البوابة نيوز:
2025-02-05@02:36:12 GMT

ألكسندر عون يكتب: ديجول والعالم العربى

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

فى الفترة ما بين ١٩٥٨ إلى عام ١٩٦٨، وضع الجنرال ديجول سياسة عربية تتفق مع الواقع المحلى ويمكن تنفيذها ولكن قام خلفاؤه بتفكيك إرثه بشكل تدريجى.. ومن وجهة نظره فإن «الشرق المعقد» هو منطقة غليان دائم واصفًا العالم العربى بـ"شغوف ومجنون» يبحث عن التجديد.
شغوف بالشرق
ساعده تعليمه العسكرى على قراءة تاريخ الشرق؛ فقد قرأ «خط سير الرحلة من باريس إلى القدس» لشاتوبريان، و«تحقيق فى أرض المشرق» و«حديقة فى أورونتيد» لبارييس وقد أبهرته المناقشات العديدة مع رفيقه كاترو جنرال الجيش والخبير فى شئون العالم العربى.


وخلال السنوات الثلاث التى قضاها فى بيروت من عام ١٩٢٩ إلى عام ١٩٣١ استطاع أن يكتسب خبرة وتمرس بالواقع العربى؛ لقد أصبح على دراية بالمشكلة الكردية وظهور القومية العربية والمسألة الشائكة المتمثلة فى الاستيطان اليهودى فى فلسطين وكانت سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسى منذ اتفاقيات سايكس بيكو.. أول منطقتين تنضمان إلى قيادة فرنسا الحرة عام ١٩٤١ واعتمد الجنرال ديجول على كاترو للقتال لمواجهة قوات فيشى المتواجدة فى الشرق.
واضطرت فرنسا إلى التخلى عن لبنان فى عام ١٩٤٣ وعن سوريا فى عام ١٩٤٥ بعد أن وقعت فى قبضة المحاولات الأمريكية-البريطانية لتقويض المصالح الفرنسية فى بلاد الشام وصعود القوميين العرب ١٩٤٥ وسعى ديجول- الذى حرر الأمة الفرنسية- إلى أن يسجل التاريخ عظمة فرنسا إلا أن الاضطرابات السياسية الداخلية (ثقل الحزب الشيوعى الفرنسي) والتدخلات الخارجية (الأمريكيون أرادوا عزله) دفعته إلى الاستقالة من منصب رئيس الحكومة عام ١٩٤٦.


