DW عربية:
2024-07-04@01:50:52 GMT

هل تؤجج أسمرة العنف بين المهاجرين الإريتريين في الخارج؟

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

تل أبيب - مظاهرة لطالبي اللجوء الإريتريين تتحول إلى اشتباكات مع الشرطة (2/9/2023) ونتنياهو يدعو لطرد الإريتريين المتورطين في الاشتباكات.

 على وقع استضافتها مهاجرين من أريتريا، تواجه العديد من حكومات الدول المضيفة معضلة أخلاقية وقانونية ودبلوماسية بشأن استضافة المهاجرين الفارين من ممارسات النظام الاستبدادي بقيادة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي.

فقبل أيام، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى ترحيل المهاجرين الإريتريين عقب اشتباكات عنيفة في جنوب تل أبيب بين مهاجرين إريتريين مؤيدين وآخرين معارضين للحكومة في أسمرة، حيث أدت إلى إصابة أكثر من 150 شخصا، من بينهم نحو 15 في حالة خطيرة. كما أصيب في المواجهات نحو 30 شرطيا.

وقال رئيس الوزراء الأحد (3 سبتمبر / أيلول) خلال اجتماع مع لجنة وزارية معنية بشؤون الهجرة في إسرائيل، إنه "تم تجاوز الخط الأحمر .. أعمال شغب، حمام دم، هذا غير قانوني، ولا يمكننا قبوله"، داعيا إلى اتخاذ "تدابير قوية ضد مثيري الشغب، بما في ذلك الترحيل الفوري لأولئك المنخرطين في أعمال العنف ".

الجدير بالذكر أن الإريتريين يشكلون غالبية طالبي اللجوء الأفارقة في إسرائيل والبالغ عددهم 25 ألفا.

إسرائيل ستنظر في ترحيل المهاجرين الذين شاركوا في أعمال شغب في تل أبيب

دق أسفين بين الإرتريين في الخارج

تزامن هذا مع اندلاع اشتباكات في مدينة بيرغن، ثاني أكبر مدن النرويج، بين مؤيدي ومعارضي الحكومة الإريترية خلال مسيرة بمناسبة مرور ثلاثين عاما على استقلال البلاد.

وعلى وقع ذلك، تدرس السلطات في مدينة غيسن بولاية هيسن الألمانية، اتخاذ تدابير لمنع وقوع اشتباكات أنصار المعسكرين في قادم الأيام بعد إصابة ما لا يقل عن 26 من عناصر الشرطة في صدامات مختلفة مع مشاركين في مهرجان موسيقى إريترية مثير للجدل في يوليو/ تموز الماضي.

ويعد "مهرجان إريتريا" مثير للجدل داخل الجالية الإريترية نفسها، إذ يتهم معارضون منظميه بأنهم مقربون من النظام.

وبعد أشهر قليلة، قالت وسائل إعلام سويدية إن حوالي ألف متظاهر اقتحموا "مهرجان إريتريا" في العاصمة ستوكهولم، حيث أضرموا النيران في السيارات وسط تراشق حجارة في أعمال عنف أدت إلى إصابة ما لا يقل عن 52 شخصا واعتقال أكثر من 100 شخص.

الجدير بالذكر أن إريتريا أصبحت دولة رسميا في أيار/ مايو 1993 بعد عامين من التحرر من الحكم الإثيوبي، ومنذ ذلك الحين يقود البلاد أسياس أفورقي، الذي أسس نظام حزب واحد من دون انتخابات، ويتعرض معارضوه لقمع شديد.

يقود الرئيس أسياس أفورقي إريتريا منذ عام 1993 بعد حصولها على الاستقلال عن إثيوبيا

اتهامات ضد أفورقي

وترى نيكول هيرت، الباحثة في المعهد الألماني للدراسات العالمية والمناطقية في هامبورغ والمتخصص في الشؤون الأفريقية، ان مهرجان عيد الاستقلال يعد تقليدا طويل الأمد اتسم بالسلمية منذ عقود، لكنه شهد تحولا بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

مختارات تمرد في ارتيريا والجيش يطوق وزارة الإعلام المحتلة لاجئون فروا من جحيم القرن الإفريقي إلى لظى اليمن "السعيد"

وفي مقابلة مع DW، أضافت: "الأمر يحمل في طياته صراعا أخلاقيا، حيث كان المهرجان دائما أداة دعائية للنظام الإريتري، لكن في المقابل هناك مستوى عال في حرية التجمع والتعبير في ألمانيا".

وفي الوقت التي تسعى فيه السلطات الألمانية إلى ضبط الأمور وحل هذه المعضلة، يواجه النظام الإريتري اتهامات بالعمل على تأجيج العنف وإذكاء الصراعات بين أنصاره ومعارضيه خارج البلاد.

وعلى وقع هذه المخاوف، أعربت سلام كيدان، المحاضرة في علم النفس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة غرب لندن، عن قلقها إزاء العنف الذي بات تتسم به المهرجانات الإريترية خارج البلاد، موجهة أصابع الاتهام إلى نظام أفورقي باعتباره مصدر المشكلة.

