تركيا بين طريقي “الفاو” و”الهند”.. ميل نحو “التنمية” مع العراق وشكوك أمنية ومالية
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
كشف تقرير بريطاني، عن سعي تركيا الى المضي بمشروع “طريق التنمية” مع العراق ومعارضتها للخطة التي عرضت مؤخرا في قمة الـ20، لاقامة ممر تجاري يمتد من الهند نحو الإمارات والسعودية وصولا الى ميناء حيفا الاسرائيلي.
وذكرت صحيفة “الفايننشال تايمز” في تقرير، أن “تركيا تخوض “مفاوضات مكثفة” حول “طريق التنمية” الذي يعتبر بمثابة بديل لها عن خطة مجموعة ال20 حول الطريق التجاري من الهند والشرق الأوسط الذي سينقل البضائع من شبه القارة الهندية عبر الإمارات والسعودية والأردن واسرائيل نحو الأسواق الأوروبية”.
واوضح التقرير ان “الممر التجاري المقترح والذي تدعمه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في إطار محاولتهما التصدي لنفوذ الصين المتنامي، سوف يتجاوز تركيا بالكامل”.
ونقل التقرير عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قوله بعد اختتام قمة ال20، إنه “ليس من الممكن ان يكون هناك ممر بدون تركيا”، مضيفا أن “الطريق الأنسب للتجارة من الشرق الى الغرب يجب أن يمر عبر تركيا”.
ولفت التقرير إلى انه “منذ ذلك الحين، ضاعف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من حدة الشكوك التركية بالمشروع المقترح، حيث اكد ان “الخبراء لديهم شكوك في عقلانية وكفاءة الهدف الأساسي (لممر الهند والشرق الأوسط)”، بالاضافة الى وجود “مخاوف جيواستراتيجية اضافية”.
ونقل التقرير عن فيدان قوله في تصريح خاص إن “طريق التجارة لا يعني فقط تلبية التجارة وحدها، فهي أيضا انعكاس للتنافس الجيوستراتيجي”.
وبعدما قال التقرير إن تركيا تحرص على التأكيد على دورها التقليدي كجسر بين الشرق والغرب، وهو دور يعود الى قرون مضت مع ظهور طرق الحرير القديمة، اوضح ان انقرة تروج في المقابل للبديل المتمثل بمبادرة “طريق التنمية” من ميناء الفاو الكبير، حيث يؤكد فيدان أن “مفاوضات مكثفة” تجري مع العراق وقطر والإمارات حول المشروع الذي سيتم البدء فيه “في غضون الشهور القليلة المقبلة”.
واشار التقرير الى أن “طريق التنمية” المقترح والذي تبلغ تكلفته 17 مليار دولار، سينقل البضائع من ميناء الفاو الكبير في جنوب العراق عبر 10 محافظات عراقية وصولا إلى تركيا، حيث ستعتمد الخطة على 1200 كلم من السكك الحديدية السريعة وشبكة طرقات موازية”.
وتابع التقرير أن “المخطط يتضمن ثلاث مراحل، تهدف الاولى الى الاكتمال في العام 2028 والأخيرة في العام 2050”. إلا أن التقرير تحدث عن مخاوف من جانب المحللين تتعلق بجدوى مشروع “طريق التنمية” لأسباب مالية وامنية.
وفي هذا الإطار، نقل التقرير عن الباحث في “مجموعة أوراسيا” البحثية ايمري بيكر قوله، إن “تركيا تفتقر الى التمويل اللازم لتحقيق النطاق الكامل للمشروع، ويبدو أنها تعتمد على الدعم الإماراتي والقطري لبناء البنية التحتية المقترحة”.
وتابع بيكر قوله إنه “من اجل ان يتحقق ذلك على دول الخليج أن تقتنع بالعوائد الجيدة على الاستثمار، وهو أمر ليس واضحا بشكل مباشر في مشروع (طريق التنمية)”.
وبحسب بيكر فان هناك ايضا “مسائل تتعلق بالأمن والاستقرار تهدد عملية البناء وجدوى المشروع على المدى الطويل”.
وذكر التقرير أن “العراق يعاني من الفساد المستشري والبنية التحتية المتدهورة، والحكم الضعيف، وموجات منتظمة من عدم الاستقرار السياسي، بالاضافة الى انه من غير الواضح أيضا كيف سيمول العراق المشروع”.
وفي المقابل، قال التقرير إن “المحللين والدبلوماسيين الغربيين يقولون إن ممر مجموعة ال20 المقترح، قد يتطلب عقودا من الزمن، إذا تم إنجازه بالأساس”.
ورأى التقرير أن تركيا تحاول توسيع الخط الاستراتيجي بين الغرب والشرق من خلال محاولة الاحتفاظ بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك أيضا مع روسيا والصين، وهو نهج ادى في بعض الأحيان إلى اثارة التوترات مع الغرب”.
وبحسب بيكر فإن “انقرة تدعم بشكل عام “مبادرة الحزام والطريق” الصينية، لكنه لفت إلى ان دور انقرة في الخطة كان محدودا، إذ ان بكين وضعت استثمارات تبلغ حوالي 4 مليارات دولار في تركيا من خلال “مبادرة الحزام والطريق”، وهو ما يمثل 1.3 % فقط من إجمالي الاستثمارات الصينية في المبادرة”.
