DW عربية:
2025-04-06@23:51:58 GMT

هل تؤجج أسمرة العنف بين المهاجرين الإريتريين في الخارج؟

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

تل أبيب - مظاهرة لطالبي اللجوء الإريتريين تتحول إلى اشتباكات مع الشرطة (2/9/2023) ونتنياهو يدعو لطرد الإريتريين المتورطين في الاشتباكات.

 على وقع استضافتها مهاجرين من أريتريا، تواجه العديد من حكومات الدول المضيفة معضلة أخلاقية وقانونية ودبلوماسية بشأن استضافة المهاجرين الفارين من ممارسات النظام الاستبدادي بقيادة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي.

فقبل أيام، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى ترحيل المهاجرين الإريتريين عقب اشتباكات عنيفة في جنوب تل أبيب بين مهاجرين إريتريين مؤيدين وآخرين معارضين للحكومة في أسمرة، حيث أدت إلى إصابة أكثر من 150 شخصا، من بينهم نحو 15 في حالة خطيرة. كما أصيب في المواجهات نحو 30 شرطيا.

وقال رئيس الوزراء الأحد (3 سبتمبر / أيلول) خلال اجتماع مع لجنة وزارية معنية بشؤون الهجرة في إسرائيل، إنه "تم تجاوز الخط الأحمر .. أعمال شغب، حمام دم، هذا غير قانوني، ولا يمكننا قبوله"، داعيا إلى اتخاذ "تدابير قوية ضد مثيري الشغب، بما في ذلك الترحيل الفوري لأولئك المنخرطين في أعمال العنف ".

الجدير بالذكر أن الإريتريين يشكلون غالبية طالبي اللجوء الأفارقة في إسرائيل والبالغ عددهم 25 ألفا.

إسرائيل ستنظر في ترحيل المهاجرين الذين شاركوا في أعمال شغب في تل أبيب

دق أسفين بين الإرتريين في الخارج

تزامن هذا مع اندلاع اشتباكات في مدينة بيرغن، ثاني أكبر مدن النرويج، بين مؤيدي ومعارضي الحكومة الإريترية خلال مسيرة بمناسبة مرور ثلاثين عاما على استقلال البلاد.

وعلى وقع ذلك، تدرس السلطات في مدينة غيسن بولاية هيسن الألمانية، اتخاذ تدابير لمنع وقوع اشتباكات أنصار المعسكرين في قادم الأيام بعد إصابة ما لا يقل عن 26 من عناصر الشرطة في صدامات مختلفة مع مشاركين في مهرجان موسيقى إريترية مثير للجدل في يوليو/ تموز الماضي.

ويعد "مهرجان إريتريا" مثير للجدل داخل الجالية الإريترية نفسها، إذ يتهم معارضون منظميه بأنهم مقربون من النظام.

وبعد أشهر قليلة، قالت وسائل إعلام سويدية إن حوالي ألف متظاهر اقتحموا "مهرجان إريتريا" في العاصمة ستوكهولم، حيث أضرموا النيران في السيارات وسط تراشق حجارة في أعمال عنف أدت إلى إصابة ما لا يقل عن 52 شخصا واعتقال أكثر من 100 شخص.

الجدير بالذكر أن إريتريا أصبحت دولة رسميا في أيار/ مايو 1993 بعد عامين من التحرر من الحكم الإثيوبي، ومنذ ذلك الحين يقود البلاد أسياس أفورقي، الذي أسس نظام حزب واحد من دون انتخابات، ويتعرض معارضوه لقمع شديد.

يقود الرئيس أسياس أفورقي إريتريا منذ عام 1993 بعد حصولها على الاستقلال عن إثيوبيا

اتهامات ضد أفورقي

وترى نيكول هيرت، الباحثة في المعهد الألماني للدراسات العالمية والمناطقية في هامبورغ والمتخصص في الشؤون الأفريقية، ان مهرجان عيد الاستقلال يعد تقليدا طويل الأمد اتسم بالسلمية منذ عقود، لكنه شهد تحولا بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

مختارات تمرد في ارتيريا والجيش يطوق وزارة الإعلام المحتلة لاجئون فروا من جحيم القرن الإفريقي إلى لظى اليمن "السعيد"

وفي مقابلة مع DW، أضافت: "الأمر يحمل في طياته صراعا أخلاقيا، حيث كان المهرجان دائما أداة دعائية للنظام الإريتري، لكن في المقابل هناك مستوى عال في حرية التجمع والتعبير في ألمانيا".