وفي مقابلة مع DW أضافت: "تنظم الحكومة الإريترية مثل هذه المهرجانات. هذه الحكومة تقدم على فعل أشياء كثيرة خارجة عن القانون".

ويتفق في هذا الرأي عبد الرحمن سعيد، المحلل السياسي في شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، قائلا: "هذه المهرجانات لا علاقة لها بالاحتفال بيوم استقلال البلاد".

وأضاف أن هذه المهرجانات يقف وراءها نظام أسياس أفورقي لسببن "يتمثل السبب الأول في الترويج لإظهار مجتمعات الاريتريين في الخارج باعتبارها مجتمعات طائفية تتسم بالعنف، فيما يهدف السبب الثاني إلى جمع العملات الأجنبية".

تزايد الأعباء على الدول المضيفة

وتتسبب مثل هذه الأحداث في تزايد الأعباء على الدول التي تستضيف مهاجرين من إريتريا فضلا عن أنها تسفر عن أزمات اجتماعية وسياسية ودبلوماسية.

وفي رد فعل، قال وزير العدل السويدي، غونار سترومر، في تصريح لوكالة الأنباء السويدية "تي تي"، إنه من غير المبرر أن تتورط بلاده في صراعات داخلية لدول أخرى. وأضاف أنه إذا فر شخص ما إلى السويد هربا من العنف أو قام بزيارة البلاد مؤقتا، فيجب عليه ألا يتسبب في أعمال عنف في السويد. "هناك حاجة إلى نقل موارد شرطية لتحقيق أهداف أخرى غير فصل مجموعات مختلفة عن بعضها البعض لمنع إثارة أعمال عنف".

وفي هذا الصدد، أعرب وزير داخلية ولاية هيسن الألمانية، بيتر بويت، عن غضبه إزاء تنامي أعمال الشغب بين أنصاره النظام في إريتريا ومعارضيه في الولاية وقال: "لا ينبغي استخدام ضباط الشرطة لحل نزاعات قائمة تعصف ببلدان أخرى. ضباط الشرطة لدينا ليسوا حاجز عزل للصراعات في بلدان أخرى".

في يوليو/ تموز الماضي وقعت في مدينة غيسن بولاية هيسن الألمانية اشتباكات في مهرجان موسيقى إريترية مثير للجدل أصيب فيها ما لا يقل عن 26 من عناصر الشرطة.

اللاجئون .. مزيد من المعاناة

ويرى نشطاء وحقوقيون أن مثل هذه الأمور تصعب حياة اللاجئين الإريتريين الفارين من بطش حكومتهم القمعية خاصة وأن إريتريا تعد واحدة من أسوأ البلدانفي مجال حقوق الإنسان على مستوى العالم.

ويقول مهاجرون ولاجئون إنهم يخشون من أن يكون مصيرهم الموت في حالة عودتهم إلى إريتريا، فيما أكد أحد طالبي اللجوء الاريتريين في إسرائيل أن ما يُقدم عليه نظام الرئيس أفورقي يرمي إلى دفعهم إلى صراع مع الدول التي تأويهم.

وأضاف "النظام الديكتاتوري في إريتريا يلاحقنا منذ أول يوم لنا في إسرائيل. لا يكفيه أنه دفعنا إلى الهروب من وطننا، بل يسعى إلى مطاردتنا في الدول التي نطلب فيها اللجوء والعيش".

وفقا لبيانات وزارة الداخلية الألمانية، جرى منح غالبية المهاجرين الإريتريين الذين وصلوا البلاد حق اللجوء، منهم 86 بالمائة خلال النصف الأول من العام الجاري، لكن نيكول هيرت تخشى أن تلقى الأحداث بظلالها على وضع اللاجئين في ألمانيا. وقالت "قد ينذر ذلك باحتمالية تعرض من يعيشون هنا في سلام ويحتفلون بحكومة إريتريا، للخطر".

ويرى مراقبون أن الحكومة الإريترية تستخدم لغة حادة عند الحديث عن اللاجئين الفارين من ممارستها، فيما تتهم الغرب بمحاولة إخلاء البلاد من سكانها بهدف إضعافها في نهاية المطاف.

ميمي ميفو تاكامبو / م. ع  

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إسرائيل الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إسرائيل فی إسرائیل فی أعمال

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية: ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للهجرة واللجوء في المنطقة

أكدت جامعة الدول العربية اليوم الأربعاء ضرورة معالجة الأسباب الجذرية الدافعة لتدفقات الهجرة واللجوء مبينة أهمية الربط بين الهجرة والتنمية وتعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة في المجالين الإنساني والإنمائي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها أمين عام الجامعة أحمد أبوالغيط أمام (مؤتمر الاستعراض الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية) بمقر الجامعة وبحضور رئيس مجلس وزراء ليبيا عبدالحميد الدبيبة ومنسق شبكة الأمم المتحدة للهجرة والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أيمي بوب.

وقال أبوالغيط إن “الهجرة من وإلى المنطقة العربية تمثل قسما مهما من الهجرة العالمية وتسهم في تشكيل الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة والعالم أكثر من أي وقت مضى” لافتا إلى أن المنطقة العربية تستضيف ما يقدر بنحو 4ر41 مليون مهاجر ولاجئ وتعتبر منشأ لنحو 8ر32 مليون مهاجر ولاجئ.

