بغداد اليوم- متابعة

انقضى موسم الصيف اللاهب على العراقيين دون ان يتنعموا بتيار كهربائي مستمر يهون عليهم درجات حرارة قياسية، ليحلَّ شهر أيلول الجاري، حاملًا معه آمالهم في زيادة إمدادات الغاز الإيراني إلى مستوياتها الصيفية المعتادة قبل عامين، والبالغة 50 مليون متر مكعب يوميًا، ولكن الشهر قد انتصف دون جديد.

ويبدو أن الوفاء بالالتزام الإيراني لن يكون قريبًا، إذ كشفت مصادر في تصريحات صحفية، ان "الجانب الإيراني يسعى لتأجيل تنفيذ الاتفاق حتى بداية العام المقبل (2024)، بينما يسعى الجانب العراقي إلى تسريع وتيرة المفاوضات".

وكان المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد موسى قد صرّح، في أواخر شهر تموز الماضي، بأن إمدادات الغاز الإيراني سترتفع إلى مستوى يتراوح بين 50 مليونًا و55 مليون متر مكعب يوميًا، قبل نهاية شهر أيلول الجاري وهو لم يتحقق واقعاً ولم يعلق موسى عن ذلك.

يشار إلى أن مستويات ضخ الغاز من إيران إلى العراق -المتعارف عليها- تبلغ نحو 21 مليون متر مكعب يوميًا في فصل الشتاء، وترتفع إلى ما بين 50 و55 مليون متر مكعب يوميًا في فصل الصيف، ولكن هذه الكميات توقفت قبل عامين، مع ارتفاع مديونيات بغداد لطهران.

وكانت أزمة ضخ الغاز الإيراني إلى العراق قد بلغت أشدّها في نهاية النصف الأول من العام الجاري، مع إصرار طهران على الحصول على الأموال المدينة بها بغداد لها أولًا، وخفض الإمدادات إلى أقلّ مستوى لها خلال عام كامل، في أول تموز الماضي.

وفي 11 تموز الماضي 2023، أعلن العراق أن أزمة الغاز القادمة من إيران تشهد انفراجة، مع توقيع اتفاق لمقايضة الغاز الإيراني المستورد بالنفط الأسود "زيت الوقود عالي الكبريت" من العراق، في خطوة تستهدف حل أزمة تشغيل محطات الكهرباء، وتجنّب مشكلات التمويل، التي تصطدم بالعقوبات الأميركية وتعوق السداد.

وأعلنت وزارة النفط العراقية أن الاتفاق يسهم في تحقيق مرونة لعمليات توريد الغاز من إيران، وضمان تشغيل محطات الكهرباء وإنتاج الطاقة بشكل مستقر، ولكن سبقت هذه الخطوة حصول طهران على مبلغ 1.9 مليار دولار من مديونيات بغداد لها.

وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني -حينها- أن العراق أوفى بالتزاماته المالية رغم التعقيدات التي فرضتها العقوبات الامريكية على عمليات التحويل، إذ حولت الأموال إلى حسابات الشركات الإيرانية في المصرف التجاري العراقي.

تفاصيل الاتفاق بين البلدين

بموجب الاتفاق بين البلدين، تزوّد بغداد طهران بنحو مليوني طن من زيت الوقود عالي الكبريت، بالإضافة إلى 30 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، وذلك بداية من شهر آب الماضي، لمدة 6 أشهر، في مقابل الحصول على الغاز الإيراني.

ويأتي زيت الوقود العراقي، الذي تعادل كميته نحو 71 برميل يوميًا، من حقل القيارة النفطي الذي أعيد تشغيله مؤخرًا، ومن الممكن أن تزيد الكميات تدريجيًا.

ويستهدف الاتفاق السماح لطهران بالحصول على المال في مقابل الغاز الإيراني الذي ستحصل عليه بغداد، وذلك لتجنّب الصعوبات التي تشهدها عمليات تحويل الأموال المباشرة، بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على الدفع مقابل الغاز والنفط الإيرانيين.

يشار إلى أن العراق، حتى شهر تموز الماضي، كان مدينًا إلى طهران 12.12 مليار دولار؛ ما أجبر الجانب الإيراني على خفض إمدادات الغاز إلى العراق بأكثر من 50%، بعد أن عجزت عن الحصول على مستحقاتها المالية لديه.

لذلك، استهدف الاتفاق بين الجانبين أن تحصل طهران على مقابل للغاز، وفي الوقت نفسه يضمن العراق استمرار ضخ الغاز الإيراني دون توقّف، لتجنّب حدوث أزمة في قطاع الكهرباء، واستمرار تدفّق الطاقة الكهربائية في البلاد.