وفي الوقت التي تسعى فيه السلطات الألمانية إلى ضبط الأمور وحل هذه المعضلة، يواجه النظام الإريتري اتهامات بالعمل على تأجيج العنف وإذكاء الصراعات بين أنصاره ومعارضيه خارج البلاد.

وعلى وقع هذه المخاوف، أعربت سلام كيدان، المحاضرة في علم النفس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة غرب لندن، عن قلقها إزاء العنف الذي بات تتسم به المهرجانات الإريترية خارج البلاد، موجهة أصابع الاتهام إلى نظام أفورقي باعتباره مصدر المشكلة.

وفي مقابلة مع DW أضافت: "تنظم الحكومة الإريترية مثل هذه المهرجانات. هذه الحكومة تقدم على فعل أشياء كثيرة خارجة عن القانون".

ويتفق في هذا الرأي عبد الرحمن سعيد، المحلل السياسي في شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، قائلا: "هذه المهرجانات لا علاقة لها بالاحتفال بيوم استقلال البلاد".

وأضاف أن هذه المهرجانات يقف وراءها نظام أسياس أفورقي لسببن "يتمثل السبب الأول في الترويج لإظهار مجتمعات الاريتريين في الخارج باعتبارها مجتمعات طائفية تتسم بالعنف، فيما يهدف السبب الثاني إلى جمع العملات الأجنبية".

تزايد الأعباء على الدول المضيفة

وتتسبب مثل هذه الأحداث في تزايد الأعباء على الدول التي تستضيف مهاجرين من إريتريا فضلا عن أنها تسفر عن أزمات اجتماعية وسياسية ودبلوماسية.

وفي رد فعل، قال وزير العدل السويدي، غونار سترومر، في تصريح لوكالة الأنباء السويدية "تي تي"، إنه من غير المبرر أن تتورط بلاده في صراعات داخلية لدول أخرى. وأضاف أنه إذا فر شخص ما إلى السويد هربا من العنف أو قام بزيارة البلاد مؤقتا، فيجب عليه ألا يتسبب في أعمال عنف في السويد. "هناك حاجة إلى نقل موارد شرطية لتحقيق أهداف أخرى غير فصل مجموعات مختلفة عن بعضها البعض لمنع إثارة أعمال عنف".

وفي هذا الصدد، أعرب وزير داخلية ولاية هيسن الألمانية، بيتر بويت، عن غضبه إزاء تنامي أعمال الشغب بين أنصاره النظام في إريتريا ومعارضيه في الولاية وقال: "لا ينبغي استخدام ضباط الشرطة لحل نزاعات قائمة تعصف ببلدان أخرى. ضباط الشرطة لدينا ليسوا حاجز عزل للصراعات في بلدان أخرى".

في يوليو/ تموز الماضي وقعت في مدينة غيسن بولاية هيسن الألمانية اشتباكات في مهرجان موسيقى إريترية مثير للجدل أصيب فيها ما لا يقل عن 26 من عناصر الشرطة.

اللاجئون .. مزيد من المعاناة

ويرى نشطاء وحقوقيون أن مثل هذه الأمور تصعب حياة اللاجئين الإريتريين الفارين من بطش حكومتهم القمعية خاصة وأن إريتريا تعد واحدة من أسوأ البلدانفي مجال حقوق الإنسان على مستوى العالم.

ويقول مهاجرون ولاجئون إنهم يخشون من أن يكون مصيرهم الموت في حالة عودتهم إلى إريتريا، فيما أكد أحد طالبي اللجوء الاريتريين في إسرائيل أن ما يُقدم عليه نظام الرئيس أفورقي يرمي إلى دفعهم إلى صراع مع الدول التي تأويهم.

وأضاف "النظام الديكتاتوري في إريتريا يلاحقنا منذ أول يوم لنا في إسرائيل. لا يكفيه أنه دفعنا إلى الهروب من وطننا، بل يسعى إلى مطاردتنا في الدول التي نطلب فيها اللجوء والعيش".

وفقا لبيانات وزارة الداخلية الألمانية، جرى منح غالبية المهاجرين الإريتريين الذين وصلوا البلاد حق اللجوء، منهم 86 بالمائة خلال النصف الأول من العام الجاري، لكن نيكول هيرت تخشى أن تلقى الأحداث بظلالها على وضع اللاجئين في ألمانيا. وقالت "قد ينذر ذلك باحتمالية تعرض من يعيشون هنا في سلام ويحتفلون بحكومة إريتريا، للخطر".