ونقل التقرير عن مدير دراسات السياسة الخارجية في مؤسسة “سيتا” البحثية مراد يشيلتاش، قوله إنه “برغم من وجود الاقتراح البديل المتمثل ب”طريق التنمية” العراقي، الا انه لا يزال بمستطاع أنقرة الدفع للانضمام إلى مبادرة الهند والشرق الأوسط”.
وبعدما اشار التقرير الى ان “اردوغان قد تكون أمامه فرصة لطرح قضيته الآن في حال التقى في نيويورك مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، نقل عن يشيلتاش قوله إن تركيا بمقدورها تسليط الضوء على موقعها الجغرافي المناسب للتجارة، وبمقدورها ايضا استعراض نفوذها في المنطقة، خاصة بعد تحسن العلاقات مؤخرا مع السعودية والإمارات.
وبحسب يشيلتاش، فان “تركيا تتمتع بنفوذ سياسي كبير في المنطقة، وبمقدورها تسهيل المفاوضات التجارية وحل النزاعات بين الدول المشاركة في الممر”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: طریق التنمیة التقریر عن
إقرأ أيضاً:
“نداء” تستكمل بنجاح تغطية شبكتي الجيل الرابع و”التترا” في حتا لدعم التنمية الشاملة وتعزيز جاهزية الاتصالات
أعلنت مؤسسة الاتصالات المتخصصة – نداء، المزود الحصري لشبكات الاتصالات الآمنة والمعتمد من حكومة دبي، عن استكمال تشغيل شبكة الجيل الرابع المتقدمة وشبكة الاتصال اللاسلكي “التترا” الخاصة بها في منطقة حتا، تماشياً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، وتحقيقاً لأهداف “خطة حتّا التنموية” الرامية إلى تعزيز البنية التحتية وتطوير المنطقة كوجهة سياحية وثقافية متكاملة.
وتُعد هذه الخطوة إنجازاً استراتيجياً في مسار تطوير الاتصالات المتخصصة في حتا، حيث قامت “نداء” ببناء أبراج اتصالات مجهزة بأحدث التقنيات لضمان تلبية احتياجات السلامة العامة وتعزيز الدعم التقني للعمليات السياحية والتنموية. وتسهم شبكات الجيل الرابع والتترا المقدمة من “نداء” في تمكين الجهات الحكومية والخاصة وفرق الطوارئ من التواصل بكفاءة، ما يعزز الجاهزية لمواجهة الطوارئ، ويضمن سلامة المقيمين والزوار ويدعم النمو المستدام للمنطقة.
وأعرب سعادة منصور بوعصيبه، المدير التنفيذي لـ “نداء”، عن فخره وفريق عمل المؤسسة بهذا الإنجاز الذي يُعد خطوة هامة نحو تحقيق رؤية القيادة الرشيدة لدعم التنمية الحضرية المستدامة في حتا، مؤكداً على التزام المؤسسة بتقديم أحدث حلول وتقنيات الاتصال المتخصصة لتلبية احتياجات المشاريع التنموية في المنطقة.
وأشار سعادة بوعصيبه إلى أن حتا أصبحت وجهة سياحية بارزة خاصة خلال فصل الشتاء، حيث ستلعب شبكة “نداء” المتطورة دوراً محورياً في دعم الأنشطة الترفيهية والفعاليات عبر تقديم اتصالات آمنة وموثوقة. وستدعم الشبكة أيضاً الجهات المعنية بالسلامة العامة مثل الشرطة والدفاع المدني في أداء مهامها بفعالية، مما يضمن تقديم تجارب متميزة وآمنة للزوار وسكان المنطقة.
وتواصل “نداء” تعزيز رؤيتها الهادفة إلى توفير تقنيات اتصالات متخصصة تساهم في تحقيق تطور إيجابي ملموس على مستوى الأفراد والمجتمعات، وتدعم احتياجات الجهات الحكومية في جميع أنحاء إمارة دبي. وستسهم شبكات الجيل الرابع و”التترا” في رفع كفاءة عمليات الجهات الأمنية والخدمية بمنطقة حتا، ما يضمن استجابة سريعة وفعالة للطوارئ وتلبية متطلبات فرق السلامة العامة بشكل شامل وآمن.
وقد قامت “نداء” ببناء أبراج اتصالات تغطي مختلف مناطق حتا لتقديم خدمات اتصال عالية الجودة تدعم وتيرة التنمية المتسارعة في المنطقة. وستسهم تقنيات الجيل الرابع من “نداء” في تحسين مستوى الخدمات المقدمة في قطاعات الأمن والسلامة، مثل الشرطة والدفاع المدني والإسعاف، إلى جانب القطاعات الأخرى كالنقل والمواصلات وغيرها من الدوائر الحكومية في حتا، مما يعزز بيئة الاتصال المتكاملة والمتقدمة التي تلبي التطورات التنموية التي تشهدها المنطقة.