الخروج من «المستنقع» الجزائرى
وعندما عاد الجنرال ديجول إلى السلطة عام ١٩٥٨ كانت فرنسا فى حالة حرب ضد القوميين الجزائريين المنتمين إلى جبهة التحرير الوطنى وقد قررت الدول العربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع فرنسا المستعمرة، وأدرك ديجول الشوكة التى تمثلها هذه القضية وأراد حسم هذا الأمر وقد كان يعلم أن فرنسا قادرة على لعب دور حاسم مع دول العالم الثالث فى منطق عدم الانحياز ضد الكتلتين السوفيتية والأمريكية؛ ولكن من وجهة نظره تبقى الجزائر «الفرنسية» هى المشكلة وليست الحل ولذلك سارع إلى حل هذا الصراع مما دفعه إلى وضع سياسة عربية حقيقية. وبتوقيع اتفاقيات إيفيان فى ١٨ مارس ١٩٦٢، أنهى الجنرال ديجول حرب الجزائر وحصل الشعب الجزائرى على استقلاله مما يعكس بوضوح رغبته فى بناء سياسة عربية كما سعت فرنسا تدريجيًا على تحسين صورتها فى الشرق الأوسط وأيضًا بين الدول المستقلة حديثًا. وحظى ديجول بالتقدير والاحترام لحزمه وواقعيته وأصبح يُنظر إليه على أنه محرر فرنسا وأصبح كناصر فى مصر أو بن بيلا فى الجزائر.. وبسبب المخاوف الإسرائيلية، لم تستطع فرنسا أن تكون «موالية للعرب».
حرب الأيام الستة نقطة التحول الدبلوماسية
«الصديق والحليف» الإسرائيلى.. بهذه الكلمات استقبل الجنرال ديجول رئيس الوزراء الإسرائيلى ديفيد بن جوريون فى عام ١٩٦٠ وأصبحت الدولتان على علاقة ودية وفى عهد حكومة بيير منديس فرانس عام ١٩٥٦ ساعدت فرنسا إسرائيل فى الحصول على القنبلة النووية.
وهكذا أصبح الجنرال ديجول رجل صاحب أيادى بيضاء تجاه إسرائيل حيث حصلت على مزايا كبيرة على المستويين الزراعى والعسكرى. وبالفعل فى نهاية عام ١٩٦٦ قامت باريس بتزويد الجيش الإسرائيلى بخمسين طائرة «ميراج في». وقد كان الرئيس الفرنسى على علم أن إسرائيل محاطة بمن تسميهم «الأعداء» فقد كان يدرك الميزة العسكرية التى تتمتع بها إسرائيل على مصر وسوريا.
عام ١٩٦٧ كان هو عام الخلاف الفرنسى الإسرائيلى فقد كان الرأى العام الغربى كله مع إسرائيل خلال حرب الأيام الستة.. وكان ديجول محايدًا وحذر إسرائيل من عواقب الصراع الإقليمى ويقال إنه قال للصحفى والفيلسوف الفرنسى ريموند آرون فى أوائل الستينيات: «إذا كان وجود إسرائيل يبدو لى مبررًا إلا أننى أعتقد أن الكثير من الحذر ضرورى عند التعامل مع العرب فهم جيرانها وسيبقون فى هذا المكان إلى الأبد».
وفى الحقيقة، براجماتية الجنرال وبلاغته جعلت منه رجل دولة عقلانى لا ينغمس فى المشاعر حيث كان يعارض بشكل مباشر الأهداف التوسعية الإسرائيلية التى حسب قوله تخاطر بإغراق المنطقة فى دائرة لا نهاية لها من الصدامات. وحذر إسرائيل من أنه فى حالة نشوب صراع فإن فرنسا ستدين الجانب الذى بدأ الأعمال العدائية.
ولذلك، فى ٥ يونيو ١٩٦٧، شنت إسرائيل هجومًا ضد القوات السورية والأردنية والمصرية وأدان ديجول إسرائيل واتهمها بالمسئولية عن هذه الحرب وفرض حظرًا على مبيعات الأسلحة مما أثر على الجيش الإسرائيلى.
 

 معلومات عن الكاتب: 
ألكسندر عون صحفى فرنسى لبنانى متخصص فى قضايا الشرق الأوسط.. يكتب عن سياسة الجنرال ديجول تجاه الوطن العربى وإسرائيل.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

لافروف يكشف عن خطط إسرائيل في غزة والضفة ولبنان وسوريا

صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن إسرائيل تخطط للبقاء في الأراضي التي احتلتها في لبنان.

وأضاف لافروف في مؤتمر "فالداي الدولي للحوار" الرابع عشر حول الشرق الأوسط: "إسرائيل تواصل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية من دون خجل، وهناك العديد من التسريبات الموثوقة بأن إسرائيل تخطط، بالإضافة إلى طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، للسيطرة الكاملة على الضفة الشمالية الغربية لنهر الأردن".

وأوضح لافروف أن روسيا تتلقى إشارات بوجود مشاكل في المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس.

Russian Foreign Minister Sergei Lavrov:

○ “We are receiving signals of problems in the second phase of implementing the agreement between Israel and Hamas

○ "Attempts to exclude Russia, China and Iran from the Syrian settlement reveals the West's plans to remove… pic.twitter.com/ZheNRXCi4r

— The Cradle (@TheCradleMedia) February 4, 2025

وأكد لافروف، أن مفتاح حل جميع المشاكل في الشرق الأوسط هو إقامة الدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن قد تبنوا العديد من القرارات بشأن هذا الموضوع.

