التقتهم الجزيرة نت.. مهاجرون مغاربة جاءوا من الأندلس لدعم الناجين من زلزال الحوز
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
الرباط- منذ أن استيقظ المغاربة على أهوال زلزال الحوز في الثامن من سبتمبر/أيلول الحالي، لم ينم المهاجر المغربي في إسبانيا إسماعيل شكير وهو يجهز قافلة إنسانية لدعم المتضررين من تبعات الزلزال.
يوم الجمعة، عبر إسماعيل البحر الأبيض المتوسط من الجزيرة الخضراء في اتجاه ميناء طنجة برفقة 9 آخرين لنقل مساعدات إنسانية على متن 6 سيارات نقل وسيارة وشاحنة.
الجزيرة نت التقت إسماعيل ورفاقه في طريقهم إلى إقليم تارودانت المنكوب في أثناء استراحتهم في إحدى الباحات على بعد 11 كيلومترا شرق الرباط، وعاينت مراسلة الموقع حماس ثلة من الشباب -الذين يجمع بعضهم بين الجنسية المغربية والإسبانية- لتقديم يد العون لمنكوبي الزلزال.
يقول إسماعيل شكير -للجزيرة نت- إنهم اتصلوا قبل الخروج إلى الطريق، بناشطين مدنيين في المناطق المنكوبة لجرد المواد التي هم بحاجة لها، ويضيف، "أردنا أن تكون لمساعداتنا قيمة مضافة وأن يكون المنكوبون فعلا بحاجة إليها".
وأحضر هؤلاء المهاجرون معهم مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية وخياما وحفاضات الأطفال وفوطا صحية للنساء وبطانيات وأفرشة ووسائد ولوازم النظافة.
ويؤكد إسماعيل تلقيه اتصالات من مهاجرين مغاربة من مختلف جهات إسبانيا يستفسرون عن السبل الكفيلة بنقل تبرعاتهم لبلدهم المنكوب، إلى جانب منظمات أهلية إسبانية وحكومية عرضت المساعدة.
بعد دقائق من وصول فوج المهاجرين إلى محطة الاستراحة، انضم رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني إليهم.
ويوضح إسماعيل، "عندما علم الرئيس بعزمنا التوجه نحو المغرب لنقل مساعدات الجالية المغربية في إسبانيا، أصر على لقائنا لتقديم الدعم لنا".
وفي جلسة حول إفطار مغربي أصيل، يتبادل الشباب أحاديث مع العثماني عن الحماس -المنقطع النظير- ورغبة المهاجرين في تقديم ما يستطيعون لنجدة إخوانهم المتضررين من الزلزال، وحالة التضامن غير المسبوق بين أفراد الجالية في كل المدن الإسبانية.
وخلال رحلتهم الطويلة والشاقة نحو المناطق المتضررة، ينقل هؤلاء المتضامنون ما جمعوه من مساعدات من 3 مدن أندلسية، هي غرناطة وملقا وألميرية، وهي -كما يقولون- الرحلة الأولى وستليها أخرى.
كما تهدف هذه الزيارة إلى تقييم الوضع في الميدان وتحديد حاجات المتضررين والمواد التي توجد حاجة إليها داخل المملكة، ثم العودة إلى إسبانيا لتنظيم قوافل أخرى بالتنسيق مع عدد من الشركاء هناك.
ويعمل إسماعيل رئيسا لجمعية أصدقاء المغرب في إسبانيا وينسق مع جمعية أصدقاء المغرب في تزنيت وناشطين مدنيين في مختلف المدن، من أجل توجيه مساهمات المهاجرين نحو مستحقيها.
وتستهدف هذه القافلة الإنسانية في نسختها الأولى 8 دواوير (قرى) في تارودانت و3 في مراكش.
بعد الاستراحة القصيرة، بدأت الرحلة الطويلة التي ستتوقف لفترة في تزنيت، قبل أن تستأنف الطريق إلى تارودانت المنكوبة.
