تركيا الآن:
2024-11-08@07:27:47 GMT

العنصرية المُتصاعدة في تركيا

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

الكاتب السعودي: نواف القديمي

على امتداد السنوات الأخيرة، كانت إحدى أهم أدوات المعارضة التركية في استهداف الحزب الحاكم هو حملة التحريض ضد اللاجئين وتحميلهم كل أزمات البلد الاقتصادية والسياسية. وقد تصاعدت الحملات المنظمة عبر القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف وآلاف الأنصار، ونجحت في تعبئة غالبية الشعب التركي بموقف سلبي ومتوتر من اللاجئين.

ولأن المواطن التركي لا يستطيع التمييز بين السوري والفلسطيني والمصري والخليجي؛ فتحولت الحملة مع الوقت ضد العرب جميعهم، وطالت في الصيف الماضي كثيراً من السياح الخليجيين الذين تعرضوا لعشرات قصص المضايقة والعنصرية وربما الاعتداء.

قبل سنوات، حاول الحزب الحاكم مواجهة هذه الحملات، ثم مع مرور الوقت، شعر أن المزاج الشعبي تغير كثيراً، وهو – كحزب يواجه استحقاقات انتخابية متوالية – لا يريد مواجهة الموقف الشعبي ولا إثارة سخط الناس، فأخذ منحى “غض الطرف” عن معظم ما يجري من انتهاكات، ومحاولة تسوية الأمور في حالات أخرى من دون إغضاب المواطنين. فحزب العدالة والتنمية، وأردوغان معنيين برضى الناخب التركي ومحاولة كسب صوته أولاً وقبل كل شيء.

في شهر آذار/ مارس القادم – بعد ستة أشهر – تقف تركيا أمام استحقاق انتخابي جديد ومهم هو الانتخابات البلدية، وكان حزب العدالة والتنمية قد خسر أهم بلديتين “اسطنبول وأنقرة” في الانتخابات السابقة بعد أن كان يسيطر عليهما لعقود، وهو يعمل منذ شهور – وباستماتة – على استعادتهم في الانتخابات القادمة. وهذا يعني بالضرورة السعي لعدم إغضاب الناخب التركي ومسايرة قناعاته ومزاجه، لذلك ستستمر الحكومة – فيما يبدو – في التغاضي عن أخذ إجراءات حازمة تجاه العنصرية المتصاعدة ضد اللاجئين والعرب.

وفي المقابل، رئيس بلدية اسطنبول الحالي ومرشح حزب الشعب لها “أكرم إمام أوغلو”، والذي لم يحقق إنجازات تستحق الذكر في فترة رئاسته الحالية، قرر أن يمارس اللعبة القذرة نفسها، “التحريض على اللاجئين” واتهامهم بأنهم سبب كل المشاكل التي تعانيها اسطنبول، وقد ابتدأ ذلك بتصريحه قبل أيام بأن اللاجئين في اسطنبول هم سبب تراجع منسوب المياه بنسبة 20٪.

في المحصلة، نحن أمام مشهد مخيف، مزيد من التحريض ضد اللاجئين والعرب من المعارضة، ومزيد من التوتر والاحتقان الشعبي، ويوازي كل ذلك تغاضي ومسايرة حكومية. لذلك، حالياً لا يكاد يمر يوم من دون قصص عنصرية أو اعتداء أو طعن، وهذا النزر الذي نعرفه هو الذي يتم تصويره ويصل إلى الإعلام، أما ما يجري في الواقع فأكثر بكثير للأسف، وهذا يعني أننا أمام ستة أشهر قد تشهد فيها تركيا كثيراً من الجنون والتصرفات الحمقاء.

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: تركيا اخبار تركيا العنصرية

إقرأ أيضاً:

حلمي النمنم: العالم أجمع يتجه نحو اليمين المتطرف

قال حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، إن العالم أجمع يتجه نحو اليمين المتطرف، وهذا يعكس حالة المزاج العالمي الموجودة الآن، مشيرًا إلى أن المانيا قامت بالقبض على بعض الأشخاص من اليمين المتطرف يُخططون لقلب نظام الحكم، رغم أن الانقلاب أصبح جزء من التراث في أوروبا، خلاف أن برلين لا تُعاني من أي أزمات اقتصادية. 

حلمي النمنم: وزير التموين اعترض على حرب أكتوبر لهذا السبب من النكسة إلى النصر.. النمنم يروي مسار إعادة بناء القوات المسلحة المصرية


وتابع "النمنم"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على فضائية "ten"، مساء الثلاثاء، أن الرئيس دونالد ترامب تحدث على أنه مكتسح الانتخابات الأمريكية بفارق كبير عن منافسته كاميلا هاريس، متسائلاً: "فماذا إذا لم تكن النتيجة كما يقول، فماذا سيفعل؟".


وأضاف أن "هاريس" سيدة باهتة من الناحية السياسية، والمستقبل معها ليس واضحًا، مشددًا على ضرورة أن تهتم الدولة المصرية بمصير العلاقات المصرية الامريكية مع الإدارة الجديدة للولايات المتحدة، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الحالية، خاصة في ملف التسليح والملف الاقتصادي، وهذا ما يجب أن يشعلنا في المقام الأول. 

مقالات مشابهة

  • الانتخابت الأمريكية 2024.. "الجارديان": ترامب في طريقه للفوز بالتصويت الشعبي
  • بعد أزمة الحكام| بيان عاجل من اتحاد الكرة.. وهذا ما قالة محمد عادل
  • سعر سيارة جيب واجونير أرخص كثيرا في عام 2025
  • البرهان يهنئ ترامب بالفوز في الإنتخابات الأمريكية وهذا ما يتمناه
  • بعد 6 أشهر.. ريال مدريد تغير في الشكل والمضمون
  • الاحتلال يحكم بالسجن 3 سنوات على إمام مسجد بتهمة التحريض
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. ترامب: فزت في التصويت الشعبي والولايات المتأرجحة
  • حلمي النمنم: العالم يتجه نحو حكم اليمين المتطرف
  • حلمي النمنم: العالم أجمع يتجه نحو اليمين المتطرف
  • وزارة الرياضة أمام البرلمان: حل مجالس مراكز الشباب حال عدم انعقادها لـ 3 أشهر