وبالنسبة إلى الإيرانيين، يسمح الاتفاق بإضعاف نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، لا سيما مع استمرار ضغوط أمريكيا على العراق للتخلّي عن وارداته من الغاز الإيراني.

وعلى الرغم من ذلك، لم ترفع إيران ضخ الغاز بشكل أكبر خلال الشهر الجاري، وهو الأمر الذي ينتظره العراقيون ضمن الاتفاق بين البلدين، إذ أكدت المصادر أن بغداد تسعى إلى تسريع وتيرة المفاوضات مع الجانب الإيراني، للحصول على الإمدادات ضمن الحدود المتفق عليها، في مطلع 2024، وخلال الصيف المقبل.


المصدر: منصة الطاقة المتخصصة

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الغاز الإیرانی تموز الماضی الاتفاق بین إلى العراق

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني يصل العراق ويزور النصب التذكاري لقاسم سليماني

بغداد - الوكالات
زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العراق اليوم الأربعاء في أولى رحلاته الخارجية، مشيرا إلى عزمه توطيد العلاقات مع الحليف الاستراتيجي لكل من طهران وواشنطن في ظل تزايد التوتر في الشرق الأوسط.

واجتمع بزشكيان مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مستهل زيارة قالت بغداد إنها ستشمل توقيع عدد من الاتفاقيات ومناقشة حرب غزة والوضع في المنطقة.

ويوجد في العراق عدة أحزاب وفصائل مسلحة متحالفة مع إيران حيث تعزز طهران بشكل مطرد من نفوذها في الدولة المنتجة الرئيسية للنفط منذ أن أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بصدام حسين في عام 2003.

ويستضيف العراق 2500 جندي أمريكي، وهناك أيضا فصائل مدعومة من إيران مرتبطة بالقوات الأمنية العراقية. وعانى العراق من تصاعد الهجمات بين الجانبين منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة في أكتوبر تشرين الأول.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن بزشكيان المعتدل نسبيا قبل بدء جولته الخارجية الأولى منذ توليه الرئاسة "نعتزم توقيع عدة اتفاقيات. سنلتقي مع مسؤولين عراقيين كبار في بغداد".

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان إن البلدين سيوقعان مذكرات تفاهم في مجالات مختلفة منها التجارة والزراعة والاتصالات.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله اليوم الأربعاء إنه سيجري توقيع 15 مذكرة تفاهم.

وأضاف عراقجي "لدينا عدة مجالات للتعاون، بما في ذلك القضايا السياسية والإقليمية... والأمنية".

وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن بزشكيان زار نصبا تذكاريا للميجر جنرال الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل في هجوم أمريكي في 2020.

* العلاقات مع الولايات المتحدة

اقتربت الولايات المتحدة وإيران في 2020 من خوض صراع شامل عقب مقتل سليماني في هجوم أمريكي بطائرة مسيرة على مطار بغداد وأيضا ثأر طهران عن طريق مهاجمة قواعد أمريكية في العراق.

وتوصلت واشنطن وبغداد إلى تفاهم بشأن خطط انسحاب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من العراق، وفقا لمصادر مطلعة.

وتتكرر مهاجمة فصائل متحالفة مع إيران في العراق قوات أمريكية في الشرق الأوسط منذ بدء حرب غزة.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن بزشكيان يعتزم أيضا زيارة كردستان العراق، وهي منطقة نفذت فيها إيران ضربات في السابق قائلة إنها قاعدة لجماعات انفصالية إيرانية وكذلك لعملاء إسرائيل.

وحاولت بغداد معالجة المخاوف الإيرانية إزاء الجماعات الانفصالية الإقليمية، وعملت على نقل بعض عناصر هذه الجماعات في إطار اتفاقية أمنية أبرمت عام 2023 مع طهران.

(شارك في التغطية أحمد الإمام - إعداد رحاب علاء وأميرة زهران ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير مروة سلام)

VIEW LESS

مقالات مشابهة

  • رسائل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من العراق
  • الرئيس الإيراني يصل إلى محافظة البصرة
  • الرئيس الإيراني يصل إلى العراق في أول زيارة خارجية له
  • للمرة الأولى منذ 100 عام.. البصرة تستضيف الرئيس الإيراني الجمعة المقبلة
  • الرئيس الإيراني يصل العراق ويزور النصب التذكاري لقاسم سليماني
  • الرئيس الإيراني يصل العراق في أول رحلة خارجية له
  • في أول زيارة له بعد انتخابه.. الرئيس الإيراني يصل إلى العراق
  • الرئيس الإيراني يصل الى العراق في اول زيارة خارجية له
  • أمريكا تخشى النفوذ الإيراني والروسي في العراق بعد الانسحاب
  • الرئيس الإيراني بزشكيان يصل بغداد ويلتقي بالسوداني