بمبادرة شخصية منه، قرر المغربي حسن العبدلاوي المقيم في إقليم جيرونا الإسباني -تبعد عن مدينة برشلونة نحو 100 كيلومتر- جمع مساعدات ونقلها بنفسه إلى المناطق المنكوبة.
يقول للجزيرة نت، إن أصدقاء له في مراكش ومدن شمال المغرب أخبروه بالنقص الكبير في الخيام والأغطية والأفرشة.
ويضيف، "اتصلت بـ5 من أصدقائي في جيرونا وأخبرتهم بالحاجيات فاستجابوا جميعهم للنداء، ذهبنا إلى محل خاص واشترينا اللازم من الخيام والأفرشة والأغطية وبدأت الاستعداد للسفر نحو المغرب".
ويتابع، "بعض المهاجرين تبرعوا بالمال وطلبوا إيصاله مباشرة لبعض الأسر ليستعينوا به على قضاء حوائجهم في هذا الظرف الصعب".
خلال مراحل هذه العملية، نسّق حسن مع جمعيات في المدن المستهدفة "معروفة بعملها الاجتماعي والتضامني في المنطقة قبل فترة الزلزال"، يؤكد للجزيرة نت.
كانت القرى في ضواحي مراكش أول وجهة للعبدلاوي، حيث وقف على حجم الأضرار والمنازل المهدمة.
يقول بأسف شديد، "كانت المشاهد أفظع من الصور في الإعلام، ورغم ذلك كان الناس يقفون في صلابة واستقبلونا بكرم لا مثيل له".
وإلى جانب قرى مراكش، استهدفت قافلة حسن القادمة من جيرونا قرى في شيشاوة وأخرى في تارودانت.
طيلة الرحلة التي نقل بعض أجزائها على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تتوقف الاتصالات بحسن وهو في طريقه إلى شيشاوة، وكان معظمها من مهاجرين مغاربة في إسبانيا علموا برحلته ورغبوا في تقديم الدعم لأبناء بلدهم، يؤكد للجزيرة نت.
ويقول، "جميع أفراد الجالية يريدون تقديم المساعدة، لذلك ينبغي تنظيم الجهود وتوزيعها بشكل يجعل جميع المتضررين يستفيدون"، ويأمل ألا تتوقف هذه المبادرات ويستمر العمل بالتنسيق مع الجهات الموثوقة لكي تصل المساعدات إلى الأطراف التي تستحقها.
ويحضر المهاجرون المغاربة بقوة وبفعالية في هذه الأزمة التي يعيشها بلدهم الأم، إذ شهد ميناء طنجة المتوسط توافد عربات نقل وشاحنات تنقل مساعدات إنسانية قادمة من أوروبا.
وأطلق أفراد الجالية في دول أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وغيرها حملات لجمع المساهمات العينية وتشجيع المهاجرين المغاربة على المساهمة ماديا في الصندوق الذي أحدثته المملكة لإعادة إيواء الناجين من الزلزال.
وتم إحداث هذا الصندوق الخاص بهدف تلقي المساهمات التطوعية التضامنية للمواطنين والهيئات الخاصة والحكومية، ومساهمات الدول الصديقة والشقيقة الراغبة في ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی إسبانیا للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
اغتصاب وعنف وسرقة أعضاء.. انتهاكات يتعرض لها مهاجرون عبر الساحل والصحراء
خلص تقرير صادر عن الأمم المتحدة ومنظمة إنسانية إلى أنه على الرغم من أن الخطر الذي يتعرض له المهاجرون أثناء عبور البحر الأبيض المتوسط موثق وجلي جدا، لكن المرحلة المبكرة من رحلتهم، عبر الساحل والصحراء، تكون أكثر خطورة حيث يتعرضون للعنف والاغتصاب والاتجار بالجنس وحتى سرقة الأعضاء.
