتوزيعها على المتضررين من الزلزال.
ففي هذه القرية الصغيرة، التي تقع على ربوة تطل على تضاريس وعرة، تتجسد قيم التآزر والتضامن في أبهى صورها، بفعل إصرار الساكنة على تقديم العون لبعضها البعض، في مواجهة هذه المحنة.
ومن جانبه، يقول البشير، وهو أحد أبناء القرية، في تصريح مماثل، “صحيح أن الحزن والألم يعتصران قلوبنا بعد فراق إخوان لنا قضوا ليلة الزلزال، لكننا جميعا منخرطون في تقديم يد العون لبعضنا البعض إسوة بباقي أبناء الشعب المغربي الأبي”.
ويضيف البشير، الذي يقيم بالدار البيضاء وقدم على وجه السرعة إلى تغزة لمؤازرة ساكنة قريته في هذه المحنة، “أنا فخور بهذا الزخم التضامني مع المتضررين من الزلزال، فروح التضامن والتآزر هذه والجهود التي تبذلها السلطات العمومية وباقي المتدخلين بقدر ما تساهم في التخفيف من معاناتنا، بقدر ما تشكل مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لنا جميعا”.
بتغزة كما بباقي قرى جماعات إقليم ورزازات، تبدو مظاهر وصور التآزر بين الساكنة جلية، ضاربة مثالا مُبهرا لمبادراتها العفوية قصد التخفيف من الضرر الناجم عن هذا الزلزال.
وكانت عمالة إقليم ورزازات قد عبأت، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كافة الجهات المعنية لدعم ورعاية المتضررين من هذه الكارثة الطبيعية والذين أصبحوا بدون مأوى، لا سيما في مجالات السكن والتغذية والتطبيب، والدعم النفسي.
وقد باشرت، في هذا الاتجاه، عمليات توزيع السلال الغذائية والخيام والأغطية على مستوى 84 دوارا تتوزع على تسع جماعات، وذلك تحت إشراف أعوان السلطة، مدعومين بعناصر وحدات القوات المسلحة الملكية
كلمات دلالية تلوات زلزال الحوز ورززاتالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: زلزال الحوز ورززات المتضررین من من الزلزال
إقرأ أيضاً:
باب الواد والحراش وغيرها.. هكذا خططت المخابرات الفرنسية إلى تشكيل جماعات متطرفة بأحياء العاصمة
كشف وثائقي بثه التلفزيون الجزائري كيف تفطنت المخابرات الجزائرية لمخطط المخابرات الفرنسية. الرامي إلى تشكيل جماعات متطرفة بالأحياء الشعبية بالعاصمة.
وحسب الوثائقي الذي يحمل عنوان ” فشل المؤامرة.. صقور الجزائر تنتصر”. فقد تابعت المخابرات الجزائرية كل تحركات واتصالات شاب يدعى أمين بعناصر المخابرات الفرنسية.
ورصدت المخابرات الجزائرية لقاء الشاب أمين. مع عنصر تابع للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية يعمل بالسفارة الفرنسية بالجزائر.
من هو أمين؟أمين، شاب جزائري يعيش في المهجر، عاش تجربة مريرة قلبت كل تفاصيل حياته.
وكانت بدايتها عن طريق استدراجه في أوروبا، من طرف تنظيم إرهابي ينشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وحسب الوثائقي فإن هذا التنظيم متخصص في الدعاية الهدامة، والترويج للأفكار المتطرفة. يستهدف استقطاب الشباب المسلم، حيث يتم شحنهم بالأفكار الجهادية. تحضيرا لتجنيدهم في القتال في صفوف الجماعات الإرهابية انطلاقا من أوروبا.
ووقع أمين في مصيدة هذا التنظيم دون أن يشعر ليجد نفسه مجندا يقاتل في صفوف الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق. حيث مر هناك بظروف صعبة ونجا من الموت المحقق خلال تواجده بالشام.
لم يكن أمين ليستفيق من كابوس سوريا والعراق، حتى وجد نفسه محل استهداف من نوع آخر.
هذه المرة كان الدور على مصالح الاستخبارات الفرنسية، التي جعلته هدفا ثمينا لها. وسعت لتجنيده ضمن نشاطاتها العدائية لبلادنا.
لكن وعي أمين وإدراكه لحقيقة وخطورة نوايا الاستخبارات الفرنسية. فضلا عن اليقظة النشطة للمصالح الأمنية لبلادنا. وعملها الاستباقي المحترف. في التصدي لمثل هكذا اعمال تخريبية أفشل خيوط المؤامرة.
وقال أمين إنه بعد وصوله الى فرنسا بقي لفترة عند خالته. والتي تزامنت مع أحداث غزة. وكذا الجماعات الارهابية التي ظهرت في سوريا والعراق.
كما أضاف أمين “من خلال فيسبوك، تعرفت على شخص سوري الجنسية. تابع لتنطيم داعش الإرهابي وبقينا على اتصال الى ان غادرت الى تركيا وبعدها الى سوريا”.
وتابع أمين “دخلت الى المعسكر ومكثت فيه لأسبوعين. فأخبرونا أنه سيتم تقسيمنا الى فريقين الأول سيتجه للعراق والأخر يمكث بسوريا”.