وقال لافروف: "مفتاح حل جميع المشاكل (في الشرق الأوسط) هو إقامة الدولة الفلسطينية. تم تبني العديد من القرارات من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن هذا الموضوع. يحظى حل الدولتين بدعم كل القوى الخارجية بما فيها إدارة بايدن، وإدارة ترامب لم تعلن بعد موقفها بشكل واضح بشأن هذه المسألة".

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن عدد القتلى المدنيين في غزة وصل إلى أكثر من 46 ألفاً خلال عام واحد، وهو يفوق بكثير عدد الضحايا في أزمة أوكرانيا خلال 10 سنوات.

وأضاف أيضاً أن "خطط إسرائيل، وفقاً للخبراء ولا أحد ينكر ذلك، هي البقاء في الأراضي اللبنانية، وبطبيعة الحال يمكن الآن اعتبار مرتفعات الجولان السورية مع وصول دونالد ترامب، الذي كان قد أعلنها في ولايته الأولى جزءاً من إسرائيل، يمكن اعتبارها أرضاً مفقودة أيضاً".

Lavrov credits Trump for achieving Hamas-Israel ceasefire

'But the key role was played by Qatar and Egypt' https://t.co/Ujo3yxaOYd pic.twitter.com/fr7AceuLf6

— RT (@RT_com) February 4, 2025 التسوية في سوريا

وإلى ذلك، أكد لافروف أن محاولات استبعاد روسيا والصين وإيران من مساعي التسوية في سوريا تكشف عن خطط الغرب "لإبعاد" المنافسين.

وقال لافروف إن "محاولات استبعاد روسيا والصين وإيران من عملية الدعم الخارجي للتسوية السورية ليست بدافع النوايا الحسنة، بل هي تكشف عن نوايا الغرب لدفع منافسيه إلى مواقع ثانوية".

وأضاف: "من الضروري أن نعمل بشكل نشط وبناء للغاية في سوريا، ليس في سبيل تسجيل نقاط جيوسياسية بل انطلاقاً من مستقبل الشعب السوري وتعزيز الحوار الوطني، ولهذا من المهم توحيد جهود كافة الأطراف الخارجية".

ويذكر أن الكرملين، قال أمس الاثنين، إن روسيا تواصل محادثاتها مع السلطات السورية بشأن عدة موضوعات، من بينها مصير قاعدتين عسكريتين لموسكو في البلاد.

وجاء ذلك وفقاً لتصريحات لافروف في إطار فعاليات المؤتمر الرابع عشر لنادي "فالداي" للحوار حول قضية "الشرق الأوسط 2025: التعلم من الماضي وعدم الضياع في الحاضر والتخطيط للمستقبل".

ويشارك في المؤتمر إلى جانب وزير الخارجية الروسي سياسيون من سوريا ولبنان والعراق وفلسطين ودول أخرى في المنطقة. 

مقالات مشابهة

  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • لافروف يكشف عن خطط إسرائيل في غزة والضفة ولبنان وسوريا
  • أمر قضائي من إسرائيل.. قصة حكم بإعدام أم كلثوم (فيديو)
  • ترامب: إسرائيل قطعة أرض صغيرة في الشرق الاوسط
  • حكم بإعدام أم كلثوم.. أحمد موسى يكشف سبب أمر قضائي من إسرائيل
  • الرئيس الجزائري يعلن شروط «التطبيع» مع إسرائيل ويردّ على تصريحات فرنسا المسيئة!
  • حول (ثروة) البرهان المليارية
  • نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. «السيسي»: تثبيت وقف النار يعيد الاستقرار ويمهد لـ«حل الدولتين»
  • تحرك برلماني لمواجهة حملات الإعلام الإسرائيلى ضد مصر