وجاء في التقرير الذي أصدرته وكالتان تابعتان للأمم المتحدة ومركز الهجرة المختلطة، وهو مجموعة بحثية غير حكومية مقرها الدنمارك أن وفيات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط اجتذبت اهتماما عالميا على مدى العقد الماضي، لكن "عدد الذين يموتون في الصحراء قد يكون أعلى بمقدار الضعف على الأقل".
واستنادا إلى مقابلات مع أكثر من 31 ألف مهاجر على طول طريق هجرتهم خلال الفترة بين عامي 2020 و 2023، يوثق التقرير الوحشية التي يعاني منها المهاجرون من مختلف البلدان أثناء محاولتهم عبور منطقة الساحل والصحراء، هربا من الحروب والتدهور البيئي والفقر في أوطانهم.
تشمل المخاطر على طول الطريق الاحتجاز التعسفي وغالبا لابتزاز الأموال من عائلاتهم، والاتجار بهم من أجل العمل أو الجنس أو النشاط الإجرامي، وكذلك تحدث مهاجرون عن عمليات تعذيب وحتى قطع أعضاء.
وبحسب التقرير، الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" فغالبا ما كان العنف يمارس على أيدي عصابات منظمة وميليشيات إجرامية، ولا سيما من المتاجرين بالبشر الذين يدفع لهم المال مقابل إيصال المهاجرين لأوروبا.
ويضيف التقرير أن المهربين يكذبون بشكل روتيني على المهاجرين بشأن المخاطر التي سيواجهونها، ويطلبون منهم المزيد من المال عندما يصبحون بعيدين عن أوطانهم، ولا يقدمون سوى القليل من الطعام والماء وغيرها من المؤن على طول الطريق.
ينقل التقرير عن لاجئ إريتري يعيش الآن في السويد القول: "اعتقدت أن جميع الحوادث تحدث في البحر.. لكنها كانت هناك في الصحراء حيث يمكن رؤية جثث إريتريين وعظاما وجماجم موتى".
وتحدث آخرون عن تخلي المهاجرين والمهربين عن أولئك الذين انهاروا من العطش أو الإصابة على طول الطريق.
يشير التقرير إلى أن حوالي ثلث البالغين الذين تمت مقابلتهم هم من النساء، اللواتي يواجهن مخاطر خاصة.
تعرض ما يقدر بنحو 90 بالمائة من النساء والفتيات اللاتي يسافرن على طول طريق البحر الأبيض المتوسط للاغتصاب، وفقا لدراسة أجرتها الأمم المتحدة عام 2020، وأُجبر بعضهن على العمل بالجنس لدفع تكاليف رحلتهن.
وهناك تقارير تتحدث أيضا عن نساء أجبرن على الزواج من خاطفيهن وإنجاب أطفال، وأخرى عن نساء اضطررن إلى ممارسة الجنس مقابل السماح لهن بالمرور الآمن.
وحدد المهاجرون ليبيا والجزائر وإثيوبيا باعتبارها الدول الأكثر خطورة.
وفقًا لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وهي إحدى الجهات الراعية للتقرير الجديد، فقد مر أكثر من 72400 مهاجر عبر البحر الأبيض المتوسط في عام 2024 وحده، حيث يعتقد أن نحو 785 شخصا ماتوا أو فقدوا خلال الإبحار.
ولكن على الرغم من صعوبة تتبع المعابر البحرية، إلا أنه من الأصعب، كما قال مؤلفو التقرير، تقدير أعداد الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى الشواطئ الشمالية لأفريقيا بعد عبور مساحات صحراوية نائية ذات كثافة سكانية منخفضة حيث يختفي الكثيرون على طول الطريق.
وقال التقرير، الذي رعته أيضا المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إنه بين يناير 2020 ومايو 2024، من المعروف أن 1180 شخصا لقوا حتفهم أثناء عبور الصحراء، لكن من المرجح أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.