كما أضاف أمين “كنت ممن تم ترحيلهم على العراق، فتدربت في المعسكر ثم تم تقسيمنا عبر الولايات هناك. وكنت ممن توجه الى الفلوجة”.
وبالفلوجة تمت ترقية أمين إلى أمير سرية حيث كانت كنيته أبو ريان. ثم أصيب في غارة جوية تم على إثرها نقله الى تركيا.
وبعد وصوله الى تركيا تم توجيهه الى سفارة فرنسا، أين تم اخباره انه محل أمر بالقبض الدولي. وانه سيتم ترحيله الى فرنسا.
كما أضاف أمين ” رفضت التوجه الى فرنسا وفضلت العودة الى وطني الجزائر. حيث تمت محاكمتي وإدانتي بالحبس النافذ الى غاية سنة 2019″.
وفي 2022 تلقى امين اتصالا من خالته المقيمة في فرنسا، أخبرته من خلالها أن جمعية تدعى أرتميز تبحث عنه.
من هي جمعية أرتميز ومن هم أعضاؤها؟جمعية artemis معروفة بنشاطها المشبوه اتجاه الأشخاص المتورطين في قضايا إرهابية والمقيمين في التراب الفرنسي. حيث سبق لها وأن قامت بعمليات تقرب من جزائريين اصحاب قضايا ذات طابع إرهابي مقيمين في فرنسا (دون توضيحات أخرى).
ويتراس هاته الجمعية الفرنسي BOYADJIAN JULES مستشار وزير الداخلية الفرنسي السابق CAZENEUVE, BERNARD.
كذلك ومن بين أعضائها الفاعلين المغربي المسمى بن زين رشيد، الحامل للجنسية الفرنسية. الذي تم تكريمه مؤخرا من قبل الملك المغربي محمد السادس كشخصية مهمة في ميدان البحث العلمي.
وحسب المعلومات المستقاة فإن عدة أعضاء ينتمون لهاته الجمعية المشبوهة. هم موظفون سابقون بوزارة الداخلية الفرنسية أو لا يزالون يعملون بها.
كما اتصلت فتاة بالشاب أمين قائلة انها تنتمي الىه هذه الجمعية وتحصلت على اسمه من وزارة الدفاع الفرنسية. وتريد مساعدته على اعادة إدماجه في المجتمع الاوروبي.
وبقي أمين على اتصال مع هذه الفتاة عبر تطبيق واتساب الى ان قررا الالتقاء بالعاصمة تونس في 17 فيفري 2023. الا ان السلطات التونسية منعته من الدخول، فطلبت منه الالتقاء به في المغرب.
وبعد رفض أمين التوجه الى المغرب، أخبرته الفتاة جولي أنها سلمت رقمه لشخص اسمه ايفان. حيث التقيا في ساحة الأمير عبد القادر بالجزائر العاصمة.
من هو إيفان IVAN؟يتعلق الأمر بالمسمى ANDREI JOSEPH GABRIEL GALLARDO مولود في 13 مارس 1989 بمدينة كون (caen) الفرنسية. أعزب وحامل لجواز سفر فرنسي صادر بتاريخ: 13 أفريل 2021.
المعني إطار تابع للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية ويشغل منصب سكرتير أول على مستوى السفارة الفرنسية بالجزائر.
التقى كل من أمين وإيفان وتوجها الى المركز الثقافي الفرنسي حيث دارت بينها محادثات حول ماضي أمين. ليخبره بعدها إيفان أنه يعمل لصالح المخابرات الفرنسية.
وكانت المخابرات الجزائرية على علم باللقاء الذي جمع أمين وإيفان وعلى اطلاع تام بالمهمات التي كان يأمره بها.
وكان ايفان يريد ارسال أمين الى النيجر للانضمام الى الجماعات الارهابية مقابل 50 الف اورو. الا ان الانقلاب الذي حدث في النيجر حال دون ذلك.
كما أخبر إيفان أن أمين تحت الحماية الفرنسية طالما أنه يعمل لصالحها.
جماعات متطرفة بأحياء العاصمة.. إلى ماذا كانت تسعى المخابرات الفرنسية؟وبعدها انقطع الاتصال بين ايفان وأمين لمدة 6 أشهر الى غاية لقاءها في 6 مارس 2024ٍ في تيليملي بالجزائر العاصمة. حيث كان برفقة إيفان شخص آخر يدعى بيار.
وأمر كل من بيار وإيفان الشاب أمين التوغل في شوارع العاصمة على غرار باب الواد، الحراش، المقرية، للبحث عن متطرفين.
والتقى أمين وإيفان مرة أخرى في 28 ماي 2024 في تيليملي بالجزائر العاصمة. أين أخبرهم أمين أنه قام بالمهمة التي طلبوها منه.
وهناك أمروه بالتوجه للبحث عن متطرفين في ولاية وهران والعودة الى العاصمة وبالضبط برج البحري.
وتم أمر أمين بإنشاء جماعة إرهابية في الجزائر على أن يتم تزويدها بالسلاح والذخيرة والمتفجرات من ليبيا.
وبعد اللقاء، التقى أمين بالمصالح الأمنية والتي أخبرته أنه يجب توقيف التواصل مع هؤلاء.
بعد كل هذه التفاصيل التي تم الكشف عنها بالادلة والبراهين، تم تفكيك كل خيوط المؤامرة مع تحقيق نجاح باهر للمخابرات الجزائرية.