واعظة بـ«الأوقاف»: حفظ الوطن فرض من الضروريات في الإسلام
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
قالت الدكتورة وفاء عبدالسلام، الواعظة بوزارة الأوقاف، إن حب الوطن فرض والدفاع عنه فرض، لافتة إلى الأنبياء دعوا لأوطانهم، بالأمان قبل الدعوة إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، لأنه بعدم وجود الوطن والأمان فيه كيف نعبد الله.
أهمية الحفاظ على المال والعرضوأضافت عبدالسلام، خلال حوارها مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج «البيت»، المذاع على فضائية «الناس»، اليوم الأحد: «الضروريات 6 منها الوطن، كيف نحفظ المال والعرض ونعبد الله، إذا لم يوجد وطن، فإذا تحول أهل الوطن إلى لاجئين فأنهم لا يكون لا حق لديهم».
واستكملت: «حفظ الوطن وأمن الوطن لازم يكون من أهم الضروريات التي يجب أن تكون في حياة كل فرد منا، ضعيف النفس هو ما لا يحب وطنه، شوفوا العزة والشرف اللي حصلت في ذكرى انتصار أكتوبر التي اتخذ جميع المصريين مسلمين ومسيحيين، حتى اختلط الدم ببعضه، من أجل الحفاظ على الوطن وكرامته وعرضه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأوقاف وزارة الأوقاف الناس
إقرأ أيضاً:
لية إعمار الكون جزء من العبودية لله في الإسلام؟
في ديننا الإسلامي الحنيف، لا تقتصر العبادة على أداء الشعائر والفرائض فحسب، بل تمتد لتشمل جميع جوانب الحياة اليومية، بحيث يصبح كل عمل يُقدّم لوجه الله عملاً طيباً له أجر وثواب، ومن بين أبرز المفاهيم التي نجدها في تعاليم الإسلام، هو أن "إعمار الكون" أو "إصلاح الأرض" يُعتبر جزءاً أساسياً من العبودية لله، فالإسلام لا يرى في العبادة مجرد طقوس محدودة، بل دعوة شاملة للإنسان ليكون خليفة الله في الأرض، ويُعنى بإصلاحها وتطويرها بما يرضي الله.
العبودية لله من خلال إعمار الأرضيعتبر الإسلام أن الإنسان خُلق ليكون خليفة في الأرض، أي ليعمرها، كما ورد في قوله تعالى: "إِنِّي جَاعِلٌّ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة: 30). هذه الآية تشير إلى تكليف الله سبحانه وتعالى للإنسان بمهمة إعمار الأرض وحمايتها، واستخدام مواردها بما يتماشى مع قيم العدالة والرحمة التي يدعو إليها الإسلام.
إعمار الأرض في الإسلام ليس مقتصرًا على بناء المدن وتطوير الزراعة، بل يشمل أيضًا الحفاظ على البيئة، والنهوض بالمجتمع، والبحث عن العلم، والعدالة الاجتماعية، وتحقيق السلام. فكل عمل يسهم في رفعة الإنسانية أو في تحسين حياة الناس يعتبر نوعاً من الإعمار الذي يرضي الله سبحانه وتعالى. فالحفاظ على البيئة من التلوث، والاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة، والابتكار في العلوم والتكنولوجيا، كلها أعمال يمكن أن تُدرج ضمن مفهوم "الإعمار".
إعمار الكون كجزء من العبادة اليوميةمن خلال هذا الفهم الشامل للإعمار، يصبح أي جهد يبذله الإنسان في سبيل تحسين وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي أو البيئي نوعًا من العبادة. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها" (رواه مسلم)، وهذا الحديث يعكس كيف أن العناية بالأرض ومقومات الحياة ليست فقط أمرًا ماديًا، بل هي عبادة قائمة على النية الصادقة في تحقيق مصالح الناس والبيئة.
المسؤولية الفردية والجماعية في إعمار الكونإعمار الكون يتطلب التعاون بين الأفراد والمجتمعات، فكل شخص منا مسؤول عن تقديم مساهمته الخاصة في هذا العمل العظيم. ومن خلال العمل الصالح في مختلف مجالات الحياة، سواء كان ذلك في التجارة أو الزراعة أو التعليم أو الطب أو التكنولوجيا، يمكننا جميعًا أن نكون جزءًا من هذه العبودية التي تهدف إلى إصلاح الأرض وتنميتها.
في هذا السياق، نلاحظ أن الإسلام يضع على عاتق الأمة الإسلامية مسؤولية كبيرة في الحفاظ على توازن الكون وتنميته، فالكون جزء من خلق الله، ولذلك يجب أن يتم التعامل معه برفق واحترام، وأن يسعى المسلمون دائمًا إلى استغلال موارده بشكل يعكس التقوى والعدل.
إعمار الكون والحفاظ على البيئةإن الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث يعد من أبرز صور إعمار الأرض في الإسلام. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: "وَلَا تَفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا" (الأعراف: 56)، وهذا يعني أن الإنسان مكلف بالحفاظ على التوازن البيئي والموارد الطبيعية، وهو جزء من الإعمار الذي يُرضي الله ويُحقق مصلحة الجميع. وعليه، فإن الجهود المبذولة في الحد من التلوث، وإعادة التدوير، وتطوير مصادر الطاقة النظيفة، وغيرها من المبادرات البيئية، تُعتبر من أرقى صور العبادة في العصر الحديث.
إعمار الكون جزء أساسي من العبودية لله في الإسلام، فكل جهد يُبذل لتحسين الحياة البشرية والبيئة، وكل مساهمة في مجال العلم والتكنولوجيا والخير العام، هي عبادات متقبلة عند الله طالما كانت تهدف إلى مصلحة الناس ورفاههم. فالإعمار في الإسلام لا يعني مجرد بناء المساكن أو المدن، بل يشمل كل عمل ينفع البشر ويحفظ الأرض التي كلفنا الله بحمايتها ورعايتها.