نفى متحدث باسم الهلال الأحمر الليبي أن تكون حصيلة الفيضانات التي ضربت مدينة درنة شرقي البلاد قد بلغت 11.300 قتيل، وذلك بحسب ما أعلنته الأمم المتحدة أمس السبت.

وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي توفيق شكري، اليوم الأحد، لوكالة "فرانس برس": "نحن للأمانة نستغرب أن يزج باسمنا في مثل هذه الإحصاءات ونحن لم نصرّح بهذه الأرقام".

إقرأ المزيد وصول طائرة إغاثية روسية محملة بمساعدات طبية ومولدات كهربائية إلى ليبيا

واعتبر أنها "تربك الوضع وخاصة ذوي الناس المفقودين".

يُشار إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية كان قد أورد أن حصيلة الفيضانات ارتفعت الى 11.300 قتيل و10.100 مفقود، وتم نسب هذه الأعداد إلى الهلال الأحمر الليبي.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية يوم السبت وصول أول فريق إنقاذ روسي قوامه 50 فردا إلى ليبيا، وتوجهه إلى مدينة درنة المنكوبة. مشيرة إلى أن الفريق مجهز بكافة المعدات اللازمة لعمليات البحث والإنقاذ، بما فيها الزوارق ومعدات الغوص، والكلاب المدربة.

وفي وقت سابق أرسلت وزارة الطوارئ الروسية بتوجيه من الرئيس فلاديمير بوتين عددا من الطائرات محملة بالمعدات الطبية والخيام ومساعدات إنسانية أخرى لإغاثة المتضررين من عاصفة "دانيال" التي ضربت مدينة درنة في الشرق الليبي.

وتسبب إعصار "دانيال" في فيضانات وسيول في عدد من المدن والبلدات في شرق ليبيا طالت البيضاء ودرنة، وأدت إلى خسائر بشرية ومادية فادحة.

المصدر: أ ف ب + RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا إعصار دانيال الأمم المتحدة الكرملين الهلال الاحمر فلاديمير بوتين فيضانات كوارث طبيعية مساعدات إنسانية موسكو وزارة الطوارئ الروسية وفيات الهلال الأحمر اللیبی

إقرأ أيضاً:

درنة بين البحر والسدين.. حكايا ذاكرة مبللة لمدينة رماها الماء إلى الماء

طرابلس- مع قرب حلول ذكراها السنوية الأولى ما زالت كارثة إعصار "دانيال" المدمر قضية مفتوحة لم تغلق ملفاتها الشائكة، خاصة على الصعيد الرسمي من الحصيلة النهائية للضحايا إلى جبر الضرر وإعادة إعمار المدينة المنكوبة إلى التحقيق في الأسباب التي ضاعفت الأضرار ومحاسبة المسؤولين عنها بشكل فعلي.

لكن شاهدا على الحدث وأحد المتضررين لم يقف كثيرا عند مسؤولية السلطات، وأخذ على عاتقه منذ الأيام الأولى مسؤولية التوثيق للكارثة، ودأب يحاول نشر الحقائق والأرقام والمعلومات التي خشي كثيرون أن تجرفها السيول الهادرة مع ما ومن جرفت دون هوادة في أحلك ليالي -سليلة الماء- مدينة درنة (ألف كيلومتر شرقي طرابلس).

ما لم تقم به الجهات المسؤولة على مدى قرابة عام كامل، حاول أحد أبناء درنة وكبار مثقفيها جمعه بين دفتي كتاب صدر قبل أيام -فيضان درنة بين البحر والسدين- يقع في 572 صفحة مقسمة على 22 فصلا، ويضم 11 ألفا و300 اسم من ضحايا الفيضان الذي سببه إعصار غير مسبوق ضرب سواحل شرقي ليبيا، وغمرت أمطاره مدينة درنة الساحلية ليلة 11 سبتمبر/أيلول 2023، بعد أن تسببت السيول الجارفة في تدمير سدود أودية المدينة الواقعة بين الجبل والبحر.

الكتاب -الذي استغرق إعداده 10 أشهر بدأت منذ صبيحة الفيضان المدمر- يسرد 266 قصة تعمد مؤلفه أن يضمّنها دون أدنى تعديل أو اختصار أو حتى تصويب لغوي أو تحريري، لأنه كما يؤكد "تعاملت مع القصص التي وصلتني من الشهود على أنها وثائق أصلية كتبت منذ مئات السنين على رقع غزال، وهي أولا وأخيرا أمانة آثرت إيصالها للقارئ كما هي".

كتاب جمع بين القصص والتأريخ والإحصاء والتوثيق، فجاءت معظم قصصه دامية موجعة اعتصرت قلب من روى وجمع قبل قلب من قرأ، كما يستدل الكاتب بما قالته مسؤولة في منظمة رعاية الطفولة يونيسيف إن "64% من أطفال مدينة درنة مأزومون نفسيا" ويحتاجون لرعاية خاصة.

إلى جانب القصص والشهادات الحية، أورد المؤلف تحذيرات سابقة لخبراء محليين ووطنيين من تهالك سدود مدينة درنة وما قد تخلفه من دمار في حالة سقوط أمطار غزيرة، وهو ما حدث ليلة 11 سبتمبر/أيلول 2023، حين احتجزت السدود العتيقة -التي لم تخضع لأي صيانة منذ عقود- 6 أضعاف قدرتها حتى إن خبراء عالميين قدروا المياه المتدفقة تلك الليلة بأكثر من 8 آلاف متر مكعب من المياه في الثانية.