ويرى مراقبون أن الحكومة الإريترية تستخدم لغة حادة عند الحديث عن اللاجئين الفارين من ممارستها، فيما تتهم الغرب بمحاولة إخلاء البلاد من سكانها بهدف إضعافها في نهاية المطاف.

ميمي ميفو تاكامبو / م. ع  

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إسرائيل الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إسرائيل فی إسرائیل فی أعمال

إقرأ أيضاً:

القومي للمرأة يدق ناقوس الخطر: بعض من دراما رمضان يشوه صورة المرأة

أصدر المجلس القومي للمرأة التقرير السنوي للجنة الاعلام حول "رصد وتحليل صورة المرأة في الأعمال الإعلامية التي قُدمت خلال شهر رمضان 2025".

وأكدت الدكتورة سوزان القليني عضوة المجلس ومقررة اللجنة أن هذا التقرير يأتى في إطار اهتمام المجلس بمتابعة صورة المرأة في الإعلام، وتقديم توصيات تساهم في تحسين تمثيلها بما يعكس دورها الحقيقي في المجتمع ، وللخروج بمؤشرات حول صورة المرأة في هذه الأعمال ، مؤكدة على أن الرصد الإعلامي هو  أداة أساسية لدعم اتخاذ القرار ورسم السياسات الفعالة، ومشددة على التزام اللجنة بتطوير آليات الرصد والمتابعة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة بكفاءة وشفافية.

وأضافت مقررة اللجنة أن ما تم رصده هذا العام يعكس نقلة نوعية في بعض الجوانب من حيث تقديم قضايا المرأة ولكنه يدق ناقوس الخطر في جوانب أخرى لا تزال تعتمد علي ترويج العنف والبلطجة والألفاظ البذيئة والترويج لسلوكيات منحرفة وتشويه صورة المرأة وقيم المجتمع ، مؤكدة أن الهدف أن تكون صورة المرأة في الإعلام صورة حقيقية تعبر عنها ،و باعتبار أن الإعلام شريك أساسي في تشكيل وعي المجتمع ، فإننا نسعى إلي خطاب إعلامي عادل ومنصف يعكس مكانة المرأة المصرية ودورها الحقيقي، موضحة أن نتائج إستطلاع رأي الجمهور في الأعمال المقدمة خلال شهر رمضان سوف يتم اعلانها خلال الأسبوع القادم.

وأوضحت الدكتورة سوزان القليني أن اللجنة بدأت بتصميم استمارات تحليل للمضمون من حيث فئتي الشكل والمضمون للأشكال الإعلامية المستخدمة خلال شهر رمضان سواء على مستوى المسلسلات او البرامج أو الإعلانات أو مواقع التواصل الاجتماعي ، وتمت مراجعة هذه الاستمارات من خبراء اللجنة التي تضم العديد من خبراء  وأساتذة الإعلام ،  وتم تشكيل فرق بحثية مكونة من 238 طالب وطالبة ، بالإضافة إلى مجموعة من الباحثين وأعضاء هيئة التدريس من مختلف الجامعات الخاصة والحكومية على مستوى محافظات الجمهورية في إطار التعاون  التطوعي بين الجامعات والمجلس القومي للمرأة ، وتم تدريبهم على استمارة التحليل .

 وقد تم الوقوف على ما تناولته الصحف حول المسلسلات وموقف النقاد والمجتمع المحيط من الأعمال الرمضانية المعروضة لهذا العام ومراعاة مؤشرات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فيما يخص صورة المرأة وتوافق الأعمال مع الكود الإعلامي الصادر عن لجنة الاعلام بالمجلس القومي للمرأة.

علاوة على حصر شامل للمسلسلات المقدمة في القنوات الفضائية المصرية والمنصات الرقمية والتي تم عرضها مع بداية شهر رمضان ، والبالغ عددها 39 مسلسل ، بالإضافة إلى رصد وتحليل صورة المرأة في الإعلانات المعروضة لموسم رمضان2025 وعددها 221 اعلان لسلع تجارية وخدمية وحملات خدمة عامة على كافة القنوات المصرية .