وأضاف أن “المنطقة تعاني تحديات مختلفة زادت حدتها في العقدين الأخيرين وأثرت تأثيرا كبيرا على عملية التنمية فيها كما ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وزادت من الأعباء التي تتحملها دولها”.

وأوضح أن إطار هذا التأثير توسع ليندرج ضمنه زيادة العوامل الدافعة للهجرة وزيادة وتيرة هجرة العقول والكفاءات والهجرة غير النظامية وما يرتبط بها من مخاطر كبيرة منها تعرض المهاجرين للاتجار بالبشر من قبل عصابات التهريب.

وأشار في هذا الصدد الى مخاطر التنقل البشري جراء تغير المناخ في ظل ما تتعرض له المنطقة العربية أصلا من تهديدات مباشرة كبيرة جراء التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.

وفي المقابل نوه أبوالغيط بزيادة الوعي العربي والعالمي بالمسائل المتعلقة بالهجرة البيئية خلال العقد الماضي حتى انعكس ذلك في الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية الذي دعا الى فهم أعمق لتغير المناخ كأحد المحركات الهامة للهجرة وإلى تطوير استراتيجيات التكيف والمرونة مع مراعاة الآثار المحتملة على الهجرة والنزوح.

وأشار الى أن هناك جهودا ومبادرات عربية مقدرة في هذا الشأن خلال الدورتين السابقتين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ المنعقدتين في المنطقة العربية وتحديدا في مصر والإمارات.

وذكر في هذا الإطار أن الجامعة العربية ترصد ب “قلق متزايد” المصاعب التي يواجهها المهاجرون من المنطقة العربية إلى الخارج في الفترة الأخيرة كما تتابع بقلق معلومات عن تعرض بعضهم للممارسات العنصرية المرفوضة والتمييز و(الإسلاموفوبيا) والتهميش ما يؤدي إلى صعوبة اندماجهم في المجتمعات.

وأوضح أن الحروب “كانت دافعا أساسيا للهجرة على مر التاريخ الإنساني وللأسف تعرضت المنطقة العربية لحروب وصراعات بالمنطقة أدت إلى ارتفاع أرقام الهجرة والنزوح على نحو مقلق”.

وأشار في هذا المجال إلى ما يحدث بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وباقي الأراضي المحتلة منذ تسعة أشهر من التعرض لكافة أشكال الانتهاكات من قتل وتهجير وترويع وحصار وتجويع.

وأكد ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه ما يحدث في قطاع غزة واتخاذه إجراءات حاسمة وسريعة لحماية الشعب الفلسطيني وذلك بإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري لعدوانها ضد المدنيين ووقف كافة محاولات التهجير القسري والتطهير العرقي والتدمير المنهجي للشعب الفلسطيني.

ويناقش المؤتمر على مدى يومين عبر جلسات رفيعة المستوى توسيع مسارات الهجرة النظامية والحد من الهجرة غير النظامية وأنماط واتجاهات الهجرة في المنطقة العربية وضمان حق وصول المهاجرين إلى الخدمات الأساسية وحماية العمال المهاجرين وتمكينهم وتفعيل دورهم في عملية التنمية المستدامة في بلدان المنشأ والمقصد.

كما يناقش موضوع حقوق الإنسان لجميع المهاجرين ولاسيما الأشد ضعفا وتعزيز التعاون الوطني والثنائي والدولي في مجال الهجرة ومساهمة شبكة الأمم المتحدة للهجرة في تنفيذ الاتفاق العالمي للهجرة في المنطقة العربية.

ويشارك في تنظيم المؤتمر إلى جانب الجامعة العربية العديد من المنظمات المعنية منها لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) وشبكة الأمم المتحدة للهجرة والمنظمة الدولية للهجرة.

ومثل دولة الكويت في المؤتمر نائب مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية المستشار عبدالعزيز العجمي.

المصدر وكالات الوسومالجامعة العربية الهجرة

مقالات مشابهة

  • أنوشكا لـ«االوطن»: مهرجان العلمين خطوة عظيمة للتطوير في جميع المجالات
  • الجامعة العربية: ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للهجرة واللجوء في المنطقة
  • تونس.. قيس سعيّد يحدد موعد الانتخابات الرئاسية
  • تركيا: توقيف 474 شخصا بعد أعمال عنف طالت مصالح سوريين
  • إغلاق الشريان الوحيد لشمال غرب سوريا بعد موجة العنف في تركيا
  • "الجارديان" تحذر من المجاعة في نيجيريا بسبب أعمال العنف
  • "الجارديان" تحذر من المجاعة التي يعاني منها أطفال نيجيريا بسبب أعمال العنف
  • أحمد أمين: تنظيم فعاليات «نبتة» ضمن مهرجان العلمين خلال الفترة من 23 لـ28 أغسطس
  • الإعلام الإسرائيلي يرسم "سيناريو إيرانيا" قرب مصر
  • معرض غنائم الجيش الروسي في موسكو يسدل ستاره