المؤلف الجديد والأول من نوعه بعد الكارثة حتى الآن، قدّم له العميد السابق لكلية الآداب بجامعة طرابلس، عبدالله مليطان واصفا كاتبه بـ"الباحث بروح المحب لوطنه وبإخلاص المنحاز للحقيقة"، قائلا إنه كتبه "متجردا عن العاطفة، ومنتقدا بموضوعية لكل الأطراف، صائغا عباراته بلغة مبسطة وواضحة. رصد حادثة الفيضان وسيرة مأساة أكبر كارثة تحل بالوطن".

ليؤكد مؤلف الكتاب بدروه أن منجزه عمل وطني إنساني خالص يوثق لأكبر كارثة طبيعية شهدتها ليبيا، مؤكدا أنه لا يستهدف إدانة هذا المسؤول أو تبرئة ذاك لا تصريحا ولا تلميحا، بل إن الكتابة بدأت كمحاولة منه لاستيعاب الحدث الجلل والتعامل معه بعد أيام من الصدمة والذهول حد الانهيار.

المؤلف عبد الفتاح بو حورة الشلوي بجوار كتابه "فيضان درنة بين البحر والسدين" (الجزيرة)

الجزيرة نت اطّلعت على الكتاب بمجرد صدوره، والتقت مؤلفه الأديب والسياسي السابق عبد الفتاح بو حورة الشلوي وأجرت هذا الحوار:

 "فيضان درنة بين البحر والسدين".. بداية لماذا هذا الكتاب؟

جاءت فكرة الكتاب تلافيا لقصور طال تاريخ فيضانات سابقة للوادي -وادي مدينة درنة الجبلية- أشهرها فيضانا 1959 و2011، فرغم فداحة الأول الذي خلف أضرارا بشرية ومادية إلا أننا لا نحوز عنه دقيق المعلومات وتفاصيلها، وهو ما خشيت أن يتكرر بعد كارثة عاصفة دانيال الأخيرة.

الحدث كان جللا وأربك في أيامه الأولى حتى السلطات والمنظمات المحلية والدولية، فكيف جاءتك الفكرة والمقدرة على التوثيق وآثار الكارثة لم تنحسر بعد؟

نعم كانت آثار العاصفة أكبر منا، بل من دول مستقرة بإمكانياتها، وجاءت في ظل انقسام سياسي يلف البلاد، وهذا ما دعاني لأن أجمع الخبر والصورة وأتابع الحدث أولا بأول، خاصة أني ابن المدينة وإن كنت خارجها، وهو ما لم يكن سهلا كما يظنه البعض، بل كان ضاغطا على مشاعرنا وأحاسيسنا، صحيح أني لم ألملم الموضوع لكني تحصلت على ما يستحق النشر.

يسجل النقاد والبحاث والقراء أيضا مآخذ عدة على كل ما هو تأريخي أو توثيقي عادة فما بالك بمثل هذا العمل الذي سيكون كثير من قرائه شهود عيان على الحدث، فكيف تعاملتم مع هذا التحدي؟

حقيقة أن الكتابة عن أي حدث معاصر فيها من المحاذير والعقبات الكثير، فما بالك بكارثة ما زالت آثارها بيننا حتى اليوم، لكني ضاعفت الجهد ما أمكنني ذلك، وحاولت التوثيق بحرص وتأنٍّ بل إنني نشرت بعض الشهادات كما جاءت دون أي تصرف مني وتعاملت معها كأنها وثائق تاريخية لا يجب مساسها.

لاقى الكتاب احتفاء من القراء وقاربت الطبعة الأولى على النفاد بحسب الناشر والموزعين في معظم المدن الليبية، فما سر هذا الإقبال على قراءة الكتاب في رأيكم؟

مردُّه تعاطف الناس مع أهل درنة المنكوبة، ولجسامة الحدث الذي وصفه البنك الدولي في تقريره "أنها أسوأ عاصفة ماطرة إزهاقا للأرواح بقارة أفريقيا منذ عام 1900".

قرأت عدة تعليقات على الكتاب تصفه بـ"حجر أساس" لكل من أراد التوثيق أو الكتابة لكارثة "دانيال"، فهل سيكون هناك طبعات جديدة منقحة أو مزيدة أو حتى أجزاء أخرى لهذا الكتاب في المستقبل القريب؟

بالتأكيد أن الحدث سيتناوله غيري من عدة زوايا، وسيكون حافزا للعديد من الكُتاب والمهتمين باعتباره استحقاقا وطنيا وضرورة تاريخية كغيرنا من بقية البلدان، وموضع بحث ودراسة بالجانب الأكاديمي.

مقالات مشابهة

  • معلومات استخباراتية تكشف عن مهمة الضباط الروس الذين تم نشرهم مؤخراً في اليمن لمساعدة الحوثيين
  • وزير الشباب الليبي يتفقد المدينة الشبابية بالغردقة
  • موقع بريطاني: تخوف أميركي من دعم ضباط مخابرات روس للحوثيين
  • درنة بين البحر والسدين.. حكايا ذاكرة مبللة لمدينة رماها الماء إلى الماء
  • هيئة التعرف على المفقودين: تمكنا من أخذ أكثر من 10 آلاف عينة من أهالي الضحايا والجثامين بدرنة
  • ‏المتحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: حزب الله قد يهاجم أهدافًا "أوسع وأعمق" داخل إسرائيل
  • الأمم المتحدة: ينبغي وقف إطلاق النار لإيصال المساعدات لغزة
  • صندوق الثروة الليبي يتوقع تخفيفا لتجميد أصوله في نهاية هذا العام
  • مفوضية الأمم المتحدة تدعو إلى التحرك بعد إعلان المجاعة في السودان
  • مصدر ينفي القبض على العميد زياد القيسي بتهمة تسجيل 12 عقاراً باسم زوجته