 كما تم اختيار البرامج عبر القنوات التليفزيونية والإذاعية المسموعة التي تناولت المرأة شكلا أو مضمونا، الى جانب الوقوف على ما تناوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول المسلسلات والبرامج والاعلانات وموقف النقاد والمجتمع المحيط من الأعمال المعروضة لهذا العام، وتم عمل استطلاع رأي علي الجمهور المصري  من خلال إستمارة استبيان الكترونية طبقت في محافظات مصر.

وأظهرت نتائج التقرير فيما يتعلق بالمسلسلات، وجود تباين واضح في تقديم صورة المرأة، حيث ظهرت المرأة بصورة إيجابية في عدد من الأعمال، فيما تصدرت الصورة السلبية أو المشوهة في أعمال أخرى ،ومن النتائج الإيجابية وجود بطولات نسائية مطلقة أو متساوية مع الرجال في 19 مسلسلًا، منها: "أم أربعة وأربعين"، "وتقابل حبيب" ، وتم تناول قضايا جديدة ومهمة مثل: "حق الكد والسعاية" في مسلسل "حسبة عمري"، الابتزاز الإلكتروني في "كامل العدد" و"وتقابل حبيب"، التحرش والعنف الأسري في "لام شمسية".

كما تم تقديم معالجة درامية مميزة لبعض القضايا المسكوت عنها، كالعنف النفسي والمعنوي الذي لا يُعاقب عليه قانونًا، والذي عُرض في مسلسل "وتقابل حبيب".

وأظهرت نتائج التقرير أيضًا ظهور صورة إيجابية لزوجة الأب في "كامل العدد 3" و"قلبي ومفتاحه"لأول مرة عرض .

ومن النتائج السلبية تزايد مشاهد العنف ضد المرأة إلى 633 مشهدًا، تشمل العنف المادي والمعنوي،  والألفاظ البذيئة  والاستخدام المفرط للإيحاءات الجنسية والمشاهد الخادشة، واستمرار تقديم المرأة في صورة الانتهازية أو المتسلطة أو ضعيفة الشخصية.

وفيما يخص صورة المرأة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية فقد أشاد التقرير بدور الإذاعة المصرية التي احتفلت بالمرأة وقدمتها كنموذج إيجابي، بينما تم رصد تجاوزات في بعض البرامج التليفزيونية  مثل "كريزي ومان" و"العرافة ورامز".

أما بالنسبة لصورة المرأة في الإعلانات الرمضانية فقد ظهرت المرأة في 202 إعلانًا من إجمالي 221 إعلانًا. وتمثلت أبرز النتائج في ظهور المرأة في أدوار متعددة منها الطبيبة والمعلمة ورائدة الأعمال، و استخدام رموز الهوية المصرية، مثل المرأة الفرعونية.

كما رصد التقرير ما شهدته الأعمال الرمضانية من تفاعل واسع وإشادة الجمهور بأعمال مثل "لام شمسية" و"حسبة عمري" وتقابل حبيب وقلبي ومفتاحه، بينما انتقدوا العنف والإثارة الزائدة في أعمال مثل "سيد الناس" و"العتاولة".

هذا وقد قدم التقرير توصيات عديدة من بينها ضرورة تعزيز التوازن في تقديم صورة المرأة، و تشجيع الإنتاج الواعي بقضايا المرأة، وتمثيل أوسع للمرأة الريفية والبدوية، والحد من استخدام العنف والإثارة الجنسية والألفاظ البذيئة.

مقالات مشابهة

  • برلمانية: الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على فلسطين تؤجج التوترات بالمنطقة
  • لاغا: تسليح المهاجرين غير الشرعيين قادم بحجة الدفاع عن أنفسهم
  • الشرطة الألمانية متهمة بإخفاء أدلة قتل 4 من أصل تركي
  • هندي يوثق اعتداء زوجته عليه ويطلب المساعدة ..فيديو
  • تظاهرات في مدن أوروبية ضد ترامب
  • عقدة الدونية لدى الجنجويد
  • الإعتداء على الأساتذة يعيد “مذكرة البستنة” إلى الواجهة
  • الأمن يلاحق متورطين في تبادل العنف بالسلاح الأبيض في الجديدة
  • القومي للمرأة يدق ناقوس الخطر: بعض من دراما رمضان يشوه صورة المرأة
  • توقيف شخص وتعميم مذكرة بحث في حق آخرين ظهروا في شريط فيديو يتبادلون العنف بالجديدة